
بقلم ساره الحلفاوى ج٤
الفصل الثالث عشر
ماسكة إختبار الحمل المنزلي بين إيديها اللي بتترعش، بتتأمل نتيجتُه و جسمها بيتنفض من الفرحة و الخوف، غمَّضت عينيها وكل تفكيرها في إزاي هتقولُه، طلعت من الحمام لقتُه نايم على بطنه و ضهره العريض كلُه ظاهرلها، مسكت الإختبار و حطته في درج الكومود و قعدت جنبُه على طرف السرير، بصِت لملامحُه و مدت إيديها تمسد على دقنُه، قرَّبت منه و باست عينيه المغمضة برقة، و فجأة بدون مقدمات لقِت نفسها بتتسحب تحتُه، شهقت بخضة و هي بتبُصله و هو بيبُصلها و بيتنفس بسرعة، لما لاقاها هي، إبتسم على خضتها و قال بهدوء:
– مش في مصلحتك يا ليلى تقرّبي مني و أنا نايم .. هفتكرك حد جاي يقتلني .. متنسيش إني ظابط!
حكَّ أنفه بأنفها بلُطف، فـ إبتسمت بتوتر و مرّدتش، قرب لعينيها بشفايفه و باسها بحنان، و قبَّل عنقها فـ غمّضت عينيها و قالت بصوت مهزوز:
– آسر!
– روحُه!
غمَّضت عينيها و هي حاسة إن الكلام واقف على حرف لسانها، و مقدرتش تنطَق، فـ لقِته مسكها من خصرها و رفع وشه ليها بيتأمل في عيونها اللي كلها خوف، فـ قال برفق:
– مالك؟
– مالي!
قالت بصوت مهزوز، مسك دقنها بين إصبعيه و قال بهدوء:
– فيكِ حاجه!!
مردتش .. فـ عانق شفتيها بـ شفتيه، غمّضت ليلى عينيها والدموع إنهمرت على وجنتيها، حس بدموعها فـ بِعد و هو مصدوم، حاوط جنب وشها و هو بيمسح دموعها بإبهامه بيقول بتفاجؤ:
– أفهم إيه من الدموع دي!!
– عايزة .. عايزة أقولك حاجه يا آسر ..
إتعدل و قعد و شدّها من دراعها و قال بهدوء زائف:
– إيه يا حبيبي .. قولي
– أنا .. أنا حامل!!
قالت و إنهارت في العياط و سندت راسها على كتفُه .. و كمِلت بحرقة:
– مش قادرة أتخيل إن إبني هييجي و أبوه كاره وجوده!
حسِبت بجسمه إتخشب، خافت ترفع عينيها فيه .. بتستخبي منه فيه! لحد مـ حست بيه بيمسك دراعها، و بيبعدها عنه بهدوء، بصتلُه بعينيها الحمرا، و ملقتش تعبير واحد على وشه، و حتى مكانش باصصلها، كان باصص قدامه بجمود خوِفها منُه، محستش بنفسها غير و هي بتقول بألم:
– أنا عايزاه يا آسر!
بصلها للحظات، عشان ينطق بعدها ببرود:
– أنا ولا هو؟ إختاري و إبقي قوليلي قرارك!!
كان لسه هيمشي فـ مسكت إيديه بتقول بصعقة:
– بتقول إيه؟!
– اللي سمعتيه! .. إبعدي إيدك!!
قال بنفس الجمود، فـ صرّخت فيه:
– مش هبعد! إيه اللي قولته ده؟؟ بتخيّرني بينك و بينُه إزاي؟ أنا عايزه أفهم هو ده إبني لوحدي يا آسر؟!!
– إعتبريه!
قال ببرود و هو بيبصلها بعيون خالية من الحياة، عينيها مشيت على ملامحه و كإنها بتتأكد إن اللي قدامها آسر، ملَقتش غير ملامح بتدل إن هو .. و حتى ملامحه إتغيرت! قالت و قلبها بينزف:
– إنت مين؟
بكت من قلبها و هي بتسأله بصوت خافت:
– آسر فين؟
كاد أن يلين قلبه، و عشان ميضعفش قصاد دموعها بعد إيديها و سابها و قام و رزع باب الحمام وراه! فضلت تبكي و طلعت برا الجناح و هي بتسند على الحيطة و حاسه إن رجلها مش قادرة تشيلها، غمّضت عينيها و حسِت إن الأرض بتلِف بيها و كإن في موجة ضلمة بتبلعها من غير رحمة، إستسلمت ووقعت على الأرض جنب السلم مُغمى عليها تمامًا، الخدم سمعوا الصوت جريوا عليها كلهم، و جريت واحد فيهم لجناحهم و فضلت تخبَّط لحد مـ فتحلها آسر و الغضب مالي وشه!:
– إنتِ إتجننتي بتخبطي كدا ليه!!
قالت و عينيها فيها دموع خوف على ليلى:
– ليلى هانم .. وقعت!!!
سكون تام عمّ قلبه و ودنه، لحظات الصدمة فيهم كانت بتنهـ.ش فيه، و من غير ما سمع حاجه طلع يجري على برا و لاقاهم فعلًا متجمعين حواليها بيحاولوا يفوقوها، صرّخ بصوت جهوري!:
– إبـعـدوا عـنـهـا!!!!!
بعدوا على الفور، الرؤية قُدامة بقت واضحة وشافها و هي مرمية على الأرض قُصادُه كإنها جُــث.ـة!!! إتسمر للحظات و أدرك نفسه بعدها فـ ميّل عليها و شال جسمها بين إيديه و هو بيحاول يتحلى بالصبر، دخل الجناح و منه على أوضتهم و حطها عليها برفق، رفع ركبته و سندها على السرير وقرّب منها، مسح على شعرها وهو بيراقب شحوب وشها، مسك إزازة ماية كانت على الكومود و حط منها شوية على إيده و مسح بـ باطن إيده على وشها و هو بينادي بـ رفق:
– ليلى!
و من غير أي إستجابة، و القلق بياكل في قلبه!، مسك تليفونه و عمل مكالمة و أول مـ الخط التاني إتفتح قال بكُل جبروت:
– دكتورة دُنيا .. سيبي أي حاجه في إيدك و تعالي! أقل من خمس دقايق و تبقي عندي!
مسمعش منها غير حاضر، و قفل بعدها، قعد جنبها و قال و هو بيمسد على وشها:
– ليلى .. مكُنتش جنبك .. مكُنتش جنبك و إنتِ بتُقعي، الأرض شالتك بدل إيدي!
فضل جنبها لحد مـ الباب خبَّط، قام فتح و لقى الخادمة جايبة دنيا، قال بضيق و هو ماشي و هي وراه:
– إتأخرتي!!
قالت بكل عفوية:
– أنا جاية بجري يا آسر بيه!!
– شوفي مالها!!
قال بإختصار!، فـ كشفت عليها و إستغرق الأمر ربع ساعة، و قالت بعدها بهدوء:
– دي أنيميا .. و حادة! هي عندها الـ period ؟
– لاء .. حامل!
قال بهدوء و قعد على الكنبة، فـ إتوسعت عينيها وقالت:
– حامل! .. طب يا آسر بيه المدام لو فضلت بالحالة دي هتسقّط لا محالة! لازم تاكل كويس ترتاح و تنام كويس! و لازم تتابع مع دكتور عشان تاخد الڤيتامينات اللازمة!
– هتفوق إمتى؟
قال بجمود، فـ قالت بهدوء و هي بتبصلها:
– مش هتطول، سيبها مرتاحة لحد ما تفوق براحتها!
– قال بهدوء:
– تمام!!
خلَّى واحدة من الخدم توصّلها .. و رجع لـ ليلى لاقاها بتفرك عينيها و بتفوق، و كإن الحياة رجعت لـ قلبه و روحه تاني، و في لحظة كانت خطواته سريعة ليها وقعد على السرير قدامها و حاوط وشها و هو بيقول بكُل لهفة:
– أخيرًا!! إنتِ كويسة؟ .. قوليلي حاسة بإيه!!!
مسح على وشها بحنان و هو بيبُص لـ الإعياء و التعب اللي على وشها، فـ مسك إيده اللي على خدها و بعدتها، و بصتله بجمود و قالت:
– أنا عايزة أتطلق!!!!
– إيه؟
مكانش مستوعب اللي هي قالتُه و الكلمة اللي نطقتها، فـ تابعت بنفس الجمود:
– مش إنت خيَّرتني بينك و بينه؟ و أنا إخترته هو!!
حَس بـ عصرة غريبة مؤلمة في قلبه، رفعت ليلى عينيها تبُص لعينيه اللي كانت تايهة بشكل غريب على شخصية آسر الخولي،
منطقتش فـ قال بصوت مهزوز:
– إنتِ .. بتتكلمي بجد؟
بللت حلقها و قالت بهدوء ظاهري:
– أيوا!!
– يعني إختارتيه؟ طب وأنا .. أنا آسر حبيبك، مبقتش فارق معاكِ؟
قال و هو بيحاوط وشها و تقاسيم وشه كلها وجع، إرتجفت عينيها للحظات و لكن قالت بعدها بجمود:
– إنت اللي عملت كل ده .. و إنت اللي حطيت نفسك في المقارنة دي!!
– أنــا عــمــلـت كـدا عـشـان مكنش عندي شــك واحـد في المية إنك هتـختـارينـي!!!
إرتجفت من عصبيتُه، لقتُه قام من قدامها و محسِش بنفسه و هو بيمسك مزهرية و بيرميها بكُل غضب في الأرض فـ نزلت حِتت مُتهشمة، ليلى إتخضِت و هي أول مرة تشوفه بالحالة دي بعد ما شافته بيضرب منير، مكتفاش بالمزهرية .. بإيدُه زاح كل اللي كان على التسريحة، وأنفاسُه عالية و صدره بيعلى و يهبط،
ليلى وسط خوفها .. رُعبها منه قامت و هي بتصرخ فيه:
– آآآســر!!!!!!!
و من غير مُقدمات مسكت ياقة قميصُه و نزِلتُه لمستواها و خدته في حضنه، راسه كانت على كتفها و هي بتمسح على شعره من ورا و بتهمس بصوت مُتقطع:
– شششش إهـ.. إهدى!!!
حاوط خصرها و في بركان في قلبه، صدرُه بيعلى و يهبط، فضلت حاضناه أكتر من رُبع ساعة، لحد ما لقتُه بيهمس بـ ألم لأول مرة تحسُه في صوته:
– إنسي .. إنسي إني أفرَّط فيكِ!!
سِكتت، فـقال و بيدفن أنفه في رقبتها:
– لا هسيبك تمشي و لا هسمحلك تبعدي عني خطوة واحدة، إنتِ مكانك في حُضني .. مكانك جوايا يا ليلى!!!
قُبلات وزعها على رقبتها و هو بيقول:
– هحاول أتأقلم على وجودُه عشانك إنتِ!
غمَّضت عينيها و هي حاسة إنها بتدوب بين إيديه، حاولت تبعد عنه إلا إنه كان بيشدد على حُضنها مانعها من الخروج، فـ إستسلمت لحُضنه و همست:
– هخليك تحِب وجودُه، مش مُجرد تتأقلم!! إبنك يا آسر .. حتة مني و منك!!!
بِعد عن رقبتها و حاوط وشها و هو مقرب شـفايـ.فه من شفايفها و بيقول:
– أنا مكُنتش عايز حد يشاركني فيكِ! حتى لو كان إبني!!
لسه كانت هتتكلم و هي حاسه إن تفكيره هيجننها لحد ما لقِته بيلتهم شفتيها بجوع ممزوج بحنان رهيب، غمَّضت عينيها و حاوطت عنقه أول ما شالها بين إيديه، حطها على السرير من غير ما يبعد عن شفايـ.فها، ليلى تداركت الموقف و حطت إيديها برقة على صدرُه عشان تبعِدُه، فـ بِعد فعلًا بُناءً على رغبتها إلا إنه بصِلها بإستغراب و كإنه بعينيه بيسألها بتبعده عنها ليه! لحد مـ قالت بخجل رهيب و صوت رقيق:
– آسر .. مش .. مش هينفع عشان أنا في أول الحمل!!
بصِلها للحظات و بعدين أوما بتفهُّم، نزل على راسها باسها و بِعد عنها، طفى النور و نام على ضهرُه وحط دراعه على عينُه، قرَّبت منه و حطت راسها على صدرُه جنب رقبته، باست دقنه و همست بحنان:
– مش هتاخُدني في حُضنك طيب؟
و بدون مناقشة كان بالفعل بياخدها بين ذراعيه و بيدفنها جواه، بيمسح على شعرها لحد ما نامت و فضل هو يتأملها لحد م النعاس غلبُه..!
#الفصل الرابع عشر
بتجري حافية على أرض كُلها شوك، رجليها متغرَّقة د.م و نفَسها بيتقطَّع و هي بتميّل لقُدام بتحاول جاهدة تدخّل أكبر قدر من الأكسچين جوا رئتيها، عينيها وقعت على بطنها المنتفخة، حطت إيديها عليها و هي منهارة من العياط و حاسة إنها بتخسرُه، مش هاممها نفسها أد ما هاممها وجودُه، ندهت على مُنقذها الوحيد و هي بتقول بحروف متقطِّعة:
– آ ..آسر .. آآآآســـر
وقعت على الأرض و حسِت بـ خيط د.م دافي بينزل منها، و محسِتش بعدها بـ حاجه!!!
قام من نومُه مذعور، وشُه بيتصبب عرق و بداية صدره اللي بيعلى و ينزل، بَص جنبه لاقاها بتفتح عينيها بخضة، و حطت إيديها على كتفه و هي بتقول:
– في إيه يا حبيبي؟
متكلمش، شدّها من دراعها و خدها في حضنه، كان بيعصُـ.ر عضمها من كتر الخوف عليها، حضنته و هي بتربت على ضهره و بتقول برفق:
– إهدي يا حبيبي .. إستعيذ بالله من الشيطان الرچيم و إهدى!!
غمّض عينيه فـ خرجت من حضنه بهدوء و حاوطت وشُه، و بحنان رهيب طبعت قُبلات على خدُه، و بلُطف خدت راسه في حضنها و مسحت على شعرُه و رتلت آيات من الذكر الحكيم على مسامعه لحد م سكن قلبه و جسمه و نام!!
• • • • •
– الجنين مش في أفضل حالاته .. واضح إنك مبتتغذيش كويس!
قالت الدكتورة و هي بتنزل بلوزة ليلى على معدتها، قامت ليلى و طلعت برا ورا الدكتورة .. وقفت جنبُه و قالت بـ بعض القلق:
– يعني .. في خطر عليه!!
قالت بهدوء:
– الخطر هيفضل موجود في أول الشهور، و قلة تغذيتك هتزود الخطر ده! و ممنوع تمامًا أي علاقة زوجية تحصل بينكوا اليومين دول!!
قالت ليلى بخجل:
– أنا عارفة يا دكتور .. مافيش حاجه فعلًا بتحصل أنا .. أنا خايفة عليه أوي!!
قالت الدكتورة ببرود:
– هكتبلك ڤبتامينات تواظبي عليهم و إن شاء الله خير!
خد آسر الروشتة من الدكتور و مسك إيد ليلى اللي شكرت الدكتورة و مشيت معاه، حاوطت دراعه و قالت ببراءة:
– أنا خايفة عليه أوي يا آسر! مش هستحمل فيه حاجه!!
قال آسر بضيق حاول يكتمه:
– ليه عليه؟ ليه مش عليها؟! مش يمكن تطلع بنت!!
.إبتسمت بهدوء و قالت:
– يمكن يا حبيبي!
و كملت بشقاوة:
– آسر إنت بتغير من إبنك بجد!!
بصلها و متكلمش فتحلها باب العربية ف وقفت على أطراف صوابعها و إدته قُبلة رقيقة على خدُه و ركبت بسُرعة، إبتسم و قفل الباب، لف الناحية التانية عشان يركب و أول ما ركب مسك إيديها و فتحها وقبّل باطنها عدة قبلات متتالية، إبتسمت ليلى فـ بصلها و قال بحُب باين في عينيه:
– أنا بحبك أوي .. أوي يا ليلى!
كمل بعد م قبّل رسغ إيديها:
– أنا عندي إستعداد أخسر أي حاجه إلا إنتِ!
قلبها داب من رقتُه معاها و كلامه اللي كانت محتاجة تسمعه، قربت على أد ما قدرت و سندت راسها على كتفه بعد ما طبعت قبلة حنونة جنب شفتيه، قبّل جبينها برفق و مشي بالعربية، وقف عند صيدلية و نزل يجبلها العلاج، أخَّر شوية فـ رجع بسرعة العربية إلا إنه .. مالقهاش!!!! بص في العربية بـ صدمة و فعلًا هي مش فيها!!!، بص حواليه مش لاقيها، و بصوت جهوري عالي نادى:
– لــــيـــلـى!!!!
مشي خطوات على جانب الطريق بعد ما رمى كيس العلاج في العربية بطول دراعه، لاقاها قاعدة على ركبتها قدام طفلة صغيرة بتبكي، آسر كان فقد آخر ذرة من صبره، و بعنف شدها من دراعها فـ إتخضت ليلى و بصتله بصدمة خصوصًا بعد زعيقه فيها:
– بــتـعـمـلي إيـه!!! إيه اللي نزلك من العربية ردي عــليــا!!!
بصتلُه بصدمة للحظات، إلا أنها قالت و هي بتتحاشى عينيه المخيفة:
– إبعد يا آسر!!
ساب إيديها بضيق فـ رمقته بتجهُم و رجعت للبنت اللي بتجهش في البكاء، قومتها و قالت بحنان:
– طيب يا حبيبتي قوليلي بابا إسمه إيه و أنا هوديكي عنده!
قالت البنت ببكاء:
– بابا .. بابا إسمه زين!!
– زين إيه؟
قالت و هي بتمسح على شعرها بتحثها على الحديث، فـ اتكلمت البنت بصوت مُتقطع!:
– زين آآ .. بــابــا..!!!
جريت على شخص كان جاي مُسرعًا ناحيتها، لفت ليلى وشها و تنهدت براحة، و إبتسمت لما لقت الأب بيحضن بنته بكل لهفة، إفتكرت أبوها اللي كان بيحضنها كل مرة بنفس الطريقة، لقِت البنت بتشاور عليها، وبعدها قرّب المدعو زين و هو شايل بنته و بيوجه كلامه لـ ليلى:
– مش عارف أشكُرك إزاي!
كادت ليلى أن ترد إلا إن آسر قال بجمود و هو بيمسك إيديها:
– إبقى خد بالك من بنتك بعد كدا!!
بصله زين بـ بعض الضيق و قال:
– مش قصة آخد بالي منها، هي شقية و آآ!!!
بـ.تر آسر عبارته لما قال بإيجاز:
– حصل خير!!
و شد ليلى عشان تمشي وراه و مشيت فعلًا و هي بصَّه لضهره العريض بضيق، و أول ما وصلوا عند العربية، فتح الباب بتاعها و قال بصوت مش مُبشر:
– إركبي!!
بصت لإيديها اللي عليها صوابعه للحظات و بعدها ركبت، قفل الباب وراها بكل عنف لدرجة إنها إنتفضت من مكانها، إستغربت لما لقته بيطلع سيجارة من علبة سجايرُه و بيشربها كإنه بينفث غضبه فيها، و بيمشي لقدام خطوات و يرجع بعدها و هكذا، عايزه تنزل و في نفس الوقت خايفة من معالم الغضب اللي شايفاها على وشه، هي عارفه إنه خاف عليها، بس غمغمت بضيق:
– أنا مش صغيرة عشان يخاف عليا الخوف ده كلُه!!
خلّص سجارتين و هو واقف، رجع العربية بعدها و ركب بعد ما رزع الباب، بصتلُه ليلى بتوجس فـ بدأ يسوق من غير ما يتكلم، عدت دقيقتين فـ إتكلمت ليلى بحُزن:
– أنا لاقيت بنت صغيرة قاعدة بتعيط على جنب، كان لازم أنزل و أشوف مالها ..
رفعت وشها ليه وقالت:
– ليه مكبر الموضوع!!!
هنا مقدرش يتحكم في أعصابه، ضرب المقود بعِزم ما عنده و صاح بـ صوت خلاها تترعب:
– مـــكــبـر الـمـوضـوع!!! لما أرجع و ملاقكيش في العربية فجأة كدا أبقى مكبر الموضوع! لما مراتي تختفي في ظرف دقايق أبقى كدا مكبر الموضوع!!!
غمضت عينيها بتخبي رعشة إيديها بين ركبتيها، داس على البنزين بقوة فـ العربية سرعتها زادت جدًا، في اللحظة دي دموعها نزلت و قالت بصوت بيترعش خافت .. سمعُه:
– خايفة .. يا .. آسر ..!!!!
هدّى السرعة و صوتها كان زي القلم اللي نزل على وشُه، صوتها المليان بالخوف لدرجة إنه طالع مهزوز خايف!!! خطف نظرة عليها لاقاها مغمضة عينيها ضامة إيديها اللي بتترعش لـ صدرها! إتنهد و هو بيسب نفسه في سره إنه زود سرعة العربية بالشكل ده. هو عارف حادثة أبوها و أمها، وصلوا القصر فـ نزل آسر و كيس العلاج في إيده، لاقاها لسه على حالها فـ لف و فتح باب العربية، قعد قدامها على ركبته و مسح على شعرها بحنان بيقول:
– إنتِ كويسة؟
مردتش عليه، فـ بص لـ إيديها اللي بتترعش، و في ثواني كان بيحط دراعها تحت ركبتيها و التانية حاوط بيها خصرها و شالها بين إيديه، قفل باب العربية برجله و مشي بيها بيقربها منه فـ سندت راسها على صدره و إيديها اللي بتترعش حاوطت بيها رقبته، خبط الباب برجله عشان واحدة من الخدم تفتح، وفعلًا فتحت على طول، دخل آسر القصر و طلع على جناحهم، دخل أوضتهم و حطها على السرير بهدوء، لاقاها مغمضة عينيها، مسك إيديها الإتنين وطبع عليهم قبلات رقيقة، مسح على خصلاتها فـ فتحت عينيها، بصتله بعينيها الساحرة، و قالت بخفوت:
– أنا أسفة إني خوفتك عليا، مكنتش .. أقصد .. أنا آآ!
حط سبابته على شفتيـ.ها، و نطق بصوته الرجولي المبحوح:
– إنسي!
بص لعينيها اللي بتقـ.تلُه، و نزل بعينيه لـ ملاذُه .. شـفـ.ايفها، و ممنعش نفسه إنه يعانقهم بـ شفتـ.يه بـ قبلة رقيقة مندفعة مشتاقة .. جمعت بين اللطف و اللهفة، بادلتُه قبلته بقلة خبرة منها فـ إبتسم و بِعد عنها عشان ميتهورش، سند جبينه على جبينها و قال بإبتسامة:
– الواد ده بيقطَّع عليا!! من قبل م يشوف الدنيا و هو مانعني عنك أهو!
إبتسمت و حاوطت وشُه العريض و همست برقة:
– مؤقتًا!!
إتنهد و قال بشوق:
– لحد إمتى!
قالت بنفس الرقة:
– يعني .. أول تلات شهور كدا!!
فتح عينيه و بعد عنها بصدمة ساند كفيه جنب راسها:
– إيــه!!! بتستعبطي؟!
ضحكت من قلبها فـ قال بحدة:
– ليلى!! متهزريش عشان أنا عندي إستعداد دلوقتي و يتفلق هو بقى!!!
قالت بسُرعة:
– إنت الواحد مينفعش يهزر معاك أبدًا! أكيد يعني بهزر مش للدرجة دي!! هو أول أسبوع بس!
– عدى منه أد إيه؟
قال بضيق، فـ شاورت ببراءة بصوابعها رقم إتنين، فـ قال بعد تنهيدة:
– يعني فاضل خمسة .. ماشي!
إبتسمت و حاوطت رقبته و هي بتقول بلُطف:
– عايز تسميه إيه؟
قال بضيق:
– مش في دماغي إسم .. اللي تحبيه إنتِ!
مسّدت على وجنتُه برفق و قالت:
– لو عليا .. عايزه أسميه آسر!!
– إشمعنا!
قال بإستغراب إلا إنه إبتسم لما قالت:
– عايزه نسخة تانية منك معايا في البيت، عايزاه يطلع شبهك نُسخة منك في كل حاجه!
سرَح فيها لثواني و قال بعدها بهدوء:
– مش عايزُه زيي .. أنا فيا حاجات وحشة كتير مش عايزها تبقى فيه!
نفت براسها و قالت بحنان:
– كل الحاجات الوحشة اللي بتقول عليها دي في عنيا مميزات مش عيوب!
– إنتِ أحلى حاجه في حياتي!
قال و هو بيدفن وشُه في عنقها .. و دراعُه بيحاوط خصرها، إرتجف بدنها لما همس برجولية بحتة:
– وحشتيني أوي .. ده أنا هطلّع عين أهلُه لما ييجي على العذاب اللي أنا فيه ده!!!
ضحكت من قلبها و حطت إيديها على ضهرُه العريض و مسِّدت برقة عليه و قالت بإبتسامة:
– طب يلا ننام؟
إتنهد و وزَّع عدة قبلات على بشرة عنقها و قام قـ.لع قميصُه قدامها فـ إتخضت و قالت:
– بتقـ.لع ليه؟
– هنام بالقميص يعني!
قال بسُخرية، فـ إطمنت شوية .. مدت إيديها بغنج و هي بتقول بدلع:
– إستنى تعالى قوِّمني أغير هدومي
مسك إيديها و مال عليها و هو بيقول بخبث:
– و تقومي وتتعبي نفسك ليه .. أنا هجييلك البيچامة و ألبسهالك أنا يا حبيبتي!!!
جحظت بعينيها و قالت و هي حاطه إيديها على صدرُه عشان تبعدُه:
– لاء لاء .. خلاص أنا هقوم إوعى طيب .. إوعى يا آسر!!!
– إنسي .. يا قلب آسر!!
و فعلًا سابها و في ثواني كان جايب البيچامة بتاعتها كانت هي بالفعل قامت من على السرير إلا إنها ملحقتش تهرب، كان هو وِقف قُدامها و حَط بيچامتها على السرير و إبتدى يفُك زراير قميصها البُني، حطت إيديها على إيديه بتمنعه يكمل و هي بتقول برجاء:
– آسر سيبني!
– أنا عامل على صحتك يا حبيبي!
و كمِل فك في زراير قميصها .. كانت حاسه إنها هتعيط لما فتح القميص كله و بقِت واقفة قدامه بلبسها الداخلي العلوي بس، شال القميص كلُه و هو بيبتسم على وشها الأحمر و عينيها اللي بتتهرب من عينيه و إيديها اللي بتحاول تغطي جسمها، قال و الإبتسامة مرسومة على وشُه!:
– بتغطي إيه! هو أنا يعني أول مرة أشوف جسمك؟!
كلامه زوِد خجلها أكتر، و بإيديه الباردة ضد جسمها الدافي كان بيحاول يفُك زرار البنطلون!! هنا ليلى صرّخت و كإنه كهربها، و مسكت إيده و بعدتها عنه و إنفجرت فيه:
– إياك!!! مستحيل!! إنت .. إنت قليل الأدب والله!!
إبتسم بإستمتاع و قال:
– في زوجة محترمة مؤدبة تقول لجوزها إنت قليل الأدب!
– و في زوج محترم يقـ.لّع مراته البنطلون!!!
هنا إنفجر من الضحك لدرجة إن راسه رجعت لورا، قرب منها و قال و هو بيغمز لها:
– تصدقي عندك حق! بيقلّـ.عها حاجات تانية!!!
– آســر!!!
صاحت بغضب ممتزج بخجل و كل معالم الحياء إترسمت على وشها، حاوط وشها و قال بإبتسامة:
– يا عيون آسر!!!
– إبعد عني!!
قالت بضيق و هي بتبعد إيدُه، مسك زرار البنطلون تاني و قال:
– يلا بقى متتعبنيش عايزين ننام!!
مسكت إيده و قالت برجاء:
– آسر عشان خاطري!! عشان خاطري إبعد!!
– ليلى إنتِ مراتي بلاش هبل ع المسا بقى!!
قال بصرامة خلِتها تبعد إيديها و تسكُت و هي باصة في الأرض بخجل ممزوج بحُزن، و فعلًا خلّص مهمتُه و إبتدى يلبِسها البيچامة، و هي لسه واقفة مش بتتكلم منزلة راسها، مسك دقنها ورفع وشها ليه و قال بحنان:
– بتنزلي عينك ليه؟ عينك و راسك مينزلوش أبدًا!!!
بصتلُه للحظات بحزن و ضيق، لحد ما شالت إيده و نامت على السرير من غير ما تقولُه كلمة! إتنهد و طفى الأنوار و راح ينام جنبها، كانت مدياه ضهرها فـ حاوطها من ورا و قرّبها منه، قبّل وراء ودنها و همس برفق:
– ليلى .. حبيبي!
– نعم!
قالت بحُزن، فـ قال بحنان:
– زعلانة مني؟
– أيوا ..
ضمها أكتر لصدره و دفن راسه في شعرها، و قال بهدوء:
– طب أنا عملت إيه؟
– إنت عارف إني بتكسف زيادة يا آسر!! ليه دايمًا بتصمم تكسفني أكتر!
قالت بطفولية حزينة .. فـ لفّها ليه و قال بحنو:
– بكسفك زيادة عشان متتكسفيش مني تاني! عشان أنا جوزك!! عشان تتكسفي من أبوكِ الله يرحمه لو عايش بس مش مني!
بصتلُه بعينيها اللي واخدة لونها من لون البحر الصافي، و قبل ما تهمس بحُزن كان بيميل على جفونها و بيزرع عليها ورود من شفتيه، إبتلعت باقي الكلام جواها، بِعد عنها و قال بحنو:
– أنا آسر يا ليلى .. تتكسفي من آسر!!
كمِل بـ مُزاح:
– و بعدين والله أنا يترفعلي القُبعَّة! قِدرت أقاوم و أنا بغيّرلك هدومك عشان البيه اللي قارفني من قبل ما ييجي! مش عارف بصراحة عِرفت أسيطر على نفسي إزاي قدام الحلاوة دي!
إتنهدت و دفنت راسها في صدرُه و همست:
– أنا بحبك أوي يا آسر!
إتنهد براحة و مسح على شعرها و هو بيضمها أكتر ليه، نزل بشفايفُه جنب ودنها و قال بحنان:
– بموت .. فيكِ!!!
• • • •
– والمهمة دي هتبقى كام يوم؟ إسـبـوعـيـن! ليه! طيب طيب خلاص مش هترغي معايا .. سلام!!!
و رمى التليفون من إيده على الكومود، صحيت ليلى على صوته فركت عينيها بنعاس و قالت بصوتها الناعس:
– مالك يا حبيبي؟ في حاجه ولا إيه!!
مال عليها و حاوط إحدى وجنتبها و خطف قبلة من شفايفها و بعدها قال بهدوء:
– مافيش حاجه يا حبيبي .. كملي نوم لسه بدري، أنا نازل شُغلي و مش هتأخر إن شاء الله!
أومأت بهدوء:
– طيب!!
إبتسم إبتسامة زائفة و دخل ياخد شاور، كانت هي قامت من على السرير و راحت المطبخ بسرعة تحضرلُه فطار، و بالفعل حضرت فطار في نص ساعة و طلعت عشان تقولُه، لقِته واقف قدام المرايا بيشمّر أكمام قميصُه، مشيت ناحيتُه و حضنته من ضهره إبتسم و رش من عطرُه و قال بهدوء:
– كنتِ فين؟
قالت بهدوء و هي بتستنشق ريحته اللي بتعشقها:
– كنت بحضرلك الفطار!!
لفِلها و قال بحنو:
– بس أنا مطلبتش! قولتلك نامي إيه اللي هيصحيكِ من دلوقتي!
قالت بحُب:
– هنام و أسيبك تنزل من غير فطار؟ مينفعش يا حبيبي!
– أنا متعود على كدا!
قال و هو بيمسد على شعرها، فـ قالت بلُطف:
– بس ده كان قبل م أنا آجي!! دلوقتي مش مسموح تنزل من غير فطارك و قهوتك!!
– إيه الدلع ده كلُه!
إبتسمت و هي بتتأمل وسامتُه، و بعدين مسكت إيدُه و قالت:
– يلا عشان ننزل نفطر قبل ما الأكل يبرد!
مسك مفاتيحه و تليفونه و مشي معاها، أول ما شاف الفطار قال بإبتسامة:
– عملتي ده كلُه في نص ساعة يا قردة!!
قالت بإبتسامة شقية:
– عيب عليك!! أقعد يلا!!!
قعد و قعدت على الكرسي جنبُه، إلا إنها في لحظة كانت بتتشد في حضنه و قاعدة على رجلُه، بيقول بهدوء:
– قولتلك قبل كدا و انا معاكِ مافيش قُعاد غير على حِجري!
إتنهدت بقلة حيلة، و مسكت المعلقة و إبتدت تأكلُه، و عمل هو العكس بعد شوية، لحد ما شِبع و قال بحُب:
– الحمدلله .. تسلم إيدك يا حبيبتي!
قام فـ وقفت قُصادُه و قالت و هي بتحاوط رقبته واقفة على أطراف أصابعها بتقول بـ حزن:
– هتمشي يا حبيبي؟
حاوط خصرها و حضنها لدرجة إن رجليها إترفعت عن الأرض، قال بحنان:
– مش هتأخر!
أومأت بهدوء و هي محاوطه رقبته:
– هستناك!
مشي بيها لحد باب القصر و هي لسه في حضنه، نزلها قدام الباب و حاوط وشها و باس راسها، و بص في عينيها و قال:
– حطيت طقم حراسة جديد بدل البهايم اللي كنت مشغلهم، فـ متخافيش .. و لو حسيتِ بأي حاجه غلط كلميني!
أومأت له بإيتسامة ناعمة و قالت:
– حاضر يا حبيبي متقلقش
إتنهد و هو عايز يقولها إنه مش قلقان .. ده مرعوب عليها! ضم راسها لصدرة لثواني و بعدين سابها و مشي!!
لما مشي طلعت غيرت هدومها و لبست أسوأ حاجه عندها، بنطلون بيچامة كاروهات أحمر في إسود و بلوزة زرقة مالهاش علاقة بالبنطلون، ربطت راسها و إستغلت إن الخدم مش موجودين، روّقت و كنست الڤيلا كلها، فضلت أربع ساعات متواصلة بتروّق لحد ما وقعت على كنبة، وشهقت فجأة لما عينيها جات على بطنها و قالت:
– نهار منيل!!! ده أنا حامل!!! يا خرابي الواد هينزل!!!!
و فجأة ربتت على بطنها و هي بتنهج و بتقول:
– إنت كويس يا حبيبي؟ أنا نسيتك أنا أسفة والله!!!
إبتسمت و خبطت مقدمة راسها بتلعن غبائها، خدت نفس عميق و بصت في تليفونها و هي مستنية مكالمة واحدة منه، إلا إنه متصلش، و مش عايزة تتصل هي، قامت و طلعت جناحها جابت منامية وردية قصيرة، و خدت Perfums و body lotions
و دخلت تاخد شاور، طلعت لقتُه رن مرتين، سرحت شعرها الإول و بعدين رنت عليه، و أول ما رنت فتح الخط، لسه كانت هتتكلم بس سمعت صوت نفسُه عالي جدًا، قلقت عليه، فـ قالت بلهفة:
– آسر ..؟!!
لسه صوت نفسه عالي جدًا، فضلت ساكتة لحد ما سمعته بيقول بصوت مُتقطع:
– إنتِ .. كويسة!!
– أنا كويسة!
قالت بحنان، فـ قال بصوته الأجش:
– وحشتيني!!
– و إنت كمان يا حبيبي!
قالت برفق، و إسترسلت:
– أحضّر الغدا؟
– هجيب و أنا جاي! متقفيش في المطبخ و متعمليش حاجه!
قال بهدوء، فـ ضحكت بـ سُخرية و هي متأكدة إنه لو عرف اللي عملته من شوية مش هيسكت، إلا إنها قالت بلُطف:
– يا حبيبي أنا مش هتعب .. أنا آآ!!
بـ.تر عبارتها لما قال:
– مش هعيد كلامي يا ليلى، أنا هجيب و أنا جاي!
– طيب!!
قالت متنهدة بيأس من إقناعه، تمتمت بعدها بشوق:
– هتيجي إمتى طيب؟
– يعني .. ساعتين تلاتة وجاي!!!
– طيب!!!
– سلام يا حبيبتي!
– سلام يا حبيبي!
قفلت معاه و فضلت تسرح في شعرها و هي بتبص لنفسها بإعجاب، الشورت البينك الضيق و اللي واصل لما قبل منتصف فخـ.ذها، و الكنزة الخفيفة اللي بحمالات من نفس اللون مع أبيض، سابت شعرها منسدل على ضهرها و نزلت تتفرج على مسلسلها المفضل، قعدت على الكنبة، مرت ساعة .. ساعتين لحد ما غلبها النعاس، نامت على الكنبةإيديها اللي ماسكة الريموت واقعة من الكنبة جنبها، دخل آسر بعد ما دس المفتاح في الباب ماسك في إيده أكياس كتير، شافها نايمة إبتسم و حط الأكياس على السفرة و قرب منها، عينيه مشيت على كل تفصيلة فيها، إتنهد و ميّل عليها و مسح على شعرها بحنان، و شفايفة لمست جبينها بـ قبلة حنونة، قعد على ركبته قدامها و مسك الريموت حطه على جنبه و طلع إيديها جنبها عشان متوجعهاش، مسد على خدها و قال بحنان:
– ليلى .. قومي يا حبيبي!!!
فتحت عينيها و إبتسمت و بتلقائية فردت دراعها و قالت بصوت ناعس و عينين نايمة:
– جيت يا آسر؟! وحشتني!!!
و بدون نقاش كان بيحضنها، هو محتاج الحضن ده أكتر منها، مش قادر يصدق إنه هيفضل بعيد عنها إسبوعين .. إذا كانت الساعتين تقيلة على قلبُه!!
غلغلت صوابعها في شعرُه و إحساس جواها بيقولها إنه مش كويس، فـ سألته برقة:
– فيك حاجه؟
أخد نفس عميق، و بِعد عنها و هو بيبتسم نص إبتسامة بيمسد على وجنتيها، و بيقول بهدوء:
– يلا عشان ناكل قبل م الأكل يبرد!!
بصتلُه في عينيه للحظات، و هي متأكدة تمام التأكيد إنه .. بيكدب و مخبي حاجه عليها!، إلا إنها جارتُه و قالت بهدوء:
– يلا!!
قام معاها، إتغزل فيها أول ما قامت و قال بنبرة شقية:
– إيه الطعامة دي؟ باربي عندي في البيت يا ولاد!!!
إبتسمت بخجل و تمتمت:
– شُكرًا شُكرًا!!
و من ثم قالت بفضول و هي بتفتح الأكياس على السفرة:
– جايب إيه بقى؟
حاوط خصرها بإيد واحدة و سند دقنه على كتفها و هو بيقول بهدوء:
– حمام محشي و فراخ مشوية!!
مخدتش بالها من قربُه الكبير منها و هي بتبص في الأكياس بصدمة:
– مش هناكل كل ده يا آسر!! حد قالك عليا ديناصور!!!
طبع قبلة على جانب عنقها و قال بنفس الهدوء:
– كُلي يا حبيبتي .. إنتِ بتاكلي ليكِ و ليه مش ليكِ بس!!!
أدركت مدى قُربه فـ إلتفتت ليه بهدوء، و أول مرة متبعدوش بخجلها المعتاد، و على العكس تمامًا خدتُه في حُضنها بتمسح على مؤخرة عنقه مغمضة عينيها، و هي حاسه إنه محتاج الحضن ده بشكل كبير، و فعلًا غمّض عينيه و حاوط خصرها بقوة مكانش مدركها، بقوة لدرجة إنها إتوجعت .. بس سكتت، و بعد دقايق معدودة بِعد عنها و قعدت على الكرسي و قعدها على رجله كالمعتاد، فضت هي الأكياس من غير ما تتكلم و إبتدت تأكلُه، إلا إن قبل ما المعلقة توصل لفمُه كان بياخدها منها و يوجهها ليها و هو بيقول بحنو:
– لاء .. دي مهمتي أنا المرة دي!!
معترضتش، إدتُه إبتسامة بسيطة وفتحت فمها، أكلت و غمضت عينيها و قالت ببراءة:
– الله!!! طعمُه يجنن!!!
– ألف هنا يا حبيبي!!!
إلتفتت و مسكت البطاية بأطراف صوابعها فـ إبتسم و أخدها منها مسكها بإبده الإتنين و قال و هو بيقسمها بفجاجة:
– هاتي يا ليلى .. إنتِ مكسوفة تمسكيها ولا إيه!! إتعلمي من جوزك!! البطاية يا هانم بتتمسك كدا و بتتقطع كدا!
بصتلُه بصدمة وقالت بشِبه إشمئزاز:
– ده إنت مش قطعتها .. ده إنت إنتهكتها!! أتعلم إيه بس!!!
ضحك و هو بيقول:
– إيه؟ إنتهكتها مرة واحدة!! دي حتة بطاية يعني خايفة على شعورها كدا ليه!!
ضربت كفين على بعض، فـ إبتدى يأكلها و هي تأكله، لحد ما فجأة قالها:
– ليلى .. ما تجيبي بوسة!!!
إبتسمت وقربت منه و طبعت قبلة خفيفة على خده، غمّض عينيه و رجع راسه لورا و هو بيقول بنفاذ صبر:
– هتجنني .. أنا عارف إنها هتجنني!!
– إيه بس!!
قالت بخبث، فـ بصلها بضيق و قال:
– يا حبيبتي أنا مش إبن أختك الصغير، أنا جوزك يا ليلى! جوزك يعني البوسة مبتبقاش في الخد!!
– يلا يا آسر قوم إغسل إيدك يا حبيبي بعد اللي عملته، يلا و متنساش كلام الدكتور!!
قالت و هي بتربت على كتفه، بص مكان تربيتها على كتفه و بصلها و قال بتحدي:
– على نفسها بقى!!!
و إسترسل ببراءة زائفة:
– دي بوسة بريئة .. صدقيني بريئة جدًا!
ضيقت عينيها و قالت:
– بريئة!! إنت بوستك بتبقى بريئة!!
– جربي طيب!!!
قال بخبث، و قربها منُه فـ حطت إيديها على صدره و قالت بسرعة:
– آآسر متهزرش بقى!!!
– والله إنتِ اللي بتهزري!
مسبلهاش فُرصة إنها تتكلم، و إنقض على شفتيها يُقبلها بـ شوق عنيف إلى حدٍ ما!، و لأن تأثيرُه عليها قوي، مكانتش تقوى على رفع إيديها تاني و إنها تبعدُه عنُه، خصوصًا إنه معملش حاجه غير فعلًا زي ما قال “بوسة بريئة”، إلا إنها بردو مكانتش بريئة! و بعد دقايق كان نفسها فيهم بيروح، بِعد عنها و حاوط وشها بإيديه وأنفاسه عالية، سند جبينُه على جبينها و قال فجأة:
– أنا .. مسافر!!!!
فتحت عينيها بعد ما كانت مغمضاهم، و بصتلُه بصدمة، و قامت فجأة وقفت على رجليها و هي بتبصله بعدم إستيعاب بتمتم:
– إيـه؟!!
خد نفس عميق و قام وقف قُصادها، و قال بهدوء زائف:
– مأمورية تبع شُغلي!
بصتلُه بنفس الصدمة، حاولت تجمع شتاتها و قالت بصوت مهزوز:
– كـ .. كام يوم يعني!!
– أسبوعين!!
قالها و هو بيبُص لتعابير وشها، و الدموع اللي بتتسابق على وجنتيها، نفت براسها و قالت بنبرة دوِّبت قلبه؛
– بس أنا مش عايزاك تمشي .. مش عايزة أبقى لوحدي من غيرك!
قرّب منها و حاوط وشها بكفيه و هو بيقول بحنان:
– و لا أنا .. و عشان كدا حاولت كتير معاهم النهاردة و زعقت و قلبت المكتب على دماغُه عشان مقاليش و حطني قُدام الأمر الواقع، بس لازم .. غصب عني!!!
نفت براسها وقالت بأسف:
– مش هعرف يا آسر .. لما بتمشي لشُغلك ببقى كإني ميتة! و لما المفتاح بيتحط في الباب و الله العظيم كإن روحي بتترد فيا!
شدّها لـ حُضنه، حضنها بأقوى ما عندُه، فـ عيطت في حُضنه و هي ماسكه في قميصُه بكل قوتها، هدّاها .. مسح على شعرها و ضهرها و هو بيهمس:
– ششش!!! مش عايز عياط بدل ما والله أروح و أقدملهم إستقالتلي!!
مسحت وشها في رقبته و هي بتشب بـ رجليها، فـ قال برفق:
– أنا على طول هبقى معاكِ على التليفون! لحد ما تزهقي!!
– مش هزهق!
همست و هي دافنة وشها في رقبتُه، فـ إبتسم و كمل:
– مش هسيبك هنا لوحدك طبعًا، هتروحي تقعدي عند جدك لحد مـ آجي!!
نفت براسها و قالت بهدوء:
– لاء .. عايزة أقعد هنا!!
– خلاص قوليله ييجي هو هنا!! معلش يا ليلى ريحيني!!!
أخدت نفس عميق وقالت:
– حاضر .. هقولُه!
باس راسها، فـ بعدت عنه و مسحت دموعها، و قالت بصوت مافيهوش حياة:
– هتمشي إمتى!!
– بكرة!
قال و هو بيفرك عينُه بإبهامه و سبابته بإرهاق من يوم طويل، و الدموع اللي مسحتها رجعت تلمع في عينيها تاني، بكن هيئتُه المُرهقة خلِتها تقرب منه و تحاوط وشه و تقول:
– طيب .. ترجع بالسلامة و متقلقش عليا، سافر و متشغلش بالك بيا أنا هجيب جدو هنا و هنقعد مع بعض!
بصلها بإبتسامة ساخرة و حاوط هو وشها و بعد شعرها عن مقدمة جبينها و قال:
– مقلقش و مشغلش بالي إزاي؟ ده أنا ببقى في شغلي و دماغي مبتفكرش غير فيكِ، كلتي و لا نمتي و لا بتعملي إيه دلوقتي ..حد دايقك .. حد بيحاول يأذيكِ! لسه اليوم اللي إبن الـ **** جه فيه هنا مبيروحش من دماغي! و لو عليا أنا عايز أخدك معايا بس مش هينفع لإن هناك مش أمان بنسبة واحدة في المية!!!
قربت من صدرُه و حطت خدها عليه و قالت بخفوت:
– لما تبقى هناك .. كل اللي تفكر فيه إنك ترجعلي كويس! متفكرش غير في كدا، لأن إنت .. لو .. لو بعد الشر جرالك أي حاجه أنا ممكن أموت يا آسر!
– ششش بعد الشر عليكِ يا روح آسر!!!
إتعلقت في رقبتُه بتحضنُه بكل قوتها، بتحاول تشبع منه بس مبتشبعش، حاوط خصرها و رفعها من على الأرض، فـ غمضت عينيها و هي بتطبع قبلة رقيقة على رقبتُه فـ إتنهد و قال بخبث:
– كل اللي بتعمليه ده مش في مصلحتك!! أنا أساسًا عايزك بشكل إنتِ متتخيلهوش!
إبتسمت وسط عياطها، و ربتت على ضهرُه و خلف شعره و هي بتهمس بحنان:
– هتوحشني أوي!!!
غمض عينيه و مسح على شعرها فـ سألته بتوجس:
– هتكلمني كل يوم؟
قال بحنان:
– كل ساعة!
– إنت حبيبي!!
قالت بإبتسامة و هي بتبعد عنه، فـ مال يبوس راسها و بيقول:
– و إنتِ عُمري كله!!!
• • • • •
اللحظة اللي كانت خايفة منها جات، حضَّرتلُه شنطة هدومُه، فـ أخدها منها و أخد إيديها و نزلوا على السلم و هي بتحاول تتماسك بصعوبة و تكتم عياطها، نزلت معاه و وقفوا قدام باب الڤيلا، بصلها للحظات و هي باصة في الأرض حابسة دموعها، مسك دراعها و شدّها لصدرُه فـ إنفجرت بـ بُكاء و كإن روحها بتـ.حترق! بكت على صدرُه و هي بتهمس بحُزن:
– متتأخرش .. و خُد بالك على نفسك .. أرجوك!
مال على راسها بيبوسها بحنان، حاوط وشها برفق و هو بيقول:
– متخافيش! كل القلق ده مالوش لازمة!
حاوطت هي وشها و هي بتشب على أطراف صوابعها و بتحط مقدمة راسها على مقدمة راسه و بتقول بإنهيار:
– مالوش لازمة! ده أنا .. ده أنا هموت من القلق!!
سِكت .. مش عايز يقولها إن فعلًا القلق ده في مَحله، و إن المهمة دي مش سهلة! بس عُمره ما هيقولها، أخد نفس عميق و حاوط وشها و هو بيُقبل كل إنش فيه!، بيمسح دموعها بشفايفُه و بيهمس:
– خدي بالك من نفسك .. و منُه!!
إبتسمت بألم وحاوطت عنقه و هي بتمسح على شعرُه و بتقول:
– هترجع .. و هتاخد بالك عليا و عليه يا آسر!
– بإذن الله .. يا حبيب آسر!
و بِعد عنها بعد ما مسك إيديها و باسها بشوق، و سابها، جَر شنطته وراه و منع نفسه بصعوبة يبُصلها النظرة الأخير عشان عارف إنه هيضعف!!
أول ما قفل الباب وراه طلعت تجري على الشباك الكبير اللي بيفصل بينها و بين الجنينة لوح زُجاجي! شافته و هو بيركب عربيتُه و ماشي، لحد ما إختفى عن عينيها، أول ما إختفى .. بكت! بكت كأن لم تبكي من قبل! عياط هيستيري من صميم قلبها، لحد ما نامت على الأرض من شدة تعبها و إرهاقها!
• • • • • •
يُتبع♥
الفصل الخامس عشر
صحيت على إيد حنونة بتلمس على كتفها، و صوت جدها العميق بيتغلغل لأذنيها، صحيت و إبتسمت إبتسامة باهتة و هي بتقول:
– جـ .. جدو!!
– قومي يا حبيبتي! نايمة على الأرض كدا ليه!
قال بخضة عليها، و بإيدُه التانية ماسك تليفونه اللي على ودنُه، و بيقول للطرف التاني بهدوء:
– هي كويسة يا آسر متقلقش!!!
– آسر!!
قالت بلهفة، و في لحظة كانت بتخطف منُه التليفون و لسه هتتكلم سمعت صوته و هو بيقول بعتاب:
– إيه اللي منيمك على الأرض!!
متكلمتش، بصِت في الأرض بترسم دواير وهمية على الأرض فـ كمل بهدوء:
– ليلى! متقلقنيش عليكي أنا ميت من القلق لوحدي! إتصلت عليكي كتير مردتيش فـ بعت لـ جدك ييجي يشوفك و يقعد معاكي!
– متقلقش .. أنا كويسة! وصلت لفين!
– لسه موصلتش، إحتمال معرفش أكلمك باقي اليوم!
غمضت عينيها و نزلت دموعها بصمت، إلا إنها قالت بهدوء مُغاير لبراكين بتولـ.ع في قلبها:
– تمام..
أخد نفس عميق و قال بحنان:
– تصبحي على خير يا حبيبتي!
– و إنت من أهل الخير يا حبيبي!!
قال بعشق! و قفلت معاه .. بصت لجدها نظرات مطولة فـ خدها في حضنه و هو بيقول بإبتسامة بيحاول يرفّه عنها:
– تعالي يا حبيبتي .. مكُنتش أعرف إن حفيدتي الصغننة بتحب جوزها للدرجة دي! ده أنا كإني شايف حُب أمك لأبوكي الله يرحمهم، بتحبيه للدرجة دي يا ليلى!!
كان جوابها بُكاء بحُرقة، فـ ربت على شعرها و هي ساندة راسها على رجلُه، و قال برفق:
– إهدي يا بنتي! جوزك راجل!! و ظابط يعني دي مش أول ولا آخر مهمة ينزلها، متقلقيش والله هيرجعلك أحسن من الأول!!
– يارب يا جدو!!!
إبتسم و قال:
– يلا قومي بقى يا بنت بلاش النكد ده!! بقى أنا جاي أقعد معاكي تنكدي عليا كدا! قومي يلا إعمليلي حاجه أكُلها!!
مسكت إيدُه باستها و قالت بإبتشامة صافية متخلطة بدموعها:
– حاضر يا جدو حالًا و هتلاقي أحلى سُفرة قُدامك!
– ربنا يخليكِ ليا يا بنتي، يارب ما تشوفي حاجه وحشة في حياتك تاني أبدًا!
– يارب!!
قالت بهدوء و قامت فعلًا راحت المطبخ بتحاول تشغل نفسها مع الخدم لإنها تعمل الأكل لجدها!!!
• • • • •
مر يوم .. يومين من غير إتصال واحد منُه، قاعدة في أوضتها حاسة إن القلق بينهش في روحها، قاعد قدامها رياض بيقولها بعقلانية:
– القلق ده كله ليه يا ليلى! يا حبيبتي جوزك مش رايح يتفسح ده رايح يأدي مُهمة لبلدُه، يعني طبيعي ميمسكش تليفونه!
نفت براسها و هي بتقول بصوت بيترعش:
– مش طبيعي .. مش طبيعي يا جدو، يعني أخر الليل قبل ما ينام مش بيمسك تليفونه يطمني عليه! مش بيقكر في اللي قاعدة بعيد عنه قلبها بياكلُه القلق عليه!
أول ما خلصت كلامها تليفونها رن، جريت عليه و أول ما شافت إسمه ردت و هي ماسكة التليفون بإيديها الإتنين و بتتكلم بصوت مُتقطع:
– آسر .. آسر!!!
سمعت صوته بيقول بهدوء:
– وحشتيني .. يا عيون آسر!!!
قالت بحُزن:
– لو كنت وحشتك .. كنت كلمتني!!!
– غصب عني .. حقك عليا!!!
قال و هو بيبُص في المراية لـ الجرح العميق اللي واخد كتفُه اليمين كلُه! فـ قالت بألم:
– إنت كويس؟ قولي فيك إيه يا آسر!!
قال بهدوء:
– ششش أنا زي الفل! إهدي إنتِ عارفة جوزك يا ليلى!!
– قلب ليلى! وحشتني أوي .. تعالى بقى!!!
– إنتِ اللي وحشتيني يا حبيبتي!!!
و إتنهد و تمتم بحنان:
– هجيلك .. قريب والله!!
– طيب قبل ما أقفل .. مُمكن متفضلش كل ده متكلمنيش؟
قالت بحُزن حقيقي، فـ غمغم بلُطف:
– حاضر!!!
• • • • •
مرّ الإسبوعين و هو بيتواصل معاها شِبه يوميًا على إتفاقهم، و كانت المكالمة منها بحماس شديد و هي بتسأله هيوصل إمتى، عشان يثبط هو كل حماسها و هو بيقول بهدوء:
– المدة إتمدت و هقعد يومين كمان!!
لسه فاكرة عياطها على التليفون و هي بتقولُه بقهر:
– يومين!! ده أنا بعِد في الأسبوعين دول بالساعةو الثانية مش باليوم، ده أنا مصدقت إنك جاي النهاردة .. تقولي أسبوعين يا آسر!!
– غصب عني يا حبيبتي!
قال بأسف! فـ قال بغضب الدنيا في صوتها:
– تصبح على خير يا آسر!!!
و قفلت السكة! عيطت على السرير .. حتى جدها مشي من عندها النهاردة عشان عارف إن آسر جاي، و بقت قاعدة لوحدها تمامًا و حتى الخدم أجازة النهاردة! و لإنها بتخاف تقعد لوحدها قامت فتحت الدولاب، و خدت قميص من قمصانه، شمتُه بعشق بتدخل ريحته لأعماق أنفاسها، خدته في حضنها و نامت على السرير في وضع الجنين! و بعد ساعتين .. دخل على أطراف صوابعه، وضع مفاتيحه وعلبة سجايرُه على جنب، وقف للحظة بيتأملها بشوق مش طبيعي و هي لابسة (قميص نوم) قُصير مفصّل جسمها، إبتسم بحُب لما لاقاها ماسكة في قميصُه، قعد جنبها و ميّل عليها و إبده بتمشي على دراعها العاري و راسه مدفـ.ونة في عنقها بيشم ريحتها اللي إشتاقلها جدًا، و بيُقبل نعومة بشرتها، و رغم كل ده لسه مصحيتش، إلا أنها همهمت بصوت ناعم خافت و ناعس:
– آسر!!!
غمّض عينيه بيحاول يتحلى بالصبر و قال بإشتياق:
– قلب آسر
– هتيجي إمتى!!
همهمت و هي لسة نايمة و فاكرة نفسها بتحلم، دفن أنفه بشعرها و همس قُرب ودنها!:
– أنا جيت فعلًا، أنا جنبك!!!
فتحت عينيها بـ بُطئ بتحاول تستوعب الكلام، لحد م إستشعرت وجوده فعلًا و قُربه منها، قامت منتفضة بتبصله فـ إبتسم لما حاوطت وشُه و هي بتقول بصدمة و صوت عالي من كتر الفرحة:
– آســـر!!!!!
و فجأة إنهالت على وشُه بالقُبلات مسابتش إنش في وشه إلا و طبعت قُبلة عليه وسط ضحكاته على برائتها و كم حُبها له!! حضنته من رقبته فـحاوط خصرها بقوة مغمض عينيه بيستشعر قربها منه أخيرًا! يمكن ده أحلى حضن إتحضنُه في حياته، تشبُثها في رقبته و طبطبتها على ضهرُه بالحنية دي خلتُه في دنيا تانية، سمع غمغمات بُكاء خفيف فـ شد على حضنها بيهمس:
– ششش!!
و بعدها عنه و حط إيده ورا رقبتها و هو أخيرًا بيلتقط شفتيها في قُبلة شوق عارمة بادلته إياها من شوقها المتفاقم و لأول مرة يشوف تجاوبها معاه بنفس الإشتياق، مكانش فقط يُقبلها، كان بيمسد على جروحها و لكن بطريقته، كان بيعتذر على غيابه الفترة دي بس بطريقتُه، كان بيحتويها .. بطريقته!!! بِعد عنها لما حس بإحتياجها للأكسچين، و بصلها و قال بخُبث:
– خلي بقى الدكتورة البومة دي تتكلم و أنا أطُخـ.ها عيارين!!!
ضحكت من قلبها فـ بَعد شعرها عن وشها و هو بيسند جبينه على جبينها و بيقول بشوق:
– ضحكتك دي وحشتني بشكل عُمرك ما هتتخيليه، كُل تفصيلة فيكي وحشتني!!
غمضت عينيها و سكتت، فـ بص لبطنها اللي لسه مش عليها أي ملامح للحمل، و قال بجرأة:
– عادي يا ليلى صح؟ و لا هيجرالُه حاجه!!
توردت وجنتيها و قالت و هي بتبصله بخجل:
– الدكتورة قالتلي .. عادي دلوقتي!!!
إلتقط شفتيها في قبلةٍ جامحة و كإنه بيعوض الأيام اللي مكانتش معاه فيها، و أيديه بتمشي على جسمـ.ها بشوق غريب كإن أيديه نفسها كانت وحشاه لمسَها!!!
– شهقة صدمة خرجت منها و هي شايفة كتفُه ملفوف بشاش أبيض باين منها نُقط حمرا دليل على عُمق الجرح، بصِتلُه بصدمة إلا إنه دفن أنفه في رقبته و هو بيهمس:
– ششش .. جرح خفيف!!!
قامت قعدت على ركبتيها و حمدت ربها إنه هو بس اللي مكانش لابس قميصُه، بصِت لـ كتفه و تحسسته و تلقائي عينيها دمعت و هي بتقول مُتلهفة:
– خفيف! خفيف يا آسر! دي رُصـ.اصـ.ـة مش كدا؟!
– كدا!
بصلها بهدوء و هو بيمسك إيديها و بيفتحها عشان يقبل باطنها، حاوطت وشُه و قالت بعينين بتلمع من الدموع:
– يعني كنت هخسرك لولا ستر ربنا!! مكُنتش هشوفك تاني يعني!!!
حاوط وشها و باس راسها و هو بيقول بحنان:
– مُمكن تهدي؟ أنا قُدامك أهو مافيش فيا حاجه!!
حضنته و هي مغمضة عينيها و بتهمس بألم:
– مقولتليش ليه؟ ليه خبيت عليا!
– بحبك يا ليلى!!!
قال و هو بيعتصرها بعناق مشتاق، فـ همست بحُزن:
– أنا بموت فيك .. عشان كدا مكُنتش بتكلمني ساعة اليومين دول!!
– محتاجلك .. أوي!!!
قال و هو بيحاول جاهدًا ينسيها الموضوع، إلا إنه فعلًا كان محتاجها .. و محتاج قُربها منُه!! ليلى سكتت .. و معملتش حاجه غير إنها بعدت عنه و بـ قلة خبرة منها طبعت شفايفـ.ـها على شفتيه برقة و بطريقة خلِته يبتسم و هو بيبدل هو الأدوار و بيُقبلها بشوق حقيقي!!
• • • • •
نايمة في حُضنه عارية تمامًا مش مغطيها غير لحاف، إبتسمت لما لاقتُه بيبُصلها و هو مُطل عليها بكتفُه العريض، كإنه بيحاول يشبع من ملامحها، ساند دراعه العريض جنب راسها لحد ما ميّل براسه على رقبتها بيشم ريحتها، مسحت على شعرُه من ورا و هي مبتسمة مغمضة عينيها، لقِتُه طبع قبلة عميقة على رقبتها و بعد عنها، سند ضهره على ضهر السرير و طلَّع سيجارة من علبة سجايره و إبتدى ينفث دخانها في الإتجاه المخالف ليها، إلا إنها سعلت .. فـ رجّع شعرها لورا و هو بيقول هدوء:
– هطلع البلكونة!!
و قام فعلًا خد علبة السجاير و فتح البلكونة و دخل وقفل وراه، دخن سيجارة ورا تانية و هو مثبت عينه اللي شبه عيون الصقر على نُقطة معينة، لـف لـ ليلى لاقاها مش في السرير فـ إتوقع إنها في الحمام، دخل الغرفة و أول ما دخل سمع صوت آهات خفيفة جاية من الحمام، قلبه إتقبض فـ راح بخطوات سريعة ناحبة الحمام و فتحُه بسرعة لاقاها واقفة بـ قميصُه لابساه و مميلة على الحوض، إستوعب و وقف وراها لمّلها شعرها بإيد و الإيد التانية محاوطة خصرها، و أول ما خلصت فتح الحنفية و من غير ذرة قرف أو إشمئزاز غسلها وشها و فمها كويس، إلتقط المنشفة بإيده و هو ساندها من خصرها، مسحلها وشها و هو بيهمس لها بهدوء:
– أحسن؟
نفت براسها و قالت بشِبه بُكاء:
– بطني، حاسة إنها بتتقطع!!
ميّل عليها و حط إيدها تحت ركبتيها من ورا و شالها بين إيديه، قعد على السرير و خدها في حُضنه و إيدُه موضوعة على بطنها بيربت عليها بلُطف و بإيده التانية مسك تليفونه عشان يكلم دكتورتها، حط التليفون على ودنه و أول ما ردت قالها بجمود:
– بترجّع و بطنها واجعاها!
عرفت الدكتورة إنه آسر الخولي من صوته، فـ إتوترت في الأول من طريقته معاها، إلا إنها قالت بهدوء:
– ده طبيعي عشان في أول الحمل يا آسر بيه! خليها تمشي على الڤيتامينات بس و هي هتبقى كويسة!
– تمام!!
و قفل معاها، حاوط مراته بدراعُه و باس راسها، فـ همست بوهن:
– أنا تقيلة عليك .. خليني أقوم!!!
– ششش مش عايز هبل!
قال بضيق و هو بيضمها لصدره أكتر كإنه منيم على صدره طفلة رضيعة، إبتسمت ليلى غصب عنها إلا إن ألم بطنها رجع زي السكيـ.نة اللي بتقطَّع في أحشائها فـ أنِت بألم رهيب، فـ قال بجزع عليها:
– تعالي أوديكي لدكتورة تانية! أنا شاكك إن دي بهيمة مبتفهمش!!
رفعت عينيها ليه و قالت بتعب:
– لاء .. مش .. مش هينفع!!
بصلها للحظات و قال بضيق من نفسه:
– تقريبًا كدا أنا السبب! أنا إتغابيت عليكي؟
إبتسمت و هي بتحمد ربنا على وجوده في حياتها، و قالت برقة:
– لاء يا حبيبي!
إتنهد بقنوط و قال:
– قولتلك بلاش البيه يشرّف دلوقتي! أهو مطلع عينك من قبل ما ييجي!
– يطلع عيني براحتُه!
قالت بلُطف فـ بصلها و رفع أحد حاجبيه و هو بيقول بضيق:
– لا والله؟
إبتسمتلُه بـ براءة و همست برقة:
– إنت حبيبي والله!
– واضح!!
قال بجمود، و هو حاسس بنار في قلبه من مجرد فكرة التخيُل إنها ممكن تهتم بيه أكتر منُه، أخد نفس عميق بيحاول يبعد الأفكار دي عنه، بس هي كإنها قرأت أفكارُه فـ قالت بحنان و هي بتحاول تطمنُه:
– آسر .. أنا معنديش أغلى منك! إنت مش بس جوزي! إنت جوزي .. و حبيبي، و أبويا و أخويا و إبني!!!
إبتسم على كلماتها اللي كانت زي المية على نار قلبُه، و قال و هو بيتلاعب بغُرتها:
– إبنك! آسر الخولي إبنك؟
إبتسمت و قرصت دقنُه و هي بتقول بغنج:
– آسر الخولي ده برا مع المُجـ.رمين! معايا إنت آسر بس .. أسورتي كمان!!
إتصدم وقالها:
– آ إيه؟!! آسورتك!! لاء دة إنتِ خدتي عليا أوي!!!
ضحكت بشقاوة و تمتمت:
– آخد عليك براحتي! جوزي و حبيبي!!!
غمز لها بخبث:
– طب ما تاخدي عليا في قلة الأدب مدام أنا جوزك و حبيبك!!
– أديك قولت .. قلة أدب، فـ أنا مؤدبة و مش هعمل قلة أدب أنا!!
قالت بطفولية!! فـ إبتسم بمكر و قال بجُرأة:
– كلها سنة و لا إتنين و هتاخدي عليا و مش هعرف ألِمك!!!!
– إنـــســى!!!
قالت بنبرة قاطعة!، و إبتسمت في لحظة إدراك و قالت:
– طب تصدق وجع بطني خف!!
– ده تأثير آسر الخولي!!
قالها بغرور مُصطنع، فـ قالت بضيق زائف:
– نينيني
• • • • • • •
يُتبع♥
الفصل السادس عشر و الأخير
آآآآه!!!!
صُراخ هز جُدران القصر كلُه و هز قلبُه، قام من النوم مفزوع من صُراخها فـ لقَى وشها و جسمها كلُه عرق، حاطة إيديها على بطنها المُنتفخة جدًا و بتإن من الألم، قام من غير ما يتكلم و حط عليها إسدال عشان يداري جسمها الظاهر من لبسها الخفيف، و شالها بين إيديه و فتح الباب و نزل يجري على السِلم وسط تشبُثها بـ التيشرت بتاعُه، السواق هو اللي ساق العربية و هو كان واخدها في حضنه ورا بيحاول يهديها و يمسح على شعرها إلا إنها كانت بتتوجع لدرجة إنها حسِت إن روحها بتتسحب منها، و أد إيه منظرها كان صعب عليه .. عياطها و صراخها بإسمه و أنينها كل ده كانوا زي الأسهم المسمومة في قلبُه المريض بيها!
وصل المستشفى و السواق فتحلُه الباب ف نزل بيها بسرعة و أول ما دخل المستشفى صرّخ فيها بصوته الجهوري:
– تـــرولـــلــي بـــسُــــرعـــة!!!! بـــسُـرعـة يا شوية بــهــايــم!!!!
• • • • • •
قاعد برا مع جدها حاطت راسه بين ٱيديه و هو حاسس إن قلبُه مبقاش ينبُض من قلقه عليها، الجد ربت على ضهرُه و هو بيقول بهدوء:
– إهدى يابني! صدقني هتبقى كويسة! و هتجيبلك ولي العهد!!
سمع صوت صُراخ عالي فـ إبتسم و إنتفض من مكانه، خرجت الممرضة ماسكة الطفل و إديتهوله و هي بتقول بإبتهاج:
– إتفضل يا آسر بيه!!! ولد زي القمر!!
بصلُه و هو حاسس إنه مش قادر يمسكُه، إيديه القوية مش هتتحمل تمسك طفل في صِغَر حجمُه، مد إيديه بإرتعاش و شالُه و أول ما شاله لسببٍ ما الطفل بطّل عياط و هِدي تمامًا، إبتسم و سأل نفسُه سؤال واحد … هو ده؟ هو ده اللي مكنتش عايزُه؟ هو ده اللي كنت حارمني و حارمها منه؟ في حد ميبقاش عابز ملاك زي ده في حياتُه!! قرب شفايفه من ودنُه و كبّر بصوت رخيم:
– الله أكبر .. الله أكبر!!!
رفع عينيه للمرضة و قال بإهتزاز:
– مراتي كويسة صح؟!
– هي كويسة بس نايمة دلوقتي عشان الولادة كانت صعبة شوية!!
– طيب إنقلوها لغرفة عادية عشان عايز أدخلها!!
– تحت أمرك يا باشا!!
وبعد دقايق من تمسُكه بيه و مداعبة رياض ليه، إتنقلت ليلى لغرفة عادية تحت أنظارُه، إبتسم و مسّد على خصلاتها و مشي وراها، كانوا هينقلوها بطريقة عشوائية إلا إنه قال بضيق:
– سيبوها .. أنا هشيل مراتي!
وفعلًا ميّل عليها و بحذر شالها بين إيديه و حطها على السرير، غمغمت ليلى بـ تعب و إرهاق و هي بتفتح عينيها نُص فتحة:
– آ..سر!!!
– أنا جنبك يا حبيبتي..
قال و هو بيميل عليها و بيمسح على شعرها، مسك إيدها باسها بحنان تحت أنظار الممرضة اللي كانت بتبصلهُم بحالمية، إلا إنها طلعت من الأوضة من خجلها، فـ قال ليلى برجاء:
– إبني .. عايزه أشوفُه!
و برقة طبع قُبلة على أنفها .. و من ثُم شفتيها بحنان و قال:
– طب و أبوه؟
– آسر!!
قالت برجاء، فـ قال بهدوء:
– حاضر!
ومشي و سابها و جاب إبنها و رياض دخل الأوضة عشان يتطمن عليها، تلقتُه ليلى بلهفة و عيون دامعة، بتتأمل وشُه و جسمه الصغيرين، و هدوءُه و إطمئنانُه في حُضنها، كانت طايرة رغم مظهرها الثابت، بصِت لآسر و رجعت بصِتلُه و قالت مُبتسمة:
– شبهَك .. حاسه إنه فيه منك يا آسر!!
إبتسم آسر و مردِش، فـ كملت و عينيها بتلمع:
– يا جدو .. إيه رأيك في إسم تميم؟أنا و آسر كُنا بنفكر فيه
– جميل يا حبيبة جدو، يتربى في عزك يا آسر يابني!
قال رياض و هو يربت على كتف آسر، و راح ناحية ليلى و باس راسها و قال بحنان:
– أنا همشي يا بنتي! ماجد خارج النهاردة .. و بصراحة يا ليلى واحشني أوي و عايز أشوفُه .. كفاية اللي .. راح!
قال بتأثُر، فـ مسكت ليلى إيدُه و باستها و قالت برقة:
– ماشي يا جدو روح يا حبيبي!!!
بصلها آسر بضيق و لم يُعقب، فـ مشي رياض، بصت ليلى لملامح جوزها المتغيرة، فـ فردت إيدها و التانية شايلة الولد وقال بلُطف:
– آسر!!!
إتنهد آسر وراح ناحيتها، حاوط كتفها بإيدُه و بص لإبنه النايم بعُمق، فـ سندت راسها على صدرُه و قالت بهدوء:
– مالك يا حبيبي!!!
– مافيش .. قلقان عليكي و عليه من خروج الزبالة التاني!!! ياريتني خلصت منه هو كمان!!!
دفنت راسها في رقبته و قالت بحنو:
– بس أنا مش قلقانة، أنا عارفة و متأكدة .. إن مافيش حد هيعرف يقرب مني أو من إبني طول م إنت جنبي!!
باس راسها بإبتسامة و بصُباعه الخشن مشي على خد إنه الصغير جدًا!
• • • • • •
– تــمــيــم!!! يا تـمـيـم حرام عليك بقى تعبتني!!
لابسة شورت قُصير إسود و بلوزة حمالات من نفس اللون، ماسكة في إيديها طبق الأكل بتاعُه بتجري وراه و هو بيجري قُدامها وصوت ضحكاته الرنانة مالية البيت، نفذ صبرها و قالت بحدة:
– ماشي يا تميم والله هقول لـ بابي لما ييجي!
وقف تميم اللي عنده أربع سنين مصدوم و بصِلها بأعيُن كالجرو و قال برجاء:
– مامي بليز .. متقوليش لـ بابي!!
بصتلُه بضيق و لسه كانت هتتكلم سمعت تكة المُفتاح في الباب، فـ إلتفتت و الإبتسامة بتزين ثغرها، و جري تميم على أبوه فـ ميّل آسر عليها و شالُه و قال بتحذير:
– يا ترى إيه بقى اللي مش عايز ماما تقولي عليه يا تميم باشا؟!!
ليلى قرّبت من آسر و زمت شفتيها بحُزن مُصطنع و قالت:
– شايف يا آسر تميم! تعبني أوي و بيجريني وراه عشان يرضى ياكُل!
إختبأ تميم في في قميص أبوه منُه، فـ مد آسر إيدُه و حاوط خصر ليلى و قبّل خدها بحنان و همس لها و هو بيبُصلها بعشق:
– وحشتيني يا حبيبي!!!
إبتسمت و إدته قُبلة مُماثلة على دقنُه، فـ لف آسر لـ تميم و قال بحدة زائفة:
– بتتعب ماما ليه يا تميم! مش أنا قولتلك قبل كدا تبقى راجل و مسئول و متتعبهاش أبدًا مهما حصل؟
– يا بابي أنا مش عايز أكُل أنا آآ …
قاطع آسر كلامه و قال ساخرًا:
– طب إتعدل بس الأول و بطّل بابي و مامي اللي بتقولها دي!! أنا مش جايبك من حواري جاردن سيتي و لا أبوك إسمُه شادي .. أنا آسر الجارحي على آخر الزمن إبني يقولي بابي!!
بصلُه تميم و هو مش فاهم نُص كلامه، فـ بَص لـ ليلى اللي هتموت من الضحك و قال بـ براءة:
– مامي .. هو بابي عايز إيه؟
ضحكت ليلى أكتر، فـ إتعصب آشر و شال تميم في الهوار و هو رافع إيده و بيقول بصرامة:
– ولــــا!!! متقوش بابي و مامي بقول!!!
قال تميم بنفس البراءة و هو متشبث في دراع آسر:
– أقول إيه طيب!!!
– قول بابا و ماما عادي! و لا أقولك .. قول أبويا و أمي!!!
شهقت ليلى و قالت بخضة:
– أبويا وأمي إيه يا آسر!!! إنت كدا هتبوظلي الولد!!!
بصلها و قال بإستنكار:
– يعني هو بـ بابي و مامي دي مش بايظ؟!
قال تميم بخوف:
– خلاص هقول بابا و ماما .. بس نزلني يا بابي!!! يا بابا يا بابا!!!
قال آخر جملة مُتداركًا الخطأ الفادح اللي وقع فيه قُدام أبوه، إبتسم آسر و قال:
– شاطر يا حبيب أبوك! و هتبقى شاطر أكتر كمان لو نمت!!
قال الطفب بعدم فهم:
– أنام! ليه أنا مش نعسان!
قال و هو بيغمز لـ ليلى اللي بتبصلُه بإستنكار:
– عايز أستفرد بأمك يا حبيبي!!
– يعني إيه يا بابا!!
نزلُه و شاله من بطنه متجه لأوضته و هو بيقول:
– لاء لما تصحى هقولك!!
إبتشمت ليلى و قالت من على بُعد:
– إبقى قابلني لو نام يا آسر!!
بعد دقايق معدودة خرج آسر مُفتخر بنفسُه و ليلى كانت زاقفه بتعمل الأكل، و من غير ما تاخد بالها حاوط خصرها و هو بيُحضنها من ضهرها، إتخضت ليلى لدرجة إن صُباعها جه ف الحلة فـ إتلسعت و تآوهت بألم، مسك هو إيديها على طول و قال بلهفة و هو بيطبع قبلة على صُباعها بحنان:
– ششش إهدي .. مش تاخدي بالك!!
قالت بحُزن و هي بتبُص لإيديها اللي في إيدُه:
– إنت اللي خضتني!
– حقك عليا!
قال و هو بيُقبل باطن راحة إيدها و من ثُم رقبتها، فـ قالت بتوتر:
– هو تميم نام؟؟!
– شِبع نوم!
قال بإبتسامة مُفتخرة ساند دقنه على كتفها، فـ إتوترت أكتر و قالت و هي بتقلب الرُز:
– طيب ممكن بس أخلص الأكل و آآ!
قاطعها و هو بيدوس على زُرار في البوتجاز التاتش و لفها ليه و قال بحُب و هو بيتشرب ملامحها:
– ليلى أنا جعان!!
قالت ملهوفة:
– يا حبيبي!! ثواني و الأكل هيبقى جاهز!!
– لا إنتِ فاهمة غلط، أنا عايز أكلك إنتِ، رُز إيه و نواشف إيه!
قال و هو بيميل بيشيلها بين إيديه، فـ إتعلقت في رقبته و همست برقة:
– طب و تميم يا آسر؟
– نام!
قال و هو بيتجه لجناحهم، سكتت لحظات لحد م دخل الأوضة و حطها على السرير فـ غمغمت بتوتر:
– و لو صحي؟
– بحبك!
قال بتلقائية و هو ساند إيدُه جنب راسها بيتأمل عينيها، بصتلُه بخجل و غمغمت بتقطُع:
– ممكن ييجي و آآ
قاطعها للمرة التانية و هو بيقرب منها و بيهمس في ودنها بعشق خالص:
– بموت فيكِ!
سكتت، فـ طبع قُبلة ورا ودنها و نزل لرقبتها .. بياخدها معاه في رحلة خاصة بيهم فوق سحابة وردية مافيش عليها غيرُه و غيرها، عشان يعلمها من أول وجديد قوانين عشقُه و يصُك ملكيتها ليه! و كإن حبُه مبيخلصش، و عشقه مبينتهيش!
تمت بحمد الله ♥