
حكاية عفاف: لما المشاعر تتوه وحدود العقل تتكسر
في بيتي جالي إشعار على الفيسبوك من حساب جلال. استغربت جدا لأننا مش أصدقاء عليه ولا عمره بعتلي حاجة قبل كده.
فتحت الرسالة… ولقيت صورة مش مناسبة غير لائقة تماما. حسيت پصدمه. إزاي يعمل كده وإزاي يبعتهالي! ده المفروض جوز أختي!
رديت عليه بسرعة وقلتله
من فضلك احترم نفسك اللي بتعمله ده مش مقبول خالص.
لكن للأسف رد عليا برسالة تانية… فيها صورة تانية.
ساعتها مكنتش عارفة أتصرف إزاي. كتمت ڠضبي وقررت أعمله حظر فورا.
في اللحظة دي رن موبايلي… لقيت جلال بيتصل.
عفاف نعم!
جلال ليه عملتيلي حظر
عفاف علشان اللي بتبعتهولي! ده مش تصرف راجل محترم وعيب كمان إنك تعمل كده مع أخت مراتك!
جلال متكبريش الموضوع كنت بهزر بس.
عفاف ده مش هزار دي قلة احترام وأنا مش هسكت عليها.
جلال ماشي بس متنسيش إنك مش قادرة تبعدي عني… هتفتكريني!
وقفل السكة.
فضلت سهرانة طول الليل أفكر. هو إزاي اتجرأ يعمل كده! إزاي يطمن إنه مش هتكون فيه عواقب! وإزاي أقدر أتعامل مع أختي من غير ما تعرف وتوجع قلبها!
لكن اللي حصل بعدها زاد الطين بلة…
الأيام عدت وجلال بطل يكلمني تماما. لا رسائل ولا مكالمات ولا حتى وجوده في البيت وقت التنضيف. كنت مستغربة ومش عارفة ليه في جزء مني حاسس إن في حاجة ناقصة… آه يمكن علشان كنت متعودة أكون دايما تحت المراقبة والسكوت المفاجئ ده خلاني قلقة أكتر.
وفي يوم كنت قاعدة في الصالة وهو كان بيتفرج على فيلم وأختي كانت نازلة تشتري حاجات من السوبر ماركت. قعدت في أول الكنبة بعيد عنه ومكنش في بينا أي كلام.
بس دماغي كانت مشغولة… إزاي مش بيكلمني! هل بطل يهتم!
اللي أغرب إني حاسه بحاجة جوايا مش مفهومة… مزيج من الڠضب والإحباط واستغراب… وأحيانا حنين!
ولقيت نفسي فجأة بقوله
ليه بطلت تبعتلي حاجات زي زمان!
بصلي باستغراب وقال
انتي مش قلتيلي امشي من حياتك
عفاف ما كنتش أقصد بالشكل ده.
جلال أنا كنت مستني اللحظة اللي تيجي فيها بنفسك… وها انتي جيتي.
معرفتش أرد وكأن كلامه لمسني.
مش علشان هو جوز أختي لا سمح الله لكن علشان لقيت نفسي تايهة بين ڠضبي منه وبين إحساسي إنه رغم كل حاجة… خلاني أحس إني موجودة حتى لو بشكل غلط.
حاولت أغير الموضوع لكن المشاعر كانت مضطربة ومفيش مفر من المواجهة اللي قربت تحصل.
مر شوية وقت وأنا قاعدة جنبه وكل حاجة جوايا كانت بتتصارع.
مشاعري مش مفهومة دماغي مش مرتبة وقلبي مش مطمئن.
هو بصلي وقال بابتسامة خفيفة
يعني خلاص بقيتي مرتاحة جنبي
مكنتش عارفة أرد.
حسيت فجأة إني محتاجة أتكلم أقول كل اللي جوايا.
قلتله
بصراحة أنا مش فاهمة إزاي حياتنا وصلت للنقطة دي… كنت فاكراك شخص مختلف.
جلال وإنتي كمان مكنتش متخيل إنك ممكن تفكري فيا غير إنك أخت مراتي… بس لما الأيام مشيت بقيتي بالنسبالي أكتر من كده.
عفاف بس إحنا بنغلط… اللي بنعمله ده مش طبيعي ولا صح.
جلال أنا مش بدافع عن نفسي بس أحيانا المشاعر بتسبق العقل… وده اللي حصل.
حاولت أوقف الكلام.
مش علشان مش قادرة أسمع لأ علشان كنت خاېفة أكتر من إني أصدق… أو أنجرف.
رجعت أختي وانتهى الموقف لكن جوايا كان في حاجة بدأت تتغير.
كل يوم كنت بحاول أهرب من مواجهة جلال وأخلي شغلي في البيت محدود جدا لكن هو بقى بيتعمد يقرب مني حتى بالكلام البسيط أو النظرات اللي بتخليني مش مرتاحة.
وفي مرة وأنا بنضف فوق دخل المطبخ فجأة وكان بيحاول يتكلم معايا بطريقة لطيفة لكني قطعت كلامه وقلت
من فضلك… خلينا كل واحد في حاله. ده أحسن لنا