ad general
قصص قصيرة

طلقت جوزي عشان فيسبوك… وكانت أغبى غلطة في حياتي

ads

سامح بحكمة متقنة
علشان يبقى الطلاق هادي وبدون مشاكل قانونية وأنا أصلا صرفت على جوازي ده من جيبي ومش عايز مشاكل.
ولو بتحبيني بالجد كوني كريمة في النهاية.
راحت على طول لحبيبها الوهمي تسأله
بيقولي أتنازل عن حقوقي… أوافق
رد عليها كعادته بكل نفاق
طبعا وافقي وأنا هعوضك أضعاف اللي هتتنازلي عنه إحنا هنعيش في سعادة مش هتتخيليها.
وكانت دي آخر دفعة غباء في طريق الانهيار.
نرمين وافقت.
وبكامل إرادتها راحت المحكمة وتنازلت عن كل حقوقها
النفقة والمؤخر ومسكن الحضانة وحتى حقوق أولادها.
وتم الطلاق.
وخرجت من المحكمة وهي فرحانة
حاسة إنها أخيرا اتخلصت من حياة ما كانتش بتناسبها ومستنية تبدأ من أول السطر مع حب حياتها… اللي عمرها ما شافته على الحقيقة.
لكن كانت الصدمة قربت توصل صدمة العمر.
بعد ما تم الطلاق رسميا خرجت نرمين من المحكمة والفرحة مش سايعاها.
حاسة إنها أخيرا اتحررت من زواج كانت شايفاه خانق وإنها على وشك تبدأ من جديد مع حبيبها اللي بقاله شهور بيغمرها بكلام حب وغزل على فيسبوك.
أول ما وصلت البيت مسكت موبايلها وكتبتله رسالة طويلة
خلاص تم الطلاق… وبقيت حرة.
مستنياك نعيش الحياة اللي وعدتني بيها وننسى اللي فات.
مفيش رد…
عدى يوم… ثم اتنين… ثم تلاتة.
بدأ القلق يدخل قلبها وبعتت له
إنت فين ليه مختفي
أنا طلقته خلاص… كل ده علشانك.
وأخيرا وبعد 4 أيام من الصمت جاتها رسالة منه
أنا آسف عندي شوية ظروف كام يوم وهتفرج.
استحملي شوية وأنا هجيلك وهبدأ معاك حياة جديدة زي ما وعدتك.
لكن الحقيقة
هو ما كانش مشغول…
كان في الساحل بيقضي شهر العسل مع مراته الجديدة اللي خطبتها له نرمين واللي جهزتلها البيت من فلوسها وأثثته بأغراضها واللي وافقت على الزواج ده بإيديها!
سامح كان بيعيش أسعد أيام حياته والمسكينة كانت عايشة في خيال بتستناه.
وبعد ما رجع من رحلته وبكل برود بعتلها رسالة تانية
إزيك يا قمر
عاملة إيه
كنت في بالي طول الوقت…
ردت بحماس
أنا كويسة مستنياك… مشتاقتلك أوي نفسي أشوفك نفسي نعيش اللي حلمنا بيه.
وبكل هدوء قالها
أنا أصلا قريب… أقرب مما تتخيلي.
أنا جوزك يا مدام!
سكتت مش فاهمة.
كتبتله
جوزي!
إنت بتقول إيه
إنت بتضحك
رد عليها بكلمات زي السكاكين
آه أنا سامح… جوزك اللي كنتي عايشة معاه تحت سقف واحد
وأنا اللي كنت بتكلمي معاه على فيسبوك كل يوم
أنا اللي بعتيلي صورتك وكلميني عن أحلامك وخنتيني بالكلام وانت مش واخدة بالك.
الصورة اللي كنتي بتحبيها دي صورة صاحبي
كنت باختبرك
ووقعت يا نرمين… ووقعت سقوط كبير.
كانت صدمة أقوى من كل الخناقات والشتايم اللي مرت بينهم قبل كده.
نرمين بدأت تتنفس بصعوبة إيدها بترتعش والدنيا بقت سودة في عنيها…
صدمة عمرها… وصلت.
نرمين ماقدرتش ترد… حرفيا لسانها اتعقد.
حست إنها بتغرق في بئر عميق من الذهول والندم والخجل.
أول كلمة كتبتها كانت
مش ممكن…
يعني أنت كنت بتضحك عليا طول الوقت
كنت بتراقبني وأنا… وأنا…
سامح رد بكل برود
كنت بتراقبك لا يا نرمين
أنا كنت بشوفك على حقيقتك.
الست اللي تبيع بيتها وزوجها وأولادها علشان واحد ما شافتهوش
وتتنازل عن كل حقوقها علشان كلام غرام على فيسبوك
مش ست… دي طفلة بتلعب بالنار.
حاولت نرمين تدافع عن نفسها
كنت حاسة بالوحدة كنت بحتاج كلمة حلوة…
كنت…
قاطعها سامح
كلمة حلوة
ماشي… بس تمنها كان غالي أوي.
إنت مش بس خنتيني…
إنت بعتي بيتك وماضيك ومستقبلك
وقدمتيلي مراتي الجديدة على طبق من دهب
واشتريتي الوهم بأغلى تمن.
نرمين بدأت تنهار…
قعدت على الأرض حطت إيدها على رأسها ودموعها بتنزل من غير صوت.
حست فجأة إن كل اللي حوالينها بيقفل.
لا بيت…
ولا زوج…
ولا حبيب.
كل اللي تبقى مجرد شاشة وفوقها حساب مقفول…
وإيموجي قلب كان مجرد خدعة من زوجها اللي عرف يدخل لعقلها من باب هي فتحته بإيدها.
رجعت تتكلم بصوت واطي
سامح… طب وعيالك
البيت
هتعمل فيا كده
رد وهو بيقفل المحادثة
أنا ماعملتش فيكي حاجة…
إنت اللي عملتي في نفسك كل ده.
اتعلمي درسك واحتفظي بيه باقي عمرك.
ثم ظهرت جملة على الشاشة
تم حظرك من هذا الحساب.
هنا وقع الحبل اللي كانت ماسكة فيه نرمين…
وأخدت تنهيدة كأنها النهاية وبدأت تدخل في حالة صدمة عصبية حادة.
قعدت لوحدها أيام بتعيد المشاهد في دماغها
من أول ما فتحت حساب الفيسبوك الجديد
لحد آخر رسالة كتب فيها سامح
أنا جوزك يا مدام.
مرت ساعات ثم أيام ونرمين مش قادرة تستوعب اللي حصل.
كل لحظة بتراجع تفاصيل الأشهر اللي فاتت تحاول تفهم
إزاي أنا وقعت
إزاي كنت بصدق كل ده
إزاي ضيعت بيتي بإيدي
اللي كان أصعب من الطلاق هو الخيانة اللي عملتها ضد نفسها مش ضد جوزها بس.
فجأة أدركت إن سامح رغم كل اللي حصل كان بيحبها
كان بيجرب يخلصها من نفسها من ضياعها من الغرور اللي لبسها ومن الكلمات الكذابة اللي صدقتها.
لكن للأسف كل حاجة اتأخرت.
البيت اللي كانت عايشة فيه بقى لشخص تاني.
الزوج اللي كان بيحاول يصلح بقى في زوجة جديدة اختارته بإرادتها.
والأولاد بقوا تايهين بين أم نادمة وأب قرر يبدأ من جديد.
نرمين فقدت كل شيء والندم كان بياكلها لحظة بلحظة.
قعدت مع نفسها وكتبت في دفتر قديم
مافيش أصعب من إن الإنسان يكتشف الحقيقة بعد ما تخرب.
فيسبوك ماكانش السبب الحقيقي السبب إني فتحت له باب قلبي وأنا سايبة باب بيتي يتقفل.
صدقت الحكي ونسيت الواقع.
خسرت كل شيء علشان حلم
ودايما الحقيقة بتوجع لما تيجي متأخرة.
في واحدة من الليالي وهي قاعدة لوحدها في أوضة فاضية وسط صمت تقيل سمعت صوت تسجيل صوتي من أولادها كان عندهم مع أبوهم
بابا ماما بتعيط كل يوم إحنا مش عايزينها كده.
الرسالة جرحتها لكن في نفس الوقت فتحت في قلبها باب تاني
باب اسمه تصليح
اللي لسه ممكن يتصلح.
قررت نرمين تبدأ من الصفر مش علشان ترجع لسامح لأنها عارفة إن دي صفحة اتقفلت خلاص لكن علشان نفسها وعلشان أولادها وعلشان تكون أم تستحقهم.
وقتها فهمت إن الزواج مش مجرد عقد ولا عيشة.
الزواج ميثاق ومسؤولية ومشاعر حقيقية مش موجودة في الشات ولا في تعليقات الغرباء.
والأهم فهمت إن الإنسان اللي بيفرط في النعمة اللي في إيده ممكن مايلاقيش غير الندم بعدين.
مرت شهور بعد الطلاق وكل يوم كان أصعب من اللي قبله على نرمين.
صحيح إنها حاولت تقوم وتبدأ من جديد لكنها كل مرة كانت بتتكعبل في ذكرى
ذكرى ضحكة كانت من سامح
أو لحظة بين أولادها وهو 
أو حتى كلمة حب كانت بتستناها منه وراحت لغيره.
البيت اللي كانت فيه ضحكته بقى فيه صوت غربتها.
والسوشيال ميديا اللي كانت بتدور فيها على حب بقيت بتبعد عنها كأنها بتلمس جرح قديم كل مرة تفتحها.
كانت ماشية في الشارع في يوم وشافت سامح من بعيد.
كان مع مراته الجديدة وولاده حوالين إيده بيضحك وبيتكلم شكله مرتاح
لكن هي وقفت مكانها كأن الزمن اتجمد
وشافت صورتها في زجاج محل ست مكسورة وحيدة وتايهة.
رجعت البيت قفلت الباب وقعدت تبكي مش علشان سامح لكن على نفسها.
قالت في سرها
أنا اللي خسرت.
لما صدقت غريب وخنت القريب.
لما بعت اللي شايلني علشان اللي مش معروف أصله.
كتبت على ورقة علقتها على مرايتها كل يوم تقراها
الحب مش رسالة حلوة على فيسبوك
الحب فعل تضحية ومواقف
الحب مش حد يقولك كلام حلو
الحب حد يفضل جمبك وانت مش شايف قيمته.
الناس ما كانتش تعرف حكايتها كاملة
لكن هي كل ما تشوف واحدة ماسكة الموبايل ومندمجة في دردشة مع حد غريب تحس قلبها بيوجعها.
كأنها عايزة تقول لكل واحدة
إوعي تعيشي في خيال
فيسبوك مش مصدر للحب
الحب الحقيقي محتاج شغل محتاج صبر محتاج وعي
مش مجرد شوية رسائل وصورة حلوة!
وفي مرة بعتت رسالة صوتية لصديقتها وقالت فيها
أنا مش زعلانة إني اطلقت
لكني زعلانة إني كنت غبية كفاية إني أسيب راجل زي سامح
وأدور على واحد ما أعرفش عنه غير صورة!
انتهت الحكاية
لكن العبرة باقية.
قصة نرمين وسامح مش بس قصة خيانة
دي قصة كتير من الناس اللي باعوا الحقيقة وراحوا يدوروا على الحلم
فاكرين إنهم بيكسبوا
لكنهم في النهاية بيخسروا كل شيء.

ads
الصفحة السابقة 1 2 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock