
أنا ضد الجوازة دي… وقصتي مش سهلة
ودي حاجة كان هو بيتمناها من زمان
وده كان المفتاح
محمود جوزي وافق
خدنا شقة إيجار في مكان بعيد تماما لا هو قريب من أهله ولا من أهلي
أول مرة نحس إن البيت لينا وبس مفيش حد داخل علينا ولا نظرات ولا خناق ولا ضغط
كان كل اللي حوالينا أنا وهو وبنتي الصغيرة والبيبي اللي في بطني
في البداية حسيت براحة
بس الراحة دي كان فيها خوف
كل يوم كنت ببص على وشي في المراية وأسأل نفسي
هو كده فعلا أحسن
هو أنا كده كسبت جوزي ولا بعدته عن أهله
هو لما كرههم عشاني هيفضل يحبني ولا هيجي عليه وقت يحاسبني
ومع الوقت فعلا بدأ يتغير
بطل يكلم إخواته ولا حتى يسأل عنهم
وأنا من ناحيتي بدأت أحس بتأنيب ضمير لإن جوزي حتى لو غلط برضو إنسان وأهله مهما كانوا ليهم حق عليه
والمصيبة إن جهاز جوازي لسه هناك في البيت القديم وكل ما أفتكر أحس إني سايبة نصي ورايا
عدى على بعدنا عن العيلة 6 شهور
الحمد لله فيهم ولدت وجبت الولد اللي كان نفسي فيه وجوزي فرح بيه فرحة غير عادية
رجع يتكلم مع أهلي تاني وبقى يزورهم معايا وبقى في هدوء نسبي
بس في قلبي فيه حاجة مش مطمنة
أنا خايفة يرجع يفكر في الجوازة دي تاني
وخايفة كمان من مصاريف الإيجار والمدارس والأكل واللبس خصوصا مع طفلين والدنيا غليت
بقعد كتير أسأل نفسي
هل الغيرة خلتني أضحي بكل ده
وهل كنت صح لما بعدته عن أهله
وهل الرجوع للبيت القديم فيه خطر على استقراري
ولا البعد هيفضل نار هادية تحت السطح هتطفي الحب
أنا دلوقتي في مفترق طرق
يا إما أرجع البيت القديم بس بشروطي وباحترام وبحدود واضحة
يا إما أعيش بعيد بس لازم أواجه الواقع الحياة مش وردي والبعد ليه تمن
العبرة من القصة
في حياتنا الزوجية دايما بييجي وقت بنتحط فيه قدام اختبارات صعبة
اختبارات ما بين مشاعرنا الغريزية زي الغيرة والرفض والوجع وما بين المنطق والمصلحة والاستقرار
بطلة القصة اللي حكت حكايتها عاشت صراع مش سهل
بين إنها تبقى الست الوحيدة في حياة جوزها زي ما بتحلم كل واحدة
وبين إنها تتفهم وضع إنساني معقد زي وفاة أخو جوزها ووجود أربع بنات صغيرين محتاجين رعاية
لكن لما القلب بيتوجع
والمخ بيتلخبط
والبيت يتحول لساحة معركة
بتكون القرارات أحيانا نابعة من لحظة انفعال مش من حكمة
هي اتكلمت بلسان كل ست بتحب جوزها وبتخاف عليه وبتغير عليه وبتشوفه كل حياتها ولما حست إنه ممكن يتقاسم الدنيا ضاقت عليها
مش لأنها شريرة أو أنانية لكن لأنها مجروحة وعندها خوف من الهجر والخذلان
لكن لما الصدمة عدت والبيت اتنقل والهدوء رجع بدأت تسأل نفسها أسئلة حقيقية
هل أنا كسبت فعلا
ولا بعدت جوزي عن أهله وقللت حبه ليهم
هل أنا اتعاملت مع المشكلة بعقل
ولا خدت قرارات مصيرية وقت الغليان
وهنا تظهر العبرة
الحياة الزوجية مش بس حب وغيرة الحياة الزوجية محتاجة توازن بين القلب والعقل بين المشاعر والواجبات بين حقي كزوجة وحق العيلة اللي ربت جوزي
والعبرة الأهم
الغيرة لو زادت عن حدها ممكن تبقى نار تاكل العلاقة من جواها
لكن الغيرة اللي وراها حب صادق لازم تتوجه صح وتتقال صح وتتدارى بحكمة
ولو جوزك فكر يتجوز تاني مش دايما معناه إنه ما بيحبكيش
أوقات بيكون بيشوف
إنه بيقوم بواجب أو شايف حل لإنقاذ موقف
وساعتها أسلوبك وتفكيرك هو اللي يحدد النهاية
الزوج مش عدو
والسلفة مش خصم
والمنافسة على الحب مش لازم تكون حرب
لكن لازم تكون مساحة للحوار والفهم والقرارات اللي تبنى على هدوء مش على صدمة
خلاصة الخلاصة
اتكلمي معاه افهمي دوافعه
ما تخليش الخوف يدفعك لأفعال تندمي عليها
لو خدت موقف خديه وانت في قمة وعيك مش قمة غضبك
لو اتنقلتي بعيد احسبي تمن البعد وتمن الرجوع
ولو ولادك في الصورة خلي كل قرارك يبني ليهم مستقبل آمن
عايز تحافظي على بيتك
يبقى لازم تبقي أقوى من الغيرة وأذكى من الغضب وأحن من أي منافسة
لإن الراجل مش هينسى اللي ساندته وقت حيرته
لكن عمره ما هيرتاح مع اللي حاصرته بين يا أنا يا هم