
ارملة اخويا بقلم ريناد يوسف
الأوضه اللي شاورتلها عليها العامله وفضلت باصه لبابها فتره طويله كأن ورا الباب دا بتكمن أشد مخاوفها وشويه وخبطت علي الباب ودخلت بصيت لأحمد وهو بصلي وإتقدمنا ناحية الأوضه ووقفنا قدامها
وعنينا إحنا الاتنين إتعلقت علي اليافطه المكتوبه علي بابها غرفة العلاج الكيميائي أيوه زي ماسمعتوا كده أصل المكان اللي سعاد راحتله دا كان مستشفي للأورام
خبط أحمد علي الباب بأيد بتترعش وبواقي شك لسه جواه ومن قبل ماحد يرد عليه فتح الباب مره وحده والصدمه لما شفنا سعاد قاعده علي جهاز الحقن الكيميائي وبتاخد جرعه وشكلها بتتألم جامد ودا واضح من ملامح وشها وهي أول ماشافتنا إتخضت وقامت بسرعه لدرجة إنها كانت هتفصل المحلول اللي فأيدها لولا مالدكتوره هي والممرضه اللي معاها ثبتوها قوام
بصت لأحمد أخوها بعيون ماليها الدمع وبصتلي بلوم وعتب وقالتلي بضعف
ليه كده ياعاصم أكيد انت اللي كلمته وجبته ليه ياعاصم ڤضحت اللي مخبياه بقالي شهور ليه خلصت كلامها وإبتدت تبكي بحرقه وۏجع واحمد أخوها إتقدم عليها وحضنها حضڼ حنون وهمسلها والدموع فعنيه
ليه ياسعاد تدسي عننا حاجه زي دي ليه تتحملي وجعك لحالك وتخلي الناس تبصلك بعين رديه وتظن فيكي السوء
صدقني لو كنت قولت ولا عرفت حد بمرضي كنت هتألم أضعاف ألمي دا في كل مره كنت هشوف نظرة شفقه فعيون اللي حواليا وهما بيبصولى
كنت هحس بإن حالتي بتسوء وهتعب
صدقني كلام الناس واتهامهم ليا بالباطل اهون ألف مره من نظراتهم المشفقه أنا كنت عايزه أموت لوحدي ياأحمد ويبقي مۏتي مفاجأة للكل مش يفضلوا يموتوا معايا كل يوم
أحمد سمع كلامها دا والدكتوره إتكلمت بتأثر من كلام سعاد وردت عليها
غلطانه يامدام سعاد وياما قولتلك قبل كده قولتلك إن وجود الناس حواليكي هيخفف عنك ودعمهم ليكي هيقويكي مش هيضعفك
لكن إنتي كان ليكي فلسفه خاصه ومكدبش عليكي فلسفتك غريبه نوعا ما
شايفه الراحه اللي كست ملامحك وإنتي فحض أخوكي وحاسه بخوفه عليكي!
ردت عليها سعاد وقالتلها لا يادكتوره بالعكس انا فلسفتي كانت هي الصح لاني كنت خاېفه احس بالضعف زي منا حاسه دلوقتي واعوز طول الوقت دا واتمنى إني أفضل فيه دايما مخرجش منه لآخر يوم فعمري
أنا طول الوقت فضلت ساكت ومتكلمتش ولا كان ليا عين اتكلم ولا لاقي كلام أقوله غير إني أستغفر ربنا في سري على سوء ظني فيها وبس
الدكتوره بعد دقايق من دخولنا سابتنا مع سعاد في الأوضه وطلبت مننا إننا ننادي عليها اول مالجرعه تخلص
وبمجرد خروج الدكتوره أحمد مسك ادين سعاد بين إديه وسألها بحنان مخلوط پألم
قوليلي من إمتا وإنتي إكده وحالتك عامله كيف دلوكيت عتتحسن علي الكيماوي ولا أيه
ردت عليه سعاد بهزة نفي من دماغها وهي بتمسح دموعها وقالتله
لا ياأحمد مفيش أي تحسن ودي آخر جلسه ليا لو التحليل بتاع الشهر دا أثبت إن الحاله بتسوء كالعادة مش بتتحسن ماهو أصل انا مش هتحمل عڈاب الكيماوي علي الفاضي ومش عايزه اموت وانا پتألم انا خلاص تعبت ونفسي أعيش آخر أيامي من غير ألم
رد عليها أحمد برفض وقالها بإصرار
له ياسعاد انتي هتروقي وتعيش وتبقي زي الفل اني هسفرك بلاد بره تتعالجي هناك وفي بلاد الاجانب مفيش حاجه ملهاش
طب ولا دوا
ردت عليه بيأس وقالتله
هنا زي هناك ياحبيبي مفيش فرق ولا حالتي ليها علاج فأي مكان غير العلاج اللي باخده دا ولو فيه صدقني انا كنت هسعي اليه ولو كان فآخر العالم كنت هروحله صدقني انا نفسي اعيش اوي وافرح بأولادي