
قصة حقيقية وقعت في أمريكا لشاب عراقي ملتزم كان يدرس هناك
كرامتها
نحن لا نحرم المرأة من التعليم ولا من الحياة بل نعطيها قدرا من الخصوصية يحفظها لا يقيدها.
فهل في ذلك احتقار أم هو احترام
كانت هذه الكلمات بداية الشرارة التي غيرت مجرى القصة
بعد هذا النقاش اختفت إيميلي لأكثر من أسبوع.
ظننت أنها انسحبت من المجموعة أو ربما قدمت شكوى ضدي.
لكن في الأسبوع التالي دخلت فتاة محجبة إلى القاعة وجلست في الزاوية الخلفية
استغرب الجميع حتى أنا!
في نهاية المحاضرة تقدمت نحوي وقالت
هل عرفتني أنا إيميلي وأسمي الآن عائشة.
صدمت لم أصدق نفسي.
قالت وهي تبتسم
كلماتك هزتني أعدت تفكيري في كل شيء
قرأت كثيرا بحثت حضرت دروسا في المسجد القريب ونطقت بالشهادتين
وأريد أن أقول لك شكرا لأنك احترمتني فذلك هو أول ما دلني على عظمة الإسلام.
عندما قالت لي اسمي الآن عائشة
شعرت بقشعريرة في جسدي
لم تكن لحظة عادية.
أنا لم ألق عليها محاضرات ولا دعوتها مباشرة للإسلام
كل ما فعلته أنني ثبت قدمي على مبادئي وشرحت لها ببساطة لماذا نحترم المرأة في الإسلام.
قالت لي عائشة
في البداية ڠضبت منك ظننتك تتكبر علينا أو ترى نفسك أفضل.
لكن عندما وضحت لي كيف ينظر الإسلام للمرأة
وكيف أن الجمال في دينكم لا يباع ولا يشاهد بلا حق
أدركت أنني كنت جاهلة وأنني أعيش حياة لا تعرف الكرامة الحقيقية.
سألتها
كيف قررت القرار كبير والضغط المجتمعي هنا لا يستهان به.
قالت
حين عدت للبيت بعد نقاشنا بدأت أبحث عن مكانة المرأة في الإسلام
قرأت عن الزواج الشرعي عن العلاقة الزوجية الطاهرة
عن كيف أن المرأة في الإسلام تكرم زوجة أما بنتا وأختا
قرأت عن الحجاب وعن العفة وعن الاحترام
وبكيت.
هنا أدركت أن الكلمة الصادقة والموقف الثابت يمكن أن يهز أعماق إنسان مهما كان بعيدا.
إسلامها لم يكن سهلا
واجهت عائشة عاصفة من الرفض من أهلها وزميلاتها
قالت لي
والدتي صړخت وقالت لي هل أصبحت مثل العرب
هل ستتركين الحرية وتعيشين في قيود
لكنها ردت عليهم بثقة
أنا الآن أكثر حرية
لأنني تحررت من نظرات الناس من أن أكون سلعة على منصات الصور
من أن ينظر لي كمجرد جسد.
أنا الآن أعامل كإنسانة كاملة بقيمة وليس بشكل.
تأملت كلامها كثيرا
وفهمت لماذا يدخل الكثيرون في الإسلام في الغرب
ليس لأن أحدا ضغط عليهم
بل لأنهم وجدوا في الإسلام ما لم يجدوه في حضارتهم الطهارة المعنى الكرامة النقاء.
بعد أسبوع من إعلان إسلامها قررت أن ترتدي الحجاب الإسلامي الشرعي لأول مرة.
قالت لي
أشعر أنني مختلفة وكأنني ولدت من جديد
أعلم أنني قد أنتقد وقد أسخر مني
لكنني متأكدة أنني الآن في الطريق الصحيح.
كانت نظرات الناس لها في البداية مليئة بالدهشة
ولكنها لم تنكسر
تقول
كل ما شعرت بالخۏف تذكرت أني أغطي شعري لأجل الله
وليس لأجل الناس.
وكان هذا الحجاب في أمريكا
وسط بيئة تحتفي
أشبه براية نصبت في ميدان
تعلن أنا حرة ولست مستغلة.
لم تكتف عائشة بإسلامها فقط
بل بدأت تقرأ أكثر وتحضر محاضرات وتسأل عن تفسير القرآن
ثم بدأت تحكي لصديقاتها عن تجربتها
واحدة منهن مونيكا بدأت