
في إحدى المحاضرات لمعالجة العلاقات الزوجية
وشكلي فقط.
أتعرف لماذا لم أجب
لأني لو كنت فكرت في ما يرضيها لو كنت تعبت نفسي لمعرفة ما يسعدها ربما لم تكن ستشعر بالقهر. ربما لم تكن ستكتئب وتخفي عن الجميع أنها ليست سعيدة معي.
لو كنت فهمتها فقط لو كنت استمعت لها وأعطيتها حقها ربما كانت ما زالت معي.
أتعرف لماذا أنا هنا اليوم
لأنها كثيرا ما ترجتني أن نحضر مثل هذه المحاضرات لنقترب من بعضنا.
لو عادت لي ثانية سأفهمها. سأعرف تفاصيل حياتها. سأتركها تبكي على مشاهد فيلم وأحتضنها بدلا من السخرية. سأسمح لها بمشاهدة تيمور وشفيقة للمرة الألف دون تذمر. سأتركها ترقص على الأغاني التي تحبها دون أن أسخر من الأمر وأصفه بالهبل. سأحقق لها كل ما تتمنى. فقط لو تعود.
ساد صمت عميق في القاعة.
المحاضر وقف وقال
هذه هي الإجابة الصحيحة.
عندما تغضب زوجتك صالحها بالطريقة التي تسعدها وتفهمها حتى لو بدت لك تافهة.
ما تعتبره أنت تافها قد يعني لها اهتماما وحبا.
لا تتجاهل حزنها طالما هي ما زالت تتحدث إليك وتحاول.
كن زوجا ذكيا. لا تفقد ثقة زوجتك لأنها إن فقدت ثقتها فيك ستفقدك معها. وحينها لن تعود الحياة كما كانت أبدا.
هكذا هي الحياة… لا تنبهنا على خساراتنا إلا بعد فوات الأوان.
قصة هذا الزوج لم تكن مجرد لحظة ضعف أو ندم عابر بل كانت صرخة في وجه كل من يعتقد أن الحب وحده يكفي وأن الزواج يستمر تلقائيا دون جهد أو احتواء. كم من زوجة اليوم تنام وفي قلبها وجع لا يقال كم من امرأة تتحمل وتصمت ظنا منها أن السكوت أهون من الألم وكم من رجل يعتقد أن مجرد البقاء في البيت والقيام بالواجبات المادية يكفي ليكون زوجا صالحا!
الحياة الزوجية ليست ورقة عقد ولا سقف واحد بل هي تواصل يومي وإنصات حقيقي واحتواء في كل لحظة تعب واحتفال بكل لحظة فرح. المرأة ليست كائنا معقدا كما يردد البعض بل هي كائن يتغذى على كلمة طيبة وابتسامة صادقة ويد تمسك بها عندما تخاف وقلب يشعر بها عندما تنكسر.
ولعل أهم دروس هذه القصة أن تجاهل المشاعر لا يقتل الحب فقط بل يقتل الروح. وربما نعيش مع من نحبهم سنين طويلة ولكننا ندفنهم أحياء في تجاهلنا في برودنا في صمتنا الذي يقتلهم بالتدريج.
لا تنتظر أن تخسر من تحب لتفهم قيمته.
لا تنتظر الموت لتدرك أنك كنت تعيش مع كنز لا يقدر بثمن.
الحياة قصيرة والزمن لا يرحم والمحبون الحقيقيون لا يعوضون.
لذلك اليوم غداامسك يد من تحب وقل له أنا آسف لو في يوم أهملتك بس أنا فعلا محتاجك وهابدأ أفهمك بقلبي مش بعقلي.
لا تجعلها تكتفي بالدموع على وسادتها اجعل حضنك هو وسادتها ودفء صوتك هو راحتها.
لأنك إن لم تفعل قد يأتي يوم تجلس فيه في قاعة مثل هذه تحكي قصة لا تتمنى لأحد أن يعيشها وتبكي على حب دفنته بيدك قبل أن تدرك كم كان نادرا وعظيما.