
عبد الحليم حافظ.. العندليب الذي غنّى وهو ينزف
وراء كل أسطورة قصة خفية لم تُروَ كاملة. عبد الحليم حافظ، صوت العاطفة وملهم الأجيال، لم يكن مجرد مطرب يغني للحب والوطن؛ بل كان إنسانًا يواجه معركة شرسة مع مرضٍ غامض منذ طفولته. العندليب لم يكن يقف على المسرح بقدر ما كان يقف على حافة الألم.
لعنة الطفولة: بداية المرض
بدأت المأساة في طفولة عبد الحليم، حين أصيب بمرض البلهارسيا بعد نزوله إلى مياه الترع. هذا المرض البسيط في نظر الناس وقتها تحول إلى لعنةٍ دائمة.
📌 اقتباس بارز:
“منذ تلك اللحظة لم يعد جسد عبد الحليم كما كان، فقد التصق به المرض كظل لا يفارقه.”
حياة مزدوجة: بريق على المسرح ووجع خلف الكواليس
عاش العندليب حياة متناقضة. أمام الجمهور كان الأنيق المتألق، صاحب الصوت الذي يأسر القلوب. أما خلف الكواليس، فكان يتألم من النزيف والتليف الكبدي، بين الأدوية والعمليات.
📌 اقتباس بارز:
“كان يغني وهو يعلم أن جسده ينزف… لكنه لم يكن يريد أن يرى جمهوره دموعه.”
رحلات العلاج: صراع لا ينتهي
سافر عبد الحليم مرات عديدة إلى لندن وباريس للعلاج، وخضع لعمليات خطيرة. لكنه رغم كل شيء، لم يتوقف عن الغناء.
حتى بعد نزيف حاد، كان يقف على المسرح، يقدم أجمل الأغاني ثم يعود ليستكمل معركته الصامتة.
📌 اقتباس بارز:
“الفن كان بالنسبة له هو الدواء الوحيد الذي يخفف نزيفه.”
النهاية في لندن
عام 1977، جاء النزيف الأخير في إحدى مستشفيات لندن. لم يعد جسده يحتمل، فرحل العندليب عن عمر 47 عامًا فقط. كانت جنازته المليونية صرخة حب وحزن من جمهور لم يصدق أن الصوت الذي ملأ حياتهم قد صمت.
📌 اقتباس بارز:
“رحل الجسد لكن بقي الصوت.. خالدًا، يتحدى الموت بالموسيقى.”