
قصة خديجه خويص
لم تجبني سوى جدران الزنزانة بصدى الصوت
بكيت ما يقارب الساعتين صليت يومها بلا حجاب أو جلباب ودعوت الله أن يلقي علي النوم حتى لا ينفطر قلبي من البكاء فنمت حتى الفجر ليدخل عدد من السجانين للعدد وليعود البكاء وأنا أخبئ رأسي بين يدي
ولما جاء الظهر دخل سجانون ذكور لتفتيش الزنزانة فانفجرت باكية مجددا حاولت إقناعهم بأن حجابي وجلبابي هما جزء مني وانتزاعهما كما انتزع جلدي ولا تصح صلاتي بدونه ولا يجوز أن يراني الرجال بدونه ..
يومها نقلوني من زنزانتي لأخرى ولا أعلم السبب ظننت أنها أفضل حالاولما صرت فيها وجدتها مترين بمترين ومياه المرحاض تسيل على ارضيتها فقلت أتفقد الفراش فرفعت الفرشة لأجد تحتها الصدأ والماء وصراصير ميتة فقلت أتفقد المرحاض فإذا به يمتلأ بالفضلات والأوساخ ومناديل ورقيه فقلت أفتح مضخة المرحاض حتى يبتلع ما فيه من القرف والنجس يبدو أنه ابتلع ولكن بقيت مضخة المرحاض مفتوحة طوال الليل بصوت يصرع المتواجد في الزنزانة
وكامرتين ترصدان مكان النوم والمرحاض وباب الحمام زجاجي شفاف منخفض يصف ما خلفه والزنزانة مقابل غرفة السجانة وكل داخل وخارج يتفقد من السجانين يتفقد الوافد الجديد في هذه الزنزانة القذرة ..
لم يكن حماما في زنزانة بل زنزانة في حمام
توضأت لأصلي العشاء صليت بلا حجابي وجلبابي وبلا سجود لأن الأرض نجسة ..
وفي اليوم التالي عند الخامسة فجرا أعطوني حجابي وجلبابي لاخرج بهما إلى المحكمة
وصلت المحكمة منهكة من السفر والبكاء المتواصل ومن السهر الإجباري بسبب صوت مياه المرحاض فبدوت شاحبة حزينة كئيبة على غير العادة ..
في الصورة كنت أبث للمحامي كيف انتزعوا حجابي وأجبروني على خلع جلبابي وعن وضع الزنزانة الجديدة وقذارتها وكيف أنه للمرة الأولى في حياتي يراني الرجاال بلا لباسي المستور وأنني صليت دون سجود ولا لباس ساتر
يومها اجتمع قهر الدنيا كله في ملامح وجهي وتعابيره .
ولما ترافع عني المحامي ووصف لهم ما يحدث لي في السجن وانتزاعهم حجابي وجلبابي أصيب الحاضرون بالوجوم والقهر!!
ونجح المحامي باستصدار أمر من المحكمة بعدم انتزاعهما مني وإعادتي لزنزانتي الأولى ..
عدت
من محكمتي ليعاودوا قهري وانتزاع جلدي مرة أخرى ووضعي ..
لكني قررت أن أنتزع حقي ولو بأسناني فقمت بالصراخ والتكبير لأربع ساعات حتى جاؤوني بمدير السجن واريته قرار المحكمة فاضطر للالتزام به .
خديجة_خويص