
رواية شيقه بقلم سوما العربى جزء أول
أجيب لك واحده برا …يالا زمان الفرارجي خلص ..خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها . وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعاً فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعاً للبيت. __________________________ ألتفت رنا ببطئ وال ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت برعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض عاري الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت ب : -يعني إيه ؟ مش فاهمه.. نظر لها بعينه رعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية : -عربية؟ -أيوة … الحمدلله…أنت بتتكلم عربي ؟ -قليلاً من أين أنتي ؟ -م -لما الكذب إذاً ..أنتي
لستِ عربية. -ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس…طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا. أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة: -أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريباً الشبكة واقعة هنا. نظر لها بتدقيق ثم قال: -أتبعيني إذاً نظرت له بشك ثم قالت: -أتبعك فين؟ لأ أنا مش عارفاك وب احة نظراتك مش مريحاني. ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه: -جيد إذاً ،ظلي هنا حتى تتحلل حثتك. ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه : -يا أستاذ..يا أستاذ..أستنى بس مايبقاش خلقك . توقف بنزق
يسألها: – ماذا ؟ -هتساعدني إزاي؟ -سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي. بالطبع ذهبت خلفه …لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة . سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة: -أنت ياحضرت…مش قولت هتساعدني.. إحنا فين؟ إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها . شحب وجهها و وقفت مبهوته وهي ترى مجموعة من الرجال عرايا الصدر فقط يلفون قطعه من القماش على جزعهم السفلي وبيد كل
واحد منهم عصا خشبية يتكئ عليها رغم قوة بنيانه يصدح منهم صوت واحد في نفس اللحظة بطريقة سحبت الدماء من جسدها وزاد الطين بلة وهي تراهم يلتفون حولها ويطوفون في حلقة مغلقة بطريقة جنونية، بدوا وكأنهم لأول مرة يرون أنسي ثم توقفوا وهم يسحبونها معهم للأمام يرغبون في أخذها لمخيمهم. فلم تتحمل كل تلك ال ات بداية من تيهها ثم غدر ذلك الخبيث وختاماً بمايحدث الآن فسقطت أرضا فاقده للوعي بين أيديهم وهم حولها مازالوا يهللون، يتعارك كل منهم مع الآخر على من سيحملها ولم يتوقفوا إلا على صوت أنچا الجهوري التي رددت بحزم: -توقفوا .. ملكنا في قيلولة …ستزعجونه هكذا…ماذا
هنا وما سر كل تلك الضوضاء. توقفوا جميعاً فسقطت رنا أرضاً منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم : -آه …فتاة بيضاء…الآن فهمت . نظروا كلهم أرضاً ب ورمقتها أنچا بنفور، فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضاً: -أسمحي لي سيدتي لكن أنا من جلبتها لهنا و أنا من سأبيعها . تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت ب : -نحن هنا جميعاً في خدمة لك راموس …لسنا بالجزيرة كي تفعل .. أنها عطلة لك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه . ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء وقف وقالت : -حسناً سأضمها لجواري لك …كم
تريد فيها . لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغاً كبيراً… كبيراً جداً و قال : -مئتي دولار. -ماذا ؟ -أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها؟ أنه لك راموس. نظرت أنچا للفتاة ب شديد ثم قالت: -حسنا لك ما أردت. ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء: -خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري لك . ثم أقتربت من الرجل تدفع له ال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية خيم. ____________________________ في صالة شقة فوزية جلست
أمام محمود وأهله مرددة بحسم: – دة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة ما شبك من سنتين ومافيش أي حاجة جدت .. أعذرني بس احنا ولايا من غير راجل وكلام الناس كتير. فرد الحاج راشد بهمة: – كلام إيه ده يا ست فوزية أنتي على راسنا وحورية بنتنا ومتربية وسط عيالنا . -كلام حلو يا حاج… بس ما تأخذنيش أهو كلام إبن عم حديت ولو دي نظرتك لينا فأنت مش كل الناس وأحنا مش عايشين لوحدنا. صمت راشد يقر أنها تتحدث الصواب وتدخل زيدان: -طلباتك ياست فوزية . -الفرح وكتب الكتاب يكونوا آخر الشهر. صمتوا جميعا من طلبها وهتف محمود:
-ده إلي هو إزاي هو أنا ساحر..أجيب منين ده الشقة على الطوب. -مانت لو كنت بتشتغل زي الحاج راشد و علم زيدان كان زمانك مشطب ومخلص، ألا أنت مش غاوي شغل وإلي بتاخده بتفرتكه، وأنا يابني صبرت عليك كتير وطولت بالي على الآخر لكن لاقيتك سارق الود و زودتها قوي .. يابني ده حتى ثل بيقول إن كان حبيبك عسل ماتلحسهوش كله . حاول زيدان التفاهم معها وقال بمهاودة: – عداكي العيب يا ست فوزية بس بالعقل كده هو في حد هيعرف يخلص كل الطلبات دي في شهر؟ -معاك حق بس ماعلش اعذرني يا معلم زيدان، أنا لو رخيت له
الحبل و زودت هله هيرجع يسوق فيها، أنا سيبته سنتين بقولك ..خاطرك على عيني يا معلم بس ده آخر كلام عندي . -طيب ماحنا ممكن نكتب الكتاب عشان نسكت الناس وبعدها نرتب للجواز براحتنا . أحتدت ملامح فوزية ورفضت رفض قاطع مرددة: -لاااااا … كتب الكتاب مع الفرح .. أخوك ده أنا ما استأمنوش على بطه بلدي وبعدين ماتأخذنيش أنا أضمن منين أنه هينجز و يتجوز مش يمكن يكتب الكتاب وي على الجواز والفرح عوافي ويبقى بقا هو إلي مسكني مش أنا إلي مسكاه وأفضل تحت رحمته لا ماعلش مش موافقة وهو شرط زي ما أتفقنا . في منزل الحاج
راشد جلسوا جميعاً بالصالون يفكروا بحل فقالت والدة زيدان و محمود: – وبعدين إيه الحل؟ دي الشقة على الطوب الاحمر. نظرت لابنها وقالت من بين أسنانها ب : -مانت لو كنت بتسمع كلام ابوك وأخوك وبتشتغل زي الرجالة ماكنش ده بقا حالنا وحالك …أت ف بقا . -أت ف أزاي يعني . صمت لثواني ثم زاغت عيناه وردد : -أاا…أحمم..كده مافيش حل غير أني أخد أنا بقى شقة زيدان و أمري لله. أنتبهوا كلهم له وتطلعوا له بأعين متسعه مصدومة ومنهم زيدان فتحدث راشد: -أنت أتجننت يالا ..دي شقته وهو إلي شقي فيها وعارف أنه بيحب الشقة دي وأسسها من الصفر بعرقه .
تهرب محمود من أعينهم خصوصاً عين زيدان وقال: -ماهو مافيش حل تاني. وقف زيدان و تركهم يخرج للشرفة جاورة للصالون يشعل سيجاره و قد تجلت على ملامحه علامات الحزن و ال يسمعهم وهم مازالوا يتحدثون حيث قال والدهم موبخاً محمود: -أنت إيه…مافيش دم بقولك شقته وبعرقه وبيحب الشقه دي وهو إلي مختارها . – وفيها إيه يا حاج بس ما ياخد هو الدور التالت إلي كان هيبقى ليا ولا يعني عايزين الجوازة تبوظ . -كلام إيه ده بقولك شقة أخوك وهيتجوز فيها. -يتجوز مين بس هو في واحدة راضيه بيه …بيخاوفوا منه ..ما على يدك أتقدمت للي يسوى والي مايسواش
وماحدش راضي بيه. ليغمض زيدان عيناه بحزن دفين يجاهد على مواراته ،قد كان على علم بما يقال عنه أن كل فتيات الحي ترفضنه اً منه حتى كبر بالعمر حتى إبنة عمه رفضته، ووصل به الحال أنه بات يصدق ما يقال عنه فأطفأ سيجاره قبل أن يخرج على والده ثم دلف للصالون من جديد في الوقت الذي وقف فيه راشد و خ ب : -أخرص يا قليل الأدب و لو عايز تتجوز أتجوز بشقاك مش بشقى أخوك . لكن زيدان وضع كفه على كتف والده وردد بنبرة هادئة: -هدي نفسك ياحاج…. أنا شايف إن مافيهاش حاجه و ليان يكب على الفاضي . رفض راشد
بحدة : -أيه إلي بتقولوا ده أنت كمان -أنا ومحمود واحد يا حاج -لأ أنا مش موافق -ماعلش بقا يا حاج عديها…خلي الفرح يدخل بيتنا. ثم نظر لمحمود وقال: -مبروك عليك يا محمود … أنا هبقى أطلع أشيل حاجتي من فوق لما أفضى وأنت هات خطيبتك عشان لو عايزه تغير حاجه في الشقه وتفرشها على زوقها وطبعا عفشك كله من عندي . -شكراً يا زيدان..طول عمرك كبير في كل حاجة. راقبت أمه ضحكته تأملة وأستأذنه ليذهب للمواصلة عمله ثم قالت لمحمود: -تصدق وتؤمن بالله أنت ماعندك دم وأنا ماعرفتش أربيك. -أنتو عاملين حوار ليه انتي و أبويا…طول عمركم بتحبوا زيدان
اكتر مني و مدلعينوا. جلس راشد بإنهاك على كرسيه بينما يردد ساخراً بخيبة أمل: -أه أهو حتى عشان كده طلع بايظ وعواطلي ومش بيعمر في شغلانه وعايز يتجوز بس مش مشطب شقته… إحنا فعلاً دلعناه عنك. -يووووه …أعملوا لي عزا بقا …ما صاحب الشأن وافق . فقالت الأم: – حتى لو هو وافق كان فروض انت تستحي وتقوله لأ ده شقاك أنت لكن ده أنت أصلاً إلي طلبت..يا خسارة تعبي . فقال راشد: خلاص يا فردوس .. خلاص فروض نفرح .. عندنا فرح . وقف محمود وغادر ب شديد و من حديثهم بينما راقبته فردوس حتى خرج من الباب
وجلست بحزن لجوار زوجها تردد: -كان نفسي أفرح بزيدان الأول ومش على أي واحدة…ده احنا وصل بينا الحال إن بقينا نتقدم لأي بت والسلام…اااه يا راشد أاااااه…ياما كان نفسي اجوزوا لواحدة مافيش منها ..كان نفسي حظة يبقى ضارب زي أخوه محمود وياخد واحدة زي حورية كده ولا رنا بنت خالتها … لكن هقول إيه نصيب .. أنا عارفة بيخافوا منه ليه .. هو صحيح زي ضلفة الباب وصوته عالي بس والنبي طيب. -أنتي هتقوليلي يا فردوس ..بس هنعمل ايه..أدي الله وأدي حكمته… أدعي له .. أدعي له يا فردوس ربنا يهنيه. – وأنا بأيدي حاجة غير الدعا يا راشد. قالتها
فردوس بحزن وبداخلها تدعوا وتبتهل من أجل عزيزها . _______________________________ في مخيم حريم لك دلف الغلمان وهم يحملون رنا فأنتهت كل الحريم و وقفن بتأهب يتابعن ما يحدث مستغربين و زاد إستغرابهن وهن يرون أن الوافدة فتاة بيضاء البشرة، شقراء الشعر. وأمرت أنچا بمقط: -ضعوها هنا . تقدمت سيدة في منتصف الأربعين عريضة الجسد و طويلة وسألت : – من تكون ؟ -جارية جديدة للملك ..أشتريتها له كهدية، حضريها كي تلتحق بالحفل السامر الليلة، وأتمنى أن تضعي بعض التغييرات فلليلة الأمس أصابت ملكنا بالضجر هااا.. هزت السيدة رأسها بإذعان بينما عادت أنچا تنظر على رنا بنفور ثم نظرت لعدد الفتيات
ذوات البشرة البيضاء في كان و رددت ببغض: -لقد كثر عدد البيضاوات هنا ..لكن لا بأس سأجد حل لهن. ثم غادرت على الفور وتركت خلفها رنا وقد بدأت بعض الفتيات بحملها لفراش بدائي صغير . ومر الكثير من الوقت حتى قربت الشمس على غيب ورنا لم تستفيق بعد فقالت السيدة الأربعينية: -لا وقت أمامنا يجب أن تتجهز . تقدمت منها فتاة كانت سمراء البشرة بعيون مستديرة مليحة الوجه وقالت بمهادنة: -لكن سيدة “أنكي” أنها لم تستفق بعد… خلوقة يبدو أنها مجهدة لما لا نتركها الليلة. رفعت أنكي إحدى حاجبيها وقالت بحسم: -لا تتدخلي “سوتي” فلا أنا ولا أنتي يمكننا الإعتراض على
أوامر السيدة أنچا فهي شقيقة لك بالرضاعة و صديقته قربه و أوامرها لا تعصى في مملكة جزر الذهب كلها، وط ا أمرت أنچا بتجهيز تلك الفتاة للملك فيجب أن نفعل وإلا فلن نسلم من ها …أذهبي وخذي معكي بعد الفتيات لتجهيزها حتى لو كانت غافية ….هياااا. بالفعل بدأت الفتيات بقيادة سوتي بجر رنا للأستحمام ولم يجدوا بد من ألقاء اء البارد عليها. -هييييييييييييييي. كانت شهقة عالية صدرت عن رنا التى وثبت من مكانها إثر سقوط اء عليها مع جحوظ العينين وبدأت تتلفت حولها بجنون تسأل أين هي؟ فأقتربت منها سوتي وقالت بتريس : -أهدي أهدي عشان أفهمك. تطلعت لها رنا بلهفة
كالغريق وقبضت في ثيابها تردد: -بتتكلمي عربي صح؟ صح والنبي… قوليلي.. أنا فين.. أنا..أنا ..أنا ركب ..و..شكلهم غدروا بيا والراجل… الراجل ابن الكلب الأسود و…و…وطلع عليا ناس زي الي بياكلوا لحم البني أدمين..و.. عملوا عليا داوارية .. عملوا عليا داوارية و.. أنا فين.. أنا بعمل إيه.. وأنتو.. انتو مين…يالهوي…تعالي خديني ياما . جلست لجوارها سوتي تحاول تهدئتهة ثم قالت: -حاولي تهدي .. لأن ده مش كويس عشانك ..شكلك تعبانة شديد . -أنتي سودانية؟ -أيوة وعشت بم فترة كبيرة قبل لأجي هنا؟ دي قصة طويلة – أنا فين وبعمل إيه..و هم هخرج من هنا إزاي عشان أرجع على م . هزت
سوتي رأسها بأسف ثم قالت: -أنسي م خلاص… إنتي بقيتي جارية عند لك راموس وملك يمينه. رفرفت رنا أهدابها بغباء ورددت بعدم إستيعاب: -هو أنا ركبت مركب للجزيرة ولا آلة الزمن …رمسيس مين .. ده التاني ولا التالت أنا شخصياً بحب التاني أكتر عشان بيقولوا أنه أبو كل يين وجودين دلوقتي . -مش وقت هزار -أنتي يا حبيبتي إلي بتهزري وأنا قسماً بالله ما حمل هزار …ملك مين وجارية إيه.. أنا واحدة مسلمة وحرة هو لسه في أصلا زمن عبيد وجواري. زمت سوتي شفتيها وقالت: – النظام هنا مختلف عن كل بلاد الع .. الجزيرة هنا فيها كل الخيرات وأقتصادها قوي
خصوصاً بعد ما أكتشفوا الدهب إلي بقا زي النفط ونقل أقتصاد الجزر كلها حتى غيرو أسمها وسموها جزر الدهب ..هي في الأصل كانت جزيرة واحده لكن جد لك راموس بدأ بالحروب و عاهدات يفرض سيطرته على كل الحزر حيطة ويعملوا زي مملكة ليها قواعد بدائية غير قابلة للتغير و بيحكمها دلوقتي لك راموس إلي أنتي بقيتي جارية عنده. شبت رنا واقفة تردد ب و هستيريا -بردو هتقولي جارية … أنتو كلكوا مجانين… أنا مش هسكت على الجنان إلي أنتي بتقوليه ده. -مش أنا إلي بقول …ست أنچا هي إلي قالت. فزاد اخها و ها بينما تردد: -مين أنچا دي عشان تقدر
تعمل كده و تحول واحدة حرة لجارية … أنتو فاكرين الدنيا سايبة . تحركت من مكانها وبدأت تهتف بحدة و : -هي فين إلي أسمها أنچا دي .. أنا مش هسكت على الجنان ده. ظلت تهتف بحدة و وهي تتحرك بهوجائية لم تتحمل ما قيل لها، فلم تستطع أي من فتيات الحرملك أن يتصدوا لها وأستمرت رنا في اخها حتى خرجت من مخيم الجواري وأصبحت في منتصف عكسر تهتف بجنون: -أنا لازم أمشي من هنا … أنا مستحيل يحصل فيا كده .. أنا مش هسكت . وعلى أثر صوتها أجتمع عسكر كله وخرجت أنچا من خيمتها تسأل بحدة
: -ماذا هناك ..ما هذة الغوغائية… تطلعت لرنا وقالت ب ة: -أنتي أيتها البيضاء…. شغب من البداية…حسابك معي عسير ؟ -أنا لازم أمشي من هنا .. مستحيل أقعد هنا لازم أمشي. لحظتها خرج لك راموس من خيمته بسبب صوتها العالي مستغرب يسأل ماذا هناك. ليب أمامه فتاة متوسطة الطول ملفوفة القوام شعرها أشقر وكان أشعس يصنع حول وجهها الأبيض شرئب بالحمرة هالة من البهاء، كانت كم شرس وقع في الأثر ومازال يقاوم غير قابل للخضوع أو الهزيمة. بينما رنا مستمرة في ال اخ الغاضب تردد: -مشوني من هنااااااا. أقتربت منها أنچا وقالت بحزم: -خفضي صوتك أيتها البيضاء…عن أي ذهاب تتحدثين لقد أصبحتي
جارية للملك راموس أنا أشتريتك له. أشتغل جنون رنا و خت فيها: -جارية مين و راموس مين يا ولية يامهبوشة أنتي.. أاااه… أنا عارفة الدماغ دي .. أنتو شكلكوا ضاربين حاجة. ظلت تتحدث وتهذي بجنون بينما راموس يتابعها بتركيز وهو يتقدم من خلفها رويداً رويداً حتى بقا خلفها تماماً. توقفت فجأة عن الحديث تسأل بترقب: -الصهد ده جاي منين؟ شعرت بأنفاس ساخنة خلف عنقها تقريباً فالتفت وما أن فعلت حتى خت برعب: -عاااااااااا. بقى يناظرها بصمت تام وحاجبه مرفوع بإستنفار وهي بدت كمن نست النطق تتطلع له ب شديد إلى أن تحدث ببطء مثير يقول لها: -أنا هو لك راموس وقد
أصبحتي جاريتي من الآن. أرتفع صوته أكثر يحدث أنچا بينما عينه مازالت مثبتة على رنا بتدقيق وإستفزاز: -هدية مقبولة أنچا بل ورائعة كذلك . رفع رأسه وفرد جسده ثم ردد أمراً بشموخ: – وأريدها الآن بغرفتي . شهق الجميع ب ة وكذلك أنچا …لأول مرة يطلب لك فتاة بنفسه كانوا دوماً يعرضونهن عليه . نظرت أنچا للفتاة ب وسخط تشعر بالخطر، لكنها هزت رأسها بخضوع وسحبت رنا التي كانت ت خ وتركل بقدمها في الهواء معترضة تحت أنظار راموس الذي وقف يتابع تمردها بإنتباه حتى أختفت مع الفتيات داخل الخيمة. _________________________ وقف زيدان في شقته أو التي كانت شقته، يجمع منها أغراضه
قبلما يأتي محمود مع خطيبته وقف في إحدى الغرف ومعه كرتونة كبيرة يهم بجمع أشياءه فيها ليستمع لصوت من الخارج يردد: -تعالي يا حور…هاااا ايه يا ستي رأيك في الشقة ..تحفة مش كده .. شوفي عايزة تغيري فيها ايه وأفرشيها على ذوقك . لم يستمع زيدان لرد من حورية لكن أستمع لصوت محمود يقول: -ماتردي عليا يا حور… مبوظة كده ليه يابنتي؟ -مش عارف ليه يا محمود..الشقة دي بتاعت أخوك وهو إلي مشطبها …هتستحلها إزاي؟ -وفيها إيه ماهو قاعد من غير جواز ومن ناحية تانية أمك مش رحماني ولا عايزاني افرط فيكي يا حور…طب لعلمك بقا زيدان هو إلي عرض
عليا أخد الشقة …ده أتحايل عليا كمان …فكي بقا يا حور…هاا..هتفرشي الشقة إزاي بقا. لحظتها خرج زيدان من الغرفة فتفاجئت حورية بوجوده وأرتبكت في وقفتها فقال محمود ينتهز الفرصة: -تعالي يا زيدان قولها أنك موافق أخد الشقه أصلها مستحرمة تاخدها. فنظر زيدان لحورية وأ ب إبتسامة خفيفة على شفتيه ثم ردد: -لأ يا حورية خلاص دي بقت شقتك..عايزك تفرشيها على ذوقك وأي فلوس أنا سداد فيها. تطلعت له حور بتفاجئ فقطع الأمل من تلقي أي جواب منها، بالتأكيد مثلها مثل بقية فتيات الحي تخشاه . فتنهد بصمت ثم خرج بهدوء لكنه توقف على السلم وهو يسمعها تقول لمحمود: -طب ما هو
طلع طيب أهو يا محمود. أبتسم بخفة فقد حدث لمرة في حياته ولاحظ أحدهم أنه شخص جيد بخلاف والديه .. أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه . _________________________ وقف راموس بجوار غرفته القريبة من مخيم الجواري يضحك بقوة وهو يستمع لصوت تلك الفتاة الذي خرج من رحاض ب خيم تردد: – أنتو بتعملوا إيه؟ اقتربت منها أنكي تردد: – لقد طلبك لك لذا يجب أن تتجهزي .. وسنبدأ بالحموم …هيا يا فتيات اخلعوا عنها ثيابها . زادت ضحكات راموس وهو يسمعها ت خ: -تخلعوا إيه إنتي وهي وتحموا مين أنتو أتهبلتوا ولا إيه ؟ ده عادي عندكوا يعني؟ -كفي عن ال اخ…يجب ألا
تتاخري على ملكنا. – مللكك أنتي أنا مالي … أنا ماتكشفش على حد أبداً أنتي عبيطة ولا إيه؟ -لقد سئمت اخك … ألم يفهمك أحدهم قواعد وقوانين الحرملك ؟ ضحك لك وهز رأسه بيأس منها ثم تحرك تجاه غرفته ينتظرها . وتقدمت منها سوتي تردد: -رنا … أسمعي الكلام..ده عادي هنا . -هو إيه إلي عادي .. أنت شاكة في أمركم أصلا.. أنتو ملتكوا إيه ؟ -كلهم هنا مسلمين بس دي القواعد هنا..لازم يحموكي ويعطروكي قبل ما تدخلي غرفة لك ده هو اللي طالبك ودي أول مرة تحصل…عارفة يا رنا لو … قاطعتها رنا وقالت بهمس : -مش عايزة أعرف…بصي
أنا عايزاكي تساعديني…وقبل ما تعترضي ولا تخافي أنا مش طالبة منك غير تليفون اكلم بيه أي حد ييجي ينجدني .. أ أيدك أستجدعي معايا . زمت سوتي شفتيها بأسف تردد: -أسمعيني…هنا لافي موبايلات ولا شبكة محمول ولا أنترنت . -أه هو أنا كنت حاسة ..ركبت آلة الزمن .. احنا في الع العثماني ولا احنا في القرن الكام. -لأ أحنا 2023 عادي بس هنا كل وسائل التواصل ممنوعه… مجلس الشيوخ في ملكة مانعها شايفين إنها بتقلل إنتاج الشعب وتأثر على النشئ … العيشة هنا بدائية جداً…ويالا عشان أتأخرتي على لك . سارت رنا معهم تجاه غرفة لك بصمت تام تشعر بالعجز
خصوصاً بعدما أستمعته من سوتي … لا تعرف كيف ستخرج من هنا. وقفت عند الباب تلاحظ إنسحاب الفتيات ثم مد أحد الحرس يده وفتح لها غرفة لك فتقدمت ب و رهبة. وجدته يجلس عاري الصدر يرتدي بنطال من الكتان..كانت هيئته مهيبة ومخيفة في نفس الوقت خصوصاً مع ظلام الليل الذي لا ينيرة سوى بعض كلوبات الإ ة . و وقف من مكانه يتقدم منها ليزيد طوله هيبة على هيبته ثم أقترب منها بحاجب مرفوع من وقاحتها . فقد كانت تنظر له برأس مرفوع وقال بصوت غاضب: -ألم يعلموكي أن تخفضي عيناكي وتنكسي رأسك أرضا وأنتي بحضرة لك. أشتعلت عيناها ب …هذا
ما كان ينقصها فعلاً. و خت فيه: -أنا مابوطيش راسي لحد…لا عاش ولا كان إلي يكسر عيني. أهتزت شفتيه بإستفزاز منها وتقدم يقبض على ذراعها مردداً: -تأدبي وأنتي بحضرة لك.. أخفضي عيناكي ورأسك. -لأ قالتها بإباء و رفض تام جعلته ي خ ب : -كاااكاااا . عادت للخلف خطوتين أثر صوته الجهوري ثم رددت بصوت مرتعش: – كاكا ايه…عايز فاكهة ولا أنت حكايتك إيه ؟ لكنها أنتفضت تلتف خلفها على صوت جمهوري وبعدها رأت شخص تقريباً ليس من بني البشر تحدثت بصوت باكي : -أنت كاكا … ده حتى مش أوانك …هتعملوا فيا أيه؟ نظر كاكا لراموس وبعدها خفض كتفيه ورأسه يحيه بخضوع
مردداً: -أمر مولاي -خذها للسجن . لم يتوانى كاكا وسحب معه رنا التي كانت ت خ ب ورعب. توقف بها أمام حرفة عميقة محددة بقفص من الحديد والأغلال ثم ألقاها فيها و هي ت خ فتقدمت أنچا تسأل : -ماذا حدث -هذا أمر لك. وأخيراً تنفست أنچا الصعداء وقد زال ها ترى كاكا وهو يغلق الاقفال عليها ورنا تردد: -ليه كده حرام عليكم.. طب طلعني وأنا هسمع الكلام. لكن كاكا لم يعيرها اهتمام كذلك أنچا التي أستدارت تغادر وعلى شفتيها إبتسامة إنتصار. لكنها تلاشت على الفور وهي تسمع رنا تردد بعويل ودموع: -ليه كده ..طب فكوني النهاردة بس…ده انا النهاردة عيد ميلادي
يا ناس . تخشبت قدمي أنچا في الأرض ونظرت للسماء الصافية لتصعق وهي ترى أن القمر مازال بدر في كماله . لتشعر أنها محاطة ومحا ة بقدمها في الأرض والبدر بالسماء وتلك الفتاة من خلفها . إستدارت لها ببطء مخيف تنظر عليها وهزت رأسها بجنون ….لااااا …لن تسمح لذلك بأن يحدث. لكنها تحركت وتركت رنا في مح ا ..يجب أن تتريث وتعيد ترتيب أوراقها . في ساعة متأخرة من الليل…مالت رنا برأسها على طرف الحفرة وقد غلبها النعاس ودمعها على خدها. لتشعر بيد تهزها بغلظة …فتحت عيناها ت خ برعب : -في إيه ؟ لتجد أنچا امامها تردد: -ششششش ..أخفضي صوتك …ألم تريدي
الهرب …أنا سأساعدك…هيا. تهلل وجه رنا وبدأت تتنفس بسرعه تسأل: -بجد والنبي…. ربنا يخليكي .. أنتي شكلك طيبة وأنا إلي فهمتك غلط .. ربنا يردهولك في عيالك..مانتي لازم تساعديني احنا ولايا زي بعض ربنا مايغلب لك ولية ابدا.. -ششششششششش …كفي عن الثرثرة … وآلان اركضي بهذا الإتجاه حتى تصلي للشط ستجدي قارب بأنتظارك والباقية عليكي..هيا ..أذهبي سريعاً ولا تنظري خلفك . هزت رنا رأسها بجنون وبدأت تركض في الإتجاه طلوب. ظلت تركض وتتعسر من شدة التعب.. تلهث ب وإرهاق لكنها تحاول الوقوف كي تصل لهدفها . لكن توقفت في منتصف الغابة على صوت جهوري أمرها بالتوقف . ألتفت ببطء و
لتشهق برعب و هي تجد نفسها في حضرة لك ……. ♥️ #رواية_فراشة_في_جزيرة_الذهب #الفصل_الثالث #سوما_العربي بعد منتصف الليل في غرفة لك راموس ظل يتقلب على الفراش يميناً و يساراً كأنه يتقلب على جمر متقد …..و هب فجأة يقف على الأرض يشعر بجسده مشتعل ….. يشتعل بلا سببب. أغلق جفناه بقوة…..تباً لها…صورتها وهي رافعه رأسها وعيناها القوية بعيناه تناظرة بشموخ لا تفارقه . ضم أصابع يده في قبضة وحدة من شدة الغيظ و الغل كلما تذكرها. وتحرك حتى وصل لنافذة غرفته يتطلع للفراغ ؤدي للسجن ثم هز رأسه بجنون رافضاً. مد يده يسحب كأسه ورفعه على فمه يتجرعه دفعه واحده عله يطفئ
جسده لكن لم يحدث. عاد يهز رأسه بجنون وتحرك ناحية الفراش يرتمي عليه وهو مُ على النوم وأن ي ع تلك الجارية من عقله قلعاً . مرت ساعة فأخرى وهو مازال على وضعه يفكر هل ي ها مثلاً ليتخلص من تلك الحالة أم ماذا ؟ ترك الفراش وظل يجوب الغرفة ينظر عبر النافذة من جديد يلاحظ إنبلاج بسيظ للنهار في الأفق من بعد الفجر. عاد يجوب الغرفة ك مسوس ذاهب وعودة حتى فرغ صبرت و صبتت عزيمته فخرج مندفعاً من غرفته لينتفض الحراس خلفه يحيطون به لكنه أمرهم بحزم: -أبقوا هنا . فلم يعد بيدهم شئ ونفذوا الأمر بينما سار هو بإتجاه
السجن ؤقت . لكنه واتسعت عيناه حينما وجده خالي فهتف بحدة : -يا حراس . فأجتمع حراسه في الحال وأمرهم بتمشيط نطقة كلها بحثاً عن الفتاة البيضاء ولم يقف بل تحرك معهم يبحث عنها حتى صدح صوت أحدهم: -مولاااي …وجدتها. ثم خ عاليا : -توقفي عندك….توقفي فوراً. أتسعت خطوات لك حتى وصل عند ذلك الحارس ليجدها أمامه توليه ظهرها تنتفض من الرعب و اللهاث من كثرة الركض . أخذت تستدير ببطئ شديد …إنها بأسوء كوابيسها على الإطلاق…بل حتى الكا أحياناً يكن أكثر منطقية عن ما يجري لها هنا . إلتفت والرعب يهز خلاياها هزا لتجد نفسها بحضرة لك ورفعت
إصبع السبابة للسماء وأسبلت جفناها تردد بإستسلام: -أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله. أنتظرت إختراق الرصاص لجسدها وهي تنتفض مرعوبه لكن لم يحدث ففتحت عيناها تب لك الأسود خيف مازال واقفاً وحراسه من خلفه ينظر لها بنظره الحاد ثم هتف: -توثف أقدامها وأيديها بالأصفاد وتحمل على الجزيرة حتى توضع بالسجن هنا….هيا تهيؤا …سنرحل اليوم . سكت واقترب منها عدة خطوات مثيرة للرعب والريبة حتى توقف أمامها وتحدث بفحيح: – هناك سنرى كيف ستستطيعين الهرب مجدداً. ثم خ في الحرس: -خذوها … وأريد تحقيق شامل ومفصل لأعرف كيف هربت ومن ساعدها. إلتف ينظر لها ب
ثم ردد من بين أنيابه: -بظرف ساعات أصبح لك موالين في مخيمي ..من ساعدك ها وماذا دفعتي كي يفعل..أخبريني .. هل أغويتي أحد الحراس ؟ أتسعت عيناها ب ة حينما استوعبت مقصده وتقدمت تزجره ب …ت خ بغل وهي مكبلة بالأغلال: -كيف تجرؤ ..من تظن نفسك. -أنا لك راموس…سأعرفك بل ألقنك مع الأيام ومن داخل السجن من أنا ..أعدك أن يكون الدرس قاسياً لأقصى حد وقتها . ثم خ في حراسه و قدزاد ه وهو يلاحظ تبجحها : -خذوها من أمامي.. هيا تحركوا. فتحرك الحراس يجرونها معهم وهو يتابعهم ب يهز رأسه بجنون …تلك جرمة… لقد كانت تنظر بعيناه ند بند دون
أي أو مهابة من فعلتها . على أنيابه بغيظ يتوعدها …لن يرحمها فقط ليعودا للجزيرة. ________________________ وقف زيدان وسط شقة خاوية تماماً ، ينظر للطوب الأحمر والأرض الغير ممهدة وهو يفكر هل سيبدأ من تحت الصفر مجدداً ؟ مقراً أنها يلزمها مبالغ كبيرة كي تصبح صالحة للإستهلاك الآدمي …وتذكر حينها كم أنفق على شقته الأولى و كيف جلب تلك الأموال ، إنها نتاج جهد سنوات . تنهد وهو يبتسم بحزن فلم ولمن يجهز شقته وهو للأن لم يجد من …… عند هذه النقطة أغمض عيناه يقطع الفكرة، من شدة عزة النفس يرفض أن يعترف بالأمر الواقع حتى لو
بينه وبين حاله، فخرج من الشقة كلها وأغلق الباب وبدأ يهبط درجات السلم حتى وصل للطابق ثاني محل شقته القديم ليقف بإستغرب وهو يرى الباب مفتوح على م عيه فتقدم للداخل يب حورية تقف موليه له ظهرها وحولها عمال يعملون باكتر من غرفة . أقترب منها مستنكر الوضع برمته يردد: -حورية؟ أرتبكت حورية وقد لاحظ زيدان تفزز جسدها ما أن حضر، تنهد بيأس لكن حاول التجاوز ثم سأل: -بتعملي أيه هنا؟ جاوبت بتلجلج: -جيت أعمل التغييرات إلي حباها وأختار لون الفرش. -ماشي حقك، بس إزاي تقفي لوحدك وسط الصنايعية؟ فين محمود؟ -محمود! أنا نفسي مش عارفه وبكلمه بيكنسل عليا والرجالة كان
معادهم النهاردة. زفر ب غير راضي عن كل ما يحدث ثم قال: -ماعلش تلاقيه بردو بيعمل حاجه في ترتيبات الفرح القاعة والذي منه..طيب خلصي بسرعة قولي إلي عايزاه للرجالة وانزلي وأنا هقف معاهم . هزت رأسها بإذعان ثم قالت: -ماشي … أنا عايزة أشيل الحيطة دي عشان تدي وسع . نظر حيث وصفت… زم شفتيه بعدم رضا ثم قال: -كده هتفتحي الصالتين على بعض وهتبقى واسعه قوي. -ده هيبقى حلو قوي خصوصاً لما نوسع البلكونة والشمس تبقى مالية الصالة مع السيراميك الأبيض ب احه انا بحب كده قوي بيدي راحة نفسية. هز رأسه بإذعان وهو يتخيل ماوصفت ثم ردد: -فكرة والله….
عايزة تقولي لهم حاجه تاني ولا خلاص. -ايوة عايزة أغير لون الجدار الكبير ده . -تمام …. عايزاه أيه؟ -بفكر في الفيروزي . نظر للحائط الكبير ثم لبقية الحوائط وقال: -فاقع قوي … يعني لو هتسأليني أنا كنت هعمل الأخضر وهيبقى حلو جدا مع باقي الحيطان لأنها بلون سن الفيل. تطلعت في الحوائط تفكر فيما يقول فأردف مكملاً: -وعلى فكرة هيبقى لايق أكتر من ألوان الركنة والأرضيات. تطلع لها وهي مازالت صامته يبدو على ملامحها التردد فشرع بعدم أحقيته بما يفعل ..مستنكر جداً فعلته، تلك الشقة لم تعد له، صمتها نبهه إلى أنه ربما هو هكذا يفرض آراؤه عليها فعاد
يقول: -بس أنتي بردو أعملي إلي أنتي شيفاه… دي شقتك وإلي عايزاه هيتعمل بأذن الله. -لأ أنا موافقة على الي قولته. زاد حسابه لنفسه يبدو أنه ضغط عليها بأفكاره ولم تشئ إحراج شقيق زوجها تجنباً للمشاكل …..وبخ نفسه مراراً ….ماكان عليه أن يتدخل. فأردف مشدداً على كلماته التي أتضح فيها ندمه: -لأ لأ… أنسي إلي قولته…أعملي إلي أنتي عايزاه دي حاجة مافيهاش زعل وبعدين أنا بردو ذوقي قديم وكلاسيكي شوية وبميل للألوان الدافية … وأنتي أكيد…. قاطعته مبتسمة: -بالعكس ده أنا عجبني جدا..كمان أنت فكرتني بالوان الركنة …أنا كنت نسياها خالص. لمعت عيناه بفرحة ثم وقف يستمع لباقي طلباتها حتى
غادرت وبقى هو مع العمال . ___________________________ وصل الجميع لجزيرة الذهب وسيقت رنا مكبلة للسجن … كان السجن عندهم غير آدمي على الإطلاق عبارة عن زنازين حفرت بعمق تحت الأرض وحولوها لقلعة حصينة وسوروها بأسلاك شائكة موصله بالكهرباء..لذا أي محاولة للهرب من هذا السجن فهي بمثابة عملية إنتـ,ـحارية. ظلت فيه رنا لأيام…أيام من كثرتها بطلت عدها وأستسلمت للإمر الواقع. بينما لك راموس قد أنهى رور على الديوان ومطالعة بعض شكلات وحلها …أتكئ على عرشه يفكر فيها .. منذ ذلك اليوم وصورتها لم تفارق خياله وهي عيناها بعيناه تجابهه ترفض الخضوع كالجواري . أطبق جفناه ب من نفسه وتذكره الدائم لها،
كيف نسى فعلتها وعدم أحترامها بحضرته علاوة على فعلتها الإبشع و هي الهرب …. الهرب بمملكتهم خيانة. ضحك ساخراً…ماذا كان يتوقع من فتاة بيضاء يعني. عاد يتناول قلمه ليكمل مهامة وقد قرر الإنشغال بها عوضاً عن التفكير في نكرة خائنة حقيرة لا تستحق وقت جلالته . سابة نابية خرجت من بين شفتيه ..سب بها نفسه وهو يجد نفسه على أعتاب السجن. أنتفض الحارس يحني رأسه بخضوع مردداً: -مولااي. -أين سجن تلك الفتاة -أعذر جهلي مولاي…أي فتاة؟ -الفتاة البيضاء. -نعم …من هنا مولاي. لم يحتاج الحارس الكثير من الوقت ليتعرف عليها …فلا توجد ألف فتاة مسجونة وكذلك بيضاء.. كانت حالة فريدة
. فتقدم راموس حتى وقف أمام زنزانتها يراها من خلف القضبان تجلس بوهن بينما تنظر له بمقط شديد. و خ فيها الحارس: -قفي أنتباه وأخفضي رأسك … أنتي بحضرة لك. لكنها لم تفعل وقالت : -يمـ,ـوت الإنسان مرة واحدة …أنا سأمـ,ـوت وهامتي عالية . ثم نظرت لراموس وقالت بعداء وهجوم: -هيا أ ني لأخلص مما أنا فيه. على أنيابه غيظاً فهي للأن وبعد كل ما حدث فيها لاتزال على تمردها لم تغيره، رأسها كالصخر وعيونها رصاص . فقال لك بفحيح: – وت راحة لن أنعم عليكي بها . -ومن تظن نفسك لتفعل… أنا سأفعل. -كيف؟ -سترى . قالتها بترفع كباقي أسلوبها
في الحديث معه ثم أشاحت بعينها بعيداً عنه كأنها تنهي النقاش …كأنها هي التي تنهي اللقاء وكأن الأمر بيدها. فجن جنون راموس…لولا لامة ل خ من شدة الغيظ والقهرة … تلك سجونة تحت رحمة قضبانه هي من تقرر إنهاء اللقاء أو أعطاءه مهلة. الوضع كارثي حقاً ..لم ولن يقابل مثلها.. فخرج من السجن كله كالعاصفة وذهب لعرشة يجلس عليه و هو ي بيده على فخذه بجنون وغيظ بل وقهر…تلك الضئيلة ..قليلة الحيلة مقارنة به وبمُلكه تمكنت من قهره . ____________________________ تقدم زيدان من القهوة في منتصف الشارع حيث يحلس صديقة قرب ..سحب كرسي لنفسه يجلس عليه ثم قال: -سلام عليكم نظر
له صديقه شزراً ولم يجيب فقال زيدان: -جرى إيه يا صالح ماترد السلام ده السلام لله يا صاحبي وضع صالح مبسم إرجيلته وقال بحدة: -أنا مابصاحبش عيال مستفزة؟ -عيال؟ ومستفزة؟ ماتاخد بالك من كلامك وتظبط بدل ما أظبطك أنا في إيه. -أنت عايز إيه دلوقت؟ هااا؟ عايز إيه انا عايز أعرف ….ضيعت إلي وراك والي قدامك وقعدت؟ على الله تكون مبسوط. تنهد زيدان ثم قال: -ماهو أخويا بردو يا صالح…كنت أعمل ايه يعني. -هو الأخ ياخد شقى أخوه… أنت عبيط يا زيدان ولا فاهم و واخد بالك بس عامل نفسك عبيط؟ محمود أخد منك كل حاجه.. أنت إلي بتشتغل وفاتح