
بقلم ساره الحلفاوي الفصل الأول
– نادين .. إنتِ لسة بتحبيني، دي الحاجة اللي لسة ممـ,ـاتتش فيكِ، أنا شايفها في عينيكِ دلوقتي!!!
أظلمت عينيها، و سكتت للحظات لحد ما قالت بعقلانية:
– ممم جايز بردو .. جايز أكون لسة بحبك، بس مبقتش عايزاك!!
– بس أنا عايزك!
قالها بهدوء، فـ إبتسمت ساخرة و قالت:
– بس مبتحبنيش!
– مينفعش أحبك .. لو حبيتك هتكرهيني إنتِ يا نادين!
قالها بهدوء، فـ قطبت حاجبيها بعدم فهم، لكن فورما حاول الإقتراب .. حطت إيديها على صدرُه بتقول بجمود:
– عزيز .. إبعد!!
إنتفضت لما خبط الحيطة جنبها بقبضتيه بع\نف، و إتخضت و هي شايفاه بيكس\ر كل حاجة إيديه طالتها في أوضتُه، وقفت ثابتة مكانها و الإزاز حواليها بيتناثر على الأرض مُلطخ بـ دم كفُه، إنتفض قلبها و هي شايفه إيدُه بتنزف .. لكن وقفت مكانها متحركتش، عينيها تابعته بلهفة و هو بيخرج برا الجناح بأكمله صافع الباب وراه، إتحركت بحذر و حمدت ربها إنها كانت لابسة حاجة في رجلها، مشيت برا الجناح شايفاه بينزل على السلم بخطوات قوية تطوي الأرض، أمُه بتحاول توقفُه في محاولة منها لفهم اللي حصل لكنه مردش عليه و تابع سيره لـ برا، نزلت من على السلم بخطوات واثقة و جمود عكس القلق اللي بياكل في قلبها، و هتفت بصوت عالي:
– يا أم حمادة .. تعالي نضفي معايا الأوضة فوق!!
بصتلها سُرية بحُر\قة أم، طلعلتها بخطوات قوية فـ وقفت في مواجهتها نادين، مسكتها من كتفها بقسوة بتقول بحدة و هي بتهزها بع\نف:
– عملتي فيه إيه يا بت .. إبني طالع مش شايف جِدامه رُدي عملتي معاه إيــه!!!!
– شــيــلــي إيــدك!!
قالتها نادين بلهجة حازمة، و تابعت و هي بتزيح إيديها بحدة:
– تاني مرة مش هسمحلك تتطاولي عليا بإيدك بالشكل ده أبدًا!!!
– هو إنتِ لسة شوفتي تطاول يا زبالة!!!
هتفت بعن\ف و هي بترفع إيديها ناوية تلطمها بالقلم لكن كانت نادين الأسرع في ردة الفعل و مسكت رسغها بكفها بتضغط عليه بـ قسوة، حاولت سُرية تشيل إيديها من قبضتها بعد ما بدأت بالفعل تتألم، فـ سابتها نادين و إنفلتت أعصابها و هي بتهدر فيها:
– عايزة تمدي إيدك عليا!!! ده لا عاشت ولا كانت اللي تمد إيديها على نادين رفعت! ده أنا أروح فيكي في داهية!!!
بصتلها سُرية بصدمة إبتلعتها و مقدرتش تنطق، لحد ما سابتها نادين موجهة نظراتها النا*رية ليها و طلعت جناحها، دخلت الأوضة صافعة الباب وراها بتصر\خ بع\نف:
– عايزة تمد إيديها عليا .. فاكراني هسكتلها، ده بيت مـجـانيـن!!!
دخلت بعد قليل أم حمادة و ساعدتها في لملمة تلك الفوضى التي بعثرها زوجها ذو العقل الصغير بعدما رفضتُه بوضوح .. جاعلة من مرارة العلقم الذي ذاقته من قبل في حلقُه الآن!!
مسكت قط/عة إزاز عليها دمُه اللي جف، فـ إتنهدت و لملمتهم و حطتهم جوا ورق جرايد بمساعدة أم حمادة في أكتر من كيس عشان محدش يمسكه و يتإذي!
قعدت على السرير و مسكت تليفونها تهاتف أبوها بكل لهفة، و بالفعل رد عليها بيقول بحب:
– حبيية قلب أبوها!!
إتملت عينيها بالدموع و غمغمت بلهفة:
– بابي .. وحشتني أوي أوي أوي!!
– و إنتِ كمان يا روح بابي، يلا إستأذني من جوزك و تعالي أقعدي معايا شوية .. حاسس إني عايز أشبع منك!!
قفزت من فوق السرير بتقول على عجَلة:
– حالًا يا بابا .. مسافة الطريق .. هجري بالعربية و هجيلك!!
– لاء متجريش يا حبيبتي خدي بالك من نفسك و أنا مستنيكي!!
قالها بعد ما ضحك، فـ إنتعشت روحها و هي بتقول بحُب:
– حاضر يا حبيبي .. مع السلامة!!
أغلقت معه و دارت كالمجنونة تبحث عن حاجة تلبسها، و فعلًا جهزت نفسها و خدت تليفونها و مفاتيح عربيتها و مشيت، طلعت برا الجناح لقت بهو الڤيلا فاضي، خرجت للجنينه و من ثم الجراچ، ركبت عربيتها و إتحركت صوب باب الڤيلا المقفول، و قالت للحراس بلهجة آمرة:
– إفتحوا الباب!!
مال الحارس لها و عينيه في الأرض بيقول بهدوء:
– مخدناش أوامر من عزيز بيه إن حضرتك هتطلعي، فـ منقدرش نفتح الباب!!
غمّضت عينيها و حاولت تتحكم في أعصابها لحد ما قالت بهدوء مماثل لكن بنبرة تهديدية:
– إفتح الباب بدل م أخلي النهاردة آخر يوم ليك في الشغل .. عزيز في إجتماع و لو عِرف إنك موقّف مراته على الباب مش هيسكتلك!!
لاحظت نظراته اللي زاغت بحيرة، لحد ما إعتدل في وقفته و أمر باقي الحراس بفتح الباب، إنطلقت بالسيارة و هي تضحك بصوت عالي مُنتصرة هاتفة بإستنكار:
– قال مش هطلع غير بأمر من عزيز بيه قال!!
فتحت نافذة السيارة تستنشق ذلك الهواء الطلق، شافت تليفونها بيرن بإسمه فـ قفلت التليفون بعدم إهتمام، و أسرعت بالسيارة لحد ما وصلت قصر أبيها، ركنت السيارة داخل القصر بعشوائية و ركضت على الباب بتخبط عليه بلهفة، فتحتلها الدادة بتاعتها فـ حضـ,ـنتها بشوق و قالت:
– وحشتيني يا دادة أوي، فين بابي؟
– و إنتِ أكتر يا نادين يا حبيبتي، البيه فوق في جناحه مستنيكِ!!
قالتها بإبتسامة، فـ أسرعت نادين تلقي بشنطتها و كل ما يخصها على الأريكة في بهور القصر، و صعدت له بلهفة مُنقط/عة النظير، دخلت الجناح ف لقته قاعد على السرير ساند ضهره على ضهر السرير، وقفت و الدموع ملت عينيها بتقول بإشتياق فاق الحد:
– بابا!!
فتح لها ذراعيها بحُب لصغيرته التي تربّت على يداه، فـ أسرعت الأخيرة ترتمي بأحضانه و تبكي بكل حُرقة، ربت على خصلاتها بيقول بـ خضة:
– اسم الله عليكِ يا حبيبتي، مالك يا نادين حد عملك حاجة!
كيف تُخبره أن الجميع إشترك في أذيتها، كيف تخبرُه بأن هذا الحنان لم تتلقاه من سواه، كتمت كل ما كان يحزنها في قلبها و قالت وسط بكائها:
– مـ .. مافيش حاجة، بس إنت كُنت واحشني أوي يا بابي!!
تنهد بعدما إطمئن و قال بحنو:
– حبيبت قلبي .. إنتِ اللي وحشتيني أوي يا بنتي!!
فضلت في حُـ,ـضنه مش قادرة تبعد راسها عن مرمى صدرُه، و هو شادد على حضـ,ـنها و كإنه بيحاول يشبع من وجودها، شهقات فقط ما بعد البكاء صادرة منها، هديت مُستمتعة بإحساس إن إيدين أبوها محاوطاها بدفء، لحد ما بدأت إيديه تنزل تدريجيًا، واحدة واحدة حسِت بشدتُه على حـ,ـضنها إرتخت تمامًا، قطبت حاجبيها، و رفعت راسها ليه، لقته مغمض عينيها و راسه مسنودة على ضهر السرير، إبتلعت ريقها و تمتمت بصوت بالكاد يُسمع:
– بابا .. بابا حبيبي إنت نمت؟
يُتبع♥