
سكر ناعم الفصل الثاني اسما السيد
_ خلص ياسيد قولي عملت فيها إيه؟
سيد بفخر..
_ عملت معاها الصح الصبح، وزنقت عليها بالميكروباص الصبح، صوتت وفضحت الدنيا، غاظتني، اسكت….؟
موده بلوية فم…
_ ودي تيجي.. تسكت ازاي، عملت ايه ياقدري؟
_ أبدا.. ظرفتها كتف في ظهرها بالميكروباص، وقعت في ماية الصرف أللي طافحة في الشارع..
أتسعت عينيها، وهي تنظر له وكأنه برأسين..
_ يانهار اسود..وقعتها في ماية الصرف…لتكون م\اتت ياسيد
أشاح وجهه بإمتعاض وهو يلوح بيده بالهواء..
_ ياريتها كانت م\اتت وخلصتنا من شرها، عيلة أتمه ومش لاقية أللي يلمها ..
موده بصدمه..
_ يلهووي عليا..ياانا ياامه..انت بتقول ايه ياسيد؟
سيد بتأفف..
_ ما بقولش يا قلب سيد..ما تنجزي بقي في يومك ده..جاية ولا مش جاية..وتفضينا من سيرة الزفته دي، وتحقيق كل يوم ده..
عبست بشفتيها..ومن داخلها يرتجف..مؤكد ستؤلف إبنة عمها، كالعاده قصصاً وحوارات..وستصدقها والدتها..
ولن يمر اليوم مرور الكرام..
شردت قليلا..فأقترب منها هاتفاً بإبتسامة..
_ متخافيش..جمدي قلبك..طول ما سيكا معاكِ
أبتسمت له تلك الأبتسامة الرائعه التي تسعد أوقاته وهتفت.
_ طيب انا جعانه ياسيكا..
سيد بمرح..وهو يشير بيده لها حتي تصعد للميكروباص..
_ عيون سيكا..سمعاً وبصراً يا وزة قلبي
قهقهت علي الفاظه الضائعه..واردفت بضحك..
_ يلهوي..علي لغوياتك..ضايعه..ضايعه. اسمها سمعاً وطاعة يا مولاتي
سيد بتأفف..
إمسكيلي انتِ كده عالواحده..مش كفاية كلمة مزه اللي حذفتيها من لغوياتي
هتفت موده بغيظ..
_ ســـــــــيد..ألتم..
استقل مقعد القياده..وهو يتمتم بغيظ..
_ أتلمينا اهو… اما نشوف أخرتها..
اقتربت من باب الميكروباص، وفتحت الباب لتصعد بجانبه..
وهي تمتم بقهر..
_أف..قولتله ميت مرة يحط حاجه اركب عليها..اف..معاناة كل مرة..
فلتت ضحكه عاليه منه جذبت الماره من جانبهم من علوها..وهو يراها تجاهد لتصعد بجانبه كالعاده..لولا يخاف الله أن يحرمه منها لأنتشلها بين ذراعية ووضعها بجانبه..
زفر بحزن وهو يصبر نفسة..
_ أن صبراً جميلاً
صعدت بصعوبه لجانبه، واستدارت تنظر له بعداء..
_ اقدر أعرف بتضحك اوي كده ليه..يا اسطي سيد
لاعب بحاجبه الايمن لها، وهتف ببراءه، وهو يجاهد ألا يضحك ثانية….
_ أبداً ياعيون الأسطي..أنا عملت حاجه!
جزت علي اسنانها..وهتفت بغيظ..
_ ســـــــــيد
_يا عيونه
_ أنت رخم
_ وأنتِ قصيره
شهقت بصدمه..
_ انا مش قصيره، الميكروباص أللي عالي عليا..وبطل ضحك بقي، اف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الشمس علي وشك المغيب..
وهي باخر البلده.. بمنطقه محايده بين أرض الرشيد وأرض والدها التي يحاربون لشراءها لموقعها بقربهم..
وتحت شجره التوت المثمره في هذا الوقت من العام..
خلعت حذائها..لتتسلق الشجره..وتأكل من ثمارها
لقد تأكدت ان أبيها خارج البلده ولن يعود الان.
حاولت اكثر من مره ان تصعد فتنزلق قدميها وتقع..
ـ اف ماانا هاكل يعني هااكل..وهطلع يعني
هطلع..انتي طولتي ليه كدا..؟
خرج علي حصانه ليتفقد اراضيهم
وقلبه وعقله يغليان كلما تذكرها، ولكنه شد لجام الفرس بصدمه حينما ظهرت أمامه فجأه…
تحت شجره التوت، تحاول الصعود..
جحظت عيناه وهبط بهدوء..مقتربا منها يستمع لتمتمتها..
ـ هعد 1-2-3 واطلع..
قبل ان تكمل الثلاثه..كانت يدان قويتان ترفعها للاعلي بقوه..
حتي انها وصلت لاعلي الشجره بسهوله وتمسكت بها..
ـ هييييه، ياماما..انت مين؟
بدر بتهكم..
_ أنا اللي لسه ايد امه معلمه علي وشه بسبب جنابك
كانت اعتدلت وجلست علي الشجره..
ـ يالهوي انت؟
بدر بغيظ..
_ اه انا..
ابتلعت ريقها وابتسمت، وهي تقذف حب التوت بفمها شم\اته به..
ـ متشكره عالتوصيله..
بدر بغيظ..العفو..
بدأت الليل يغطي المكان، وهي مازالت بالأعلي ، وهو بالأسفل يجلس علي حوض المياه أسفل الشجره..
بجانبه فرسه..يفكر كيف ينتقم منها ومن غرورها..
وهي بعالم أخر، تتلذذ بطعم التوت الشهي..
اخرجت كيساً نضيفا من جيبها وملأته علي آخره..
ونادت عليه..
ـ كابتن..
ـ نظر لها ورفع حاجبه..وبتهكم أجابها..
_ خير..؟
ـ نزلني..وهديك شويه توت..ورفعت يدها بالكيس المعبأ به..
ضحك باستهزاء…
ـ تصدقي اغرتيني..لا مش عاوز..
أنا أساسا ً طلعتك عشان اسيبك كدا..
ـ وبعدين هي الحلوه مكنتش هتطلع لوحدها برده ولا ايه.
ـ جوان بصدمه..
_ إنت هتسبني متشعلقه كدا؟
دي مش رجوله علي فكره..
الشجره كبرت وهقع انك\سر..ولا يحصلي عاهه مستديمه..
اقترب بهدوء ، و استند علي جذع الشجره..
وبشم\اته بها أكمل..
_ انتِ عارفه أن من ساعه ماخرجتي، وأنا بفكر انتقم منك ازاي؟
مهو مش حتت عيله زيك..تعمل فيا كده واسكتلها..
جوان باستنكار..
_تنتقم مني، ليه ان شاءالله..امك السبب..وبعدين ولا يهمني عادي..
اتفضل امشي..وانا هستني من واحد زيك ايه.؟
بدر بغيظ..
_ امك!، وامي بردو اللي شدتني من ايدي وض*ربتني..لوحدها..
عموما..انا بقول عقابك علي قد عقلك..
مهو مش معقول عيله زيك هتتعاقب بعقاب اكبر من كدا..
جوان بغيظ..
_ انا مش عيله يابغل أنت..
بدر بحده رفع نظره لها.. وأردف بغضب..
_ تصدقي بالله كنت هنزلك.. دلوقتي هسيبك متشعلقه كدا، وبردو عقابك لسه مخلصش
هتفت بشهقه..
_ إييييه، بتهددني؟
ـ سميها زي ما تسميها..هاتي كيس التوت دا..
ـ وهتنزلني؟
بدر بخب\ث..
_ اه هاتي.
مدت يدها له بالكيس..
_ اتفضل..
اخذه منها ووقف ياكل به بتلذذ..
_تصدقي كان نفسي فيه.
جوان بتأفف..
_ نزلني بقي..اديك طفحته كله..
بدر بغيظ ألقي بالكيس الفارغ أرضاً، ورفع نظره لها وأردف بتهكم..
_ لا خليكِ يمكن تتربي..
وتركها وذهب سريعاً بحصانه..
جوان بصدمه..
_ يابن ال…
صاح قبل أن يغيب عن عيونها..
ـ تك كييير..خلي بالك من نفسك بقي..
ـ جوان…
_ اه ياطفس.. إلهي تطفحه يابعيد..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت نيره بقهر، وهي تشق المزروعات..
_ الله يحر\قك ياجوان..ياتري انتي فين مفيش مكان الا اما دورت عليكِ فيه..
نيره بخوف من الظلام..
_ طب هرجع ازاي دلوقت..؟
صرخت بقوه وقدمها تغرس بشيئا ما…
ـ اااه..
كان يتمشي علي قدميه يحدث صديقا له
علي الهاتف..الشبكه هنا سيئه ولا تأتي الا بالخارج..
فوجأ بصرخه فتاه..
ـ اااه.
لمحها ولمح وجهها وعرفها، هي من انقذت الطفل..