
“40 يومًا في بئر الجن: قصة ريا الطفلة السودانية الناجية”
اللي قدامك في الصورة ديه هي طفلة سودانية اسمها “ريا” بطلة قصة من اكتر قصص الرعب اللي حصلت في السودان ، اما البير اللي في الصورة ده فا هو بير مشهور هناك انه مسكون بالجناا
حكايتنا بتبدأ سنة ٢٠١٠ في السودان مع بطلة قصتنا واللي كانت طفلة إسمها “ريا” كانت بتعيش مع ابوها وبتساعده في رعاية الأغنام بعد وفاة والدتها اللي كانت متوفية من فترة كبيرة
والد ريا كان بيعتمد عليها اعتماد كبير في رعاية الأغنام واللي كانت بالمناسبة المهنة الرئيسية هي والزراعة لمعظم سكان القرية اللي بيعيشوا فيها
بس خليني الأول اكلمك عن والد ريا ، الشخص ده كان معروف عنه انه دجال ومهتم بمجال السحر والأعمال والحاجات ديه اعوذ بالله
الأمور كانت ماشية تمام ومستقرة لحد ما نيجي في يوم وكالعادة خرجت ريا الصبح بدري بالاغنام علشان ترعاها وتأكلها وعدى اليوم بشكل طبيعي ومع بداية دخول الليل وده الوقت اللي المفروض تاخد فيه الأغنام وترجع البيت
ريا كانت متعودة أن هي قبل ما ترجع على البيت تعد الاغنام علشان تطمن أن مافيش فيهم حاجة ناقصة ،تحسبًا أن يكون فيه واحدة من الأغنام سرحت بعيد عن باقي القطيع هنا او هنا
لكنها تتفاجئ أن فيه ٤ اغنام ناقصين ، العدد ناقص ٤! ، فضلت تدور عليهم في محيط المنطقة اللي كانت بترعي فيها لكن مالقتش ليهم أي أثر ، علشان تكون النتيجة النهائية أن فيه ٤ اغنام ضاعوا
الرعب والخوف تملك من ريا وده يرجع أن ابوها كان قاسي جدًا ورد فعله لما يعرف اللي حصل هيكون عنـ،يف لدرجة أنها كانت خايفة ترجع البيت ، لكنها رجعت تدور تاني لحد ما في النهاية فقدت الأمل انها تلاقى الاغنام ال ضاعت
رجعت ريا البيت وهي مرعوبة من رد فعل ابوها وأول ما شاف الخوف على وشها وسألها عن أيه سبب ،اعترفتله بكل حاجة ، علشان يكون رد فعله كما هو متوقع
والد ريا نزل عليها ضر..ب بعصايا بطريقة غير ادمية وبشكل متواصل لحد ما أنتهي الأمر أنه عرض عليها اختيارين أغرب من بعض ، وهي أن هي تختار اما يقتـ،لها دلوقتي او يرميها في البير ، البير اللي كان مشهور عنه انه مسكون والناس بتخاف تقرب منه
وخليني اقولك أن والد البنت ماكنش عاوز يعمل فيها كده بغرض الانتقام منها بسبب أن الأغنام ضاعت ، ده كان معتقد أن اللي حصل ده سببه الجن والشياطين وأن السحر والأعمال بتاعته مابقتش جايبة نتيجة ، وأنه كان محتاج يقدم بنته ليهم علشان يرضوا عنه زي ماهما عايزين او زي ما طلبوا منه
البنت فضلت تفكر وبما أن ابوها هيقـ..تلها لو ما اختارتش بنفسها فا في النهاية اختارت أن هي تترمي في البير وبالفعل خدها من ايديها للبير المهجور وشالها رماها فيه وسابها ومشي
وقعت البنت جوا البير اللي كان عُمقه ٣٨ متر ، لكن الي حصل أن اثناء السقوط كان فيه غصن شجرة اصطدمت فيه وده قلل قوة الاندفاع للأسفل فا بالتالي نزلت البير سليمة
رجع والدها البيت وتاني يوم تظاهر قدام الناس والجيران أن بنته ريا اختفت في ظروف غامضة ، وده علشان يخفي عنه التهمة ومحدش يشك أن ليه يد في الموضوع
فضلت ريا في البير ماحدش يعرف عنها حاجة ، وبالمناسبة البير ده كان جاف وكان ملاذ آمن انه يسكن فيه العقارب والتعابين والخفافيش
لحد ما يعدي كام يوم ومجموعة من الأطفال بتلعب قريب من البير ده ، ريا سمعتهم وفضلت تصر..خ بصوت عالى علشان حد يسمعها وينقذها ، بس الاطفال مجرد ما سمعوا الصوت هروبوا بسرعة من المكان ، لأن زي ما قولنا كان معروف عن البير أنه مسكون
لدرجة أن هما لما رجعوا لأهاليهم قالولهم على اللى حصل واللي سمعوه، أكدوا عليهم ماحدش يقرب من البير ده تاني أبدا لأنه مسكون
ويعدي ٤٠ يوم كاملين على البنت جوا البير ماحدش يعرف عنها حاجة ، لحد ما نوصل لليوم ال٤٠ ويكون معدي شاب من جنب البير اسمه “عبدالخير” الشاب ده سمع صر .يخ قوي جداً طالع من البير
بسرعة رجع على أهل القرية والجيران وحكي ليهم اللي سمعه ، واكدلهم انه ده صوت إنسان مش حاجة تانية ، الصوت كان واضح أنه فيه حد بيستغيث، لحد ما قدر يقنعهم أنهم يجمعوا نفسهم ويروحوا مع بعض يشوفوا إيه اللي بيحصل هناك
بالفعل يتجمع بعض الناس ويروحوا عند البير و يتأكدوا فعلاً أن فيه صوت صر..يخ بشري جوا البير ، بدأت الناس تقلع العمامات اللي كانت لبساها وربطوها في بعض وكونوا حبل
اتربط عبد الخير في الحبل بمساعدة الناس ونزل لحد عمق البير تحت ، علشان يشوف قدامه انسانة مش باين منها أي ملامح ، وده لأن الطين كان مغطيها تمامًا
ده مش بس كده ، عبد الخير اكتشف أن البنت حواليها كمية كبيرة من الخفافيش والعقارب ، لدرجة انه قبل ما يطلعها من البير اضطر يقطـ،،ع شعرها بسـ..كينة كانت معاه ، وده لأنه كان مليان كمية عقارب كبيرة ومش قادر يسلكهم منها
بدأ عبد الخير يصر .خ ويطلب من الناس ينزلوله احبال تاني علشان يربط البنت ويطلعها ، وبالفعل قدر بمساعدة الناس ان هما يطلعوها ، وتكون الصدمة هنا لما يكتشفوا أن ديه ريا الطفلة المفقودة من ٤٠ يوم
بسرعة وصلوا البنت المستشفي وبلغوا ابوها وبدأ الأطباء في عمليات الإسعافات والانقاذ و وصلت الشرطة علشان تستجوبها وتعرف سبب نزولها البير
حكت ريا كل حاجة وقالت إن ابوها هو اللي عمل فيها كده وقالت كل ال حصل بالتفصيل ، بسرعة الشرطة قبضت عليه وسألوه ليه عملت في بنتك كده ، لكنه انكر كل الكلام ده وقال انه ماحصلش وأن هي اللي كانت بتلعب في المنطقة ديه ورمت نفسها في البير
لكن اللى اثبت التهمة عليه هو شهادة السكان اللي أكدوا أنه شخص مهتم بأعمال السحر وأن التصرف اللي عمله ده ما كان إلا تقديم البنت قربان للشياطين
الغريب ان بعد ما ريا خرجت من المستشفى والشرطة عرضت عليها اقوال والدها رفضت انه يتحاكم أو يتحاسب ، وقالت ده ابويا ومش هرضي ليه اي اذي ومن هنا اتشهرت أو اطلق عليها اسم ام الشوائل او أم الشوايل
وديه كلمة في السودان معناها المرأة القوية او المرأة العظيمة ، وده لأن الكل شهد ليها باللقب ده لأن رغم كل اللي ابوها عمله فيها إلا انها رفضت انه يتحاسب او يتحاكم
ونيجي بقي للسؤال الأهم ، لما ريا اتسألت ازاي قدرتي تعيشي ٤٠ يوم في عمق البير بدون اكل او شرب ، وكانت إجاباتها انها لما اترمت في البير شافت فيه هياكل عظمية وحشرات متنوعة
لكنها اتفاجئت أن كل ليلة كان بيجي شخص لابس ابيض وبيشع منه نور ، الشخص ده كان بيحط جنبها حليب وبعدين يسيبها ويمشي ، وفضلت طول ال٤٠ يوم على هذا الوضع ، يجي الشخص ده يجيبلها الحليب ويمشي.
بالمناسبة كل التفاصيل ديه حكيتها البنت نفسها وسكان القرية ال حضروا الواقعة في لقاءات صحفية مُصورة موجودة لحد دلوقتي .





