أخبار العالممنوعات

“خطة فدية تحوّلت إلى جريمة… النهاية المأساوية لجنى”

الطفلة الصغيرة جنى، ١١ سنة من كرداسة، كانت رمز للبراءة واللعب والضحك. حياتها كلها كانت بسيطة وجميلة، لحد ما اتجمّعت ظروف قاسية قادت لمأساة محدش كان يتخيلها.

مصطفى، شاب عمره ٢٠ سنة وطالب في كلية الحقوق، كان غرقان في مشاكل مالية وضغوط نفسية كبيرة، حتى إن ديونه قاربَت ٢٧ ألف جنيه، والموتوسيكل اللي بيشتغل عليه كان مهدد إنه يتسحب منه. مع إحساسه بالعجز واليأس، ظهرت الفكرة الأخطر بعد كلام بينه وبين صديقه محمد، اللي عمره ١٦ سنة. اقترح محمد إنهم يخطفوا جنى ويطلبوا فدية من أسرتها، باعتبار إنهم قادرين يدفعوا.

المصيبة إن مصطفى ما رفضش. بالعكس… الفكرة اتزرعت في عقله وبدأت تتحول لخطة.

اختاروا جنى لأنها صديقة أخته وتزور بيتهم باستمرار، وده للأسف سهّل عليهم خطتهم. وجي اليوم المشؤوم: ٩ سبتمبر ٢٠٢١. قابل مصطفى جنى في الشارع، وسألته عن أخته لأنها كانت عايزة تلعب معاها. ابتسم ووجّهها لمكانها، وبعد دقائق كان محمد جاهز يدفع مصطفى لتنفيذ الخطة.

بعد ما خلصت جنى لعب، نادى عليها مصطفى بحجة إنه يديها حاجة كانت طالبتها. الطفلة مشيت بثقة، لأنها تعرفه كويس. دخلت شقة فاضية، وهناك بدأ كل شيء ينقلب.

لحظة ضعف، وضغط نفسي، وصوت سيئ كان بيغلب عقله… وانتهى الأمر بجريمة مؤلمة فقدت فيها جنى حياتها.
مصطفى وقف بعدها مذهول، غير مصدق، ومع الوقت بدأ يحاول يخفي آثار اللي حصل.

خبّى الجثمان في المنور، واتفق مع محمد إنهم يكلموا الأسرة عشان يطلبوا الفدية، لكن حاولوا من غير ما ينجحوا. والشرطة بدأت رحلة البحث بمجرد بلاغ أسرة جنى.

الخوف سيطر على مصطفى، وحاول يخفي مكان الجثمان أكتر ببناء طبقة عليه. وبعد ٦ أيام، ومع توسّع التحقيق، انهار وهرب واعترف لابن عمه. بعدها، بمساعدة آخرين، تم نقل الجثمان ورميه في إحدى مواسير الصرف.

بعد فترة، تم العثور على السجادة اللي بداخلها الجثمان، ومع فحص الـDNA اتأكد إنها جنى.
التحقيقات وكاميرات المراقبة قدّمت الأدلة، وتم القبض على مصطفى اللي اعترف بكل التفاصيل.

المحكمة حكمت عليه بالإعدام، وعلى الباقي بالسجن لسنوات متفاوتة. لكن في أكتوبر ٢٠٢٥، محكمة النقض قبلت الطعن بسبب تقرير عن حالته النفسية، وقررت عرضه على لجنة متخصصة لمدة ٤٥ يوم لتحديد مسؤوليته الجنائية. والمحاكمة الجديدة مقررة في ٣ فبراير ٢٠٢٦.

وفي اعترافه، قال جملة أثارت صدمة كل اللي سمعوها:
“أنا أستاهل الحكم… بس نفسي والدتها تسامحني.”

لكن السؤال اللي ما زال معلق:
هل في أم ممكن تنسى فقدان بنتها بتلك الصورة؟ وهل في قلب يقدر يسامح جريمة بالشكل ده؟

رحم الله جنى… طفلة بريئة انتهت حياتها بطريقة موجعة وتركت في قلوب الجميع جرحًا لا يلتئم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock