
“القلادة المفقودة… سرّ أعاد لي حياتي!”
ليلى امرأة تجاوزت الخمسين، عاشت حياة هادئة بعد فقدان ابنتها الصغيرة قبل أكثر من عشر سنوات. كانت تمشي كل صباح في حديقة الحي لتحافظ على نشاطها، وتستمتع بسماء الربيع وأشجارها المتفتحة.
في صباحٍ مشمس، لاحظت مجموعة أطفال يلعبون بالقرب من نافذة منزلها القديم. كانت بينهم طفلة صغيرة ترتدي ملابس بسيطة ولديها عينان لامعتان وفضول في نظراتها. شعرت ليلى بارتباك غريب؛ لم تعرف السبب، لكنها شعرت برغبة قوية في الاقتراب منهم.
بدأت ليلى تزور الحديقة يوميًا، تحادث الأطفال أحيانًا وتراقبهم أحيانًا أخرى. لاحظت أنهم دائمًا يتجمعون في زاوية محددة، وكأن لديهم سرًّا صغيرًا بينهم. في بعض اللحظات، شعرت أن الطفلة الصغرى تراقبها باستمرار، وكأنها تعرفها.
ليلى بدأت تسأل نفسها: هل هي مجرد مشاعر جدة تجاه الأطفال الآخرين؟ أم أن هناك شيئًا أكبر لم تفهمه بعد؟
في أحد الأيام، بينما كانت تلعب الطفلة الصغيرة بمفردها، انكسر دميتها فجأة. ركضت ليلى لمساعدتها وأحضرت لها دمية بديلة من متجر قريب. الطفلة أخذت الدمية وابتسمت، ثم أمسكت يد ليلى برفق وقالت: “شكراً يا… ماما؟”
ليلى تجمدت، قلبها ارتجف. كيف يمكن لطفلة أن تقول ذلك؟ هل كان مجرد تهور في الكلام أم إشارة؟
أثناء لعب الأطفال في الحديقة، لاحظت ليلى قلادة صغيرة تتدلى من رقبة الطفلة الصغرى. اقتربت لتفحصها، فإذا بها نفس القلادة التي كانت لابنتها قبل اختفائها منذ سنوات. بدأ قلبها ينبض بسرعة، وبدأت ذكريات مؤلمة تعود إليها: ضحكات ابنتها، لحظات الفرح، ثم اختفاؤها المفاجئ.
ليلى لم تستطع الانتظار، فعادت إلى منزلها وجمعت كل صور ابنتها القديمة، وأخذت تنظر بعناية للقلادة والصورة القديمة. لم يكن هناك أي شك: الطفلة الصغيرة هي ابنة ابنتها المفقودة، أي أن ليلى وجدتها، وأصبح هؤلاء الأطفال أحفادها.
اتصلت ليلى بالأطفال برفق، ودعتهم لزيارة منزلها. عندما دخلوا، أظهرت لهم الصور القديمة وقلادة ابنتها. الأطفال كانوا مذهولين، والدموع امتلأت في عيون الجميع. ركضت الطفلة الصغيرة نحوها، واحتضنتها بقوة، بينما بقي الآخرون حولها مذهولين، لكنهم شعروا بحب كبير يحيط بهم.
أثناء احتضان الأطفال، لاحظت ليلى صورة والدتهم معلقة على الحائط في المنزل القديم. كانت صورة ابنتها الشابة مبتسمة ومرتدية نفس القلادة، وكأن القدر كتب لهم أن يجتمعوا بعد طول انتظار. بدأت ليلى تروي لهم قصص والدتهم، وتشاركهم لحظاتها الجميلة، لتملأ فراغ السنوات التي لم يعيشوها معها.
بعد تلك اللحظة، أصبحت حياة ليلى مليئة بالفرح والحركة. تعلمت أن الحب يمكن أن يولد من الصدفة، وأن القدر أحيانًا يجمع شمل العائلة بطريقة غير متوقعة. الأطفال صاروا جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية، وبدأت العائلة في إعادة بناء ذكريات جديدة، مع الحفاظ على الماضي، وحبهم لوالدتهم التي فقدوها.





