أخبار العالم

“الدودة التي اخترقت حدود الإنسان: قصة الرعب الطبي في دماغ امرأة أسترالية”

لم تكن غرفة العمليات في كانبرا تستعد لمعجزة علمية، بل لصدمة ستعيد تعريف حدود ما يمكن أن يختبئ داخل الجسد البشري؛ امرأة في الرابعة والستين تُفتح جمجمتها بعد شهور من آلام الغامض، ظنّ الأطباء أنها مجرد عدوى عابرة: وجعٌ يتنقّل في بطنها، سعال لا تفسير له، تعرّق ليلي يوقظها كأن جسدها ينذرها بشيء يتقدّم بصمت، ثم بدأت ذاكرتها تتفكك كصفحات تُنتزع من كتاب عاشته طويلًا، حتى ظهر في التصوير الدماغي ظلّ غريب قالوا إنه يحتاج إلى خزعة بسيطة لا أكثر، لكن حين أدخلت الجرّاحة هاري بريا باندي الملقط إلى الفصّ الجبهي، شعرت بحركة لا تشبه نبض شريان ولا اهتزاز نسيج، بل حركة كائن يتصرف بوعي بارد، وحين سحبته إلى الضوء ظهر أمام الجميع جسم طويل أحمر، حيّ، يلتف بحثًا عن مأوى بعد أن قضى ثمانية أشهر في دماغ ضحيته، دودة Ophidascaris robertsi التي لا تُرى إلا في أحشاء الثعابين، تقف الآن في طبق زجاجي وسط صدمة جعلت كل من في الغرفة ينسى كيف يتنفس، فقد دخلت بيوضها جسد المرأة حين جمعت أعشابًا برية ملوّثة بآثار الثعابين، ففقست في داخلها وزحفت عبر أجهزتها عضوًا بعد عضو، متقدمة بخفة الطفيليات التي تعرف كيف تُخفي نفسها، حتى بلغت الدماغ حيث بدأت تغذيتها البطيئة على أنسجة حيّة كانت يومًا مصدر ذكرياتها، لتتحول القصة كلّها إلى أوّل حالة في التاريخ ينجو فيها هذا الكائن داخل إنسان، وإلى درس قاسٍ يذكّرنا بأن الطبيعة لا تزال تملك فصولًا من الرعب لم نقرأها بعد، وأن أصغر المخلوقات قد تحمل أكبر المفاجآت حين تقرر اقتحام حدودنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock