أخبار العالم

“القضية التي كذّبت الجميع… وكشفت وحشًا بين الجدران”

في لحظة واحدة بس… اتحول بيت كامل لمسرح غامض، وصوت الحق اتقطع ست سنين قبل ما الحقيقة تتكلم.

قصة خلود كانت بداية حكاية سـ ـوـ ـدا، مفيش حد يقدر يسمع تفاصيلها وينساها.

خلود… بنت عندها ١٩ سنة من قرية القمادير في سمالوط. اتجوزت وهي لسه طالبة، وأهلها اشترطوا إنها تكمل تعليمها. جوزها كان مسافر في دولة عربية، سايبها في شقة لوحدها فوق بيت عيلته الكبير: الدور الأول العيلة كلها، والدور التاني خلود وجوزها.

لكن المشكلة ماكانتش في البيت… المشكلة كانت في اتنين من إخوات جوزها: علاء وحمدي.

نظراتهم لها كانت دايمًا غريبة… ومزعجة.

خلود حملت بسرعة، وجوزها رجع سافر تاني، وهي فضلت لوحدها. ورغم إن شكل حياتها من بره هادي وطبيعي، إلا إن جوّاها خوف وتوتر من وجودها وسط رجالة في بيت واحد وهي لوحدها.

طلبت من جوزها تقعد عند أهلها لحد ما يرجع، خصوصًا إنها حامل ومش مطمنة… لكنه رفض، وقال لها:

“أمي هتخدمك… وعيشي زي ما اتفقنا.”

فضلت تنزل تتغدى معاهم كل يوم وبعدين تطلع شقتها… لحد اليوم اللي منزلتش فيه.

خبطوا عليها… مفيش رد.

بصّوا من الشباك… واتجمدوا من الرعب.

خلود كانت سايحة في دمها.

صرخوا… واتقال وقتها إنها انـ ـتـ ـحـ ـرت!

أهلها وصلوا بسرعة، دخلوا من الشباك، لقوها على الأرض… حوالين رقبتها سلك كـ ـهـ ـربا وجروح في راسها.

المنظر كان كفيل يخوّف أي حد.

الشرطة وصلت وبدأت المعاينة.

الطبيب الشرعي أكد إن فيه ضربة قوية في الراس، وبعدها اتلف السلك حوالين رقبتها… ده غير جرح أداة حـ ـادة في الرقبة، وكسر في عضم المنطقة.

والأبشع؟

إنه تم الــ ـاعـ ـتـ ـداء عليها بعد الوفاة.

الوفاة حصلت قبل اكتشاف الجريمة بـ ١٠ ساعات.

وهنا التحقيق أخد اتجاه تاني خالص.

وأثناء استجواب حمدي، أخو جوزها الصغير، ظهر المفاجأة:

البصمات كلها… بصماته هو!

اتوتر… وانهار… واعترف.

قال إن في شخص اسمه أحمد، كـ ـهـ ـربائي من قرية قريبة، هو اللي حرضه.

وإنه -على كلامه- كان بيهـ ـدده بسبب فعل مـ ـنـ ـحـ ـرف كان اتـ ـعـ ـرض له منه قبل كده، وقال له لو ما سهّلتش دخوله للشقة هيفضحه.

وتحقيقًا لكلامه:

حمدي سهّل دخول أحمد…

خلود كانت بتغير هدومها…

أحمد ضربها على راسها…

وحاول يـ ـعـ ـتـ ـدي عليها…

لكنها فاقت وشافتهم… فاتلف السلك حوالين رقبتها… وبعد وفاتها حصل اللي حصل… قدّام حمدي اللي كان واقف مرعوب.

بعدها سرقوا الفلوس… وقفلوا الباب… ومشيوا.

وبناءً على الكلام ده، اتوجه الاتهام لـ أحمد رسمي، وبعد الأدلة اللي اتجمعت… خد إعدام.

أما حمدي (اللي كان وقتها عنده ١٤ سنة)، اتحوّل للأحداث.

الناس قالت: “القضية خلصت.”

لكن الحقيقة كانت لسه مستخبية.

بعد الحكم بفترة… ظهر محامي من بلد أحمد، الأستاذ أسامة.

في الأول رفض يمسك القضية، بس لما قرأها… حس إن فيها حاجة غلط.

إزاي ولد صغير يحفظ رواية بالطول ده؟

وإزاي حافظ اسم أحمد بالكامل لحد اسم أولاده؟

وإزاي مفيش أي أثر لدخول أحمد الشقة؟

وإزاي محدش شك إن الكلام متلقّن؟

الأستاذ أسامة بدأ يشك إن في حد حفظ الولد الكلام…

وإن أحمد اتلبّس التهمة بالكامل.

وبعد سنين من البحث… قدر يفتح التحقيق تاني.

وبعد ما أحمد قعد ٦ سنين في السجن… قدر يثبت إن الرجل بريء.

الحقيقة كانت أبشع:

في رجل قانون كبير هو اللي لقّن حمدي كل الكلام من البداية… عشان يطلع أخو جوزها الكبير من القضية.

اعتمدوا على إن حمدي طفل مش هياخد حكم…

ولبّسوا التهمة لـ أحمد الكـ ـهـ ـربائي اللي كان موجود صدفة في البيت اللي جنبهم.

أهل جوزها كانوا عارفين كل حاجة…

وحافظين هيقولوا إيه…

والمظلوم قعد سنين بيدفع تمن جريمة ماعملهاش.

وهنا بس… انتهت أغرب قضية ممكن تسمع عنها.

قضية بتقول إن الـظـ ـلـ ـم ممكن يعيش مهما طال… لكن الحقيقة دايمًا بتخرج… حتى لو بعد حين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock