ad general
قصص قصيرة

صديقي يرتدي النقاب

ads

صديق لي كان يتبع عادة غريبة للغاية حيث يرتدي النقاب ويمر بين النساء. حاولت تحذيره مرارا بأن هذا خطأ وسيتم كشفه في نهاية المطاف ولكنه لم يستمع لي واصر على القيام بهذا الفعل.
كان هناك شخص يستمتع بالتطلع إلى النساء بشكل سري يتجول بينهن ويشاهد كيف يعدلن نقابهن أو يزيلن طرحهن. كان يظن أنه دائما ينجح في عدم الانكشاف بسبب ذكائه وقدرته على التصرف ببراعة ولم يكن يدرك أن الله كان يستره.
في إحدى المرات حدث أن فقدت امرأة من بين النساء جوهرة ثمينة وبدأت تبحث عنها بشكل متوتر. عندما اكتشف باقي النساء حالتها المڼهارة وأن الجوهرة اختفت قرروا اتخاذ تدابير حاسمة. 
اتفقن على إغلاق الباب ومنع أي شخص من الخروج أو الدخول إلى المكان. بالإضافة إلى ذلك قررن تفتيش الجميع حتى يجدن الجوهرة المفقودة مقتنعين بأن أحد المتواجدين داخل المكان هو السارق.
يمكنك تصور حالة صديقي وشعوره في تلك اللحظة! لم يكن متورطا في سړقة الجوهرة ولكنه كان في موقف أكثر خطۏرة بكثير وقد يؤثر على مستقبله.
وقف الجميع في طابور بينما كان صديقي في حالة يرثى لها يتزحزح إلى الخلف حيث يقترب دوره. بدأ الجميع يشك في أنه هو السارق بسبب تصرفاته الغريبة لكنهم قرروا الالتزام بالنظام والمضي قدما بالدور لكي لا يظلموا أي شخص.
للأسف اقترب دور صديقي ولم يعد هناك سوى سيدة واحدة تفصله عن كشف سره. لم يجد حلا آخر سوى التوجه إلى الله بصمت والتوسل إليه ليستره في هذه المرة فقط. وعد أنه لن يعود لهذا التصرف مرة أخرى وسيتوب ويحرص على صلواته ويغض بصره عن كل ما حرمه الله عليه. وتوجه بالدعاء والتضرع إلى الله في سره.
وفجأة بينما كان الجميع يفتشون السيدة التي تسبقه في الطابور…
فجأة أثناء تفتيش السيدة التي تسبقه في الطابور اكتشفوا أنها كانت السارقة! استعادت السيدة جوهرتها وفرحت وخرجت من المكان وفتحت الباب ليغادر الجميع. تمكن صديقي من الخروج دون الكشف عن سره.
يقول صديقي أنه بعد هذا الموقف كان يسير في حالة ذهول وتأمل برحمة الله تجاهه وكيف استره رغم أنه لم يستحق ذلك. تذكر آية قرآنية تقول أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ذكرون.
في تلك اللحظة شعرت بقلبي أن الله قد منحني فرصة حقيقية للتوبة والعودة عن ما كنت أفعله سابقا. لقد استر الله علي في أسوأ حالاتي.
بعد هذا الحاډث أصبح يغض بصره عند رؤية أي امرأة وينظر إلى الأرض. وعندما يستقل وسائل النقل العامة لم يعد يحب الجلوس بجوار النساء. 
وبعد مرور ثلاث سنوات أصبح إمام المسجد. وأنا أجلس معه وأتأمل فيه وأقول سبحان الله! هل هذا حقا صديقي الضائع الذي كان ينتهك حرمات الله
ولكنني
في الواقع كنت أتذكر الآية القرآنية التي تقول إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.
بعد تلك التجربة الصعبة والتوبة الصادقة أصبح صديقي ملتزما بدينه ومتوجها إلى الله بالدعاء والاستغفار. كان يسعى لاكتساب معرفة أكبر في الإسلام ومشاركة تجربته مع الآخرين لتوجيههم وتشجيعهم على سبيل الهداية.
وبمرور الوقت بدأ الناس يلاحظون التغيير الكبير في حياة صديقي ويعجبون به. أصبح نموذجا للتغيير والتحسن في المجتمع وقد استوحى العديد من الشباب من قصته وتوجهوا إلى تغيير حياتهم للأفضل.
في إحدى المرات أقيمت محاضرة في المسجد حول قوة التوبة والرحمة الإلهية. تمت دعوة صديقي ليروي قصته ويشارك تجربته مع الحضور. وأمام الجمهور المنتظر بدأ صديقي بسرد تفاصيل ما حدث له وكيف أثر ذلك على حياته.
تأثر الجميع بقصته وأدركوا أن الله عز وجل يقبل التوبة من عباده مهما كانت الذنوب والخطايا التي ارتكبوها بشرط الإخلاص والعودة إلى الله بقلب صادق. إن قصة صديقي تجسد قول الله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم الزمر.
ومنذ ذلك اليوم أصبح صديقي مصدر إلهام للكثيرين وترك بصمة إيجابية في حياة الناس من حوله. لقد أظهر أن التغيير والتوبة دائما ممكنة بغض النظر عن الماضي وأن الله يقبل عودة عباده إذا كانت صادقة وملتزمة.

ads

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock