
حادثة سي وورلد حوت ينـهـي حياة مدربته خلال إحدى العروض المائية
عن حزنهم العميق وتعاطفهم مع عائلة المدربة الراحلة وزملائها في سي وورلد فيما دعا آخرون إلى إعادة تقييم جذري لفكرة استخدام الكائنات البحرية وخاصة الحيتان القاتلة في عروض تهدف للترفيه.
منظمات حقوق الحيوان استغلت الحادث لتجديد مطالبها بوقف تربية الحيتان في الأسر وإلغاء العروض التي تعرض هذه الكائنات لضغوط نفسية وجسدية. وأكدت أن بيئة الأسر لا تناسب هذه الحيوانات الذكية والاجتماعية بطبيعتها وأن حجزها في أحواض ضيقة قد يؤدي إلى سلوكيات عدوانية ناتجة عن التوتر والضغط النفسي.
آراء الخبراء
خبراء في علم السلوك الحيواني والحياة البحرية أشاروا إلى أن الحيتان القاتلة في البرية لا تعرف بسلوكيات عدوانية تجاه البشر لكن حين تحتجز في الأسر لفترات طويلة تتغير طبائعها نتيجة الضغوط المستمرة والقيود المفروضة على حركتها وتفاعلها الطبيعي مع بيئتها.
وأشار بعضهم إلى أن الحيتان في الأسر تجبر على أداء حركات لا تعد جزءا من سلوكها الطبيعي وتعامل بطريقة تدريبية قد لا تكون مناسبة دائما ما قد يؤدي إلى مشكلات سلوكية خطيرة.
التغييرات التي أعقبت الحادث
أعلنت إدارة سي وورلد بعد الحادث مباشرة عن مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية وعلقت بعض العروض التفاعلية التي تتضمن تواجد المدربين داخل الماء مع الحيتان. وفي السنوات التي تلت الحادث بدأت المنشأة بإعادة النظر في برامجها التدريبية وقللت من الاعتماد على العروض المباشرة التي تقترب فيها الكائنات البحرية من المدربين والجمهور.
وفي عام 2016 أعلنت سي وورلد رسميا وقف تكاثر الحيتان القاتلة لديها والتخلي عن العروض التقليدية التي تعتمد على الحركات البهلوانية في تحول مهم نحو نمط ترفيهي وتعليمي أكثر احتراما للحياة البحرية.
نقاش مستمر حول أخلاقيات الترفيه بالحيوانات
لا تزال الحادثة نقطة محورية في النقاش العالمي حول استخدام الحيوانات البرية والبحرية في أغراض ترفيهية. وتزداد الأصوات الداعية إلى إيجاد بدائل أكثر إنسانية وأمانا مثل العروض الرقمية أو التجارب التفاعلية الافتراضية التي تظهر جمال وتنوع الحياة البحرية دون الحاجة إلى تقييد الكائنات الحية أو تعريضها لمخاطر نفسية وجسدية.
في الوقت نفسه يرى آخرون أن وجود هذه الحيوانات في منشآت منظمة قد يكون فرصة للتوعية والتعليم حول البيئة البحرية بشرط توفير أفضل سبل الرعاية والمعايير الأخلاقية في التعامل معها.
حادثة وفاة المدربة دون برانتشو خلال عرض لحوت الأوركا تيليكوم كانت مؤسفة بكل المقاييس لكنها فتحت بابا واسعا للنقاش حول ضرورة التوازن بين الترفيه والتوعية وبين الربح والمسؤولية.
لمشاهدة الفيديو: