ad general
روايات

روايه شيقه بقلم سوما العربى جزء أخير

ads

وقف عن عرشه يردد بأمر : -أحضروهما لعندي ، أريدهما تحت قدمي بغمضة عين. حاولت أنجا التدخل لتصرف تفكيره عن تلك النقطة فأمره هذا لم يكن بحسبانها : -مولاي ..أهدأ أرجوك..صحة جلالتك أهم بكثير من هاذان الخونا …مملكتك ورعيتك بحاجة لك مولاي خيراً بكثير من الاهتمام بأمر فتاة لم تهتم بك. نظر لها بحده فأحنت رأسها بخضوع ثم بدأت تتحدث فيما فعلت كل ذلك لأجله حتى تصل لهدفها : -مملكتك ورعيتك بحاجه لك وهي أولى بأهتمامك سيدي حتى انك ستجني ثمار تعبك ومجهودك و وقتك بخلاف ما ستجنيه ان أنشغلت بأمر تلك الفتاة البيضاء التي لم تعد على جلالتك سوى

بالتعب و الحزن و الإنشغال، وربما….ربما قد حدث كل ذلك من عند الله كي يعطيك درساً وينذرك بالأ تسعى وراء قلبك فجلالتك كنت ترفض كل الفتيات اللواتي نعرضهن عليك سواء جواري أو بنات النبلاء والعظماء أو أميرات ومِلت فقط لتلك البيضاء. رفع راموس عيناه لها بضعف هو بالفعل لم يمل سوى لها فماذا جنى سوى ذلك ال المسموم الذي يخترق أضلعه. إبتسامة خبيثه تشكلت على جانب فم أنجا وهي تشعر بأنها قد أحسنت إصابة الهدف و أوشكت على الفوز فأكملت: -ربما ما حدث كان جيد بل جيد جداً لتتعلم يا مولاي. ناظرها بقوة فشعرت بأنها قد أخذت حريتها في الحديث

أكثر من اللازم مع الملك فأخذت تقترب منه وهي تتحدث بلطف: -عذراً جلالتك ان كنت قد تخطيت حدودي لكن أنا الآن أتكلم بلسان الأخت والشقيقة ورفيقة الصبا، لجلالتك لست مجرد أخ في الرضاعة بالنسبة لي، أنت رفيق طفولتي. نجحت في الضغط على الوتر الحساس لديه وربما كانت تتكلم بصدق نابع من قلبها تلك المرة،وضعت يدها كل كتفه كأنها تؤازره ثم همست: -صدقني مولاي مذ اول دقيقة رأيت فيها تلك الفتاة لم تعجبني ولم أرتح لها لكنني آثرت الصمت ما أن لاحظت إعجابك لها..قولت ان الملك رجل ومن حقه التنعم بحياته مع الفتاه التي تعجبه لكنها لم تكن كذلك وخذلتك. ابتعدت
خطوة ثم أكملت بصوت رخيم: -لقد كان درساً قاسياً راموس..قاسياً جداً لكن جيد فأنا متأكدة أنك قد تعلمت منه ولن يمر مرور الكرام…من يدري ربما ما جرى كان بمصلحتك لتعلم أن حياة الملوك لها قوانين لا يسمح بأختراقها. هز راموس رأسه إيجاباً فحديث أنجا رغم قسوته إلا أنه صحيح مئة بالمئة. ________سوما العربي________ جلس محمود في شقته أمام أحد زملاء الذي تعرف عليه مؤخرًا وقد ظهرت عليه أمارات عدم الرضا ينظر للهاتف قليلاً ثم ينظر لصديقه : -إيه يا عم طارق ده الفيديو مش مكمل خمسمية لايك نصهم أصلاً من الأكونتات المضروبه الي عندنا. عبس طارق مردداً بنزق: -أعملك آيه

يعني -هؤ آيه الي تعمل أي ما تتصرف يا عم طارق -أتصرف اعمل إيه هو أنا ساحر -امال فين كلامك أنا طارق كابو أنا عمهم في السوشيال وفي الآخر مافيش ولا فيديو طالع إكسبلور. -أعملك إيه أنت الي ريشتك واقع -هو ايه الي واقع أنا ترند مصر وصوتي مزلزل السوشيال كلها،أنا نجم اليوتيوب يا عم كابور -ترند خناقه يا حبيبي لما كنت في المسابقه أياها والناس تابعتك على حسها حبه ولولاها لا كان حد سمعك ولا حس بيك أنت صوتك ده كله جعير واحنا عارفين -ما كلها بقت بتجعر يا عم هي يعني جت على محمود عصفوره وهتقف؟! وقف طارق

بملل قائلاً وقد نفدت طاقته: -اهو حتى جعيرك مش مقبول قابلين جعير الكل وأنت لا هقول إيه؟…قِرف…سموعليكو. فوقف محمود على الفور يقول: -أستنى بس ياعم كابو احنا لسه بنتكلم -كلامي خلص سلام…كفايه مضيعه للوقت. غادر طارق وترك خلفه محمود ينظر على صفحاته على كل التطبيقات وهي بالنازل وحالها لا يسر مطلقاً يسأل هل ضاعت كل أحلامه و أماله؟ ألن يصبح نجماً كما أراد؟! لقد ضحى بالكثير في سبيل ذلك ولن يصل في النهاية؟!!! لا …لا يمكن. ___________سوما العربي________ لحظات صمت ومتابعة طالت من طرف فردوس وزوجها وهما يناظران أبنهما البكري وهو يتناول طعامه بمضض، يتناوله فقط ليظهر بمظهر الناجي بينما

ads

الحقيقة أنه غارق في حزنه حتى لو حاول التظاهر بغير ذلك. لم يستطع شداد ان يصمت وينتظر بل تحدث بشئ من ال : -هو أنت فينك يابني كده مش عارفين نتلايم عليك أبتلع زيدان كسرة الخبز بصعوبه في حلقه الناشف ثم رد: -ليه بس مانا موجود اهو -هو فين الي موجود ده؟ أنا بقالي كام يوم متصل عليك وقولت لك عايزك ضروري؟ وانت من ساعتها عامل فيها مشغول ومش عارف أشوفك إيه الحكاية بالظبط؟ -احمم…حقك عليا يا حاج..أنا معاك أهو قول..في حاجة في الشغل؟ تنهد شداد ب فأبنه مُصِر على المراوغة لذا تحدث بحسم في صلب الموضوع: -طلقت البت ليه يا

زيدان ترك زيدان الطعام من يداه التي أنهبدت على الطاوله من شدة ال والحزن والشعور بقلة الحيلة حين يتترق الحديث لعندها. سحب نفس عميق يتجنب الرد فهتف شداد: -ما ترد عليا فرد زيدان بعدما صر على أسنانه وأغمض عيناه: -عشان هو ده الصح تدخلت فردوس حينها وقالت برفض تام: -صح إيه يبني الي بتقول عنه هو خراب البيوت بقا صح دلوقتي؟! حقى بطلو ده وأسمعوا ده.. ماتقول كلام يتعقل يابني -ساعات بيكون صح -مين قالك كده هو الطلاق بقا بالساهل كده أمتى وإزاي هانت عليك البنيه ؟ انت بقيت كده أمتى يابني؟ وقف عن كرسيه يهتف بتعب عبر وأخذ يشيح

بيديه يعبر عن ه ويخرجه: -ايوه هو ده الصح؟ ماشوفتوش محمود؟ أهو رجع،ماعملتوش حساب رجعته.. هنعيش ازاي معاه في بيت واحد مع الي كانت خطيبته وحب عمره.. ده رجع وبقا بيطالبني بيها كمان وشويه شويه كنا هنتخانق عليها…طب بلاش …قولولي كانت هتطلع ازاي وتنزل وهو معاها في نفس البيت ولا كل شويه نمسك في خناق بعض؟! ولا كنت هعيش ازاي مع واحده مغصوبه عليا ولولا الي حصل ماكنتش إضطرت تتجوزني ولا أنا يعني عشان عنست زي ما بتقولو ف ماصدقتوا؟؟ وقف شداد عن كرسيه بتروي حتى وصل ووقف أمام أبنه يقول: -ماشي …يمكن عندك حق …بس قولي ذنب البت ايه

عشان تفضل سنين مخطوبه لواحد يسيبها في الكوشه فتجوز اخوه اللي بيطلقها بعدها بكام شهر ومن غير سبب…ده كده الناس تقول ان الحكاية فيها إن خصوصاً انك ماطلقتهاش إلا بعد ما محمود رجع…الناس كلها مغلطانا وأحنا تجار وصنايعيه يعني راس مالنا إسمنا…خدنا البت لحم ورميناها عضم وبقي شكلها زي القطران وسط الحاره. صمت شداد يسحب نفس عميق ثم أردف: -أنت آبني أنا الي مخلفك مش أنت الي مخلفني ويقولك لو كنت عملت كده عشان تخيرها وترجع لك بس بمزاجها فأحب أقولك انك طينتها ولو بتمو.ت فيك عمرها ما هترجع لك، دي لو عدت من قدام بيتنا حقها ما ترميش السلام

حتى وأنت قاعد مستنيها ترجع !!!!!! وقف زيدان مبهوت مما سمعه دفعه واحده وكان رد فعله: -؟!!!!؟!!!!!! _________سوما العربي_________ دفعت حوريه الأوراق من أمامها والإحساس بالفشل والغباء يسيطران عليها لدرجة أنها تحبس دموعها بقوة تردد : -بقرة في بحر علم سندت بذقنها على كفّها وبدأت تفكر في التراجع والهرب أن تتقوقع مجدداً في منطقة الراحة لتهمس لنفسها من: -وارجع أقعد في البيت وأستنى العدّل…لأ وألف لأ..شدي حيلك وعافري شويه بشويه هتوصلي . رفعت أنظارها لتجد شاب رشيق يجلس على مكتبه المقابل لمكتبها فتنحنحت بحرج قائلة: -أحمم.. أستاذ مصطفى. رفع أنظارها له فقالت : -ممكن تقولي أكمل الشيت ده إزاي رد

ببرود: -هو مش مستر ياسر فهمك -أأيوة بس أنا متلغبطة في الخانات قوي ومش عارفة أعمل أي حاجة. نظر في ساعة يده ثم قال: -اه…طيب حاضر هجيب بس قهوة من البوفيه وأجي. ثم خرج من الغرفه وهو يتمتم: -جايبين واحده مش عارفه لا ورد ولا إكسل وعايزين يشغلوها وتقعد على مكتب لأ وعايزاني أعلمها كمان..أصلها كانت ناقصه هم. مر الوقت وحوريه تجلس على مكتبها تنتظر لكن لم يعد وقد أوشك الوقت الذي أعطاها إياه رئيسها المباشر ان ينفد فخرجت خلف مصطفى تبحث عنه وذهبت للبوفيه حيث أدعى أنه ذاهب لهناك دلفت للغرفه لتجد وفاء تقف أمام مكينة الأكسبريسو تصب القهوة

في أحد الأكواب وما ان رأت حوريه حتى سألت: -إيه حورية الشركة بتدور على حد ولا ايه؟ -ايوه ماشوفتيش مصطفي -مصطفى مين؟ -زميلي في المكتب طلبت منه يعلمني حاجة وخرج من نص ساعه قال لما يجيب قهوة هييجي يعلمني ومن ساعتها مارجعش. -ومش هيرجع يا حبي ولو رجع هيصدرلك الطرشه ومش هيعلمك حاجه..ماحدش بيعلم حد يا حوريه والقديم المتودك بيسيب الجديد يضبش وبيقعد يتفرج عليه ويقول سيبه يعك أنا هتعب نفسي وأعلمه ع الجاهز ليه أنا كان مين علمني…كله هيقف يتفرج عليكي وهو متمزج وقاعد كمان مستني لك غلطه. بهت وجه حوريه وهي تستشعر أنها بعالم غريب غير العالم الذي

تعرفه..عالم لا تفقه عنه شيء ولا تعرف كيف تجاريه ولا كيف ستكمل فيه..هل تستلم من الآن أم ماذا؟ فهمست بضياع: -طب والعمل؟ ردت وفاء ع الفور تنصحها : -تضبشي يا غرقتي يا وصلتي أكملت وفاء وضع القهوة على الصينيه ثم التفت مغادرة: -هوصل القهوة دي وأجيلك تركتها بثبات واتجهت ناحية مكتب عاصم الذي سألها : -وفاء أيه الأخبار؟ حورية بتعمل ايه؟ -ماشي الحال. أضاء عقلها بفكره فألتفت له تسأل: -الشوق غلاب..تلاقيها وحشتك… صمت عاصم متنهداً فهتفت بحماس: -والي يجيبها لحد عندك؟ أشتعلت عيناه بالأدرينالين وهتف: -أدي له عنيا مدت يدها تبسط كفّها أمامه مطالبه وقالت: -هعمل أيه بعينك أنا مش

بتاجر في الأعضاء أنا عايزه فلوس -أنتي إييييه يا بنتي…مابتشبعيش؟ منشار؟ كل شويه عايزه فلوس فصرخت في وجهه: -إييييييه ..مانا على وش جواز…بجهز إنت عارف التلاجه الواحد وعشرينً قدم بقت بكام دلوقت؟ ناظرها بزهق ويأس ثم أخرج مال من جيبه وأعطاه لها مرددا: -أظن دول كفايه -لأ -نعم؟؟! -بصراحة أنا عيني من التلاجه أم حنافية -الي يتنزل تلج صح -إسم الله عليك…عارفها؟ -عارفها..خدي حار ونار في جتتك. هبشت منه المال ثم غمزت له: -هبعتهالك لحد عندك. اتجهت ناحية الباب وقبلما تغلقه همست: -ربنا يوفق الدنيا على بعضها ان شاءالله. أرتمى على كرسيه يهمس: -منك لله. ثم دار حول كرسيه وهو

يهمس: -بس كله يهون عشان خاطر حوريه. ___________سوما العربي_________ تمشت في الرواق تعد المال الذي أخذته من عاصم بفرحه كبيرة ، لمحت حوريه مازالت تجلس وهي تنظر للأوراق أمامها بقلة حيله وتعب فدست المال بجيبها وتقدمت منها قائلة: -أنتي لسه واقفه محتاره -حاسه إني غرقانه وعبيطة وجاهلة،مش عارفة جبت منين قوة القلب إني انزل أشتغل وأنا ماعرفش الألف من كوز الدرة. -من الخبطات اللي أخدتيها إجتاح حوريه شعور بالحزن وال ما ان ذكرتها وفاء بما حدث معها فنظرت أرضاً بحزن وشرود لكن وفاء لم تترك لها الفرصه وهتفت بحماس: -ماتزعليش ولو الي اسمه مصطفى ده مارضيش يساعدك روحي للي أحسن

منه -مين؟! -مستر عاصم -مين؟!! -أيه وقعتي على ودنك…بقولك مستر عاصم -المدير؟! -هو -بتهزري مش كده -لا بتكلم جد -بس…. -مابسش أنا كنت لسه عنده بدخله القهوه وبصنعة لطافة كده فتحت معاه الموضوع وبصراحة الراجل كان متفهم جداً وقالي أخليكي تروحي له ومعاكي اللاب بتاعك وهو هيفهمك كل حاجة واحدة واحده -بجد؟! بس ده المدير يا وفاء يعني المفروض ماحسسوش أبداً إني مش عارفة أ ب شغل. -ياستي ده بدل ما تحمدي ربنا أنه موقعك في مدير عسليه -عسليه؟! ت وفاء عينها تردد: -الصراحه هو عسليه عسليه يعني ده كفايه ريحة برفانه يخربيت أمه. نظرت لحوريه وأكملت بإندفاع: -حد يبقى

قدامه فرصه يقعد مع مز زي ده ويقول لأ…أنتي غاويه فقر ليه. تقدمت بخطوات مترددة من مكتبه تشجعها كلمات وفاء الحماسيّة،فتحت الباب بخفه ودلفت بتوتر ليتهلل وجهه ما أن رأها، للحق حوريه تمتلك هيئة تشرح صدر كل من يراها وذلك هو تأثيرها على الجميع وليس عاصم فقط. تقدمت بحرج تقول: -ممكن أسأل حضرتك على كام حاجة في الشغل -ممكن طبعاً شجعت نفسها تخبرها انها لابد أن تتعلم وتجتاز كل الحواجز حتى تفهم الشغل وكيف يدار وتتكون لديها خبرة ولو مبدئياً متواضعه حتى تستطيع التحول لفتاة قويه يمكنها الأعتماد على نفسها . شردت لثواني تتخيل نفسها مثل الفتيات اللاتي تراهن على

إنستغرام ترتدي ملابس رسميه وتحمل لاب توب تتقن التعامل معه ،تمشي بخطوات قويه ثابتة حتى تصل لسيارتها الفارهه،تفتح الباب ثم تقودها بخبرة وثبات. عادت من شرودها على صوت عاصم يناديها فنظرت له وقررت التمادي لتتعلم وتصل لما تريد وتخرج من تلك البوتقة التي وضعت فيها منذ ولدت بسبب والدتها عليها. ألتف عاصم من خلف مكتبه وجلب أحد الكراسي يضعه بجوار كرسيها كي يجلس بجوارها ثم قال: -ها إيه الي واقف قدامك . قررت حوريه إستغلال الفرصه التي ربما لن تسنح لها كثيراً وبدأت تسأل وتستفسر عن كل ما تجهله مستغله حلمه وطول باله معها وعاصم يجيب ويعلمها بهدوء تام

وبعينه نظرت إعجاب واضحه لأي فتاة وقد تعمد في إظهار ذلك. _________سوما العربي________ أستيقظت من نومتها على أرضية سطح السفينة على صوت تهليل وصياح قادم من حولها،انكمشت عيناها من أشعة الشمس وأستغربت فهي وكأنها تعرفت على تلك الأشعة الخاصه من الشمس،تشبه شمس بلادها. وكأن حتى الشمس وأشعتها تفرق من بلد لبلد فقد تهلل أساريرها ما ان علمت بإحتمالية صدق حدثها وهي تستمع لترديد إسم الإسكندرية وسط هتاف الركاب فهل وصلت الي ميناء الإسكندرية؟ أسرعت تستند بيدها على حافة المركب كي تقف فقوى جسدها باتت لا تسعفها، فعّلت بلهفة وقد أشرقت أخيراً الحياة بداخلها من جديد وهي ترى بوضوح ملامح عروس

البحر الأبيض المتوسط التي تحفظها جيداً فقد سافرت لها مراراً. ساعدتها الفرحة على الإنتصاب على قدميها جيداً رغم هزالها الشديد وبدأت تتنفس بسرعة رهيبه وهي تبكي من شدة الفرحة. وبعد دقايق نزلت من سلم السفينة وأرتمت على أرضية الرصيف وشرعت تبكي….تبكي بقوة وهيستيريا إنها بأمان الآن أنه الشعور الذي لطالما استمعت عنه ولم تفهمه سوى الآن جمله شامله يقولها الأجانب تجسد تشعر به حاليا بالضبط “bake to home ” _________سوما العربي_________ جلس على كرسيه أمام ورشته ينفس دخان أرجيلته بشرود لا يخلو من الحزن ليتفاجأ بصديقه يجلس بجواره بلا سلام أو كلام فقط جلس لجواره بصمت تام ثم مد يده

والتقط مبسم الأرجيله منه يشاركها معه. ظل زيدان على صمته ينتظر حديث صالح المتواصل،أن يلومه وينهره على ما فعل ويعبر عن ه ورفضه الشديد لما جرى لكن لم يحدث نظر له زيدان ثم قال: -غريبه، ساكت يعني -مستنيني أقولك حاجه ولا حاجة كفى الله الشر! -ماعرفتش يعني الي حصل نفس صالح دخان الأرجيله ثم أردف ببرود: -لا أزاي بقا ده حتى الحته كلها مالهاش سيرة غير الي عملته أنت وأخوك في حوريه بنت الحاج سعيد. تحفز زيدان وتململ في جلسته ثم سأل : -بيقولوا إيه؟ تجاهله صالح ورد ببرود: -يا عم ولا يشغلك، هو مش أنت عملت الي أنت عايزه

والي يريحك سيبك من أم الناس أهم حاجة راحتك يا معلم زيدان، مش أنت مرتاح بردو ولا أيه؟! -صااالح -عايز ايه يا زيدان، مالك كده، هو أنت كنت فاكر إيه ولا دماغك كان فيها إيه وأنت بتاخد قرارك لأ وكمان بتنفذه من غير ما ترجع لحد..وأنا قاعد وعارف انك بتغلي دلوقتي وندمان ومستني بقا أنصحك…لا مش هنصحك، مانا ياما نصحتك خليك بقا كده …الدنيا إخيتارات يا زيدان وأنت إختارت تعيش مغلوب على أمرك هعملك إيه …ده لا أنا ولا ميه زيي يقدروا يعملوا لك حاجة طالما أنت من جواك مش عندك نيه للتغيير. لم يكد صالح ينهي كلماته حتى وجد

حوريه تتقدم في الشارع بخطوات متوازنة لا مبالية فأبتسم صالح بمكر هاتفاً: -أوبااااا..المزة بتاعتك جت أهي. رفع زيدان عيناه ليجد أنها هي بالفعل بينما وضع صالح يده على فمه يقول مصححاً بسخريه: -اه صحيح نسيت مابقتش بتاعتك خلاص زجره زيدان بعيناه غاضباً في نفس اللحظة التي مرأت فيها حوريه من أمامهما وتجاوزتهما دون ان يرمش لها جفن. فلم يتحمل زيدان وقف عن كرسيه وذهب خلفها بخطوات واسعه وهو يناديها : -حورية. كانت تمشي عادي… لكن ما ان أستمعت لصوته يناديها سرت رجفة في جسدها وبدأت تزيد من سرعة خطواتها بطريقه مرعبه ملحوظة أجفل هو شخصياً منها فزاد من سرعة

خطواته اكثر ونادها مجدداً: -حوريه…أستني بقولك. لكنها لم تمتثل لأمره بل تحولت خطواتها الواسعه إلى الركض ناحية البيت بطريقة مجنونة فأضطرته ان يركض هو الأخر خلفها وانتشل ذراعها يوقفها أمام باب منزلها ب وعافيه هاتفاً: -هو أنا مش بنادي عليكي التفت تنظر له وقالت برفض قاطع: -سيب إيدي. -ولو ماسبتهاش -سيبها أحسنلك -حورية؟؟؟ أيه الطريقه اللي بتلكمني بيها دي؟ أنا زيدان -زيدان مين؟ أنت بالنسبه لي راجل غريب ماسك أيدي ته الكلمه في صميم قلبه وهمس: -غريب -والله؟! أمال أنت مفكر أيه؟ قولت لك سيب أيدي -تؤ هز رأسه رفضاً ومازال ينظر لها بإشتياق وحنين ثم قال: -وحشتيني قوي يا

حوريه زلزلتها نظراته والطريقه التي تحدث بها كانت لحظة ساحرة ربما لن تنساها طوال حياتها. في نفس اللحظة همس طارق لمحمود قائلا: -هو ده الوقت المناسب اعترض محمود ب -بس -مابسش ..ريتشك واقع..أن بتضيع وأخوك واقف يحب في خطيبتك وأنت لسه هتبسبس….أسمع مني دي فرصه العمر اكتر حتى من المسابقه الي سبت خطيبتك في الكوشه بسببها..الناس بتمو.ت في الفضا.يح والخنا.قات وترنداتها..ده أنت هتفضل ترند سنه كامله…يالا دوووس..ماحدش بينفع حد. بالفعل تشجع محمود وتقدم منهما يضع كفه على يد زيدان التي لازالت تقبض على ذراع حوريه ثم قال: -هي مش قالت لك شيل أيدك؟ ايه هو بالعافية؟ أشتعلت الغيرة بقلب زيدان

وقال له: -أنت إيه الي جايبك هنا وايه الي مدخلك بينا أصلا؟ -نعم؟ شكلك ناسي إنها خطيبتي وكنا يومين وهنتجوز لولا أنك أستغليت الظروف وخط.فتها ليك …طمعت فيها لنفسك. حاول زيدان كظم غيظه وقال من بين أسنانه وهو يكرر قبضة يده: -خد بالك من كلامك يا محمود أنا مش عايز أتغابى عليك. -خد أنت بالك عشان دي خطيبتي وانطلقت منك عشان ترجعلي ولا إنت مش واخد بالك ولا إيه ولا أقولك أهي قدامك أهي ردي عليه يا حوريه وقولي له. احتدت عينا زيدان وقال: -مالكش دعوة بيها. -لأ ده أنا أكلمها زي ما أنا عايز أنت سامع ولا لاء. نظر

محمود لحوريه التي تقف بينهم تهتز بصمت وترتعش من الرعب وهتف بصوت عالي: -ردي عليه يا حورية قوليله أنتي مختارة مين أنا ولا هو؟ -محموووووود…أنا بحذرك لأخر مرة مش عايز أمد إيدي عليك احنا أخوات. -أيه يا حبيبي مش عايز تسمع الحقيقة وأني اول ما رجعت جريت تطلب الطلاق منك عشاني ولا تكونش مش واخد بالك مثلاً. نقحت على زيدان كرامته فهتف على الفور: -مش هي الي طلبت الطلاق أنا الي طلقتها من نفسي. نظرت له حوريه مصعوقه مما تفوه به وكأنه يتفاخر بأنه هو من فعل. وإجتاح زيدان الشعور بالندم الكبير عما تفوه به بسبب نظرتها التي لن ينساها

طوال حياته. لم يمهله محمود الفرصه لأي شيء وحاول إزاحة يده عن حوريه ب : -شيل إيدك عنها بقولك -لم نفسك يا محمود وماتدخلش بينا. لكن محمود لم يعتبر لحديثه وبادر بلكمه لكمه عنيفه جعلت زيدان يردها له دفاعاً عن نفسه وبدأت حوريه تضع يدها على أذنيها تصرخ بهلع شديد جعل أهالي الحي يجتمعون سريعاً من بينهم شداد وفردوس وأحدهم يسأل: -هو في أيه من بيتخانق. ليجيب أخر: -دول ولاد الحاج شداد….ماسكين في خناق بعض عشان حورية بنت الحاج سعيد الله يرحمه. زادت حدة المشاجرة ونزلت فردوس وشقيقتها فوزية مفزوعين على صوت العراك كذلك فردوس وزوجها شداد يحاول الفصل بين ولديه

ومعه صالح الذي لم يقدر على زيدان وبالخلفية يقف طارق يسجل في بث حي كل ما يحدث. فيما توقفت سيارة بيضاء وهبط منها شاب وسيم يرتدي ثياب أنيقه ومعه فتاه جميلة،يسند بذراعيه “رنا” بسبب هزال جسدها فصرخت فوزيه: -رنااااااا….بنتي… توقف العراك عم الصمت المكان وهرولت فوزيه تجاه ابنتها لتحتضنها لكنها سقطت معشي عليها بين ذراعي ذلك الوسيم وأحدهم يهتف مطالباً بطبيب في الحال….. يتبع……. الفصل الثاني والعشرون جلست ثريا على الكنبة تراقب وحيدتها وهي تفرك الأرض بقدميها جيئة وذهاباً ت كف يد بقبضة اليد الأخرى، تتميز غيطاً بينما ترددة بغل: -بردو بعد كل ده ولسه بيفكر فيها، ورايح يجري وراها

بردو، وأنا الي قولت طلقها بمزاجه وزبالها لكن لسه بردو باله فيها…أعمل إيه؟ أعمل إيه؟ تطلعت لوادتها التي تنظر لها بإستياء وصمت ثم هتفت: -ماتردي عليا يا ماما هو أنا بكلم نفسي -لا مش هرد وسبيني ساكته أحسن عشان لو رديت عليكي زي ما أنتي عايزه كلامي مش هيعجبك. تخصرت رشا في وقفتها وسألت : -ليه بقا ان شاء الله ؟! -عشان مش عاجبني الي بتعمليه، خلاص حلي في عينك فجأة ولا هي الكحة في إيد حوريه عجبه؟ ماهو ده زيدان الي أتقدم لك بدال المرة اتنين وكنتي ترفضي وتقولي لا يعني لا دلوقتي بقا عليه سكر؟! في إيه قليتي

قيمتنا ومخلينا في الطالعه والنازلة متربصين له على الباب عشان نوقفه وننكشه، عيب بقا وأختشي على دمك. ربعت رشا يديها حول صدرها وهتفت بعناد: -وفيها إيه؟ ماكنش عاجبني ودلوقتي عاجبني أنا حرة -وصاحبتك؟! -أنا وحورية عمرنا ما كنا صحاب هي اللي كانت تملي تناديني أقعد معاها وتقعد تحكي وتتحاكى عن سي محمود بتاعها وبعدين بدل ما تقوليّ كده فكري معايا في حل أنا الي بنتك مش هي. جفلت ثريا من حديث أبنتها ثم سألت: -يعني إنتي لسه مصممة على الي في دماغك لترد رشا بعزم: -أيوه ___________سوما العربي ________ جلس راموس على عرشه بشموخ يناقش قضية هامة جدا مع مجلس

وزراء المملكة وبحضور أنجا أفضى بهم هذا الإجتماع إلى بعض القرارات السياسية والاقتصادية الهامة جداً واكد المجلس أن ينتهي إلا أن الملك قدّ قال: -لقد قررت مد شبكات الاتصالات داخل المملكة صمت تام خيم على الجميع و وقفت أنجا مصدومة مما تسمع وقد شردت متذكرة يوماً ما عودة بالزمن للخلف قليلاً:- كانت على وشك الدخول لجناحها لولا ان لمحت تلك البيضاء وهي تسير بعجالة ناحية الغرفه الملكية بكامل زينتها التي لم تعتد المبالغه فيها كما فعلت وقتها مما حفز أنجا على تتبعها، بالتأكيد كل هذا التأنق يخفي خلفه طلب ما. فسارت تتجه لاحد الأركان الخاصه التي لا يعرفها سواها هي

و راموس بحكم صداقتهم و وصلت لنافذة صغيرة تظهر ما يجري في غرفة الملك فكان راموس يجلس على أريكته المفضله وبيده كالعادة ملف مهم يقرأه حتى دلف الحارس يخبره أنها على الباب تنتظر الأذن فسمح لها بذلك ودلفت تطل عليه وقد تزينت وتعطرت واقتربت تتهادى في خطواتها الخفيفة حتى دنت منه تسأل: -مساء الخير سقطت الورقة من يده لا إرادياً وقد فتنتنه هيئتها التي أججت رجولته وبحركه سريعه خط.فها لتجلس على قدميه ومالت رأسها وهو يميل عليها كذلك مقترباً. تأملها عن قرب بوله شديد وإعجاب وقد تملكه شعور رائع وهو يرى لمعة عينيها تلك . مرت يداه تسرح على طول

جزعها فأرتعشت بين ذراعيه ليضحك بخفة ثم قال: -يبدو أن صغيرتي لديها طلب مهم. رمشت بأهدابها تشعر بالحرج والغباء وهمست: -هل أنا مكشوفه لهذا القدر أم انك ذكي جداً وشديد الملاحظة. رفع إصبعيه أمام عينيها ثم أضاف: -ضيفي على ذلك أنني بت أحفظك زمت شفتيها كالاطفال تشعر بخيبة الأمل فقال: -هيّا أكملي صغيرتيً، لما توقفتي؟! -أكمل ماذا؟ -محاولة إغرائي لقد راق لي كثيراً. حاولت النهوض من حجره لكنه كان يحكمها بذراعيه وأح.ضانه التي بدأت تتخبط فيهم وهو يقهقه مردداً: -حتى ك يجعلك لذيذة قابله للعض والأكل. لا تعلم لما أبتسمت معجبه بضحكته التي أظهرت غمازتيه فرفعت أصبعها بتردد ونظرت له

كأنها تسأل هل لها أن تتجرأ وتفعل ليبتسم على فعلتها وليس على براءتها بل لأن شخصيتها ال يه الحديه المتهوره بدأت في التراجع، باتت تعلم أن هنالك حدود رسمة قوانين تحكم بعض الأمور، الملوك لهم طريقه خاصه في التعامل. فهم يده يسحب يدها بنفسه لتغرس أصبعها في إحدى غمازتيه فهمست : -وااااااو..حلوة قوي. ضحك بخفه ليعلم صدق قولها فهي ما ان تت أو تثور أو تندمج في إحساس صادق تتفوه بلهجتها التي بات يعلم عنها. مال بهدوء يخط.ف ق.بله حب جميله من شفتيها وهي منسابة بين ذراعيه تشعر بالخيبة بسبب تسرب شعور اللذه اليها ما ان يقترب منها…تباً أنها على وشك

التجاوب و لولا انه هو من رفع رأسه عنها لكانت تبادله آلان ..سحقاً نظر لها داخل عيناها و ابتسم بإنتشاء ثم أكمل: -ماذا تريد صغيرتي. حمحمت تحاول إستحضار صوتها المسلوب مع أنفاسها تتذكر ما جاءت من اجله بالأساس ثم همست: -أريد الإطمئنان على والدتي. -لكن المملكة لا يوجد بها شبكة اتصال صغيرتي سحبت نفسها من بين ذراعيه واعتدلت لتتحدث معه فلم يروقه وعبث بوجهه لكنها أكملت: -ولما ذلك؟ -إنها قوانين المملكة -لكن كيف تعيشون هكذا أنتم منعزلون عن العالم صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة: -هل

أتحدث إلى نفسي أم ماذا؟! أنا أحدثك -أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لكِ…تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير. -لكن التغير سنة الحياة. -العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات. -دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراً،وسيتصل شعبك بباقي العالم بدلاً من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطى،إلا يكفي نظام القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين؟! وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مردداً: -لا دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عالياً يهتف: -ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء؟

عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال: -من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة ، تلك هي أبسط حقوقه ، أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن. جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين، مازال يتذكرها، بل هو لم ينساها بعد. جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائياً وبدأت تسأل بضياع ما العمل؟ كيف تقضي على سحر تلك

القبطية ؟ ________سوما العربي________ عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم: -وسعوا يا جماعة للدكتور . ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعاً لذلك الشاب الذي لا يزال واقفاً وقال : -كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا …إلا إسم الكريم

إيه -مصطفى يا حاج -عاشت الأسامي،هو إيه الي حصل ؟ تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيراً: -ابداً أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل: -والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا. شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البال،فهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوز،لكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة. يقارن نفسه بذلك

الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته. جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه، يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها، أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها؟! واين كان عقله حقاً؟! غبي ….غبي…هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلاً: -متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه. نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت. وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادراً

مع شقيقته. مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت: -خير يا دكتور -خير ان شاءالله..هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل -حاضر يا دكتور أبتسم لها الطبيب إبتسامة جعلت زيدان يعتدل في وقفته بتحفز شديد فيما أكمل الطبيب: -ياريت يا أنسه حوريه تواظبي معاها على الادويه وده الكارت بتاعي

كلميني لو في أي تطورات. -حا.. كادت ان تجيب إلا ان ذلك الواقف هناك لم يستطع التحمل وتقدم لعندهم يخط.ف الكارت فنظرت له حوريه على الفور بحده ليرد عليها بنظرة قوية حاسمه ومن ثم خط.ف روشتة الدواء أيضاً ثم قال للطبيب: -شكراً تعبناك معانا أتفضل معايا. نظر له الطبيب بعدم رضا لكنه وكأنه آثر الصمت وتقدم ليخرج مع زيدان الذي ذهب يحضر الدواء ومن بعد محمود الذي ورده إتصال مجهول فغادر من فوره. نظرت حوريه حيث غادر زيدان ب في اللحظة التي خرجت فيها فوقية من غرفة ابنة شقيقتها فوجدت شداد وزوجته مازالا متوجدان فقالت ب : -منورين تبادل شداد مع

زوجته النظرات المتوترة ومسح على وجهه ثم قال بحلم: -تعالي اقعدي يا حاجة ست فوقية خلينا نتكلم -هنتكلم في ايه يا حاج شداد هو عاد في حاجة نتكلم فيها، اه صح…تكونش عايز تتكلم في العاركة الي كانت دايرة تحت ولا فضيحتكوا لبنتي الوحيدة؟ صمت شداد بحرج، فوقية سيدة شديدة وهو يعلم، قذفت الكلام في وجهه بلا موارة أو حرج وهو لا يملك ما يقوله فببساطة تلك هي الحقيقة. حاولت فردوس التدخل للتخفيف من الوضع وتقدمت تمسك بذراع حورية وهي تقول: -طب أقعدوا بس يا جماعة نتكلم، تعالي أقعدي جنبي يا مراتٍ أبني. نجحت فردوس في إحراج حورية ولم تستطع الاعتراض

وكادت أن تجلس لولا صوت والدتها الرافض : -مابقتش مراتٍ ابنك ياست فردوس، خلاص فضناها. -فضناها إزاي بقا؟ هو خراب البيوت بالساهل؟ -ست فردوس…كانت خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات خلاص خصوصاً بعد الي حصل من شويه، أنا بنتي مش لعبة في إيد عيالكم. ثم نظرت لحورية وقالت بحسم: -أدخلي يا حوريه أعملي شاي لعمك الحاج ومراته خليهم ياخدوا واجبهم. هز شداد رأسه يفهم مغزى كلامها ووقف قائلاً: -لا ماتتعبوش نفسكم واجبكم وصل …يالا يا حاجه…سلام عليكم. امتثلت فردوس لأمر زوجها وغادرت معه وحوريه تقف مبهورة فأخيراً اتخذت والدتها موقف معها بينما ذهبت فوقيه تغلق الباب خلفهما وإستدارت تنظر لإبنتها الصامته ثم

قالت: -مالك؟ زعلانه من الي حصل؟ ماعلش. -لا أنا بس اتفاجئت من رد فعلك وطريقة كلامك معاهم. تقدمت فوقية تربط على كتف إبنتها ثم قالت: -أيوه شوفتي…شديت لك عليهم جامد أهو…كان لازم اعمل كده عشان يعملوا لنا ألف حساب عشان لما نقعد للصلح يوافقوا على كل شروطنا. أتسعت عيناً حوريه …وهي التي ظنت أن والدتها قد تغيرت خصوصاً بعد حديثها معها فرددت ببهوت: -يا نهار أبيض -جرى ايه يابت..امال هتسيبي بيتك يتخرب؟ لم تتحدث معها حوريه ولن تجادلها هكذا عاهدت نفسها…انسحبت بصمت تلقي نظرة على رنا العافية في غرفتها وفوزية تجلس لجوارها تحرصها يبدو أنها لن تبرح مكانها حتى تفيق

إبنتها. فجلست لجوارها تمسد على كتفها وبعد دقائق ارتفع صوت جرس الباب فخرجت مستغربة لما لم تفتح والدتها ….يبدو أنها ذهبت لشقتهم. فتقدمت تفتح هي الباب لتجد نفسها في مواجهة زيدان وحدهما الذي ما أن رأها حتى أصبحت قبض على ذراعها ودفعها للداخل يدخل معها هو الآخر ويغلق الباب بقدمه مردداً: -الي حصل من شويه لو أتكرر تاني هعلقك سامعه ولا لأ. -هو ايه الي حصل من شويه وبتكلمني كده ليه أصلاً؟ -نعم ياختي؟بتقولي ايه ماسمعتش؟! بكلمك كده ليه؟ أنا أكلمك زي ما أنا عايز…فوقي لافوقك…أنا زيدان….هتخيبي ولا إيه. إستفزتها طريقته في الحديث وحاولت نفض يدها من ذراعه لم تنجح

لكن المحاولة في حد ذاتها استفزته فقال: -أتظبطي أحسنلك يا حوريه..أنا قولت أهو. نظرت له بصمت تسأل لما قد تصمت له وأين تلك الشخصية الجديدة التي أقنعت نفسها أنها أصبحت تمتلكها وهي مازالت تخشى مجابهته..قررت إختبار قوتها وتجلدت ثم قالت بقوة متوسطة مبدئية: -أنت الي تتظبط وأنت بتتكلم معايا …أنا ماسمحش لحد يعدي حدوده معايا. اتسع بؤبؤ عينا زيدان من تلك الحوريه التي تحدثه الآن وردد: -الله…حلو ده…أنا بقيت حد. -شيل إيدك عني….وخلي بالك الي حصل تحت ده مش هيعدي على خير وهتتحاسبوا كلكوا عليه الي نجدكوا حالياً هو رجوع رنا وتعبها بس الحساب يجمع يا زيدان. -أنتي بتحاسبيني على

ايه؟ أنا ليه هشيل ذنب محمود وتصرفاته وغلطه؟أنا كنت جاي أتكلم معاكي عشان نتصافى زي أي واحد ومراته هو اللي أتدخل هحاسب أنا على مشاريبه ليه هو محمود ده أتب فوق ضهري؟!!! تركت كل حديثه ،لا يعنيها هي فقط علقت : -نعم؟! واحد ومراته؟ ده الي هو ازاي يا معلم احنا إطلقنا خلاص. -ممكن أردك أي وقت إنتي بس قولي اه وإنك عايزاني مش مغصوبه عليا. ها حديثه ماذا يظن هو: -ترد مين؟ مش تعرف دينك الأول وبعدين نتكلم أنا لسه بنت بنوت يعني ماليش عده. -أعرفي أنتي دينك… التمتعت عيناه واقترب منها يحتجزها بين جسده والحائط ثم تحدث من

بين أنفاسه السخينة وقد إرتفعت يراه تداعب وجنتها: -أنا إختليت بيكي ولا ناسيه؟ مرت عيناه عليها برضا وهو يستشعر أنه مازال يملك تأثير عليها حين شعر بإرتجافها وتوترها بين ذراعيه فأكمل: -لو أنتي نسيتي أنا مش بقدر أنسى ولسه فاكرك وأنتي ف ي كأننا لسه مولودين. هم ليقطف ق.بله منها لكن رنين الجرس أنقذها و أوقفه ففرت من تحت ذراعيه تتمسك بالباب تفتحه كأنه درع حمايتها فهرول خلفها ليوقفها ويلتقط قبلته التي يتطلبها بجنون لكنها أستنجدت بالباب وفتحته لتردعه. وبالفعل أرتدع وهو يرى فوقية هي من تقف على الباب تحمل صينيه طعام كبيرة وتنتظر له بنزق مردده: -زيدان..هييئ حماتك بتحبك تعالى

أتغدى معانا. نظر لحورية نظرة خاصه جداً ثم قال: -شكراً ..أنا جبت الدوا -كتر خيرك …ما تتفضل معانا. علم أنها تطرده بالذوق فصان الباقي من كرامته و غادر على الفور فألتفت فوقية لأبنتها تقول: -شوفتي طردته هو كمان أهو..عشان تعرفي ان أمك هتجيب لك حقك..بسويهم لك على الجنبين اهو كلهم. ناظرتها حوريه بصمت…لا تملك أي كلام هي فقط اقتربت تجلس على أقرب كرسي تحاول السيطرة على مشاعرها التي هزها ما ذكرها بيوم خلوتهما معاً الذي يراودها كل يوم تشعر أنه قد حدث منذ دقائق فقط وليس أيام. __________سوما العربي________ صباح يوم جديد دلفت حورية لمقر عملها الجديد تحاول التأقلم نظرت

لذلك الشاب السمج بتحدِ ثم دلفت تجلس على مكتبها. نظر لها بسخريه وإستخفاف ثم قال: -حورية..مش معقول كل ده تأخير ههههههه تشكلت على فمه إبتسامة خبيثه وهو يراها محرجه أمام مديرها ليزيد العيار مردداً: -وياترى بقا على التأخير ده كله خلصتي الشيت المطلوب منك من أول إمبارح ههههههههه عبثت بوجهها ورددت : -هؤ ايه الي هههههه؟! ايه الي بيضحك في الي بتقولوا مش فاهمه؟! واه ياسيدي خلصت الشيت أصل أنا شاطرة قوي وبتعلم بسرعه ربنا يخلي لنا يوتيوب وبعدين يعني لما أتأخر الصبح عشان المواصلات احسن من اللي لابد في كافتيريا يشرب كوفي ولا أنت ايه رأيك. نفذت كل ما

أقترحته عليها وفاء وعلى مايبدو أنها قد نجحت، إضجعت على كرسي مكتبها بإنتشاء وهي ترى مصطفى زميلها يتحاشى النظر اليها فرددت داخلها(وأخيراً هعرف أبقى بت كيادة ده طلع إحساس حلو قوي) في مكتب عاصم جلس خلف مكتبه يراجع الموازنة الجديدة للشركة بحيرة وتعب وإرهاق قلب عيناه مجهداً وهو يستمع لصوتها المزعج يردد: -واحد قهوة مانو لمديرنا الي مسيطنا ومسيطر مسح على وجهه وقال بإجهاد: -شششش أسكتي شويه أنتي ايه يا بنتي -جرى ايه مالك بس يا جميل…اللامور مش ماشي حلو ولا ايه جعد عاصم مابين حاجبيه وسال: -لامور ايه؟ -يعني الحب ..اللاڤ العشق . -حب ايه وعشق ايه سبيني في

حالي واطلعي برا يالا -لأ لا لا…أنا كده اتوغوشت عليك …مالك يا كبير حد علم عليك؟ إنسحبت في دخلة المريوطية ولا أيه وضع عاصم كفيه على رأسه وصرخ: -خلااااص كفاية صدعت أختفت الابتسامة من على وجهها وانمحى الحماس المعهود عنها فألتفت تغادر بصمت، أنب نفسه على فعلته وقال ببعض اللين: -أستني حقك عليا عادت تنظر له فقال : -عندنا مشكلة في الشغل الميزانية ولازم أقفلها النهاردة قبل ١٢بالليل ولحد دلوقتي مش لاقي حل. نظرت له بطرف عينها وهي لم تسامحه بعد ثم تقدمت تقول: -فسح كده شويه -نعم؟! -فسح إتاخر خليني أشوف يمكن أساعدك ضحك ساخراً ثم قال: -تساعديني…بس يا

ماما وروحي اعملي لي قهوة بدل الي بردت دي سحبت نفس عميق تتفهم إهانته ثم تقدمت تضغط بأناملها تعيد ترتيب الأرقام في بعض الخانات وتعدل خانات أخرى وكلما فعلت خطوة وصححت نتيجة كانت عينا عاصم تتسع بإنبهار حتى أطمئن نسبياً وأفسح لها المجال كما طلبت وألتقط قهوته يرتشفها وهو يتابع ما تفعله حتى انتهت من موازنة قسم كامل بنتيجة صحيحة ثم رفعت رأسها له بفخر تسأل: -همممم…أيه رأيك -طب ازاي؟!!! قوليلي أزاي؟!! المفروض انك بتاعت قهوة ونسكافيه. -أنا خريجة تجارة أصلا ولحد قبل ما أجي شركتك بيوم كنت بشتغل في مكتب محاسبة -وايه الي يخليكي تشتغلي في البوفيه وأنتي أصلا

شغاله شغلانه أحسن. -لأن شغلانة البوفيه هنا مرتبها أحسن من شغلانة المحاسبه في شركة في شقه صغيره في وسط البلد…ده كنت بدفع المرتب يادوب مواصلات وقطار. ذم شفتيه يردد: -لأ بس أنتي شاطرة بجد -تشكر …سلام بقا همت لتتحرك فهتف بلهفه: -خدي يابت استني -بت امًا تبتك ما تلم نفسك -تعالي اقعدي هنا كملي الموازنة -مقابل؟ -أنتي يا بنتي مافيش حاجة بتعمليها لوجه الله -بجهز قولت لك -ايه لسه ماجبتيش التلاجه أم حنافية؟! أبتسمت ببلاهه وسعاده حقيقية ترد: -لأ جبتها…تحفه..تحفة لكن عادت تعبس من جديد وقالت: بس محتاجة أجيب أير فرير -الي بيقلي من غير زيت ده مش كده -هو

سحب نفس عميق ينظر لها بيأس ثم قال: -هديكي الي أنتي عايزاه بس تعالي نكمل -ماشي. __________سوما العربي________ تقدمت أنجا تسير بمحازة الوزير الأعظم وهي تسأل بإستنكار: -ماذا يعني حديثك؟ -حديثي واضح سيدة أنجا؟ ماذا جرى لكي لقد كنتي مثال للنباهه والفطنه ولا اعلم سبب إستنكارك وقد سمعتي الملك وهو يقر بنفسه منع عادات وئد الفتيات في كل القبائل وسن قوانين تحافظ على حقوق المرأة في جميع أنحاء المملكة. جزت على أسنانها بغيظ مردده: -ظننت انه حديث مقترح أو مجرد حالة خاصه ستطبق على تلك الفتاة صاحبة الحادث لم أكن أظن ان الأمر قد يصل لسن قوانين…إنها تلك الل.عنه التي

ads
1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock