ad general
منوعات

بومبي… مدينة المتعة والفجور التي جمدها البركان في لحظة واحدة

ads

“في شوارعها كان كل شيء مباحًا…
الضحكات تعلو، الخمر ينساب في الكؤوس، والجداريات لا تخجل من عرض أكثر المشاهد جرأة. هنا، في بومبي، لم تكن الشهوات خفية ولا الخطايا سرًا، بل كانت جزءًا من الحياة اليومية. لكن في يوم مشؤوم من صيف عام 79 ميلادي، قرر جبل فيزوف أن يطوي هذه الحكاية تحت أطنان الرماد، ليحفظها لنا كصفحة من التاريخ لا مثيل لها.”**


حياة بلا قيود

كانت بومبي في ظل الإمبراطورية الرومانية مدينة ثرية وساحلية يقصدها التجار والنبلاء وحتى السائحون من روما. وسط الأسواق الفاخرة والمعابد الضخمة، ازدهرت حياة ليلية صاخبة، وبرزت أماكن اللهو كجزء أساسي من هوية المدينة.


بيوت الدعارة المعلنة

عند التنقيب في بومبي، اكتُشف أكبر بيت دعارة روماني معروف حتى اليوم، يُسمى لوبانار. كان يتكون من عدة غرف صغيرة، في كل منها سرير حجري مغطى بالقماش أو الفرو، وعلى جدرانه جداريات إباحية صريحة توضح أنواع الخدمات التي تقدم.

اللافت أن الدعارة لم تكن سرية في بومبي، بل كانت نشاطًا مرخّصًا ومعلنًا، تُمارس في وضح النهار، ويديره ملاك معروفون، حتى أن بعض النقوش على الجدران كانت إعلانات لخدمات النساء بأسمائهن وأسعارهن.


فن الإغراء على الجدران

الرسوم والجداريات في بومبي كانت تعكس انفتاحًا جنسيًا غير مسبوق. من لوحات جدارية في المنازل، إلى فسيفساء في الحمامات العامة، وحتى رسومات على أبواب الحانات، كان الجنس يُعرض بلا أي رقابة.

ads

المجون في الحياة اليومية

لم يكن الأمر مقتصرًا على بيوت الدعارة، بل كان جزءًا من ثقافة الترفيه:

  • الحانات كانت تقدم الخمر بلا حدود وتوفر غرفًا خاصة للقاءات السرية.
  • المهرجانات والاحتفالات كانت تتضمن طقوسًا وثنية ذات طابع جنسي.
  • الساحات العامة شهدت عروضًا ومسرحيات ذات إيحاءات مباشرة.

النهاية المفاجئة

في 24 أغسطس عام 79 ميلادي، هز انفجار بركان فيزوف السماء، لتتساقط سحب الرماد والغازات السامة على المدينة. في غضون ساعات، اختفى كل شيء تحت أكثر من 6 أمتار من الرماد البركاني، وكأن الزمن أوقف المشهد الأخير من حياة بومبي الصاخبة.


بومبي اليوم… عبرة من الماضي

بعد 1700 عام، عندما بدأت الحفريات، صُدم العالم بما وجده: مدينة متجمدة بكل تفاصيلها، من الخبز الذي لم يُستكمل خبزه إلى الجدارية الجريئة على جدار بيت الدعارة. أصبحت بومبي اليوم رمزًا لترف الرومان وانحلالهم، وأيضًا شاهدًا على أن الكوارث لا تفرق بين غني وفقير، ولا بين من يعيش حياة الفضيلة أو الفجور.


“بومبي لم تمت حقًا… فقصتها ما زالت تُروى، وصورها ما زالت تثير الدهشة. لكنها تذكرنا دائمًا أن كل متعة بلا حدود، قد تُدفن في لحظة واحدة تحت رماد القدر.”

ads

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock