ad general
منوعات

مديحة كامل وابنتها مريهان الريس: حكاية فنانة تركت الفن من أجل الإيمان والأمومة

ads

عندما نتحدث عن نجمات السينما في السبعينيات والثمانينيات، لا يمكن أن نغفل اسم مديحة كامل، تلك المرأة ذات الجمال الأخّاذ والحضور الطاغي، التي أسرَت قلوب المشاهدين بأدوارها المتنوعة بين الدراما والرومانسية والإثارة. ولكن ما يميز قصة حياتها ليس فقط النجاح الفني، بل التحوّل الجذري الذي شهدته حياتها، والذي كان لابنتها مريهان الريس دور كبير فيه. إنها حكاية إنسانة تركت أضواء الشهرة لتعيش في ظل الإيمان، وتصبح أماً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


البدايات الفنية والنجاح الساحق

وُلدت مديحة كامل عام 1948 في مدينة الإسكندرية، وانتقلت إلى القاهرة في شبابها حيث التحقت بكلية الآداب في جامعة القاهرة. خلال دراستها، بدأت خطواتها الأولى في عالم الفن عبر أدوار صغيرة، قبل أن تحصل على فرصة البطولة في أفلام لامست قلوب الجمهور.
قدّمت أعمالاً أصبحت أيقونية في السينما المصرية مثل “الصعود إلى الهاوية” و**”شوارع من نار”**، وجسدت شخصيات المرأة الجميلة القوية والمثيرة في وقت واحد. كانت في قمة مجدها، لكن حياتها الشخصية كانت تحمل وجهًا آخر أكثر هدوءًا وعمقًا.


الأمومة في حياة مديحة كامل

مديحة تزوجت في بداية حياتها من رجل الأعمال محمود الريس، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة مريهان الريس، التي أصبحت محور حياتها. وعلى الرغم من انشغالها في عالم الفن، كانت مديحة حريصة على أن تمنح ابنتها الوقت والرعاية، وكانت تصحبها أحيانًا في مواقع التصوير وتحرص على إبعادها عن الأجواء السلبية المحيطة بالمجال الفني.


التحول الكبير وارتداء الحجاب

في منتصف التسعينيات، فاجأت مديحة كامل الوسط الفني بإعلان اعتزالها وارتدائها الحجاب. تقول بعض المصادر إن ابنتها مريهان كانت من أبرز الداعمين لهذا القرار، بل وشجعتها على المضي في طريق الإيمان.
وقد صرّحت مريهان لاحقًا أن والدتها كانت تبحث عن الطمأنينة الداخلية، وأن الحجاب لم يكن قرارًا عاطفيًا لحظيًا، بل نتيجة رحلة طويلة من التفكير والاقتراب من الدين.


علاقة مديحة بابنتها بعد الاعتزال

بعد الاعتزال، كرّست مديحة كامل وقتها بالكامل لابنتها وأسرتها. كانت تحرص على تربيتها تربية دينية، وتتابع دراستها ونجاحها الأكاديمي. وكانت مريهان تشعر بالفخر الشديد بوالدتها، ليس فقط لجمالها وشهرتها السابقة، بل لقوة إرادتها في التخلي عن المجد الفني من أجل القيم والمبادئ التي آمنت بها.

ads

الرحيل المؤلم

في 13 يناير 1997، رحلت مديحة كامل عن عمر 48 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا كبيرًا وذكرى طيبة في قلوب جمهورها. بالنسبة لابنتها مريهان، كان فقدان الأم صعبًا للغاية، لكنها ظلت تتحدث عنها بكل حب واحترام، مؤكدة أن ما تركته لها من مبادئ وأخلاق كان أغلى من أي ميراث مادي.


إرث مديحة كامل في عيون ابنتها

حتى اليوم، تحرص مريهان الريس على إبقاء ذكرى والدتها حيّة، سواء عبر الصور النادرة أو من خلال سرد المواقف التي عاشتها معها. وتؤكد دائمًا أن والدتها كانت إنسانة قبل أن تكون فنانة، وأنها تعلمت منها أن الشهرة لا تساوي شيئًا أمام راحة الضمير ورضا الله.


الخلاصة:
قصة مديحة كامل مع ابنتها مريهان الريس ليست مجرد حكاية عن فنانة ووريثتها، بل درس عن معنى التضحية، وعن قدرة الأم على أن تغيّر مسار حياتها بالكامل من أجل أسرتها وقيمها. إنها قصة امرأة أحبها الملايين على الشاشة، لكنها أحبت الله وأسرتها أكثر.

ads

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock