
رواية شيقه بقلم سوما العربى جزء أول
ودلفت بها على طبخ. ريب في وضوع وما أثار زيدان هو ملاحظته لتلك الراحة التي أكتنفته بعدما أستمع لردها، لقد ضبط نفسه متلبساً وهو يسحب نفس عميق مرتاح. قليلاً و ولج لغرفة الأطفال سريعاً يلقي بنفسه على الفراش يحاول النوم كي يتهرب من مواجهة نفسه. لكن عبثاً فقد أستغرق في النوم وعلى شفتيه إبتسامة سعيده. ___________________________ جلس على عرشة يتصنع القراءة في بعض الأوراق الخاصة بشؤن الديوان يمثل الإنشغال وعدم الإهتمام بحديث الطبيب الذي أخذ يردد: -صحتها ليست بالجيدة لكن مع الأدوية ونظام غذائي جيد ربما ستصبح بخير ، لكن هي قوتها الجسمانية ليست بالجيدة من الأساس سيدي
زم راموس شفتيه يتصنع الترفع وقال: -همم.. جيد..قدم لها طلوب… يمكنك أن تغادر الآن انحنى الطبيب ثم قال: -أمرك سيدي. ثم تحرك يترك كان ودلفت من بعده أنچا تنحني باحترام: -مولاي أبتسم لها مردداً: -تعالي أنچا. تقدمت لعنده فقال: – لكة ديولا على وشك الوصول للمملكة أرجو أن تشرفي على مراسم إستقبالاها. ابتسمت أنچا ثم قالت: -رائع جداً مولاي ، مر وقت لم تأتي فيه لكة لعندنا، أظن أنه توقيت مناسب . -نعم أنچا لقد سعدت كثيراً بذلك الخبر، أشتقت لها كثيراً… أريد منكم تحضير حفل كبير ورائع فأنتي تعرفين ديولا تهوى وسيقى والرقص. – أعلم مولاي. صمتت قليلاً تتطلع على
ملامح وجهه بتدقيق ثم قالت بخبث: -لقد أرهق مولاي اليوم كثيراً وتأخر الوقت، أرى أن يسمح لي مولاي بتحضير ليله رائعه تنسيه تعب اليوم. صمت راموس وعينه لم ترتفع من على الأوراق لكنه أغمض عيناه بقوه كأنه يكافح إحساس قوي هاجمه ثم سحب نفس عميق ، رفع وجهه ينظر لأنچا وقال بصوت بدى وكأنه يتحدى ذلك الإحساس حين قال: -موافق. أتسعت عينا أنچا بتفاجئ لكنها حنت رأسها وقالت : -أمر مولاي. ثم تحركت مغادرة على الفور بينما راموس يتنهد بتعب وحاول بعدها التركيز فيما بين يديه. في الحرملك جلست سوتي بجوار رنا تعطيها الدواء الذي تناولته رنا بهدوء وأخذت بعده
اء فقالت سوتي: – عارفه يا رنا.. أنتي جميله جداً. نظرت لها رنا مبتسمه ثم قالت: -شكراً وأنتي كمان. زمت سوتي شفيتها بإمتنان لتلك جاملة ثم قالت: -ليس بمقدار جمالك وليس لكونك بيضاء البشرة الأمر يفوق ذلك، جمالك بالفعل رائع يا رنا، خسارة أن يضيع في الخدمة بغرف الحرملك…لا أعلم لما تستغلي الفرص، لك راموس بجلال قدره مهتم لأجلك. زجرتها رنا بعينها وقالت: – وأنتي بتتكلمي معايا كلميني م ي. شهقت سوتي ب وقالت: -رنا… خدي بالك و بلاش تاني تقولي أنك م يه لو عايزه تعيشي هنا من غير بهدلة. -نعم؟ شكلك جرى لمخك حاجة ماقولش ليه؟ -اسمعي نصيحتي أنا خايفه
عليكي خلي أيامك هنا تعدي على خير. -ده على أساس اني هفضل هنا.. أسمعي يا سوتي أنا يا هنجح في إني أهرب من هنا أو همـ,ـوت وأنا بهرب بردو…ريحي نفسك. نظرت سوتي أرضاً وقالت: – وليه كل البهدله دي لما ممكن تهربي بيخت فخم عليه حراسة ليكي. انتبهت لها رنا تسأ بلهفة: -إزاي.. أيدي على كتفك. -مش على كتفي أنا…على كتف لك راموس.. سبيه يقرب منك ويطمن لك ساعتها كل حاجه هتتغير و همة ستحيلة هتبقى سهله وممكنه. -لكن ده عايز يحولني لجارية.. يعني عبدة ويغير أسمي و… قاطعتها سوتي تردد: -وعندك ده هيمنع أنك جارية… جدودك يين ماسبوش موقف ماقالوش
عنه مثل وفي مثل عندكم بيقول ”لما تبقى الريح عاليه طاطي لها” ومثل تاني بيقول ” لو ليك حاجه عند الكلب قوله يا سيدي” ومثل تالت بيقول” اتمسكن لحد ما تتمكن” أمال لو ماكنتيش م ية هو أنا إلي هقولك. صمتت رنا مفكرة في حديث سوتي فالتمرد والعناد لم يجلب لها سوى السجن و رض. وبعد فترة وقفت فقالت سوتي: -رايحه فين؟ -هقابل لك. ____________________________ في القاهرة.. مساءً خرج زيدان من غرفته يتمطأ بتعب يشعر أن كل عظام ظهره ممزقه ينظر على الشقه بأستغراب يسأل أين هو؟ أخذ الأمر منه أكثر من ثانية حتى أستوعب الوضع الجديد، لا يعلم لما تسلل له
ذلك الشعور بالألفه و الراحله هو يرى أنوار الشقة كلها مطفئة هادئة لا ينيرها إلا الضوء الصادر عن التلفاز وأمامه على الأريكة آلتي أختار كل تفاصيلها بنفسه تجلس فتاة في قمة الحسن والروعة يجد نفسه كلما نظر لها يردد بهمس” بسم الله ماشاء الله ” تتسلل تلك الهمسة بإحساس خبيث لأذن تلك الحورية ثم لصدرها ومنها لشفتيها تجعلها تبتسم رغماً عنها وتداري إبتسامتها تتصنع أنها لم تسمع ما قال وتسأل نفسها أكلما رآها سيردد نفس الجمله؟ لكنه شعور رائع على الإطلاق هي تقر بذلك. بما أنها تصنعت عدم السمع ستتصنع عدم ملاحظتها له فتقدم منها يقول: -أنتي صاحية ؟ رفعت
أنظارها له ثم قالت -أيوة، مش جايلي نوم -عشان مغيرة مكانك بس. تقدم يجلس لجوراها على نفس الأريكة يسأل: -هممك بتتفرجي على إيه؟ -بحب سعاد حسني قوي. – ومين مايحبش سعاد حسني. إلتفت تنظر له مبتسمه، على ما يبدو أنه رائع،عصفور كان يخسر منها كلما رأها تشاهد فيلم عربي وقديم أيضاً على عكس زيدان الذي جلس يشاركها الرأي و الإهتمامات فقالت: -حلوة مش كده؟ – أيوة، مافيش حد زيها، جمالها فريد، زيك كده. أتسعت عيناها منبهره من حديثه فاكمل مسحور من قربها: -أنتي حلوة قوي يا حورية……. ♥️ #رواية_فراشة_في_جزيرة_الذهب #الفصل_السابع #سوما_العربي تقدمت بخطى سريعه تخرج من غرفة الفتيات في الحرملك،
وقفت محتارة، لم تحفظ طرق ودهاليز الق بعد. تقدم منها أحد الرجال يلبس زي ليس برجالي ولا نسائي خليط بين هذا وذاك حتى صوته لم يكن خشن كفايه حين قال: -هااااي.. أنتي لما تقفين هكذا؟ كيف خرجتي من الأساس؟ -أريد مقابلة لك. نظر لها وضحك ساخراً ثم قال: -هههههاااي.. وقررتي ذلك وحدك وتعتقدين إنه مباح وبالإمكان؟! ياليكي من مسكينه… بالتأكيد أنتي حديثة العهد هنا . نظر لها نظرة شمولية ثم قال: -همممم دعيني أخمن من أين أنتي، دول شمال شرق أسيا أم أمريكا وكندا، أم اوروبا لكنها بعيدة عن حدود مملكتنا…عامة ليكن بمعلومك جمالك هذا ولون بشرتك لا يشفع لك،
كوني مهذبة و مطيعه وأعرفي القوانين، الق هنا له قواعد لا تكسر خصوصاً الحرملك. أقترب منها هامساً: -فهو تحت إمرة السيدة أنچا وهي سيدة حادة الطباع مزاجيه، قريبه جداً من لك تقريباً لا يرفض لها طلب ولها سيادة واسعه جال. ثم أبتعد عنها وكأنه قد أنتبه للتو على حاله وهتف: – ماذا تقولين أنتي..كفي عن الثرثرة هيا تحركي…هيا. وقفت مبهوته تنظر له بإستغراب وردت: -أنت من كان يتحدث وليس أنا. -هااي أنتي..كفي عن الثرثرة قولت لكي وتحركي أمامي للداخل يبدو أنكي بحاجه إلى تعليم وتهذيب وإصلاح. زمجرت رنا برفض وقالت: -لكني أريد مقابلة لك والآن. أحتدم النقاش بينهما فتقدمت سوتي
تنتشلها من هذا ال اع وتسحبها معها بينما تردد: -معذرة منك يا “جوتشا” الفتاة مستجدة هنا ولا تعلم القوانين. -علميها إذا وأنصحيها أن تكون مهذبة هاااا…هيا تحركا من أمامي. خ فيهم فترحت سوتي تجر رنا معها مرددة: -تعاالي هنا.. أنتي فاكرها سايبه.. عايزه أشوف لك يبقى هتشوفيه. صمتت ثواني تحاول أن تفهم رنا حيث قالت: -رنا حاولي تفهمي وتستوعبي أنك بتتعاملي مع ملك، ملك بجد بحق وحقيقي من إلي بتشوفيهم في مقابلات الريس بتاعكم ده مش شيخ الحاره عندكم ولا العمدة، ده حتى دول بيبقى لازم معاد سابق.. أهدي وأعقلي. نظرت رنا أرضاً وقالت بنبرة ملئها اليأس: -طب أعمل ايه مش
قولتي الحل عنده. – أيوه قولت تقربي منه وتتكلمي معاه بس أكيد مش بمزاجك و على هواكي كده. تنهدت سوتي وقالت متحسرة: -هقول إيه.. ماكنتي في أوضته وبسريرة شخصياً ودي حاجه عمرها ما حصلت، مافيش جاريه بيطلع عليها صبح عنده. شهقت رنا تردد ب : -ايه بي هم؟ -بي هم إيه أنتي كمان، هو بس بيزهق منهم فبيطردهم إلا أنتي بس هقول إيه… أنتي تيجي دلوقتي جوا ونبقي هادية و عاقلة أحسن. سحبت رنا معها للداخل وهي مستمره في الحديث و النصيحه: -لازم تتعلمي تهدي وتطولي بالك..الصبر بيهد جبال مش انتو إلي بتقولوا كده بردو. ساعدتها كي تجلس مكملة حديثها : -مشكلتك يا
رنا هي أنك نمرودة وعنيدة ومستعجله على كل حاجه وهنا في الق الحياة صعبه محتاجه الصبر والحكمة وطولت البال وإلا هتبقي صيد سهل لأصغر خادم هنا، عشان كده اقعدي واهدي. لم تعجب رنا بالحديث وقالت: -هو أنا لسه هستنى، بقولك عايزة أرجع م . -ششششش..وطي صوتك. تلفتت سوتي يمينا و يساراً ثم قالت: -رنا أنتي بجد من كل عقلك مفكرة أنك ممكن ترجعي بلدك خلال أيام؟ -نعم؟ أمال إيه طب أسبوع مثلاً؟ -أسبوع؟ أنتي بجد حالتك صعبه… أنا لازم أقوم دلوقتي وزي ما نصحتك كوني عاقلة وأستني الفرصه بلاش تهور..تمام؟ هزت رأسها بصمت فيما غادرت سوتي لتباشر باقي أعمالها متأكدة أن
رنا تعلمت الدرس أخيراً. جلست رنا تفكر في حديث سوتي ربما من الأفضل أن تتحلى بالصبر وإن لم يكن بينهما عمار فلتحاول على الأقل أن تتعلمه…..نعم يجب أن تفعل. بعد عدة دقائق -سيبني بقولك… بلغ لك إني عايزة أقابله. كان هذا صوت رنا تقف محتجزة عند باب غرفة لك وقد منعها الحجاب من الدخول بالقوة وقال أحدهم: – الدخول للملك لا يحدث إلا بأذن منه. -أخبره إذا أنني أريد الحديث معه. -لا يمكن … لا أستطيع لك الآن في حفل خاص به..تلك هي القوانين ..عودي لمهج الحريم أفضل لكي. ثم نادى بأعلى صوته: -أنكي…أنكي.. تعالي خذيها من هنا. تقدمت أنكي
سريعاً ومعها بعض الفتيات يرتدين ملابس مزرقشه جميلة وملفته، شعرهم مصفف بعناية ورائحتم فواحة، ينظرن على رنا بإستعلاء وشماته، بالطبع وصل لمسامعهم حكاية الفتاة البيضاء التي أظهر لك إهتمام ناحيتها لكنه لفظها الآن وهن من سيدخلن لعنده… كل واحدة منهن كانت تفكر أنها بالتأكيد ستحظى بلفت نظر لك مستخدمة حسنها وغنجها علاوة على الأدب والعلام فهي ليست متمردة كتلك البيضاء التي لم تنحني للملك وأظهرت عدم تأدبها وت فت بطيش..على عكس كل واحدة منهن. وتقدمت انكي تقول ب منها: – كيف أتيتي لهنا؟وكيف خرجتي من الحرملك دون إذن حتى؟ -أريد مقابلة لك. -ماذا؟ هل جننتي ؟ من كل عقلك تعتقدين أنه
يمكنك رؤية لك متى وأينما شئتي… الآن عودي للحرملك حسابك معي طويل. لكن رنا لم تستمع لحديث انكي وظلت على عنادها الذي زاد مع نظرات التعالي و الإنتصار من الفتيات وقالت: -لن أتحرك من هنا، اخبري لك إني أريد رؤيته بتالتأكيد سيوافق. نظرت لها أنكي ب ثم أشارت للحاجب برأسها، هز رأسه لها وكأنه فهم عليها ودق باب غرفة لك ثم دلف واغلقه خلفه. وظلت حرب النظرات بين رنا وأنكي والفتيات مستمرة، رنا بقرارة نفسها كانت تشعر بالأنتصار حتى قبل خروج الحاجب، كانت على يقين أنه سيسمح لها بالدخول. وبتلك اللحظة فتح الباب وخرج الحاجب ليظهر لك راموس ولجواره أنچا
وقد استوى في مقعده يجلس وهو ينظر لرنا بطرف عينه بأنتصار، كأنه إنتصار على تمردها بعينه لمعة سعادة أنها قد جاءت هي إليه الآن وهو من رفضها. وقال الحاجب: -رفض لك دخولك . ثم نظر للجواري وقال: -أنتن..أدخلن هيا. بهت وجه رنا ونظرت على راموس الذي أبتسم بظفر ثم اشاح عيناه عنها بإستكبار . وتقدمت الجواري يخبطن كتف رنا وهن يلجن للداخل كأنهن يتعمدن إهانتها ثم أغلق الباب. وبقت وحدها أمام الحجاب تحترق من الغيظ و ال . فتحركت بهوجائية تحاه الحرملك وما أن قابلت سوتي حتى خت في وجهها: -أبوكوا لابو إلي جابكوا كلكوا. تقدمت سوتي بزعر تسأل: -ايه ده
أنتي كنتي فين وعملتي إيه ؟ ارتمت رنا تجلس بغيظ مرددة: -أنا يبصلي في نن عيني ويرفض يدخلني.. إبن الكلاااب. أتسعت عينا سوتي هي ت جبهتها مرددة: -هما دوا العقل و الحكمه إلي وصيتك بيهم، إيه إلي وداكي لهناك، أنتي تقريباً لسه محتاجه تستوعبي أنك قدام ملك…ملك.. أنتي بجد حالة ميؤس منها.. أنا مش هتعب نفسي معاكي تاني. ثم غادرت سوتي وهي تهز رأسها بيأس من تلك الفتاة. ___________________________ في القاهرة أتسعت عينا حورية ولمعت عيناها من كلماته التي وصفها بها للتو، بقدر بساطتها كانت تراها غزل يح ، بل شديد الوضوع، زيدان يبدي إنعجابه بجمالها. أنه لمن العجائب، زيدان
بالنسبة لحورية شخصية غامضة…من الخيال… أحياناً تحتار في أمره ولا تعرف له مالكة…فهل إنعجب بها هي خصيصاً أم أنه من السهل أن يعجب بالفتيات وهناك الكثيرات قد أعجب بهن لكن لم ترضى ولا واحدة منهن به كما تسمع. كانت تتطلع له بعينها التي أتسعت من فاجاة وطغى عليها بريق لامع يأسر القلوب تسأل نفسها لأول مرة ذاك السؤال “ليه البنات بترفضه؟” شهقت بهمس…تباً …لقد تفوهت بما دار بخلدها، بدى ذلك وأستدركت ما فعلت حين تغيرت ملامح وجهه. تغضنت زوايا فمه بإبتسامة يشوبها الحزن فقالت مسرعه: -أنا أسفه أنا … قاطعها مردداً بصوت هادئ: -بيخافوا -بيخافوا؟! يخافوا من إيه؟ ضحك ضحكة
وضح الألم فيها وقال: -مني -ويخافوا منك ليه؟ هو أنت عملت حاجه لحد؟ نظر لها مطولاً، نفسه تتسرسب داخلها شعور بالتمني، يتمنى لو تقترب منه، إقتراب أرواح…أزواج. زيدان تحكمت فيه نفسه البشرية…. زيدان يريد إقتناصها له. حركته غريزة الإنسان في إيثار نفسه وقال بترقب: – وهو أنا كنت عملت لك حاجة؟ بس بتخافي مني؟ فروض أنا إلي أستغرب سؤالك. إرتكبت وهي توبخ نفسها ثم قالت بعدما عادت تطالعه: -على فكرة أنا سألتك عشان مستغربه، إنت مش وحش و. إنبلجت إبتسامة فرحة متفاجئ على وجهه وقد تهللت أساريره وسأل: -و إيه يا حورية؟ كان يحدثها يحسها على مواصلة الحديث الذي دغدغ
قلبه وهلل حواسه، كأنه يريد أن يسمع منها كلام محدد… زيدان يهفو لأي كلمة غزل ..و وصفها له (مش وحش) قد يراها البعض أقل من عادية لكن بالنسبة له لأنها زيدان ولأنها لم تصدر من أي فتاه والسلام بل صدرت من حورية فهي ليست بعادية إطلاقاً. وحورية لا ترحم ولا تترك رحمة الله تهبط عليه بل تحدثت تقول: – و وسيم و قمور قوي من قريب. هناك رعشه تملكته، زلزلته كلياً، يااااه… هنالك فتاة تتغزل فيه وليست أي فتاه. هل هو يحلم؟ أم مات ودخل جنه وقابل فيها إحدى حوريات العين. نعم بالطبع فتلك القريبة منه يفصله عنها إنشات بسيطه
يتضح منها مدى حسنها روعة خلقها وملامحها ليست من بني البشر بالتأكيد. من ؤكد أنها حورية من الجنه، إسم على مسمى. إرتبكت وهي تلاحظ مظاهر التفاجئ وال ه التي تكونت على ملامحه ، بللت شفتيها وقالت بتلجلج: -أنا… أنا هروح أعمل لنا فشار. نظر لها بتمعن كأنه يفضح تهربا، لايريد للموقف إن ينتهي الآن ولا هكذا بالهرب، يريد الإستمرار ربما يأخذهما الحديث إلى نقطة جيدة جداً فمن كان يتوقع أن تبدي حورية إنعجابها به بعدما ظن أنه حالة ميؤس منها فقال : -أقعدي يا حورية أنا مش عايز فشار… اقعدي خلينا نكمل كلام. زاد الإرتباك داخلها، حتى شعوره بإرتباكها أسعده، هذا
يدل أنه ذو تأثير عليها، تخجل وتنحرج منه. أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه، بتلك اللحظة ود لو…. لكنه توقف عن التمني يسأل من الأساس هل من حقه أن يأخذها في أحضانه لو ود ذلك؟ عاد ينظر لها يردد أنه ولما لا أليست زوجته الآن. إلتمعت عيناه وقد تشبع ذلك الأحساس داخله وأخذ يعتاده يقررها داخله حوريه زوجته…زوجته هو. كانت لحظة مضيئة لحظة توقفت ساعته عندها وكأنه أقر شئ داخله. مد يده يقبض على يدها فأرتجفت تحت قبضه ونظرت له بإرتباك وخجل فزادت فرحته من بيان شدة تأثيره عليها والذي عاود له بعض من ثقته التي وئدت مع الرفض ستمر
. أنشرح صدره وهو يبتسم مردداً بإ ار: -أقعدي يا حورية جنبي لكنها آثرت على الفرار تقول متحججة: -لأ أنا…. أه…هعمل عصير واجي. ثم هرولت للمطبخ سريعاً تختفي من أمامه وتركته. تركته يتمدد على الأريكة ثم يرتمي عليه وهو يتنهد ب ة مما يشعر به الآن…لا يصدق أنه يعيش تلك الحالة وتلك شاعر ….هو؟ أيعقل!! أنتبه يجلس معتدلاً على الأريكة بعدما أستمع لصوت هاتفه يدق. نظر للشاشة ثم اغمض عيناه ب ، يبدو أن محمود لن يتوقف. لكن تلك ره جمد زيدان قلبه، لن يجيب، هو ليس لعبه بين يديه أو “سليوة” سيتسلى بها. وربما يجب على محمود أن يعلم ذلك منذ الآن.
هنا أنتبه زيدان على شئ مهم….على نفسه.. وكأنه قرر شئ ما بينه وبين حاله حتى لو لم يحسم الأمر بعقله. لمعت عيناه…تباً له متى إتخذ هكذا قرار..هل كلام محمود صحيح؟ خل حليّت حوريه بعيناه وطمع فيها لنفسه؟ وقبلما يحسم نتيجة السؤال مع نفسه ويواجهها وردت إليه رسالة صوتيه على الواتساب من محمود ففتحها على الفور ليتفاجئ بصوت محمود يردد بفحيح:(لو مفكرني هسيبك تتهنى تبقي عبيط… عليا وعلى أعدائي وأنت إلي بدأت بالغدر يا اخويا يا شيقيقي يا أبن أمي وأبويا، مفكر إني هسكت وأحط أيدي على خدي زي الولاي واسيبك تتهنى بيها يبقى ده بعدك، ده انا هشتغلك في الأرزق
وهتشوف ومن غير سلااام) انتهت الرسالة وأصاب العضب زيدان، على ما يبدو أن محمود قد نجح فيما يريد. وقف زيدان من على الأريكه ب وذهب باتجاه طبخ لحورية ووجهه لا يبشر بالخير مطلقاً. _________________________ أستمرت عازف تدق والجواري ترقص من حوله يتمايلن عليه بغنج سافر مستفز لرجولة أي شخص، لكنه لحظة معهن ينظر لهن ودقيقة يشرد في تلك تمردة. وبداخله شعور بالتلذذ لأنها جائته تطلب لقياه، ربما بتلك الحركة أرضت غروره نوعاً ما مما سيسمح له بأن يبدأ من جديد خصوصاً وأنه يهفو لرؤيتها. لكن عاد يرفع رأسه بشموخ وعيناه تلمع يفكر أن الأمر ليس بتلك السهولة ربما عليه ملاعبتها
وإتعابها كما فعلت معه، يعتقد أنه قد حان دوره أخيراً. كل ذلك يدور في عقله بصمت تام فقط عيناه شارده تلمع لكن أنچا داهيه من دواهي الزمن ولا يخفى عليها خافيه، هي تعلم راموس جيداً، لقد كان صديق الطفوله والصبا والشباب حتى الآن. زمت شفتيها ب ، يبدو أن تلك البيضاء مسيطرة على عقله وتفكيره، حتى وهي بعيده لها سلطان عليه. لا تنخدع أنچا ب ظاهر، راموس جسده هنا فقط بينما عقله هناك في أحد زوايا الحرملك. لقد تنملت قدميها وآلمها ظهرها، هي تقف من ساعتين تقريباً و لك للآن لم يأمر بانتهاء الحفل ولم ينتقي واحده من الجواري لقضاء ليللته معها. نظرت
له عدت مرات، إيحاء يوصل له سأمها فمهما كانت صلتها به لا يمكنها الأعتراض شفاهة بوضوح. وبالطبع لاحظ راموس تململها ونظراتها جهدة، لقد أشرف الليل على الأنقضاء ولم يبقى على الفجر سوى ساعات، يسأل لما لم يصب ب لل ككل مره. والإجابة كانت واضحه…. لأنه قضى الوقت شارد فيها. ربما تلك الحقيقة لم تكن حلوة ولم تكن مرة، كانت مزيج بين ذلك، فليس من السهل أبداً على رجل أن يلاحظ تحكم فتاة في مزاجه وعقله بتلك الطريقة ويفرح مطلقاً خصوصاً لو كان هذا الرجل ملك، يقع تحت حكمه وأمره سعب كامل وجزر ذات ثروات طائلة…راموس بالأساس حتى لو لم يكن ملك
فهو رجل مهيب شديد الطباع حاد زاج وجاءت رنا في لحظة قلبت كل وازين. رنا…..رنا………. ردد أسمها مع نفسه بإنسجام إسمها جميل ولذيذ مثلها حتى لو لم يعرف معناه. أنتبه مجدداً على تململ أنچا ونظر جانيه يلاحظ إرهاق العازفين. تنهد بسأم ثم لوح بيده، بإشاره منه توقفت وسيقى، وبأخرى أشار على إحدى الجواري. كانت أحلاهم وأحسنهم…لن يخرج من تلك الليلة بدون جاريه…لأسباب عديدة. __________________________ جلست رنا في أحد الأركان على سرير صغير مثلها مثل كل جواري الحرملك تتحسر على حالها ولأين وصلت بعدما كانت مهندسة تنقب عن ثروات الأرض وعلى باب بيتها طابور من الشباب يخبطون ودها وهي تتأمر ترفض
وتقبل، باتت الآن عبده جاريه غير مكفولة الحقوق ولا تعلم ما القادم. برقت عيناها بالدموع و هي تتذكر والدتها ورددت بحسره: -ياريتني كنت سمعت كلامك يا ماما .. ماهو إلي مايسمعش كلام أمه يعيش يندم طول عمره. إقتربت منها إحدى الفتيات تهمس: -ماذا تقولين؟ نظرت لها رنا بريبة ثم قالت: – وما شأنك أنتي. -لا عليكي .. أنا فقط أشفقت على حالك وجئت لأسأل ما بكي..ربما كل الخطئ على أنا. شعرت رنا بالحرج وقالت: -أعتذر منكي ولكن أنا مشوشة قليلاً و… هزت الفتاة رأسها وقالت: -أستطيع تفهم الأمر..كلنا كنا كذلك. نظرت رنا على سوتي وهي تجلس بعيداً مع الفتيات يضحكن
ويقهقهن فقالت الفتاة: -ما اسمك؟ -رنا. -أنا ماريا..علام تنظرين؟ نظرت ماريا ناحية سوتي ثم قالت: -أه سوتي… نصيحه لكي خذي حذرك. -ماذا تقصدين …لقد كانت جيدة معي وتنصحني دوماً. -سوتي تنصح؟! حسنا هذا يعني إن خلفك مصالح كثيرة يا فتاه. -أي مصلحة قد تكون خلفي… وأنا قد جردت من كل شئ. -خذي مني النصيحه، سوتي لا تفعل شيئاً دون مصلحتها أنا قديمة هنا. شردت رنا تفكر في حديثها مستغربه فما صلحة التي قد تعود على سوتي من فتاة آسيرة مثلها. _______________________ في غرفة لك أنتهى من الفتاة الحسناء وقام عنها يلف منامه حريره حول خ ه و ردد بهدوء: -غادري. لم
تتحدث الفتاة أو يصدر عنها أي رد فعل هي فقط نفذت الأمر وهو تحرك يرفع أحد الكؤس على فمه يتجرع ما فيه دفعة واحدة. وما أن فعلت وتأكد راموس من خلو كان حتى قذف الكأس على الأرض ب فتهشم وتناسرت أجزاء.. نادى بأعلى صوته: -يا حراااس. فتح الباب ودلف أحدهم متطئطئ الرأس يردد: -أمرك سيدي. دار راموس حول نفسه بجنون…اللعنه… أنها تسيطر على تخيلاته. أشار بيده دليل على ال متزج بالإزدراء وأمر: -تلك الفتاة التي أرادت مقابلتي .. أذهب وأحضرها لعندي….الآن. تحرك الحارس ينفذ الأمر ووقف راموس يحاول أن يأخذ أنفاسه بهدوء وبداخله مغتاظ من ذا الإضطراب الذي أصابه مذ
رأها. كان جسده يسخن ويثلج في نفس اللحظة من توتره وشوقه لرؤيتها ولأنه سيجتمع بها. في الحرملك. كان الوقت متأخر لقد أقترب الفجر وكل الفتيات غفت بسابع نومه وكذلك رنا التي تكورت على نفسها من الأرهاق فمنذ وطئت قديمها تلك الأراضي وهي لا تنام ساعه متواصله كل نومها متقطع. وأخيراً غفت عيناها لكن جاءت أنكي توقظها: -أنتي… أنتي يا فتاه…هيا أستيقظي..هيا. لوحت رنا بيدها: -ششششش..بس يا وليه يا كركوبة انتي… سبيني أنام. خت أنكي: -هااااي أنتي…بماذا تهزين…هيا أستيقظي لك يريد. تقلبت رنا في نومها متمتمة: -ششش بس بقا بس بقا ده أنتي وليه زنانة… ربنا يولع فيكوا كلكوا . -قلت
لكي هيا أستيقظي. خت أنكي كانت قوية جعلت رنا تستفيق ليست وحدها بل كل الفتيات…بالطبع خه مدوية ،الأمر ليس بهين ف لك ينتظر. أستقامت رنا بأنتباه فقالت أنكي: -هيا مشطي شعرك هذا وبدلي تلك الثياب. أشارت بيدها للفتيات فتحركن ناحية رنا وأمرت أنكي: -غيروا لك لابس وعطروها..هيا أسرعن فمولانا ينتظر. بعد دقائق كان راموس في جناحه ينتظر بتوتر حاول التغلب عليه، ربما هذا ما يطلق عليه توتر العشاق ولن يفرق ساعتها أن كان رجل عادي أو ملك هو في النهاية عاشق يقف بصبابه في إنتظار فتاته. اللقاء معها غير أي لقاء ..لها هاله من البهاء تحيط بها . لكن توقف عن
ولهه و تأمله، فتاته بها شئ جديد في هذا اللقاء…لاحظها بوضوح….تباً أنها تنفذ كل القواعد. ربما كان هذا ليكن أمر جيد محبب إلى قلبه لو بدر من شخص آخر ، غير رنا التي عرفها …. إن ما تفعله مؤشر غير جيد أو سعيد. زاد صدى الصوت بداخله (فتاتي متغيره) وهو يراها تتقدم برأس منخفضة . أقترب منها يطوق للنظر داخل عيناها.. مد أنامله على ذقنها يرفع رأسه له وردد: -منذ متى وأنتي تحنين رأس لأحد! كان سؤاله مباشر و واضح فيه من الإستفهام و التهكم الكثير. وهي بداخلها يتردد صوت سوتي ونصائحها..رنا في أيامها القليلة بالحرملك تعلمت نوعاً ما. وأقرت
إن العند لن يفيد، ربما عليها التلون كالحرباء حتى تصل لمبتغاها. رفعت عيناها تنظر له بابتسامة كان ينتظرها وحين ظهرت لك تريحه بل زادت حزنه فقال بوضوح: -طلبتي مقابلتي…ماذا تريدي. بللت شفتيها وفركت كفيها من شدة التوتر ثم قالت بصوت رفيع: -كنت أريد الإعتذار منك، لقد ت فت بحماقه مع نبل وكرم أخلاقك. ضحك راموس ساخراً وقال: -منذ متى هذا الأدب؟! حاولت رنا كظم غيظها والتحلي بالهدوء وقالت: -منذ راجعت نفسي بما فعلته نظير كل ت فاتك من وقلق علي. زاد مقت راموس، فقد تعمد إستفزازها ليختبرها.. ربما أخرجت ها وأظهرته لكنها لم تفعل وأستمرت فيما جاءت من أجله وأكملت: –
لقد راعيتني وأنا مريضة كنت حريص علي ومتهم بي حتى أكثر مني، لذا جئت أعتذر منك ولنبدأ صفحة جديدة. نظر لها نظرة ثاقبه وأنبلجت على شفتيه إبتسامة ماكرة خبيثة، خلع عنه مأزره الحريري لتشهق رنا وهي ترى جوعه العاري إلا من بنطال حريري يسطر عورته، وزعت نظراتها على عرض صدره ضخامة جثته ثم خفضت عيناها أرضاً وقد أحمر وجهها وزاد إرتباكها تحت أنظار راموس الذي أخذ يقترب منها بهدوء مرعب حتى توقف أمامها يتلذذ بتفزز جسدها يقبل عليها خطوة فتعود هي للخلف وأستمرا هكذا حتى تعثرت قدميها بفراشه فوقفت برعب حينها همس راموس : -أي صفحة جديدة تبدأ من هنا
فقط. أشار بعيناه على فراشه الوثير وأكمل: -وبعدها يمكننا الحديث.. نظرت رنا للفراش الضخم ثم له وقالت بأعين ه: -أنت قصدك قلة أدب مش كده؟ هز رأسه إيجاباً وهو يبتسم ببرود و يناظرها بتحدي ينتظر ليرى هل ستنفذ أم لا؟؟ #رواية_فراشة_في_جزيرة_الذهب #الفصل_الثامن #سوما_العربي تاهت في وقفتها، تشعر بالضياع خصوصاً وهي تلمح تلك البسمة لتوية بخبث بيّن على جانب ثغره وقتامة عينه رتكزة عليها تخبرها أنه يكشف كل نواياها والأحسن لها أن تعدل عن تلك الفكرة. غاب صوتها ولم يسعفها الرد حتى بعدما فتحت فمها عدت مرات تحاول التحدث…و حصلة صفر. فتحدث هو بكياسة: -من تظنين نفسك يا صغيرة؟ هااا؟ ومن تظنيني؟
أنظري لي…. أنا راموس…ملك جزر الذهب وما حولها. رفع رأسه وأكمل ب : -أتعلمين…. أنا غاضب وبشدة. إستدار عنها يوليها ظهره وهي مازلت تحبس أنفاسها لا تستطيع أخذها براحه وهو يكمل ب واضح: -ليس لأنك تحاولين خداعي…لا .. الأمر أكبر من هذا. واجهها وأقترب منها يشير عليها بحدة قائلاً: -بل لأنك لم تبذلي جهداً كبيراً في خداعي..هل هذه هي حدود ذكائك أم إنك تعتقدين أنني ربما ساذج ولا يستحق عقلي عناء التفكير والتدبير؟ حاولت رنا أن تجلي صوتها وتتحدث حتى نجحت اخيراً فقالت: -أنا… أنا.. قاطعها يردد: -أنتي ماذا؟ أقترب منها أكثر يخبرها: -ألم تأتي لي طائعه تطلبين الوصل والبدء بصفحة
جديدة؟ إذا فليكن… إنتي جاريتي الآن وأنا اريدك ما انع؟ على الفور أمتقع لون وجهها وعلت وتيرة أنفاسها، الرفض الشديد للفكرة من الأصل واضح على كل جسدها فأكمل: – أنا أفهم جيداً انع. ضحك ضحكة مدوية و تبختر حتى وصل لأحد الطاولات والتقط كأسه من عليها ثم تجرعه كاملاً وعاد ينظر لها من جديد ثم ح: -ما رأيك بأن نكشف أوراق اللعبة؟ -أأأي..أي لعبة؟ -لعبيتنا …يا إللهي إنها مسلية كثيراً..أتعلمين منذ زمن لم اشعر بتلك السلوى..ربما قد دخلتي مملكتي في الوقت ناسب…بالفعل أنا كنت بحاجة إلى لعبه مثلك. أتسعت عيناها بمقت تردد: -أنا لعبه؟! تغاضى عن مقتها أو رفضها أو
حتى ها وأكمل مراده: -سأخبرك أي لعبة. تقدم بعض خطوات بينما يتحدث: -بما إنك جارية في بلاطي وملك يميني وأنا أريدك فلا مانع في ذلك، والكثيراات من الجواري يعرفن ذلك، لكنك تخشين أن يحدث أتعلمين لماذا يا صغيرتي؟ لم تجيب عليه لكنه لم يبالي وتقدم حتى باتا وجها لوجه معاً فقال بوضوح: -تحسباً لعودتك لديارك.. أو بالأحرى هربك.. لأنك لم ولن تتخلي عن فكرة الهرب وستعيدي حاولة ألف مرة حتى لو فشلتي في كل مره إلى أن تجي ذات مره، أنتي تعيشين على هذا الحلم وتلك اللحظة وذلك هو سبب وقوفك على قدميك حتى الآن. كان يتحدث بثبات وهي كذلك
أمامه ثابته رغم كلامه الصحيح مئة ب ئة فردت بصوت وضح فيه الإباء وعزت النفس: – وهل تكره أن ترى إنسانه تحيا على أمل الحرية والكرامة؟ لمعت عيناه لثواني لكنه وئد تلك اللمعه في مهدها و قال: -إظن ظني صحيح. -صحيح. نظر لها ب من ثباتها إمامه فهددها: -سأضعك بالسجن. -ضعني. -ستمـ,ـوتين هناك حتى تتعفن جثتك. -ربما ذلك أفضل لي أهتزت شفتيه من شدة الغيظ و خ: -يا حراااس. فتح أحد الحراس الباب يحني رأسه تحيه للملك الذي قال: -خذها من هنا…هيااا. لكنها تحركت على الفور قبلما يتقدم الحارث أو يسحبها وخرجت وحدها بأتجاه العوده للحرملك تاركه لك ورائها ينظر على ت فها
الأبي بحقد ولم يجد له متنفس سوى نضدة جاورة له فسكتت من عليها الكؤس و زهرية و الورود. في الحرملك تقدمت رنا للداخل وكان الصبح قد تنفس لكن معظم الفتيات نيام. لكن سوتي تقلبت على فراشها لتب رنا وقد عادت نظرت حولها لتفطن الساعه ثم قالت: -لم تتأخر عنده…هل تردها كحال كل الفتيات؟! ظلت تكفر بتمعن تربط الخيوط ببعض ملاحظة بدقه لتعابير ال و السخط رتسمه على ملامح رنا لتوقن بإجابة واحدة.. _________________________________ تقدم ناحية طبخ بوجه محتقن وبصوت عاصف نادى: -حورية. إلتفت له مجفلة، فسأل بحدة: -محمود كلمك؟ استغربت سؤاله وردت: -لأ.. ايه اللي فكرك بيه؟ -أخويا …مش هينفع
أنساه..بس هل أنتي نسيتيه؟ نظرت له بتمعن لثواني ثم قالت: -لأ -نعم؟! تركت حورية كيس الذرة من يدها والقت علقة ب ثم ردت بشئ من الحدة: – هو إيه إلي نعم؟ زي ما تكون مستغرب مثلاً؟ -أنتي كمان بتعلي صوتك؟ -مانت بتعلي صوتك عليا. -أنا جوزك. أُغلق فمها وفمه كذلك…أنخرسا…فقط أتسعت عينا كل منهما … كانت لحظة مضيئة، توقف كلاهما عندها .. وما كان منه إلا أن أنسحب من طبخ وتركها تقف متسعة العين انفاسها مسلوبة تفكر فيما قيل منذ ثواني لتجفل مجدداً على صوت إغلاق باب الشقه لتفطن أنه قد ترك الشقه وبهذا الوقت تأخر . نزل زيدان درجات
السلم بهدوء وتروي يتمنى ألا يراه أي من والديه أو أبناء عمه وعلى ما يبدو أنه قد نجح وخرج من نزل دون أن يشعر به أحد. تمشى في الشارع قليلاً منذ يوم الزفاف الذي كان مقرر أنه زفاف شقيقه ليتحول بقدرة قادر إلى زفافه هو لم يخرج. ظل يسير دون هدف يفكر فيما حدث وما صار وما أراده ولما تشاجر معها من الأساس وإلى أين أنتهى الأمر…لقد أخبرها إنه زوجها حينما أحتجت على رفعه لصوته عليها. قالها وكأنه يبرر كل ت فاته بها (أنا جوزك) وكأنه هكذا أمتلك الحق لأن يفعل بها أي شيء، إن يرفع هو صوته وهي لا تفعل
لأنه زوجها . فكرة أنه يعتبر نفسه زوجها وهي زوجته من الأساس توقفا عندها ظل على مشيه يهيم في الشوارع حتى وصل للقهوة التي أعتاد أن يجلس عليها مع أصدقائه، كان سيمر متجاوزاً إياها ، يتمنى ألا يكن عليها أي من أصدقائه فلا ينقصه أسئلة و إستفسارات سخيفه الآن بالتحديد. فمر سريعاً بخفه كي يجتازها لكن اوقفه صوت صديقه العالي يردد بتفاجئ: -زيدان؟ أيوه ده زيدان… والنبي هوو…واد يا زيدان…. أنت ياولاااا. تمتم زيدان بسره: -صالح … الله يخربيتك.. هو أنا وقعت في ايدك أنت…مش هسلم منك أنا عارف. حاول التظاهر بعدم الأنتباه له واستكمال سيره بسرعه لكن صالح رفع
صوته اكثر وأكثر حتى انتبه بقية الشباب الجالسين يتسامرون على القهوة في هذا الوقت تأخر من الليل. وصدح صوت صالح: -واد يا زيدان…خد يا ولا… خد تعالى. فلم يجد زيدان بد من أن يلتف له ويذهب إليه. تقدم منه يحيي الشباب ثم جلس أمام صالح الذي قال: -تعالى يا عريس..مالك كده واخد في وشك وطالع… ايه…عامل مش سامعني؟ بس على مين كنت هجيبك هجيبك -صالح بقولك إيه… وحياة أبوك مش طالبة، أطلب لي واحد عناب وحجر قص ألا أنا دماغي مش فايقه. ضحك صالح وقال: -وايه إلي شاغل دماغك بس يا معلم زيدان.. ده أنت حتى عريس جديد. صفق صالح
بكفيه ينادي صبي القهوة الذي حضر يردد: -عنيا يا معلم صالح -واحد عناب وشيشة للمعلم . صمت قليلا ثم قال: -بس خليها تفاح….ثم ضحك زجره زيدان يقول: -قص قولتلك. أسبل صالح عيناه يردد بهيام: -القص حامي على صدرك يا سيد علمين..التفاح خفيف ولا نخليها نعناع.. أهو حتى ريحتها حلوة..القص شديد…ههههعععهععع. وقف زيدان محتج: -ده أنت بارد يالا. -طب أقعد بس.. أنت من أمتى بقيت قماص كده..أقعد. ثم نظر للعامل وقال: -واحد عناب وشيشة علم يا دقدق. -عنيا حاضر. غادر دقدق وبقى صالح ينظر على صديقه بتدقيق ثم قال ببعض الجدية: -مالك بقا…مغمقها ليه؟ ده انا قولت النحس اتفك وبقيت عريس
جديد وهتزهزه وتحلو معاك ..في إيه؟ رفع زيدان عيناه لصديقه يطالعه بإستغراب فسأل صالح متفهماً: -مالك بتبصلي كده؟ -أصلك بتتكلم زي ما تكون مش فاهم وراسي على كل حاجه. -كل حاجه زي إيه يعني؟ نفذ صبر زيدان وردد: -صااالح. -بقولك إيه يا زيدان….ربنا إلي فوق سبع سماوات ده مش بعمل أي حاجة كده والسلام… أنا وأنت متربيين في السوق والشارع هو إلي علمنا …ربك له حكمة في كل نفس بنتنفسه مافيش حاجه إسمها صدفه. تحير زيدان أكثر..لا يريد كلام عام.. يعرفه عن ظهر قلب..يرغب في الإستماع إلى حديث موزون بصلب وضوع فسأل: -من غير فذلكة وحياة أهلك. -من غير فذلكة
يا عم… دلوقتي إنت مش ملاحظ إن في حاجات كتير حصلت ربك إلي مدبرها بس أنت في لسه غشاوة على عينك مش شايف. -حاجات زي إيه؟ -زي الشقه إلي اتجوزتوا فيها. أنتبه زيدان لما قيل وبدأ عقله يتفتح وتتضح معه الرؤية مع كلام صالح يتذكر: -الشقه دي بتاعتك … أنا أكتر واحد عارف أنت بتحبها أد إيه واختارت كل حاجه فيها على مزاجك وعملتها بدراعك وتعبك..اتنازلت في الأول عنها لاخوك بس لفت ورجعت لك..وفاكر بردو ايام تجهيز الشقه.. حتى بعد ما طمع فيها محمود وخدها أنت إلي كنت مختار النجف والأنتريه والكنب ولون الحيطان … فاكر لما جيت لك الشقه
ولاقيتك واقف مع العمال…قولت لي إنك أختارت اللون ده مع حورية بعد ما أقنعتها بيه وأقتنعت ..ده حتى الستاير أنت إلي مختارها ومعلقها بأيدك … تفتكر بقا كل ده صدفه. وأثناء حديث صالح تكونت على فم زيدان إبتسامة جميلة يتذكر كل ما حدث وصار…صالح معه حق. رفع عيناه لصالح ثم قال: -أنت تقصد إيه… عايز توصل لأيه يا صالح؟ -أنت إلي عايز توصل لأيه. سحب صالح نفس من أرجيلته وأكمل: -أنا صاحبك وفاهمك … إنت جاي عايز تسمع كلام معين بس وماله ..اسمعهولك.. عارف ليه؟ عشان أنا كمان عايز كده.. وب احه بقا أنا شايف إن إلي أنت فيه ده فرصة
كبيرة مش هتتعود وإلا هتعنس وتقعد في ارابيزي. -أعنس…ماتنقي ملافظك يا قفل إنت هو ايه اللي هتنعس دي. -عندك حق انا فعلاً لازم انقي ملافظي أنت مش هتعنس يا زيدان أنت هتبور.. أيوه زي ما بقولك كده مافي رجالة بتبور عادي. رفع زيدان منفضدة السجائر في وجه صالح يهدده: -ما تتلم يالا. -ياض أسمع أنا بكلمك بالأمانة -أمانة؟ -أيوة أمانه…. أنا عايز مصلحتك…وحورية دي فرصه..لقطة مش هتتكررلك تاني.. خدها على الهادي وقربها منك و…فاهمني. نظر زيدان أرضاً وقال: -فاهمك… أنا حتى لسه مزعق لها. صالح وجهه بكفه وردد: -هقول أي..طروبش.. طول عمرك طروبش ومدب..ده بدل ما تقربها منك وتأخدها
عليك …لا جدع خليك وراها لحد ما تطفشها وساعتها نبقى نشوف كلبة تبص لك. -أنت بتتكلم عني كده ليه ياجدع أنت. تنهد صالح بسأم ثم قال: -يا دغوف… أنا عايز مصلحتك.. خد البت على الهادي..شربها طبعك وحببها فيك بدل ما ييجي أي عصفور ياخدها ويطير وتقعد أنت جنبي…فاهمني طبعاً صمت زيدان تماما فسحب صالح نفس من أرجيلته وهو ينظر عليه بجانب عينه ثم ردد: -فاهم بس مستكبر تقول.. عايز تسأل تعمل إيه ومستكبر بردو….. أنا أقولك. أشرقت شمس الصباح واخترقت السماء والنافذة، لا تعلم لما ولكنها لم تستطع النوم منذ خرج، ترجع الظن بأنها لم تعتاد البيت …ليست قلقة عليه
ولا شئ من هذا القبيل هي فقط لم تستطع النوم هنا بعد بدليل أنها حاولت من قبل ولم تستطع. لم تستطع بالفعل و وجدت نفسها تسير ناحية الشرفة تتفقد الشارع . لا تعلم لما فعلت، وقادها تفكيرها ليجد مبرراً….إنها مازالت عروس ولم يمر الكثير على زفافهم كي يخرج العريس هكذا سريعاً وهم من منطقة شعبية لها عادات وأعراف …ماذا يقول الجيران؟ لم يطق عريسها البقاء معها؟ الفضيحة فضيحتان؟ تنهدت وهي تراه قادم بأول الشارع و قد أقترب من البيت وسيدخل. فدلفت للداخل قبلما يب ها تنتظره… لكنه قد تأخر. ولما القلق بالتأكيد سيأتي … أين سيذهب يعني. ومجددا لم تستطع وخرجت
تفتح باب الشقه لترى أين هو؟ و وقفت مستغربه وهي تراه يقف مع زوجة عمه على السلم أمام شقتها تتبادل معه الحديث وبعدها خرجت رشا . لا تعلم…..لكن الوضع لم يعجبها مطلقاً…هي متأكدة أنهم يتحدثون عنها وعن وضع زيجتهم. فدلفت للداخل وهي تشعر ب شديد. دقائق وسمعته يفتح باب الشقه بمفتاحه وما أن رأها حتى أنبلجت إبتسامة خفيفة على محياه…يسأل إلى متى سيظل هكذا كلما نظر إليها سرته.. أنها بهية بالفعل. زعزعت إبتسامته ها قليلاً..باتت تعلم سر تلك البسمة… وهل يوجد مايذهب حزن الأنثى أكثر من شعورها بنظرة الإعجاب خصوصاً لو كانت من شخص محدد. تقدم زيدان يقول: -السلام عليكم
-وعليكم السلام. زادت إبتسامته وهو يسمعها تردد بعدم رضا فسأل: -ومالك بتقوليها كده؟ -مالي؟ بقولها إزاي؟ -أنتي زعلانه مني ولا حاجة ؟ نظرت له بجنون تفتح فمها ثم قالت: -نعم؟ على أساس مين كان بيزعق لي من شويه… لأ وخرجت وأحنا ماكملناش يومين متجوزين…عايز فضيحتي تبقى فضيحتين والناس تتكلم عليا قاطعها يردد بحزم: -لا عاش ولا كان إلي يتكلم عليكي…هتخيبي ولا ايه؟ هو أنتي متجوزة أي حد؟ نظرت له تطالعه بتأمل وتساؤل … هي للأن لم تتجاوز بعد ما قاله قبلما يغادر حين برر كل إنفعالاته و ت فاته بأنه زوجها. فقالت بإهتزاز : -اه…بأمارة مرات عمك وبنتها إلي وقفوك على
السلم. -دي كانت عايزاني أغير لها لمبة السلم -يا سلااااام… صدقت أنا كده -على أساس أني بكدب ولا إيه… ما تظبطي يا حورية في إيه ؟ كانت جملته الأخيره حادة عاليه تها حقيقة..فأنتفض جسدها وأبتعدت عنه خطوة كأنها تنهي النقاش. وما أن اب ها تفعل حتى أنتبه مرددا بسره: -حمااار…هت ها منك تاني … صالح لسه قايل إيه…قربها منك مش ت ها…شكله عنده حق.. انت دغوف ومدب. حمحم ب ثم قال بصوت لين متحشرج: -حورية…أحممم..حورية. نظرت له بطرف عينها…لا ترغب حقاً في الحديث معه..طبعه حاد وصوته دائمتً عالي غاضب..تسأل هل بات هذا هو نصيبها و واقعها. وحينما طالعها زيدان فهم نظرتها… حقاً رعبته..خاف.
حورية تسأل نفسها بمرارة …فكر لثواني..ربما بات عليه التحكم في ه و صوته العالي على كل شيء…فما ذنب شريكة حياته إن أرادها شريكة. تقدم لعندها وجلس على ركبتيه حتى أصبح بمستواها وهي تجلس على الأريكة ثم قال: -حقك عليا… أنا عارف إني بت على الفاضي و على ليان وإنه مش ذنبك…بس اوعدك إني هغير الخصلة دي فيا… عشانك يا حورية. رفعت عيناها تنظر له بذهول وأنبهار وهو يردد مؤكداً: -فهماني يا حورية؟؟ هزت رأسها إيجاباً وهي تبتسم مما أعطاه إشارة بالقبول فنظر على يدها يرى خاتم خطبة عصفور . استجمع شجاعته و قال: -مش فروض تقلعي الدبله دي بقا؟ نظرت
لخاتم الخطبة وكأنها للتو تذكرته وفاجئته بل ته وهي تخلعه بغيظ من إصبعها كمن ينتشل القاذورات ويلقيها أرضاً بينما تردد: -عندك حق… أنا كنت نسيته أصلي كنت أتعودت عليه من كتر السنين إلي لبسته فيها..الله يسامحه بقا. تحرك زيدان وجلس لجوارها وهو يقترب من أهدافه هدف هدف كما خطط له صالح فقال: -حورية ….أيه رأيك لو…أحمممم..لو…أنا بقول يعني إننا أتجوزنا قدام نطقة كلها فأزاي هتدخلي. تخرجي من غير دبلة في إيدك.. فأنا بقترح اني أخدك بكره أعزمك على الغدا وأخرجك شويه و بعدها نعدي نشتري دبل ليا وليكي…أاأ..أ..على فكرة أنا أول مرة ألبس دبلة. نظرت له بإستغراب وهو بدأ يتعرق