
رواية شيقه بقلم سوما العربى جزء ثانى
على الرغم من أن الإسم مسجل “أستاذ عاصم” إلا أن رشا نطقته مجرداً عن عمد على ما يبدو و كأنها تتعمد إضافة بعض البهارات. وطريقة رشا نجحت في إرباك حورية التي نظرت لها بجبين مقطب مستغربه الطريقة التي غت بها رشا سؤالها؟ انتبهت حواس الكل لها منتظرين إجابه وكان السؤال الحاد من فم زيدان الذي سأل: -مين ده؟ -ده أستاذ عاصم… مدير رنا بنت خالتي كان شداد يتابع ما يحدث بتروي وقال : – أهدى يا زيدان في ايه…ردي يا بنتي..ردي شوفي يمكن في أخبار. لم تفكر حورية مرتين وتناولت الهاتف تجيب : -الو.. أيوه يا أستاذ عاصم. -مساء الخير
يا آنسه حورية… أتمنى ماكونش أتصلت في وقت غير مناسب. – لا ابدا.. طمني في أخبار عن رنا ؟ ظهر الإرتباك على نبرة صوته ثم قال بتلعثم : – هاااه… أه..اه هي تمام.. تهللت ملامح حورية وسألت بلهفة: -بجد… يعني عرفت تتصل بيها وهي بخير -اأاا.. ااه.. أيوه..كلمتها في خيم وهي بخير اتطمني أنا بس كانا حابب اااا… قاطعته تردد بحبور : – طيب هي ليه مش بتكلمنا كده زي ما كلمت حضرتك؟ -ضغط شغل مش اكتر مع فرق التوقيت كمان… ماتقلقيش. -يعني اتطمن مامتها؟ -أيوه هي تمام…أاا.. أنسة حورية أاا.. تلعثم في الحديث رغم خبراته النسائية تعددة ولا يعلم
لما أرتبك ما أن حدثها. صمت منتبهاً لحديثها حين قالت : – أنا متشكره جداً ليك يا استاذ عاصم مش عارفه أقولك إيه.. شكراً لاهتمامك. أغتاله شعور الإحباط ، تلك الكلمات نمقة خت ه تقال لكي تغلق أي حوار و تختزله. صمت بخيبة أمل ثم تنهد بحرارة و قال : -ماتقوليش أي حاجة أنا مبسوط إني كلمتك. ظهر التوتر على ملامحها التي تتابعها عينا زيدان بتفرس ، ما عادت تعلم بماذا تجيب خصوصاً بعدما أستمعت لتنهدته التي تهد الحيل هداً. وجاء صوتها متلعثماً تردد: -شكراً لذوق حضرتك…مع السلامة. أغلقت الهاتف بتوتر ووضعته بجوارها ثم التقطت معلقتها لتأكل متظاهرة بالأنشغال رغم أنها
منذ دقائق كانت تشعر بالحرج من تناول الطعام فهي تفعل لأول مره بمنزل شداد. وما كان من الصعب على زيدان التقاط كل هذا بعيناه التي يخرج منها اللهب. بالأساس كان الجو متوتر مشحون وشداد عيناه على إبنه تتابعه بصمت وخبره. وكذلك رشا التي استنفر حاجبها الأيسر مرتفعاً وهي تراقب ما يحدث بينما تقضم بواطن فمها ب غير مبرر. لم يستطع الصمت وانفجر دفعه واحده يسأل بصوت حاد : – مين ده و عايز منك إيه ومعاه رقمك من الأساس ليه؟ سقطت علقة من يد حورية، هي بالأساس كانت معدومة الشهية لكن إنفجار زيدان في وجهها هكذا زاد من سوء حالتها.
صمتت لا تعرف بماذا تجيب فيما تحدث شداد وهو يتحتسي الشوربه من معلقته بإنسجام : – براحه يابني سرعة البنية في ايه؟ ثم نظر إلى حورية وقال : -كملي أكلك يابنتي سبنتي معلقتك ليه..كلي. عاود يصب حديثه على زيدان : -حصل ايه لكل ده يعني.. ماحنا عارفين قصة رنا إلي غايبة أديلها حبة.. الراجل كتر خيره بيطمنها..ماجراش حاجة يعني…كده…كده تخلي حورية تسيب أكلها. صمت زيدان بغيظ لا يجد ما يتفوه به، نظر لحورية وقال أمراً بقسوة: -كملي أكل. نظرت له بضيق ممتزج بال ……. هذا ما كان يخشاه، إن تراه حورية رغماً عنه كما تراه كل الفتيات. كل هذا تحت نظرات
فاحصة من شداد ورشا التي بدأت تتململ في جلستها لا يعجبها ما يحدث. أرتفع حاجبها بحده متافجئة وهي ترى زيدان يرفع أحد الأطباق ويضع مزيداً من الطعام أمام حورية بصمت مهتم يحسها على الأكل. بعمره زيدان لم يكن هكذا… وهذا ما توصلت له نظرات فردوس وشداد كذلك هما يعرفان عزيزهما جيداً . ___________سوما العربي _______________ انقضى النهار وذاك الذي أقسم على أنها مجرد رغبة يجلس بجوارها متأملاً لها . كأنها سم يتجرعه برضا، نقطة نقطة بتلذذ، يسأل ما السر بها؟! ما السر! فبعد نوبة بكائها ريرة و انهيارها بأحضانه جاء الطبيب وحقنها بعقار سكنها من جديد وهو الآن يجلس لجوارها
منذ الصباح. ربما جلس مترقباً لردة فعلها العنيفة بعد إسيقاظها هذه رة فقد عرفها لبوة شرسه لا ترضخ بتاتاً. تغضنت زوايا فمه بإبتسامة متسلية وهو يتخيل ما ستفعله ما أن تصحو. نظر لساعة يده من فترض أن تكن قد بدأت تستيقظ منذ حوالي النصف ساعه كما اخبره الطبيب لكنها لم تفعل حتى الآن. أستوى في جلسته يقعد بارتياح يتنهد بسخونة فيما يشعر بإحساس كبير يستحوذ عليه، يتملكه. إحساس أستكبر إن يضع له تسمية، راوغ حتى مع حاله و رفض واجهة ، لكنه لم يقدر على إيقاف ذاك الشعور وتركه يتملكه يزيد الأمر وهو مستمر في مطالعتها بصمت وانفاس سخينه…يننتظر إستيقاظها.
هبت نسمات خفيفة من نافذة الغرفة لكية تعاكس طبيعة الجزيرة الحارة جداً. زوى مابين حاجبيه مستغرباً تلك النسمات الجديدة كلياً على طبيعة مناخهم واغمض عيناه مبتسماً يستمتع بلفحاتها. أستمر الأمر لثوانِ ففتح عيناه متنهداً لتتسع من فورها وهو يب ها وقد فتحت عيناها ……تجلت امارات الدهشة على ملامحه، أين ال اخ و السب والنهش . طالعها مترقباً ربما هي في طور الأسيعاب لا اكثر. لكن إستمرار سكونها وتحديقها في سقف الغرفة زركشة بالذهب دون التفوه بحرف جعله يتأكد أن بالأمر أمر. أقترب منها حتى بات يتنفس أنفاسها ونادى بهمس: -صغيرتي هل أنتي بخير؟ بحلقت عيناه وهو يسمع ردها الفوري بجسد لم يرف
فيه عضلة واحده : -جوعانه. -ماذا؟!! -أريد الطعام. رد بتلهف : – حسناً… حسناً صغيرتي. خرج ناحية الباب وطلب لها الطعام ثم عاد من جديد يراها مازالت مسطحه على ظهرها مته. نظر لها بغرابة ثم بدأ يقترب وهو يختبر الأمر ، ثم يقترب ويقترب إلي أن دنى منها و جلس على السرير بجوارها . أسبلت جفناها و كل ما حدث يدور بخلدها كشريط سينمائي بصور متتالية تتذكر كيف شنقوها وكيف ساقوها لطلبية الإعدام وكأنها حيوان، بل هي أقل من الحيوان حتى. كانت ستذهب برفة جفن، ستمـ,ـوت مشنوقة فقط لأنها لم تتذلل بالقدر الكافي لشقيقة لك. لقد خلقت حرة،لا تنحني لغير