ad general
قصص قصيرة

ابن اصول

ads

أنفاسي 
سمعت صوتا خلفي هادئا لكن ثقيلا
كنت على حق لم أبك يومها لكن الدموع لم تتركني منذ ذلك الحين 
استدرت 
رأيته 
شاب في الثانية والعشرين أنيق لكن في عينيه بحر عميق من الألم 
كان هو ابنها الذي لم أعترف به يوما 
ابتسم ابتسامة خاڤتة لا تحمل عتابا بل شيئا أشد قسۏة الرحمة 
كل ما فعلته بي جعلني من أنا اليوم الفنان الذي يقف أمامك 
أردت أن أريك أنني لم أمت 
مد يده قدم لي بطاقة صغيرة مكتوب عليها اسمه 
اسم لم
أحمله أنا ولم يعترف به أحد لكنه أصبح علامة توقع على لوحات تباع بمبالغ لم أحلم بها يوما 
قال أخيرا
دعوتك فقط لترى لا لتعتذر فأنا لم أعد ذلك الطفل لكنك ما زلت ذلك الرجل 
ثم استدار وابتعد ببطء تاركا إياي غارقا بين لوحاتي وچرحي 
حاولت الوصول إليه
ولكن كان يقف حوله الكثير من المعجبين به وبفنه
العشرات من الرجل والنساء يتلتفوا حوله ليوقع لهم
على لوحاته التي

ابتاعوها من معرضه 
لم انسى ابدا تلك النظرة في عينيه 
دمعه حارقه نزلت على خدي مسحتها
وانا أغادر المكان لا اعلم ما الذي حل بي 
كل ما أعلنه انني ظلمت هذا الشاب وقسۏة عليه
لم أشعر بنفسي وانا أرى ضوء سيارة قادم من بعيد 
وصرخات المارة تحذرني وكأنني منساق الى مصيري
لم استطع التحرك قدماي خانتني واصطدمت
بي السيارة رغم محاولات السائق أن يتفاداني
ولكن كانت سرعته عليه
طار جسدي في الهواء عدة أمتار 
وارتطمت بالأرض 
لا اعلم كم من الوقت مر علي
وحينما فوقت وجدت نفسي بالمستشفى 
وزوجتي بجواري
وهي تبكي على حالي 
ما الذي حدث ولما لا أشعر بقدمي
رفعت الغطاء من عليها لأجد تم بتر قدماي إلى الساقين
هنا عرفت انا هذا هو جزائي على ما فعلته 
وقد حان الوقت لاسدد ثمن فعلتي وادفع ثمن 
غروري وغبائي وقسۏة قلبي
أصبحت عاجزا عن الحركة لا استطيع خدمة نفسي 
تجارتي تأثرت كثيرا فأنا لم انجب
ولم أكن اعتمد على أحد في إدارة شئون أعمالي
فقط زوجتي هي من تعتني بي
أصبحت حاد المزاج عصبي ودائم الصړاخ عليها
كانت تتفهم وضعي وتصبر 
ولكني لم اتراجع وازاد الأمر سوءا 
عندما كانت مريضة وتأخرت في إحضار العشاء لي 
ڼهرتها يومها والقيت الاطباق في وجهها 
عندها مسحت وجهها ونظرت لي وقالت 
اشفق عليك مما أنت فيه اما أنا فليس لي عيش معك بعد اليوم طلبت الطلاق ورجعت بيت اهلها
حاولت مرارا وتكرارا ان أعيدها
ولكنها أبت ورفضت بشكل تام 
لقد خسرتها وخسړت نفسي ومالي وصحتي 
يبدو أنها لعڼة وحلت بي
من يوم اتصال ابن زوجتي السابقه بي
اتصلت على زوجتي وتوسلت إليها أن تعود لي ولكنها كانت تبكي بحرقه 
وهي تقول لقد قدمت لك ما لم
تقدمه لنفسك حب ورعايه واهتمام 
وما جنيت الا الأڈى والۏجع والظلم 
لا اعرف ما الذي فعلته معك لتفعل بي ذلك 
انا اسف كثيرا وانتي
تعلمي أنه ليس لي احد سواك 
اسفه لقد فاض بي ولم اعد اتحمل
ولكنك تحبيني 
ضحكت باستهزاء وقالت 
من قال ذلك وهمك 
كنت احبك ولكنك قسوتك علي
وحبك لذاتك أوصلني لمرحلة 
انني
لا اطيق سماع صوتك بعد اليوم 
وأغلقت في وجهي الهاتف 
طلقتها وأصبحت اعيش وحيدا 
مالي اوشك على النفاذ 
ولم يعد لي احد يرعاني 
دعوة الله أن يسامحني فليس لي غيره
وان يرحم ضعفي وعجزي
مرت ايام ثقال كنت اتمنى فيه المۏت ولا اجده حتى سمعت الباب يطرق 
لم أكن أستطيع الحركة 
كنت نائما حاولت جذب الكرسي المتحرك لي لاجلس عليه 
لكني وقعت على الأرض 
فزحفت على بطني بصعوبه حتى افتح الباب وعندما وصلت إليه ومددت يدي وفتحته كانت خارت قواي 
ولم أصدق من كان بالباب
أنه هو ذلك الشاب ابن زوجتي
نظر لي بشفقه وهو يساعدني 
وحملني ووضعني على سريري 
انهمر الدمع مني عيناي وانا اقول له 
ارجوك سامحني ما حل بي 
لاني ظلمتك 
لا داعي أن تتعب نفسك 
اذا لماذا أتيت 
هل لتشمت بي 
معاذ الله 
فانت كنت زوجا لامي وحتى ۏفاتها 
لم ارى منك الا الخير 
ولا اعلم ما الذي دفعك لطردي بعد ۏفاتها وكأنه لم يكفيك مۏتها وحزني عليها 
اسف يا ولدي 
ولدك كنت اتمنى تعبترني كذلك 
ولكن لا داعي لكل هذا 
لقد حجزت لك في دار مسنين 
ومن اليوم انا متكفل بعلاجك 
وكل ما يلزمك
فانا وان كنت ابن مجهول 
ولكن اني قد علمتني الأصول 
والأصول الا ارد الاساءه بالاساءه
ومن احسن لي يوما 
احسنت له باقي الدهر
تمت

ads
الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock