ad general
روايات

جديد سوما العربي

ads

صمتت الأم تتنهد بأسى وعجز تكمل:
-حلبية
-أيه؟!! يعني ايه؟!
-يعني من الحلب الي هما الغجر، انتي ماتوعيش على الكلام ده، بس زمان كانوا موجودين والقرب منهم عار، لما كانوا يحلوا على بلد كانوا بيعاملوهم زي الوبا، يسيبوهم على طروف البلد والغجر بردو سمعتهم مش الي هي، كانوا هليبة وحراميه يسرقوا الكحل من العين، بس انا مش ذنبي ان أمي حلبية لكن ابويا كان راجل شريف، أتجوز أمي بعد ما لافت عليه وشغلته، دي كانت البدايه بس بعد ما اتجوزها عقلت وبقت من ايده دي لأيده دي وماتت على سجادة الصلاة، لكن بردك الناس مش بتنسى واهل أبوكي فضلوا فاكرين، يوم ما فاتحهم بس في الموضوع….يااااه، نار بعيد عنك والبيت دب فيه الصوات وجدك حالف بأيمان المسلمين مايحصل…بس أبوكي صمم …و…

قاطع حديثها صوت اتصال فابتسمت باتساع:
-ده ابوكي، تلاقيه بيقولي انه قرب عشان أحمر الفرخه.

فتحت الاتصال بنفس البسمه لكن سرعان ما تلاشت وهي تسمع صوت غير صوت زوجها يخبرها انه قد أنصاب في حادث جسيم .

وصلوا للمشفى ركضاً كل منهما تستند على الأخرى بهلع.

سألت عنه طيبة بقسم الإستعلامات فأخبروها أنه في الطوارئ.

ads

ركضت كل منهما والأم تلهس من شدة الحمل لكنها كانت تركض، وصلا لأحد الغرف حيث خرج الطبيب فسألته طيبة:
-لو سمحت يا دكتور بنسأل عن الحالة اللي جايه من شويه، الأتوبيس السياحي اللي اتقلب.
-اه السواح بخير والسواق بس عنده كدمات كتيره كسر في الحوض.
-طب…و …بابا…المرشد اللي كان معاهم.

سألت بتقطع وقلق فكلام الطبيب لم يكن مبشر وبالفعل صدق حدسها فقد تحولت ملامحه للأسف الشديد وردد:
-لا البقاء لله
انهارت الأم صراخاً وما عادت ترى أمامها بينما طيبة قد ذهب عقلها وتمسكت بتلابيب الطبيب الشاب الذي كان يهم بالرحيل، اخذت تهزي :
-البقاء لله ايه، لا…خده ..خده حطه في الإنعاش ولا…ولا اعمله بجهاز الصدمه ده، اعمل اي حاجه .
-وحدي الله يا انسه، والدك جاي خلصان أصلاً، وحدي الله.

حررت كفيها بصدمة من على قميصه وألتفت ترى والدتها تصرخ منهارة وبعدها صمتت نهائياً وسكن جسدها

ويلها ويلين، والدها جثة بالداخل و والدتها الحامل مغشي عليها بالخارج.
لم تكن تحسن التصرف ولا تعرف أين تذهب وتجيئ، وحيدة مكسورة الظهر وملكومة.

إجراءات الدفن تمت، وقفت تدفنه مع أهل حيها، الأم كانت تحت تأثير المنوم وهي لا تعرف رقماً للتواصل مع أهل والدها كي تدفنه في بلدته بمقاب العائلة، وقفت مع جارهم الحاج شوقي ترتدي الأسود وهي محتارة تردد:
-مانستنى ماما تفوق وتقولي رقم اكلمهم عليها.
-يابنتي إكرام الميت دفنه وابوكي ميت من إمبارح وامك الدكتورة بيقول ضغطها عالي وده خطر على وضعها فمديها منوم طويل المفعول، وانا ماعرفش غير ان أبوكي إسمه مهران الكاشف وعيلته في قنا لكن فين تحديداً ماعرفش.
-ندور على الفيسبوك.
-وده كلام يابنتي؟؟ ده على ماندور ونبعت وحد يردلنا خبر تكون الجته لا مؤاخذة اتحللت .

ads
الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock