ad general
روايات

سكر ناعم حصري الفصل الثالث للكاتبه اسما السيد

ads

ـ خليكي هنا ياماما.. إوعوا حد يتحرك من مكانه؟

نسرين بخوف..

_ طب ابقي طمني؟
_ حاضر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كان ممكن يعدّي من جنبها عادي زي أي حد، لكن في لحظة، الدنيا كلها اتلخبطت.. ملامحها وقفت الزمن، وضحكتها كانت كفيلة تغيّر مزاج يومه كله. من قبل ما يعرف اسمها، هو كان حافظها بنظره.

امام محطه القطار.

ads

تميل للامام، وتستند بيديها علي ركبتيها،  لتلتقط انفاسها، بعدما وصلت بالحصان، من الطريق الزراعي المختصر بوقت قياسي

ولخوف الجميع منه ليلاً..لم يسلكوه وراءها
تركت الحصان علي باب المحطه، الذي عاد سريعاً لصاحبه..

استطاعت الهروب أخيراً من قبضه والدها..

وتذكرت ما فعلته ببدر وهتفت بذعر:

_ يالهووي.. يالهوي.. ليكون مات.. يبقي بدل مااهرب من سجن ابويا.. هدخل السجن رسمي.. اعمل ايه..دلوقت..؟

وضعت يدها علي فمها خوفا،  وبأيدي مرتعشه

_ يارب مايمـ,ـوت،انت عالم أن مكنش قصدي أذيه لحد.
استمعت للنداء علي القطار الذي سينطلق بعد دقائق..
ماذا تفعل الان..؟
خطر علي بالها نيره…لربما تستطيع انقاذه؟
خرجت هاتفها التي اشترته لها خالتها وكانت تخفيه من والدها لتحاكيها، هي وأمها بعيداً عنه..
ابوها الظالم.. الذي يحسب انه يكد ويكافح وعليهم اطاعته.
ولولا اموال خالتها التي دستها لها، بڤيزا تهرب للمدينه لتصرفها، كل أول شهر لما استطاعت دفع حتي أموال دروسها..

دروسها التي تخبره امها انها تدفعهم من حياكتها للملابس..

بكت بحرقه طفله..خائفه مما فعلت..

مهما حدث هي طفله..وليست تلك القويه التي تظهرها..

نظرت لهاتفها الذي يرن باسم خالتها..
اجابت عليها بسرعه..
ـ جوان بدموع…

_  الو ياخالتو
ـ انتي فين ياجوان.. انا قلبي مرعوب عليكي..
عرفتي توصلي المحطه.؟

جوان ببكاء..
_  أنا خلاص في المحطه ياخالتو … بس انا..؟
ـ بس ايه ياجوان؟…
يالا اركبي أول قطر، ومكان ماتكوني هبعتلك السواق ياخدك من مكانك، المهم تخرجي من العذبه دي..
ـ جوان ببكاء تخفيه ببراعه….
_ حاضر ياخالتو.
ـ متقلقيش يا حبيبتي، اطمني ياجوان، انا بثق فيك.. جمدي قلبك، واعملي الصح.. هتلاقيني علطول في ظهرك..
اغلقت مع خالتها بعدما.. تشجعت قليلا..

لمحت اناس تعرفهم، يبحثون بمحطه القطر..
اندفعت لداخل القطار سريعاً..
وأول ما وضعت قدمها.. تحرك القطار..
رفعت هاتفها تحاكي نيره….

لعلها تستطيع مساعدتها..لتطمأنها فقط انه لم يمت..
مسحت دموعها..وضربت رقمها..
وهي تدعي..بصمت..يااارب
يارب مايكون مات..
ــــــــــــــــــــــــ
قلبه سيخرج من أضلعه خوفاً عليها..لا خبر عنها، منذ كانا معاً..والدها ونظراته له، لا تريحه أبداً..

مؤكد حدث شيء..قلبه يخبره ذلك، منذ متي تستطيع موده ان تغمض عينيها قبل الإطمئنان عنه..

حتي الجامعه واصدقاءها، لم يعلموا عنها شيء..

اتكيء برأسه علي المقود الخاص به ، لا يعلم كيف يتصرف، هو بدونها كطفل شريد، اليوم بدونها لا يحسب من عمره..

رفع رأسه، فوقعت علي والدها الذي يجلس علي مقعد القهوه أمامه يحتسي القهوه، ويشاهد مباراة ما..

بلا تفكير هبط وجلس بالمقعد أمامه..صدم الرجل من وجوده، وهتف بغضب

_ ايه العشوائية دي..حد سمحلك تقعد

لم يهتم ..هتف كطفل شريد..

_ فين موده يا عم محمد ..
هم الرجل بالوقوف، والصراخ..ولكن امسك سيد بيده بقوه..
_ وانت مالك ومال بنتي يا سيد

_ داخل بجمعية ب١٠٠الف ، وهجيب شبكه زي ما تطلب، وهأجر شقه تليق بيها، وشويه شويه، أبيع الميكروباص وأجيب تاكس..
كل اللي تقول عليه ماشي، بس متفرقش بينا ..

_ ولو معاك مال الدنيا يا سيد، أنت لا..

سيد بمراره

_ ليه ؟

_ عشان لقيط..ملكش أصل..الفلوس تشتري كل حاجه، بس متشتريش أصل..لو عرفت تشتري بيهم أصل، تعالي اجوزهالك يا…ياسيد..

ترك سيد يده، ورحل والدها، بعدما دفع حساب القهوه، وقذفه بنظره دونيه، وصعد..

______________

ببيت الناظر..
انطقي يابنت ال….. راحت فين؟
نيره برجفه، وعيون من كثره الدموع تفتح بصعوبه…

_ والله يابابا.. ماأعرف انا خرجت ،ابص علي اللي بتعملوه..دخلت ملقتهاش.. والله صدقني..؟
حمدي بنواح..

_ ياغمك ياحمدي.. بنتي حطت راسي في الطين..
كانت بتهرب في السر، ومحدش بيعرف..دلوقتي الناس كلها عرفت وانـ,ـفضحت..لازم اقـ,ـتلها واشرب من دمها..
ونظر لزوجته الباكيه.. مردفاً بحقد..

_ أكيد أختك السبب.. اختك الخاطيه اللي كانت فضحانا زمان مع ابن الاكابر..
انتفضت سمر ، وهتفت بحده وقوه لاول مره….

_  أنت نسيت نفسك، ياحمدي وأختي ذنبها ايه؟

إحنا مقاطعينها من ست شهور بسببك، وكمان هي مش هنا.. ومبقناش نكلمعا، ولا عادت بتنزل من بعد خناقتك معاها، أختي اشرف منكو كلكو
وانت عارف لو مكنتش شريفه مكنتش قعدت علي زمه جوزها دقيقه..
انتو ايه؟
كفايه بقي ظلم…. منك لله ياشيخ انت السبب..
ياما قولتلك جوان مش زي جميله، هتضربها وتسكت.. وترضي..لا ضحكت علينا كلنا ونيمتنا
ومفكر انها هترضي بالامر الواقع..
منك لله ضيعت بناتي الاتنين.. اااه يا غلبي
وحرقه قلبي..
إقتربت ، وجذبت نيره بقوه من يد والدها..
ابعد عنها، حرام عليك عاوزها تطفش هي كمان..
مش كفايه جميله اللي قطعتنا ومنعرفش عنها حاجه..واهي كمان جوان هربت..
كفايه سيبها..قومي يانيره..، بنتك ملهاش دعوه ياصابر.
متضربهاش.. بناتي ضاعو والسبب ابوهم..
ربنا يحرمك من نور عينك ياحمدي زي ماحرمتني من بناتي واختي..
منك لله..
منك لله..الهي يحرمك نور عنيك..
حمدي بصدمه…لأول مره تدعي عليه هكذا..
ارتد للخلف وأسرعت نيره لغرفه جدها النائم من اثر الدواء.. واغلقت علي نفسها..
لمحت هاتفها يضئ ..مدت يدها وجذبته..واجابت مسرعه..

ـ جوان..انتي فين..؟

ـ جوان ببكاء، اسمعيني يانيره مفيش وقت..
وحكت لها..ماحدث..
ـ يلهوي.. يا جوان..ليكون مات…
جوان بشهقه…
ـ انا مش عارفه يانيره انا خايفه يمـ,ـوت ويعرفو ان انا.. روحي انقذيه..يانيره..ارجوكي
نيره بخوف عليها..اوصفيلي المكان.؟
جوان..هو ورا بيتنا يانيره..مش بعيد..
نيره..بخوف..هحاول أخرج ياجوان..متخافيش
روحي انت..وزي مااتفقنا.. هتهربيني انا كمان
جوان بابتسامه من وسط دموعها..
_ ههربك يانيره، بس ياكش الحق..قبل مايجي الامير اللي نفسك فيه ويخطفك..
ابتسمت نيره من وسط خوفها..لتذكيرها باميرها التي تحلم به ليلا ونهارا..كما ابطال الروايات..
وخرجت تتسلل بهدوء..كما خرجت جوان
نيره علي درايه كبيره بالاسعافات لانها تعمل مع طبيب الجراحه الوحيد بالعذبه..ولشده حب الطبيب العجوز لها..علمها كل شئ عن الجراحه، كما لو كانت طبيباً متمرسا منذ دخولها التمريض..وهي تعمل معه..
حتي ان نساء العذبه كلها تأتي لها لتوصف لهم الدواء بنفسها..
حملت حقيبتها الطبيه… وانطلقت وسط المزروعات..بكشاف بيدها..
ولقرب المكان من بيتهم.. قطعته سريعاً. حتي وصلت له.. وصدمت من منظره..
نيره.. يخرابي دا دمه ساح..
الله يسامحك ياجوان.. كان عقلك فين؟
ربنا يستر..
لبست الجوانتي، واقتربت منه..يارب انت عالم اني عاوزه انقذه.. يارب استرها..
مدت يدها المرتجفه تطمئن، انه مازال علي قيد الحياه.. تنفست الصعداء..
بعدما استشعرت نبضه.،ولكن الجرح عميق جدا؟
وربما حدث له ارتجاجاً بالمخ او ماشابه؟
ـ جلست أرضاً.. واخرجت ادواتها وبدأت تمسح مكان الجرح وطهرته جيداً..وقامت بخياطته بمهاره؟
ولفت جرحه..ولكن قبل أن تمد يدها لتحاول افاقته..
كان هناك صوتا حادا خلفها..

ــــــــــــــــــــــ

امتطي باسل (سراج) جبرا..
لانه بالتأكيد يعلم، أين ترك صاحبه..؟
وكما توقع سار الحصان، وسط المزروعات
الي أن لمح أخيه اخيرا..
صدم وهو يراه مسطحا وبجانبه هي..
والارض غارقه بدماءه..
باسل بصدمه..
لم تره هي كانت مشغوله بما تفعله،
باسم..
_ عملتي في اخويا ايه، دا أنا همـ,ـوتك..

ارتعشت يدها وانصدمت، ووقفت مسرعه..
وهو يعيد عليها السؤال بقوه
ـ عملتي في أخويا ايه.،انطقي،دانا هوديكي في داهيه؟قتـ,ـلتيه…
نيره بخوف ورجفه، فهي تخاف من الصوت المرتفع ويرتجف جسدها….والله ماعملتله حاجه

انا هقولك اللي حصل،يااستاذ..

انا بحاول انقذه والله..

بس الاول سيبني افوقه.هو والله هيبقي كويس..لو مفقش دلوقت هيدخل في غيبوبه ،ارجوك..
باسم بصدمه..دا أنا هوديكي في داهيه..تفوقي مين؟
ابعدي ايدك دي عنه؟

انتي فاكره نفسك دكتوره…

حمل أخيه سريعاً ليضعه بالسياره التي كان يقودها مخيمر، آتياً من  خلفه..كما أمره..
ـ باسم بحده..افتح الزفت دي بسرعه
مخيمر بخوف..حاضر يابيه..
وضع اخيه بالسياره..ودفع مخيمر بقوه..وعصبيه
وخرج جانبه الذي يخفيه ببراعه عن الجميع ..

_ اوعي من وشي..وهاتلي البت دي، اوعي تهرب منك..
قسما عظما لو اخويا جراله حاجه..لكون قتـ,ـلك بأيدي
.
نيره بصدمه..

_ والله ماعملته حاجه، حرام عليك
باسم بحده لمخيمر المصدوم..

_ انت لسه هتنصدم..

قولتلك هاتها واحبسها في اوضه االاسطبل لحد مااطمن علي بدر..
لمح الهاتف في يدها..خطفه منها..
هاتي دا…

نيره بخوف..

_ والله معملتله حاجه
_ اخرسي..ووجه حديثه لمخيمر
ـ قسما عظما لو عرفت انها خرجت لكون قـ,ـتلك  انت بدالها بايدي.

مخيمر بخوف..

_ حاضر يابيه..اوامرك..
جذبها مخيمر من يدها..
_ يالا يانيره يابنتي..ايه بس اللي جابك هنا..؟

نيره بدموع،

_  والله ماعملت حاجه انا شوفته مرمي قولت افوقه..والحقه…

_ طيب يالا، بهدوء بلاش فضايح..

كفايه فضايح الليله، واللي جرا في العذبه، ربنا يتولاكي..
باسم بيه ده يبان طيب،بس  جواه شر زي أبوه  يكفي الكون كله..

مش شكل بدر بيه، شايط علي طول،  بس جواه حليب أبيض
ربنا يستر ويقوم منها..ويبرءك لو كنتي بريئه
نيره بدموع…وجسد يرتجف خوفاً..

_ بالله عليك ماتقول لحد،  وخصوصا اهلي، وانا هاجي معاك..

_ طب ولما يدورو مايلقوكيش..هتعملي ايه؟

نيره بقهر..
_ هيقولو هربت زي جوان.. أنا في الحالتين ادمرت خلاص ياعم مخيمر..

_ اما يقولو هربت..احسن مايقولو قـ,ـتلت..

مخيمر بحزن عليها..

_  حاضر يابنتي تعالي ..ربنا يتولاكي يانيره.. يابنتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مكنتش مستعد.. لا للنظرة، ولا للرهبة اللي سابتني واقف كأني نسيت أنا كنت فين ورايح ليه. هي دخلت حياتي من غير إذن، وأنا وافقت من أول لحظة. #فراس #جميله

بشرم..

صعق من  فعلتها واستسلامها..
وقفت أمامه بهيئتها المذريه ، ولكنها مهلكه بعينه
رآها بعين الذئب التي يمتلكها…فسرح بها، ولكنه استفاق علي آخر لحظه..ووعي لما يحدث، إنها تنتـ,ـحر..

حاول اكثر من مره،  أن يتفادها، وصرخ بها ولكنها كانت مرحبه بهلاكها..

جحظت عيونه صدمة،  وهو يضغط علي فرامل السياره، ليتفاداها  هو علي أخر لحظه..

ولكن تأتي الرياح دائما بما لا تشتهي السفن
وتأتي سياره   باتجاهها متعمده..  رآها جيداً
من خلفها، و اطاحت بها…

صرخ وصرخ بها  أن تبتعد، ولكن لا فائده، هبط  مسرعا..مذهولاً مما يحدث..

أسرع  إليها ، كانت في حاله مذريه، فتحت عيونها ورأته أمامها، وبنبره محطمه، وبحروف تخرج علي حده بصعوبه..

ـ ارجوك سيبني أمـ,ـوت ، أنا كدا كدا مـ,ـيته..
فراس بصدمه.

ads
الصفحة السابقة 1 2 3 4 5الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock