ad general
قصص قصيرة

في ديسمبر عام 1968 كانت باربرا جين

ads

في ديسـمبر عام 1968، كانت باربرا جين ماكل، الطالبة الجميلة ذات العشرين ربيعًا في جامعة “إيموري”، منهكة من الحمى والإنفلونزا. قررت والدتها أن ترافقها إلى فندق هادئ في مدينة ديكاتور – جورجيا، لتعتني بها بعيدًا عن ضجيج الجامعة.

لم تكن الأم أو الابنة تدري أن تلك الليلة ستصبح كابوسًا حيًّا سيطاردهما للأبد.

مع دقات منتصف الليل، طرق الباب رجلان يدّعيان أنهما من الشرطة. فتحت الأم الباب بقلق، لتجد نفسها في مواجهة غاري ستيفن كريست ورفيقته روث إيزيمان شايِر. في لحظة خـاطفة، انقضّا عليهما. أُغمي على الأم بعد أن خُدّرت،بينما اقتادوا باربرا، المرجفة والضعيفة من المرض، بالقوة خارج الفندق.

لم تكن باربرا تعلم إلى أين . السيارة تنطلق في طرق مظلمة مهجورة، حتى توقفت في منطقة نائية. هناك، رأته… الصندوق. صندوق غريب، لامع من الداخل، مصنوع من الألياف الزجاجية، مجهّز بأنابيب للهواء، وبقوارير ماء، وأطعمة معلبة، وحتى مصباح صغير. لم يكن مجرد صندوق، بل قبر مُعد بعناية.

صرخت باربرا، توسلت، بكت. لكن دون جدوى. 

ads

في تلك اللحظة، كانت باربرا وحدها في ظلام خانق،وأن حياتها كلها معلقة على مبلغ فدية ضخم طلبه الخاطفان من والدها: 500 ألف دولار، وهومبلغ يعتبر من أضخم المبالغ في التاريخ حينها.

انتشر الخبر كالنار في الهشيم. الـ FBI أطلق عملية مطاردة محمومة، بينما كان والدها، الثري “روبرت ماكل”، يتوسل أن تعود ابنته حيّة. الفدية دُفعت، لكن مكان باربرا ظل مجهولًا. 

وعندما بدأ الأمل يذوي في قلبها، جاء الخلاص. في يوم 20 ديسمبر، حصل الـ FBI على خيط من غاري كريست نفسه، الذي ترك دلائل غامضة لمكان الصندوق، فأدركوا المكان. هرع العملاء إلى الموقع، وبدأوا يحفرون بجنون. وفجأة، بعد ساعات من التنقيب، سمعوا صوتًا خافتًا يتسرب

عيناها غائرتان، جسدها جاف كالرماد… لكنهاحيّة. 

أما الخاطفان، فسرعان ما سقطا في قبضة العدالة:

غاري كريست حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن أُطلق سراحه بعد عشر سنوات فقط، ليحاول لاحقًا خداع الجميع بأنه طبيب، قبل أن يُسحب ترخيصه.

روث إيزيمان شايِر قُبض عليها بعد أشهر، وقضت 4 سنوات فقط خلف القضبان، ثم رُحلت إلى هندوراس.

باربرا كتبت مذكراتها بعنوان “83 ساعة حتى الفجر”، لتروي للعالم قصة الجحيم الذي عاشته، وكيف نظرت إلى الموت وبقيت على قيد الحياة. القصة تحولت فيما بعد إلى أفلام ومسلسلات وثائقية، لكنها حتى اليوم تظل واحدة من أكثر قصص الاختطاف رعبًا وصدمةفي التاريخ الأمريكي.

ads

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock