حلم يعقوب
حلم يعقوب
في ٢٤ إبريل ١٨٥٦، خرج المزارع (صامويل كوكس Samuel Cox) من الكوخ بتاعه اللي في غابة (پاڤيا Pavia) عشان يشوف الكلب الخاص به بينبح ليه بشراسة كده.. يومها كانت زوجته (سوزانة Susannah) قاعدة في الكوخ عادي، وسايبة ولادها الاتنين بيلعبوا في الفناء الخلفي، واسمهم
١) چورچ (George).. ٧ سنوات.
٢) يوسف (Joseph).. ٥ سنوات.
الأب (صامويل) سحب بندقيته وخرج عشان يتفقّد الغابة ويشوف كلبه اصطاد إيه، لكن لما رجع الكوخ تاني بعد حوالي ساعة تقريباً اكتشف إن أطفاله الاتنين مش موجودين.
فاجتمع ١٠٠ راجل من أهل البلد يومها، وفضلوا يمشّطوا الغابة لغاية منتصف الليل، وفتّشوا كل جزء فيها عشان يعثروا على الأطفال، لكن للأسف مفيش أي أثر ليهم.
في اليوم التاني، بلغ عدد الرجال اللي بيبحثوا أكتر من ١٠٠٠ شخص، واستمر البحث لمدة ٣ أيام متواصلة، لدرجة إنهم قرّروا يفتّشوا الترعة المائية اللي بتقطع الغابة لاحتمالية إن الطفلين يكونوا غرقوا فيها.
لكن للأسف مفيش أي أثر للطفلين نهائي؛ فقرّر أهالي البلد إنهم يقتحموا الكوخ الخشبي بتاع (صامويل) نفسه، وده لإنهم كانوا معتقدين إنه قتل أطفاله الإتنين ودفنهم تحت الكوخ وبيعمل التمثيلية دي كلها عشان يكسب تعاطف الناس معاه.
وبالفعل، هدّوا الكوخ تماماً، وحطّموا الأخشاب كلها، وجرفوا الأرض بأكملها على أمل إنهم يعثروا على چثث الطفلين، لكن للأسف برضه محدش قدر يوصل لحاجة؛ فعادوا لبيوتهم بعد ما يأسوا نهائياً من العثور على (چورج) وأخوه (يوسف).
وفي ٢ مايو ١٨٥٦، وعلى بعد ٤٠٠ كيلو متر، كان المزارع (يعقوب ديبرت Jacob Dibert) سمع بقصة اختفاء الطفلين، وكان بيتمنى إنه يقدر يساعد أبوهم في العثور عليهم في أسرع وقت.. ولما دخل ينام، شاف حلم غريب !
شاف نفسه ماشي في طريق طويل مليان بالأشجار، وفي نهايته كانت موجودة غزالة مېتة، ولما عبر من فوقها شاف فردة حذاء ملقاة جنب جذع شجرة، وبعد كده لاحظ وجود منطقة كئيبة وواسعة جداً على الناحية التانية من الترعة المائية.
وكان عنده احساس في الحلم إن الطفلين موجودين هناك، لكن قبل ما يوصل للمنطقة دي صحي من نومه.. طبعااااااااً اعتقد إنه مجرد حلم بسبب تأثّره بقصة الاختفاء المفاجئ للطفلين، لكن المشكلة إن الحلم اتكرر أكتر من مرة.
وفي ٧ مايو ١٨٥٦، قرر إنه يسافر للقرية اللي قاعد فيها (صامويل) عشان يحكيله الحلم الغريب ده، وهناك خرجوا أهل البلد معاه عشان يفتّشوا في المكان اللي بيشوفه كل يوم في الحلم.
وبالفعل، عثر على الغزالة المېتة، وبعدها فردة الحذاء لغاية ما لاحظوا وجود منطقة واسعة وكئيبة جداً وكثيفة بالاشجار، ورغم صعوبة وصول الطفلين للمكان ده إلا إن أهالي البلد دخلوها بالمشاعل.
وأول ما وصلوا هناك، وجدوا (يوسف) واخوه (چورج) ممددين على الأرض بعد ما ماتوا من الجوع والعطش وشدة البرودة، يعني هم فقط تاهوا في وسط الغابة وفقدوا القدرة على الرجوع لبيتهم.
وفي ١٩٠٦، يعني بعد مرور ستين سنة تم وضع ڼصب تذكاري في المكان ده عشان يخلّد قصتهم، وغرابة العثور عليهم بواسطة حلم من راجل غريب، وبعد عشرات السنين أصدرت المغنية والعازفة (أليسون كراوس Alison Krauss) اغنية بتخلّد القصة دي بعنوان (حلم يعقوب Jacob’s Dreamشارك
