
الجزء التاني و الأخير: لما الحقيقة توجع
سامية كانت قاعدة قدام الظابط مش قادرة تتنفس.
صوت قلبها أعلى من أي حاجة حواليها.
قالت له وهي صوتها بيرتعش:
“نصب؟! حضرتك أكيد غلطان… محسن عمره ما يعمل كده!”
الظابط بصّ لها وقال بهدوء:
“إحنا كنا بنراقبه بقالنا شهرين. في بلاغات كتير ضد واحد بنفس الاسم، وطلعت بطاقته الأصلية في شقة في المهندسين… بس اللي لقيناه جوّا الصندوق في الشقة كان مفاجأة.”
قالت بخوف:
“إيه اللي لقيتوه؟”
الظابط أخرج ظرف شفاف فيه صور…
كانت صور سامية نفسها!
صور من أيام ما كانت في الجامعة، وفي منهم صورة ليها وهي واقفة قدام بيتها القديم، وصور من الشغل.
“الصور دي كانت في شقته، ومعاها ورق مكتوب عليه اسمك بالكامل، ورقم بطاقتك، وتفاصيل عن حياتك.”
سامية صُدمت. حسّت إنها مش قادرة تتكلم.
“محسن؟ كان بيترقّبني؟ ليه؟!”
الظابط قال:
“واضح إنه كان بيستعد يستغلك في حاجة… بس في حاجة تانية غريبة. الاسم الحقيقي اللي طلع في أوراقه مش محسن عبد الحميد.”
رفعت عينيها بسرعة وقالت:
“يعني إيه؟”
“اسمه الحقيقي ماهر عبد الرازق. نصّاب محترف مطلوب في كذا محافظة. استخدم هويتك في شغل على النت باسمك، وفتح حساب بنكي مزيف على اسمك من أسبوع.”
الدنيا لفت بيها.
فضلت قاعدة ساعات مش عارفة تستوعب حاجة.
رجعت بيتها وهي مشيا كأنها في حلم.
لكن اللي زوّد خوفها، إنها لما وصلت لبيتها، لقت باب الشقة مفتوح شوية.
قلبها وقع، دخلت بحذر، لقت كل حاجة مكانها… إلا ظرف على الترابيزة.
الظرف ده عليه نفس الخط اللي كان في الرسالة الأولى.
فتحت بإيدين بترتعش… لقت مكتوب:
“سامية… أنا آسف.
ما كنتش عايز أستغلك، بس الدنيا وجعتني أكتر منك.
كنت شغال في الشغل ده عشان أخلّص دَين كبير، بس لما شُفتك… كل حاجة اتغيّرت.
لو بتحبيني فعلاً، ما تصدقيش إن كل اللي بينّا كان كدب.
لو عايزة تشوفيني آخر مرة… استنّيني بكرة الساعة ٩ في محطة مصر، الرصيف رقم ٧.”
سامية فضلت طول الليل مش قادرة تنام.
كل عقلها بيقولها “ده نصّاب”، لكن قلبها بيقول “يمكن بيحبك فعلاً”.
وفي الآخر، راحت.





