
الجزء التاني و الأخير: لما الحقيقة توجع
الساعة تسعة إلا ربع، كانت واقفة في المحطة، الناس رايحة جاية، أصوات القطارات بتصفر.
وفجأة شافته من بعيد… لابس جاكيت أسود ونظارة شمس، ماشي بسرعة كأنه خايف حد يلمحه.
لما شافها، وقف.
بصّ لها وقال:
“ما جتش ليه من الأول، سامية؟ كنت ناوي أمشي من غير ما أشوفك.”
قالت له وهي بتعيط:
“ليه عملت كده؟ ليه لعبت بيا؟!”
قرب منها وقال:
“ما كنتش بلعب… كنت بحاول أخلّص من حياتي القديمة. إنتي كنتِ طوق النجاة اللي ما استحملش يفضل في المية.”
في اللحظة دي، سمعوا صوت صفارة قوية…
واتنين من الشرطة طلعوا فجأة من بين الناس.
الظابط صاح:
“ماهر! مكانك!”
محسن — أو ماهر — بصّ في عينيها وقال بهدوء:
“سامحيني…”
وجري.
سامية حاولت تمنعهم يمسكوه، بس الظابط شدّها بعيد.
وبين الزحمة، سمعوا صوت رصاصة.
الناس صرخت، والظابط جري ناحية الصوت.
دقايق بعدها، رجع وبصّ لها وقال:
“خلص الموضوع.”
انهارت سامية على الأرض وهي بتعيط.
بس المفاجأة ما خلصتش.
بعد أسبوع، جالها طرد بالبريد، من غير اسم مرسل.
جواه مفتاح صغير، ومكتوب في ورقة صغيرة:
“الشقة ١٢ – الدور الرابع – إسكندرية.”
بعد تردد طويل، راحت.
دخلت الشقة بمفتاحها… كانت فاضية تقريبًا إلا من درج مفتوح فيه ظرف.
جواه عقد بنك باسمها، والمبلغ فيه كبير جدًا.
وتحته ورقة بخطه:
“ده نصيبي اللي سددت بيه دَيني… والباقي ليكي.
يمكن أكون نصّاب… بس عمري ما كدبت لما قلت إني بحبك.”
بعد شهور، سامية استقالت من شغلها وسابت القاهرة، وراحت تعيش في إسكندرية.
كل يوم تمرّ من جنب البحر، نفس المكان اللي بدأ فيه كل حاجة…
تضحك بدمعة في عينها وتقول:
“يمكن الحب فعلاً بيغلط، بس عمره ما بيكذب.”





