
ليلة الزفاف وقعت الصدمة
آية كانت بنت حنينة وطيبة، اتربّت في بيت بسيط في حيّ من أحياء القاهرة القديمة. أيام المدرسة كانت بتحب الضحك والبساطة، وبلَّغت سنّ الثامنة عشرة وهي فاكرة إن الدنيا لسه فيها حنية وعدل. كان ليها قريب اسمه رامي — شاب من العيلة، أكبر منها— كان الناس بتحبه، وبيبان قدام الكل إنه راجل محترم. هو قرب منها جامد، كان دايمًا موجود سايب ويدّلعها وبيقول لها: “أنا أخوكي”. آية وثقت فيه واتعلقت بيه.
في ليلة عيد ميلادها الـ18، حصل اللي ماحدش كان يتوقعه: رامي حطّ لها مخدر في المشروب واستغلها وهي فى حالة غياب عن الوعي. آية ما عَرفِتش تحصل حاجة، ماكنتش قادرة تتذكّر غير دوخة وخوف وصحوة بعدين وهي مش قادرة تفهم. الأيام عدّت وهي بتحاول تنسى، لكن جرحها خلفها أثر صعب.
بعد كام سنة اتعرّفت آية على سامر — شاب محترم وودود من الشغل — حبها من قلبه واتجوزها. سامر كان راجل بيحب الطمأنينة والاحترام، وفعلاً عطاها الأمان اللي كانت بتدور عليه. الفرح كان كبير، والعيلة كلها مبسوطة.
وفي ليلة الفرح، حصل المشهد اللي قلب الدنيا عليها: بعد مراسم الفرح ولما بقوا سوا لأول مرّة على انفراد، واحد من أقارب العيلة لاحظ حاجة مختلفة في آية. الكلام انتشر بسرعة — إشاعات عن “إنها مش بكَّر” — وبدون ما حد يسأل ولا يتحقّق، الشك دخل قلب سامر. الراجل الهدّاش، تحت ضغط الناس وكلام العيلة، قرر في لحظة ضعف إنه يسيب آية على طول. سابها في بيت أهلها وطلع وهو مصدوم ومكسور.
آية عمرها ما كانت نية تخون؛ وقفت في الشرفة بتعيط بصوت مخنوق، بتقسم وتوعد: “مش عارفة مين عمل كده ومش أنا السبب.” كانت بتحلف بكل اللي عندها، لكن الكلام ماكنش ليه تأثير قدام رياح الشك اللي كانت شغّالة في بيتها. العيلة اتقسّمت، والناس اتكلمت، وآية راحت قلبها بيتكهر.
اللي قلب الموازين كان ست من قرايبهم — عمة من جهة أمها اسمها سعاد — الست دي كانت بتحب آية حب بصري، وملهاش في الدنيا غيرها. سعاد بعد ما شافت دموع آية وحيرتها، شوفت في ملامحها حاجة مش عادية وبدأت تفتش في تفاصيل الماضي. يوم جرّبت تسأل رامي بطريقة لطيفة، لقيته متخبّط وجايب أعذار. سعاد ما بطلتش، واستمرّت تدور وتجمع خيوط، وبالصدفة لقت حاجة: رسالة قديمة لرامي من واحد صاحبه بيحكي فيها عن ليلة فيها “حكاية غريبة” — الرسالة دي، مع شوية شهود وتذكُّرات من ناس كانوا في الحفل، بدأت ترسم صورة تفسّر اللي حصل.





