كانت غادة دايمًا تقول لنفسها:"الست لما تحب بجد… بتدي أمان من غير ما تفكّر"وهي كانت من النوع ده بالظبط، بتحب سامح من قلبها، شايفة فيه الزوج اللي بيخاف على بيته واللي عمره ما يخون. عشر سنين جواز، وبنت صغيرة اسمها ملك… كانت شايفة إن حياتها مستقرة رغم ضغوط الشغل وظروفه اللي طول الوقت “برا البيت”. لكن الحقيقة؟الحقيقة كانت مستنية اللحظة المناسبة… علشان تطلع في وشها من غير رحمة. الفصل الأول: الوردة اللي وقعت من البوكيه في يوم عادي جدًا… سامح رجع متأخر، ووشه باين عليه إرهاق مصطنع. دخل يدوّب هدومه، ووقع من جيبه إيصال صغير لشركة أفراح. غادة ما كانتش من النوع الشكاك… بس حاجة جواها قالتلها “شوّفي الإيصال”.مسكت الورقة… لقت مكتوب: حجز قاعة زفاف – سامح عبد الجواد ×٠×٠×العروسة: نـــــدى ش…. الدنيا اسودّت قدامها.إوعي تفتكري إنها صرخت؟ولا انهارت؟ولا حتى واجهته؟ لأ… غادة كانت أذكى من كده.قلبها اتكسر… آه.بس عقلها؟ كان صاحي “للدرجة اللي تخوّف”. الفصل الثاني: بداية اللعبة من تاني يوم… غادة بقت زوجة مختلفة.هادية، مطيعة… بتضحك في وشه زي زمان. سامح افتكر إن كل حاجة ماشية تمام.اتطمن.وهنا كان أول خطأ قاتل ليه. غادة بدأت تجمع معلومات…دخلت على الفيس بتاعه من غير ما يحس…عرفت عنوان الشقة اللي مجهّزها لجوازه الجديد…وعرفت إن الجواز هيكون سر لحد ما “الأمور تستقر”. بس المصيبة الأكبر؟إن حساباته البنكية، وشركته الصغيرة، والأصول اللي باسمها هي… هو مش واخد باله إنها “مفتاح كل ده”. الفصل الثالث: ورق المدرسة في يوم… استغلّت إن سامح كان مستعجل على شغل مهم.دخلت عليه وهي ماسكة فايل أزرق… وقالت: – “يا سامح… المدرسة بتاعة ملك بعتالي شوية أوراق لازم تتوقّع. أنا قريت نصهم والباقي مش فاهمة، ممكن توقّع بسرعة قبل ما تنزل؟” سامح، زي أي زوج واثق إن مراته ملاك… مدّ إيده.وقّع.مرّة ورا التانية… ورقة ورا التانية. وهو مستعجل…وهي ثابتة…بتعدّ الدقايق اللي هتقلب حياته. الورق؟ما كانش للمدرسة.كان: تنازل رسمي عن كل ممتلكاته تحويل حساب شركته ليها تفويض شامل وموافقة على بيع البيت كل ده بصيغة قانونية محبوكة، عملهالها محامي ابن حلال أخو صاحبتها. الفصل الرابع: ليلة الزفاف جالها خبر من صديقتها إن الفرح المحدود “للعيلة بس” هيكون بكرة.غادة لبست سواريه أسود، وخرجت من البيت قبل ميعادها بكام ساعة. دخلت القاعة، واقفة في آخرها، ومحدش واخد باله.سامح كان لابس بدلة، واقف جنب عروسته… ضاحك ومبسوط. لحد ما عينهم اتقابلت. الدم نزل من وشه.ندى قالتله:– “مالك؟”قالها:– “غادة هنا…”– “غادة مين؟”– “مراتي.” القاعة اتجمّدت. غادة طلعت على المسرح… بس لا بوظت الفرح ولا زعقت ولا حتى فضحته.بس قالت بصوت ثابت: – “ألف مبروك يا سامح… بس بما إنك بقيت فاضي وخفيف… حبيت أقولّك إن البيت تِباع… والشركة بقت بتاعتي… والحسابات اتقفلت.” نديّت لواحد من الأمن:– “لو سمحت… طلع الأستاذ برا القاعة… ده دلوقتي ملكي.”والراجل ما اعترضش… لأن الورق اللي معاه كان واضح. سامح خرج وهو مش مصدق…وندى؟ قعدت تعيّط بعد ما اكتشفت إن اللي واقف قدامها فاضي… مفلس… ما يملكش حاجة. الفصل الخامس: سقوط الرجل اللي كان سامح اتوسّل…وراح لأهلها…وبكى…وقال إنه غلط وإنه بيحبها وإنها “بوّظت مستقبله”. غادة ردت عليه بكل هدوء:– “زي ما دمرت قلبي… أنا بس وريتك شكل الهدم بيبقى عامل إزاي.” وراحت كملت حياتها…كبرت الشركة…ربّت بنتها…وبقت تحكي قصتها لكل واحدة فاكرة إن السذاجة “طيبة”. بعد سنة… جالها ظرف على البيت من غير اسم.فتحت لقت فيه صورة لقاعة… فاضية…ومكتوب وراها: “أنا اللي خسرت… مش إنتي.”سامح. غادة ابتسمت…وحطّت الصورة في الدرج…وقفّلته. وقالت لبنتها:– “تعالي يا ملك… نروح المدرسة. على فكرة… بابا علّمنا درس مهم.”– “إيه هو يا ماما؟”– “إن الست لما تتخان… ما تنتقمش بصوت… تنتقم بعقل.” الفصل السادس: بداية حياة جديدة بعد سقوط سامح، غادة حسّت لأول مرة بالراحة الحقيقية.الشركة بقيت بإسمها بالكامل، والبيت ملكها وبنتها ملك… وكل حاجة تمام.بس الراحة دي ما استمرتش كتير. في يوم، أثناء تصفحها البريد الإلكتروني للشركة، وصلت لها رسالة غريبة.المرسل؟ شخص مجهول.الموضوع: “سامح مش خسران زي ما فاكراكي”. الرسالة كانت فيها صورة… للشركة من الخارج، وبعض الأوراق اللي على مكتبها.وغادة حست بقشعريرة… وكأن اللعبة لم تنتهي بعد. الفصل السابع: العدو المجهول غادة بدأت التحقيق…استعانت بصديقتها المحامية، وفعلاً اكتشفوا إن سامح عمل شريك جديد صغير في شركته السابقة قبل ما تتنازل الورق.الشريك ده كان معروف بالدهاء، وبدأ يهدد الشركة ويحاول يرجعها لنفسه بالقانون. لكن غادة كانت أذكى…بدأت تلعب اللعبة الذهنية مع الشريك ده، وبطريقة غير مباشرة، بتسرب له مستندات وهمية… تخليه يصدق إنه لو حاول يسرق الشركة، هي هتفضحه وتدمره قانونياً. في الوقت نفسه، بنتها ملك، اللي كبرت وصارت فضولية، بدأت تلاحظ حركة غريبة حوالين والدها الحقيقي… وده خلق توتر جديد في حياة غادة. الفصل الثامن: اللقاء الغامض في يوم، وأثناء اجتماع عمل مهم، دخل رجل غريب القاعة.العينين اتقابلوا… وكانت الصدمة: ندى، العروسة اللي سامح كان ناوي يتجوزها، كانت موجودة مع المحامي الجديد للشريك. ندى قالت:– “أنا مش هنا علشان سامح… أنا هنا علشان حقي. وهو اتعلم مني حاجة قبل ما يغدر.” غادة فهمت إنها لازم تكون حذرة… أي خطوة غلط ممكن ترجع كل اللي عملته بالسلب. الفصل التاسع: خطة الانتقام الكبرى غادة قررت إنها ترفع الأمور لمستوى أعلى.بدأت تحرك المستندات المالية بطريقة ذكية، بحيث يظهر للشريك الجديد وندى إن سامح كان بيخطط لهم نفس اللعبة اللي اتعملتله.الأوراق كانت مثبتة قانونياً إنها ملكها… بس كل خطوة محسوبة تخليهم يخافوا ويهربوا قبل ما يفعلوا أي شيء. في نفس الوقت، بدأت تبني ثقة جديدة مع موظفي الشركة…الكل أصبح عايز يمشي مع ست حكيمة وعقلها سريع، والكل بقي يعرف إن أي محاولة غدر هتبوظ لهم كل حاجة. الفصل العاشر: المكافأة بعد أشهر من الصراع الذهني، المحاكاة القانونية، والتهديدات الذكية…الشريك الجديد وندى انسحبوا نهائيًا من أي محاولة لرجوع الشركة أو التدخل فيها. غادة حسّت بنشوة انتصار مختلف:مش بس لأنها وقفت ضد سامع وندى…لكن لأنها تعلمت لعبة العقل، وكيف إن الصبر + التخطيط الذكي أحيانًا أهم من القوة والغضب. الفصل الحادي عشر: درس للبنات غادة جلست مع بنتها ملك، وقالتلها:– “شوفي يا حبيبتي… الدنيا مش دايمًا عادلة… والناس ممكن يخدعوك… بس العقل والقلب الصح، دول اللي بيخلوك تكسبي أي معركة.” ملك ابتسمت وقالت:– “يعني لما حد يغدر بيا… مش لازم أعصب؟”غادة ردت:– “أيوة… لازم تحمي نفسك صح… بالعقل مش بالغضب.” الفصل الثاني عشر: النهاية (حتى الآن) غادة حققت كل اللي كانت عايزاه: سامح؟ بقي ذكرى فقط. الشركة؟ ملكها بالكامل. بنتها؟ معلمة من الدروس الواقعية عن الحياة. لكن الحياة دايمًا فيها مفاجآت… واللي حصل قبل كده خلى غادة تعرف:أي ورقة، أي توقيع، أي ثقة… ممكن تتحول لسلاح لو استخدمتها صح. الفصل الثالث عشر: الغدر اللي ما اتوقعش بعد الانتصار الكبير، غادة بدأت تحس إن الحياة صارت أهدأ.الشركة ماشية كويس، بنتها ملك ناجحة في المدرسة، وكل شيء تمام… لحد ما وصلتها رسالة على الإيميل من محامي دولي. الموضوع كان صادم:سامح مش بس كان خسر الشركة والبيت… لأ، ده كان مستعد يهرب برأس مال سرّي كان مخبيه في حسابات خارجية.وكمان… اتضح إنه اتعاون مع شخص غريب اسمه رامي، رجل أعمال ثري من بره مصر، عنده نوايا شريرة لابتزاز غادة والشركة. غادة حسّت إن اللعبة بدأت من جديد… بس عقلها كان جاهز. الفصل الرابع عشر: الحيلة الذكية بدل ما تواجه سامح مباشرة، غادة قررت تعمل خطة مضادة: بدأت تتعاون مع محاميها الدولي. جمعت كل الأدلة اللي تثبت إن سامح ورامي يحاولوا تهريب الأموال. عملت مستندات قانونية محكمة بحيث لو حاولوا أي خطوة، كل حركة منهم هتكون مسجلة وقانونية ضده. بس هنا المفاجأة… سامح بدأ يظهر مشاعر ندم حقيقية.بعت لغادة رسالة شخصية:"أنا غلطت… أنا مش قادر أعيش من غيرك" غادة ما ردتش… لأنها عرفت إن أي كلمة ممكن تفتح له فرصة للتلاعب تاني. الفصل الخامس عشر: الحب الجديد في وسط كل الصراعات، ظهر آدم، محاسب جديد في الشركة.شخصيته مختلفة… صادق، ذكي، وبيعرف يحلل كل الأمور بهدوء.ملك حبت آدم من البداية لأنه دايمًا مع ماما، وكمان غادة حست بشيء جديد تجاهه: احترام ومودة من غير مصالح. آدم ما كانش مجرد موظف… ده اتعلم ازاي يلعب اللعبة مع غادة بذكاء، من غير ما يحاول يخدعها أو يسرق ثقتها.وبدأت علاقة جديدة تتكون على أساس الاحترام والثقة. الفصل السادس عشر: المواجهة الكبرى رامي وسامح حاولوا خطوة أخيرة: حاولوا الدخول على البنك الدولي وتحويل مبلغ ضخم. غادة كانت مستعدة… عندها نسخة من كل المستندات، وفريق قانوني جاهز. المواجهة كانت في قاعة محكمة دولية، وغادة واقفة بثقة:– “أي خطوة ضدّي… هتبقى كارثة عليكم.” رامي وسامح ما كانوش متوقعين قوة تحركاتها… وفعلاً، تم إيقافهم، وتم حبس سامح رهن التحقيق الدولي، ورامي اتخلى عن كل أصوله المهددة. الفصل السابع عشر: الخيانة الجديدة والانتصار النهائي في وسط الانتصار، ظهر خبر صادم: أحد موظفي الشركة القديمين كان بيحاول يسرق بيانات العملاء.غادة استخدمت نفس الأسلوب الذكي: أرسلت له مستندات وهمية وكأنها فخ. الموظف وقع في الفخ بنفسه، واتفضح أمام الجميع. غادة ابتسمت… كانت اتعلمت: “الست اللي عارفة تلعب بالعقل، لا يخدعها حد تاني.” الفصل الثامن عشر: النهاية الجديدة (بسعادة) غادة وأدم بقوا شريكين في الشركة… ومشروعهم الجديد نما بسرعة.ملك كبرت وأصبحت فخورة بأمها… تعلمت كيف العقل والذكاء أهم من العاطفة وحدها. غادة جلست على شرفة البيت، شايفة المدينة من فوق، وقالت لنفسها:– “أنا وقعت في الحب… بس مع شخص يستحق ثقتي. واللي حاول يغدر بيا قبل كده؟ بقى مجرد درس اتعلمته، بس مش ذكريات هتأذيني تاني.” الحياة رجعت تبتسم لها… واللي كان يومًا سبب وجع، بقى مجرد قصة تحكيها لأحفادها عن قوة العقل والثقة بالنفس.