
“حين تلاقت العيون تحت المطر”
الفصل الأول: بداية لا تشبه أي بداية
كانت ليان تؤمن أن الهدوء هو أصدق أشكال السعادة… إلى أن جاء ذلك المساء الشتوي الذي تغيّر فيه كل شيء.
كانت تقف تحت مظلة صغيرة في محطة الباص، والمطر يهطل كأن السماء تبكي معها، فهي للتو أنهت علاقة دامت سنتين وانتهت بخيبة قاسية.
وفجأة، اقترب منها شاب طويل، يحمل كتابًا مبلل الأطراف، وابتسامة خجولة.
قال بهدوء:
“واضح إنو الدنيا اختارت أسوأ وقت لإظهار حقيقتها.”
ضحكت رغم الألم، ورفعت عينيها إليه…
وهنا حدث ما لم تتوقعه:
نظرة واحدة فقط… لكنها كسرت حاجزًا داخليًا عمره سنوات.
اسمه كان سيف.
الفصل الثاني: الصدفة التي ترفض أن تكون صدفة
مرّت أيام، وليان لا تعرف لماذا ذاك الغريب بقي عالقًا في ذاكرتها.
لكن المفاجأة حدثت عندما دخلت المكتبة التي تعمل فيها… لتجده أمامها، واقفًا في قسم الروايات الرومانسية.
اقترب منها وقال:
“كنت عم بدور على كتاب… بس يمكن لقيت إشي أهم.”
ارتبكت، تلعثمت، وانسحبت بسرعة.
لكن شيئًا داخليًا كان ينبض بطريقة لم تختبرها من قبل.
الفصل الثالث: اعتراف يوقظ العواصف
مع الوقت… أصبح سيف يزور المكتبة كثيرًا، ويسألها عن كل شيء:
- الكتب التي تحبها
- مخاوفها
- الأشياء الصغيرة التي تجعل يومها أجمل
وكان يستمع لها وكأنها أغلى رواية في حياته.
وفي ليلة هادئة، بينما كانت ترتّب الكتب، اقترب منها وقال بصوت خافت:
“ليان… أنا ما عم بزور المكتبة علشان الكتب. أنا عم أجي علشانك.”
تجمّدت. قلبها نبض بشكل مؤلم… جميل… مخيف.
لكنها تراجعت خطوة للخلف:
“أنا مو جاهزة… قلبي لسه مأذِي.”
ابتسم وقال:
“قلبي واسع… بستنى.”





