
بركان إثيوبيا… العملاق الذي استيقظ بعد سباتٍ دام 10 آلاف سنة!وما حدث قد يكون مجرد بداية لسلسلة تغيّرات جيولوجية كبرى…
في الساعات الأخيرة، شهدت قرية أفديرا في إقليم عفار الإثيوبي حدثًا غير مسبوق.
الأرض بدأت تهتز… صوت هائل كأنه انفجار قادم من أعماق الكوكب… والدخان غطّى السماء حتى تحوّل النهار إلى شبه ليل.
وفجأة…
اندفع عمود ضخم من الرماد البركاني إلى ارتفاع 45 ألف قدم، ليرى العالم كله المشهد من بعيد.
رماد وصل إلى أجواء اليمن، عُمان، والإمارات… ومع اتجاه الرياح، بدأت الهند وباكستان في إعلان حالة تأهب بسبب تلوّث الجو.
كل هذا بسبب بركان كان يُعتقَد أنه انتهى منذ آلاف السنين:
بركان هايلي جُبّي، الذي يلقّبه العلماء بـ “العملاق النائم”، والذي عاد فجأة دون أي مقدمات.
لماذا الآن؟ ولماذا في هذه المنطقة تحديدًا؟
إثيوبيا تقع فوق واحدة من أخطر النقاط الجيولوجية على كوكب الأرض: مثلث عفار
المكان الذي تتباعد فيه 3 صفائح تكتونية:
- الصفيحة العربية
- الصفيحة النوبية
- الصفيحة الصومالية
إنه الموقع الذي تتشقق فيه القشرة الأرضية حرفيًا، والحمم تبحث عن أي منفذ للخروج.
وقد حذّر العلماء منذ سنوات أن هذه المنطقة هي بداية قارة جديدة في طور التشكّل، وأن انشقاق الأرض هناك مسألة وقت.
لكن ما حدث مؤخرًا كان غير اعتيادي:
نشاط زلزالي متزايد، ضغوط هائلة تحت السطح، وتحركات بركانية لا يمكن تجاهلها.
وماذا عن سدّ النهضة؟
وجود 64 مليار متر مكعب من المياه فوق منطقة نشطة زلزاليًا وبركانيًا ليس تفصيلاً بسيطًا.
العلم يؤكد أن السدود العملاقة قد تتسبّب بما يُسمّى الزلازل المحفَّزة، وقد حدث ذلك سابقًا في الهند عام 1967 رغم أن حجم السد هناك كان أصغر بكثير.
لا يوجد تأكيد قطعي، لكن الربط بين الضغط الأرضي المتزايد، والنشاط الزلزالي، والبراكين القريبة… طرح أسئلة محيرة لدى العلماء.
هل كان بركان “إرتا أليه” جزءًا من القصة؟
هناك احتمال تتحدث عنه بعض الدراسات:
بركان إرتا أليه، الذي يبعد 15 كيلومتر فقط، كان يتسرّب منه الحمم منذ سنوات تحت الأرض… وعندما ارتفع الضغط بشدة، وجدت الحمم طريقها للخروج عبر بركان هايلي جُبّي بدلًا من مسارها المعتاد.
الخلاصة
ما حدث ليس مجرد ثوران بركاني عابر…
بل إشارة جيولوجية مهمة تخبرنا أن المنطقة تدخل مرحلة نشاط غير معتاد، وأن الأرض تتحرّك وتتشكل أمام أعيننا.
الكوكب يتغير… والأحداث الجيولوجية القادمة قد تحمل الكثير من المفاجآت.





