قصص قصيرة

الجزء الأول: لما القلب يغلط

كان يوم عادي جدًا في وسط القاهرة، الزحمة كالعادة، والناس ماشية بسرعة كأنهم بيجروا ورا عمرهم.
وسط الدوشة دي، كانت سامية واقفة قدام كشك عصير صغير في شارع شامبليون، ماسكة كباية قصب ومشغولة بفكرها أكتر من العصير نفسه.
هي بنت عندها حوالي ٢٨ سنة، شغالة في شركة تسويق، عقلها دايمًا بيغلب قلبها… لحد ما قابلت محسن.

محسن كان زميل جديد في الشركة، جاي من الإسكندرية، لابس دايمًا شيك وبيتكلم بهدوء يخليك تصدّق أي كلمة يقولها.
في أول أسبوع ليه، كل البنات كانوا واخدين بالهم منه، بس هو كان بيبصّ لسامية بس.
وفي أول مرة اتكلموا، كان في الكافيتريا اللي تحت الشركة. قالها بابتسامة:

“هو انتي دايمًا مركّزة كده؟ ولا بتخافي تبصي في عيون الناس؟”

ضحكت سامية بخجل وقالت:

“لا بخاف… بس مش من الناس، بخاف أرتاح بسرعة.”

ضحك، وقالها:

“طب ما يمكن ترتاحيلي وماتندميش.”

ومن اليوم ده، حصل اللي محدش كان متخيله.
بقت سامية تروح الشغل متحمسة، تستنى كلمة منه، نظرة، حتى رسالة صغيرة.
وكان هو كمان مهتم بيها بطريقة غريبة، يعرف هي بتحب إيه، وبتكره إيه، وحتى لون نمرتها في المواصلات بقى عارفها!

بس الحب ده ما كانش ماشي في طريق سهل.
لأن في واحدة تانية في الشركة، رانيا، كانت بتحب محسن من أول يوم شافته، وبدأت تحاول بكل الطرق تبوّظ العلاقة اللي بينهم.
كانت بتتكلم معاه قدام سامية، تضحك، تبعت له حاجات شغل ملهاش لازمة، وساعات تحاول تلمّح إن في بينهم حاجة.

وسامية كانت بتحاول تبان إنها مش متضايقة، لكن قلبها كان بيتقطع كل مرة تشوفهم بيتكلموا.

وفي يوم، بعد الشغل، محسن قالها:

“تعالي نتمشى على الكورنيش شوية، نفسي أقولك حاجة.”

نزلوا يتمشّوا، الهوا كان لطيف، والليل هادي، والأنوار منعكسة على الميّة.
بصّ لها وقال:

“سامية، أنا عايز أطلب إيدك.”

اللحظة دي كانت بالنسبالها زي حلم… بس قبل ما ترد، موبايله رن.
بصّ في الشاشة، واتوتر.
قالها:

1 2الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock