
الرجل الأزرق… حين يتحوّل العلاج المنزلي إلى كارثة دائمة
لم يكن بول كاراسون يسعى للفت الانتباه، ولم يتخيل يومًا أنّ مظهره سيصبح خبرًا عالميًا، لكن التغيير الذي ظهر على جلده كان صادمًا بما يكفي ليقلب حياته. فبين ليلة وضحاها لاحظ أن بشرته تحولت إلى لون أزرق رمادي واضح، ليس خيالًا ولا خدعة، بل نتيجة حالة طبية نادرة تُعرف باسم الأرغيريا.
ما حدث لم يكن لغزًا، بل نتيجة قرارات اتخذها بحثًا عن علاج لمشاكل صحية لازمته لسنوات؛ كان يعاني من التهابات متكررة في الجيوب الأنفية، وتهيج حاد في الجلد، وحموضة مستمرة. ولأنّه فقد ثقته في الأدوية التقليدية، لجأ إلى الفضة الغروية التي حضّرها بنفسه، يشربها بانتظام ويضع مراهم تحتوي عليها. ومع الوقت تراكمت جزيئات الفضة تحت الجلد وتشبثت به بشكل دائم لا يمكن عكسه.
تغيّر لون وجهه فحوّله الناس إلى قصة، لكن قليلين فهموا أنه كان مجرد رجل يحاول أن يخفف ألمًا طال أمده. تخبّأ الإنسان خلف اللون، وبقيت التجربة درسًا لا يحتاج تفسيرًا: بعض العلاجات المنزلية تحمل مخاطر لا يتوقعها أحد، وخطأ واحد قد يترك أثرًا لا يزول.
اشتهر بول بجلده الأزرق… لكن حقيقته لم تكن في اللون، بل في الثمن الذي دفعه بحثًا عن شفاء لم يجده.





