منوعات

“صمت القبو المميت”

كان يومًا عاديًا في منزل صغير بأرياف روسيا، عندما جلست ماريا، البالغة من ثماني سنوات، على طاولة المطبخ ترسم حصانها المفضل. والدها ميكاييل، ذو الـ42 عامًا، كان يقطع البصل وعيناه تدمعان.

اقترب منها يمزحها، لكنها ضحكت حين اكتشفت أنه وضع البصل في الزيت ونسى أحد المكونات المهمة. نادى ميكاييل زوجته أناستازيا: “هل لدينا بطاطا؟” فأجابته: “نعم، في القبو، لكنها قديمة قليلًا”.

ذهب ميكاييل إلى القبو ولم يعد. بدأ البصل يحترق على الموقد، فهرعت الجدة لإطفاء النار وفتح النوافذ. وصلت أناستازيا غاضبة تصرخ: “تعال وانظر ماذا فعلت!”، لكنها لم تجد أحدًا يجيب.

سقط الصمت على المنزل، دقائق مرّت ببطء مخيف، كأن الوقت توقف. ماريا والجدة تبادلتا نظرات مرعوبة نحو باب القبو… وكأنه ابتلع أصوات الجميع.

قررت الجدة النزول للتحقق، وبالمصادفة كان جورجي، شقيق ماريا، يلعب ألعاب الفيديو. نادت عليه الجدة: “اخفض الصوت… لنرى ما في القبو”، فتح باب القبو ونظر للأسفل وقال بصوت خافت: “ها هما بالأسفل”. ثم نزل وأغلق الباب خلفه.

مرت لحظات مشحونة بالخوف… لا أحد يعود، صمت قاتل، والوقت يثقل الأجواء.

ماريا، الصغيرة، شعرت برعب يلتف حول جسدها، اقتربت من باب القبو، وبدأت النزول ببطء. فجأة، طرق الجار الباب ودخل مسرعًا. سمع بكاءً خافتًا من الأسفل، نزل بسرعة… وما أن وصل، تجمد مكانه.

رأى ماريا جالسة تبكي، وحولها أفراد العائلة ممددين بلا حراك، صامتين… كأن الموت ابتلعهم جميعًا في لحظة واحدة.

💡 اللغز الصادم: القبو لم يكن مسكونًا، ولا هجومًا غامضًا، ولا وحشًا مخيفًا…
كان السبب البطاطا القديمة المتعفنة التي أطلقت غازات سامة في مكان مغلق بلا أي تهوية.

كل من نزل وأغلق الباب خلفه تعرض لتركيز قاتل من ثاني أكسيد الكربون، ما أدى لفقدان الوعي والاختناق في ثوانٍ. القبو تحوّل إلى مصيدة صامتة قاتلة، تقتل دون أن تشعر، بلا صراخ، بلا ألم…

وحدها ماريا نجت، لأن الباب بقي مفتوحًا جزئيًا، فتسرب الهواء وأنقذ حياتها.

هكذا، بطاطا قديمة وباب مفتوح حوّلوا قبوًا عاديًا إلى جحيم صامت لعائلة بأكملها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock