منوعات

“النجاة المستحيلة: الطفلة التي كشفت جريمة في قلب الكاريبي”

في نوفمبر عام 1961، قررت عائلة أمريكية مكونة من الأب الطبيب #آرثر دوبرولت، زوجته جينيت، وأطفالهما الثلاثة: بريان (14 سنة)، تيري جو (11 سنة)، ورينيه (7 سنوات)، الانطلاق في مغامرة بحرية لا تُنسى، عبر مياه الكاريبي الدافئة، على متن يخت فاخر اسمه “بلو بيل”.

اليخت كان يقوده جوليان هارفي، رجل ذو ماضٍ غامض، ونجا سابقًا من حوا*دث بحرية مريبة. بدا هادئًا وودودًا، برفقة زوجته الشابة ماري دين.
لكن لم يكن أحد يعرف أن وراء ذلك الوجه المبتسم… وحشاً ينتظر لحظته.

في إحدى الليالي الهادئة، تحوّل البحر المسالم إلى مسرح جريمة مروّعة.
قام هارفي بخنق زوجته حتى الموت، في خطة جهنمية للحصول على أموال التأمين. لكن مصيبته الكبرى كانت في أن أحد أفراد عائلة دوبرولت رآه.

فما كان منه إلا أن قرر إبادة العائلة بالكامل حتى لا يترك شهوداً.
واحداً تلو الآخر، أنهى حياة الأب، والأم، وطفليه الآخرين، وأغرق اليخت لإخفاء كل أثر.
أما الطفلة الصغيرة تيري جو، فقد تركها محبوسة في غرفة أسفل القارب… لتغرق حيّة!

لكنها لم تمت.
بقوة لا تُصدق، تسلّلت تيري جو من الحطام قبل أن يبتلعه البحر، وجدت طوف نجاة صغيراً، صعدت عليه بثيابها المبتلة، دون طعام، دون ماء… وحيدة تمامًا تحت شمس الكاريبي القا*تلة.

كانت أيامًا من الجحيم…
الماء المالح يشقّ شفتيها، والشمس تحرق جلدها الطفولي، والدلافين تحوم حول الطوف وكأنها تواسيها…
لكنها تمسكت بالنجاة.

في اليوم الرابع، وبينما كانت عيناها بالكاد تنفتحان، لمح طاقم سفينة شحن يونانية جسداً صغيرًا يطفو على سطح البحر… لم يصدقوا أعينهم. لقد كانت على قيد الحياة!

في هذه الأثناء، كان جوليان هارفي قد وصل إلى الشاطئ وزعم أن القارب غرق بسبب عاصفة، وأنه الناجي الوحيد.
ابتسم، واعتقد أنه نجا بجريمته الكاملة.

لكن عندما علم أن #تيري جو نجت… انقلب حاله.
خلال ليلة واحدة، كتب اعترافًا غامضًا في غرفة فندق، ثم قطع شرايينه وانتحر، قبل أن ينكشف كل شيء.

شهادة تيري جو، رغم صدمتها وطفولتها، كانت المفتاح الوحيد لكشف جريمة مركبة، بشعة، ومخطط لها بدقة.
أصبحت قصتها أسطورية، ولقّبها الإعلام بـ”الطفلة التي واجهت البحر… والقاتل”.

مرت السنوات، وتغيّر اسمها لاحقًا إلى تيري دوسي فاسبندر. كتبت مذكراتها بعنوان “Alone: Orphaned on the Ocean”.

لكن السؤال الذي بقي عالقًا حتى اليوم: “كم من الوجوه الهادئة تخفي خلفها #شياطين؟” 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock