ad general
قصص قصيرة

حكاية الستر… ووصية أبويا

ads

دخلت الأوضة لقيت بنتي قاعده على الأرض وشعر جوزها في إيديها!
بتضحك ووشها مش طبيعي وعنيها سودة وتهمهم بكلام مش مفهوم
وكان في حاجة غريبة في ريحتها ريحة لحمة نية
جوزها قال بس هي ضربته وقعدت تضحك  وتقول كلام غريب.
الصدمة كانت فوق أي وصف.
كنت شايف بنتي بتتصرف بشكل مابيوصفش وكأنها شخص تاني.
رجعتها البيت والناس اتجمعت والكلام بدأ يزيد.
واحدة قالت بنتك اتحسدت
واحدة تانية قالت دي ممسوسة
وواحد راح قال أكيد في حاجة اتعملتلها.
بس أنا كنت ساكت… جوايا عارف الحقيقة.
عارف إن العضمة اللي بعتها كان فيها سر.
أبويا كان بيكسرها علشان ماحدش يستغلها.
بس أنا… أنا اللي بعتها بإيديا.
وبعدها بدأت الليالي الغريبة.
بنتي بدأت تصحى بالليل تمسك المقص وتقص شعري.
كانت تقول بصوت مش صوتها
لو مجبتليش أكل 
كنت مرعوب وبدأت أوفرلها 10 كيلو لحمة كل يوم.
ده كان بياخد مكسب أسبوع بحاله بس كنت مضطر.
كل يوم كانت تاكلهم لوحدها ووشها متغير وعنيها مش عنيها.
الليل كان مرعب والنهار كنت ماشي مكسور ووشي في الأرض.
الناس بقت تبصلي بطريقة غريبة وكأني عامل حاجة غلط.
وأنا جوايا كل يوم بقول يا ريتني ما كسرت الوعد يا ريتني كنت فهمت اللي كان أبويا بيقوله.
كنت كل يوم أصحى من النوم وأنا مش عارف أنا في كابوس ولا في حياة.
المحل شبه واقف الناس بقت تتجنبني حتى السلام بقوا يقولوه ببرود أو ما يقولهوش خالص.
كل يوم بروح ب كيلو لحمة وأقوم نص الليل ألاقي بنتي بتاكلهم وتضحك.
صوت ضحكتها في المطبخ بقى كأنه جرس إنذار بيعلن عن انهيار البيت وانهيار قلبي أنا كمان.
وبعدين الليلة اللي كسرتني بجد…
صحيت على صوت صراخ بنتي وهي بتعور نفسها ..
ما قدرتش أكمل المشهد كنت هنهار.
الناس عرفت قالوا دي ملبوسة دي متأذية دي اتعملها حاجة.
وأنا… كنت ساكت لكن جوايا بركان بينفجر.
أنا عارف إني غلط أنا اللي فتحت الباب لكل ده وأنا اللي لازم أسده.
وفي عز يأسى وأنا قاعد على الأرض في السوق جالي راجل كبير باين عليه من أهل الخير
قعد جنبي وقاللي كلمة غيرت كل حاجة
ارجع ارجع للوعد اللي خنته وجهز لوجه الله. التوزيع على الفقراء فيه الشفا والستر وإنت محتاج الاتنين.
سألته واجهز بإيه أنا حتى مش معايا حق تمن عجل.
قاللي اتصرف… وربنا هيرزقك.
رحت للحاج شاكر صاحب أبويا كبير 
الراجل ده كان بيحب أبويا كأنه أخوه.
قلتله أنا في ضيقة ومحتاج 30 ألف جنيه أجيب بيهم عجل.
رد عليا رد ما نسيتوش طول عمري
عشان خاطر أبوك لو هديله عمري قليل عليه. إنما إنت… إنت متستهلش جنيه. بس أنا هديك الفلوس عشان عضم الراجل الطيب اللي في تربته.
خدت الفلوس وأنا مكسور وعيوني في الأرض.
جبت العجل وجهزته وبدأت ألف على الناس اللي أبويا كان بيديهم زمان.
باب باب وبيت بيت بوست راسهم وقلت لهم سامحوني أنا نسيت وحرمتكم من حقكم وده مش من أصلي.
وزعت اللحمة واتنفست وكأني قلبي اتغسل.
روحت صليت وبكيت وطلبت من ربنا الستر اللي ضيعته بإيديا.
وفجر اليوم التاني وعد صحتني وقالتلي بصوتها الطبيعي
يا بابا… أنا حلمت حلم غريب. شفت زريبة فيها عجل مدفون وفيه حاجة بتتحرك تحت الأرض كانت شبه تعبان أسود كبير…
اتنفضت قلبي قاللي إن الحلم ده مش عادي.
رحت الزريبة اللي وصفتها وبدأت أحفر حفرت كتير لحد ما لقيتها…
العضمة اللي بعتها.
كانت لسه هناك ومكتوب عليها طلاسم غريبة واسم بنتي بالحروف.
وكانت العضمة متشرخة من النص بالضبط نفس الشرخ اللي حصل لما السكينة جات عليها وأنا بشفي العجل.
خدتها وكسرتها قصاد عيني وأنا بدعي ربنا يرفع البلاء.
في نفس الليلة وعد قامت تاني لبست هدومها وخدت دش وخرجت من أوضتها زي زمان.
وشها منور ضحكتها رجعت وقالتلي
بابا… أنا مرتاحة ومبقتش حاسة بأي وجع.
حضنتها وبكيت وبكيت لدرجة إني فقدت النفس بس كنت حاسس إني اتولدت من جديد.
والغريب إن من تاني يوم المحل بدأ يرجع.
الناس بدأت تدخل والزبائن رجعت وأول عجل اتباع في أقل من ساعتين.
الحاج شاكر بعتلي عجل تاني وقاللي ده حلاوة شفا وعد.
ورفض ياخد فيه فلوس.
وبعد أيام الناس كانت بتزغرد في الشارع لما يشوفوا وعد داخلة المحل.
رجعت زي ما كانت والأرزاق فتحت والمحل رجع فيه الروح.
من يوم ما بنتي وعد رجعت لطبيعتها والدنيا بدأت تتفتح من تاني كأن باب السماء كان مقفول وتفتح فجأة.
المحل بقى شغال الناس رجعت تشتري وناس كتير كانت بتيجي مخصوص تسأل على وعد يقولولي
الريحة رجعت… ريحة أبوك الله يرحمه.
وعد اللي كانت بتقعد بالساعات مع جدها زمان رجعت مكانها في المحل بتقف جنبي على الطاولة
تمسك السكينة وتقطع وتحضر الأكياس للفقراء قبل الزباين وتحفظ الوشوش زي ما كانت وهي صغيرة.
ولقيت نفسي لأول مرة من سنين مبسوط وأنا بجهز وأنا بوزع وأنا بدي كل محتاج حقه بدون ما يسأل.
ومن يومها خدت عهد على نفسي
كل يوم لازم أطلع 10 كيلو لحمة للفقراء من غير حساب ومن غير تفكير ومن غير ما أستنى حاجة من حد.
ومع الوقت بقيت بحس إن اللحمة دي اللي بتخرج دي هي اللي بتجيب الزباين
وإن المحل

ads
الصفحة السابقة 1 2 3الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock