
((وداعاً هدير)) ضحية السحر و الأعمال
أي إنسان ممكن يوصل لدرجة القسوة دي؟ حسبي الله ونعم الوكيل.
آخر رسالة وصلت لهدير كانت صدمة هدمت قلبها قبل ما المرض يكمل عليها. رسالة كلها حقد وطاقة سلبية، كأنها مكتوبة بيد شيطان، مليانة دعاء بالهلاك والوجع والموت. هدير فتحتها بالصدفة وهي فاكرة إنها رسالة تطمين… لكنها كانت الضربة اللي كسرت ضهرها.
هدير، بنت من الشرقية، بسيطة ومؤدبة وناجحة في شغلها، والكل يشهد بأخلاقها. أم لطفلة صغيرة، وكل حلمها إنها تربي بنتها وتعيش معاها في أمان… ماطلبتش من الدنيا غير الستر والراحة.
تعبت فجأة، والناس كانت بتبعت لها رسائل دعاء ودعم… لحد ما فتحت الرسالة اللي كانت آخر ما تتوقعه. رسالة من واحدة عملت حساب مزيف علشان تقول لها إنها مؤذيّاها وعاملة لها سحر، وإنها مش هترتاح غير لما تشوفها مُنهارة!
هدير كتبت بعدها:
“والله العظيم مبقاش نافع معايا أي مسكن… مبقتش عارفة أشرب مية حتى. أخدت علاجات مالهاش آخر، رجعت الشرقية ومش قادرة آكل ولا أشرب ولا أتحرك… معنديش غير حسبي الله ونعم الوكيل.”
وبعد رحلة ألم طويلة… هدير فارقت الحياة.
راحت لرب أحن من كل البشر… وتركت بنت صغيرة اتحرمت من حضن أمها، وتركت لنا حق لازم ندعي إنها تاخده من كل من ظلمها وأذاها.
ليه القلوب بقت قاسية بالشكل ده؟ ليه ناس مستعدة تكسر إنسان، وتهد روحه، وتدمره حسدًا وحقدًا؟
قال تعالى:
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾
وقال سبحانه:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾
اللهم ارحم هدير رحمة واسعة، واجعل كل ألم مرّت به نورًا يرفع درجاتها.
اللهم اقتص لها ممن ظلمها، ورد كيد كل مؤذٍ في نحره، واشف كل مبتلى، ولا تجعل للسحر ولا لأهله سلطانًا على أحد.





