ad general
قصص قصيرة

قصة كانت عمرها عشر سنوات حينما زفت إلى عريسها

ads

مكان غريب عنها. وعندما جلست على الأرض وبدأت ترسم بأصابعها دوائر صغيرة قال لها اسمعي يا ابنتي لن أؤذيك ولن أجبرك على شيء. ستكونين هنا آمنة حتى نجد لك حياة تليق بك. نظرت إليه بدهشة وكأنها لا تصدق كلماته ثم عادت إلى اللعب بصمت لكن قلبها بدأ يشعر ببعض الأمان.
في الليلة التالية اجتمع مع عائلته وأخواته وأخبرهم أنه لن يمس الفتاة ولن يعاملها كزوجة بل سيعاملها كابنة تحتاج للحماية. اڼفجرت أخته الكبرى غاضبة الناس سيتحدثون عنا! سيقولون إنك رفضت زوجتك ليلة الزفاف! لكنه ظل ثابتا وقال ليقولوا ما يشاؤون أنا لن أشارك في ظلم طفلة. حاولت العائلة إقناعه بالسكوت وعدم إثارة المشاكل لكنه كان قد حسم أمره بالفعل.
في الأيام التالية بدأ يبحث عن أقارب بعيدين للطفلة أو أحد يمكنه رعايتها بطريقة تضمن لها التعليم والحياة الطبيعية. وجد في النهاية أسرة خيرية في المدينة المجاورة تهتم بالأيتام فتواصل معهم وشرح لهم الوضع. رحبوا بالفكرة ووعدوه أنهم سيعاملونها كابنتهم. قبل أن يصحبها إلى هناك جلس معها وقال أعرف أنك تفتقدين لعبتك وأمك لكني وعدتك أن أحميك وسأفي بوعدي. هنا ستجدين من يهتم بك ويرعاك.
عندما وصلت الفتاة إلى البيت الجديد استقبلتها السيدة المسؤولة بعناق حار وأعطتها لعبة صغيرة جديدة فانفرجت أساريرها للمرة الأولى منذ أيام. التفتت إلى العريس وقالت له بصوت مرتجف شكرا لأنك لم تتركني وحدي. كاد أن يبكي لكنه تماسك وأجابها أنت أمانة والآن أنت في مكان آمن. ثم غادر المكان وعيناه تدمعان لكنه شعر براحة لأنه اختار الصواب رغم العادات القاسېة.
مرت السنوات وكبرت الفتاة وأصبحت شابة متعلمة قوية الشخصية وكانت كلما واجهت صعوبة في حياتها تتذكر الرجل الذي رفض أن يسلب طفولتها رغم أن
القانون والعادات كانت تسمح له. ظلت تدعو له في صلاتها دائما وأصبحت قصتها تروى في القرية كدرس قاس عن العادات الظالمة التي قد ټحطم حياة أبرياء وعن إنسان واحد اختار أن يكون رحيما في وجه قسۏة المجتمع.

ads
الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock