
أسمهان الأطرش… القمر اللي اختفى في عزّ الليل
في يوم من الأيام، كان فيه صوت في الدنيا اسمه أسمهان، صوت يِخليك تحس إنك بتسمع ملاك مش إنسانة. بنت اسمها الحقيقي آمال فهد إسماعيل الأطرش، أخت الموسيقار الكبير فريد الأطرش، اتولدت سنة 1912 في سوريا في عيلة درزية معروفة، وبعد شوية اضطرت العيلة تهرب لمصر بسبب ظروف سياسية وقتها.
من وهي صغيرة، كانت مختلفة. صوتها فيه نغمة مش شبه حد، ودمها خفيف وأناقتها ملوش مثيل. بدأت تغني مع أخوها فريد، والناس اتكلمت عنها بسرعة: “البنت دي هتبقى نجمة!”
وفعلًا، نجحت، وبقت واحدة من ألمع الأصوات في التلاتينات والأربعينات، وغنّت في الإذاعة ووقفت جنب كبار النجوم.
🎬 من الغُنا للسينما
دخلت أسمهان السينما في فيلم “انتصار الشباب” مع فريد الأطرش، والناس حبتها مش بس عشان صوتها، لكن كمان لجمالها وسحرها. بعدها شاركت في فيلم “غرام وانتقام”، اللي للأسف ما خلصتش تصويره بسبب وفاتها، واضطر المخرج يحط مشاهد بديلة عشان يكمل الفيلم بعد رحيلها.
🕵️♀️ الحكاية اللي قلبت الدنيا
وسط شهرتها، بدأت تطلع قصص غريبة عنها. في ناس قالت إنها كانت على علاقة بمسؤولين كبار، وفي اللي قال إنها كانت بتتعامل مع المخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية التانية، عشان تساعد الإنجليز في إقناع زعماء جبل الدروز إنهم ما يقفوش مع فرنسا الفيشية.
وفي ناس تانية قالت إن فرنسا كانت عايزة تتخلص منها لأنها “خانتها”.
اللي زاد النار، إنها كانت دايمًا غامضة في حياتها، مش بتخلي حد يعرفها قوي، وده خلّى الإشاعات تكتر حواليها.
💔 اليوم الأخير… ونهاية مش مفهومة
في يوم 14 يوليو 1944، أسمهان كانت رايحة رأس البر مع صاحبتها ماري قلادة لقضاء يومين راحة من ضغط الشغل.
وهما في الطريق بسيارة تاكسي، العربية فجأة انزلقت في ترعة قريبة من مدينة طلخا، وغرقت أسمهان وصاحبتها في لحظات.
المفاجأة؟ السواق الوحيد اللي كان معاهم طلع سليم… وبعد كده اختفى تمامًا! ولا حد عرف عنه حاجة بعدها.
التقرير الرسمي قال إنها حادث سير، لكن كل الناس وقتها قالت: “مستحيل”.
إزاي السواق يختفي؟ وليه ما اتعملش تحقيق جدي؟ وليه اتقفلت القضية بسرعة كده؟
🧩 مين اللي ورا موتها؟
من ساعتها، الناس اتقسمت:
- في اللي بيقول إن المخابرات البريطانية خلّصت عليها بعد ما خلص دورها معاهم.
- وفي اللي شايف إن الفرنسيين هما اللي انتقموا منها.
- والبعض اتهم أم كلثوم بسبب الغيرة الفنية، خصوصًا بعد ما انتشرت شائعات إنهم كانوا بيتنافسوا على القمة (لكن مفيش أي دليل على كده).
- حتى جوزها التالت أحمد سالم اتقال عليه إنه كان متورط، رغم إنه بعدها حاول يثبت براءته وقال إنه كان بيحبها حب حقيقي.
لكن الحقيقة؟ محدش عرف.
فضلت أسمهان لغز كبير، موتها زي حياتها، غامض وساحر.
🌹 بعد الرحيل
فريد الأطرش اتكسر بعد موتها، وقال إنها كانت مش بس أخته، كانت جزء من روحه.
فيلم “غرام وانتقام” نزل بعد موتها، وكان نجاح ساحق، لكن كل مشهد فيه كان بيخلي الناس تبكي.
ورغم مرور السنين، لسه أسمهان عايشة في الذاكرة، مش بس بصوتها اللي مش بيتكرر، لكن كمان بسبب نهايتها اللي محدش قدر يفسّرها.
فضلت “الست اللي ماتت غرقانة في بحر الأسرار”، وكل مرة يتفتح الموضوع، الناس ترجع تسأل:
“مين قتل أسمهان؟”
ليه قصة أسمهان لسه لغز؟
اللي يعرف حكاية أسمهان يعرف إن موتها مش مجرد نهاية فنانة جميلة، لكن حكاية عن قدر غريب، وعن حياة عاشت بسرعة الصاروخ وماتت وهي لسه في عزّ شبابها.
يمكن أسمهان كانت أذكى من الزمن اللي عاشت فيه، ويمكن كانت جريئة زيادة عن اللزوم. دخلت عوالم السياسة والفن والمخابرات في وقت كان فيه كل حاجة ممنوعة على الستات.
بس اللي أكيد إن أسمهان كانت استثنائية. صوتها سابق عصره، شخصيتها مثقفة ومتمرّدة، وده خلاها دايمًا في دايرة الضوء والخطر معًا.
وعشان كده، لحد النهارده، بعد أكتر من تمانين سنة على موتها، لسه الناس بتسأل:
هل كانت النهاية صدفة؟ ولا تصفية حسابات؟
فيه حاجات في حياة أسمهان مش هتتقال، وممكن تكون اتدفنت معاها في الترعة يومها.
بس صوتها فضل شاهد على إنها كانت “نجمة مش عادية” — نجمة لمعت بسرعة، وانطفت فجأة، بس ضوءها لسه منور في وجدان الناس.
يمكن عمر الحقيقة ما يتعرف،
بس المؤكد إن أسمهان فضلت رمز للغموض والجمال… الصوت اللي اتقتل، لكن ما سكتش أبداً.





