
مثلث برمودا: لغز البحر الذي يبتلع كل شيء
في قلب المحيط الأطلسي الغربي، تقع منطقة شاسعة بين ميامي، برمودا، وسان خوان تُعرف باسم مثلث برمودا، أو كما يسميها البعض: “مثلث الشيطان”. هذه المنطقة لم تكن مجرد رقعة على الخريطة، بل بوابة للأسرار التي جعلت البحارة والطيارين يعيشون رعباً لا يُنسى.
القصص الغريبة عن المثلث بدأت تنتشر منذ القرن العشرين، حين أبلغ البحارة عن سفن تختفي فجأة، وطائرات تفقد كل إشاراتها، وأجهزة الملاحة تتوقف بلا سبب واضح. كان الأمر أشبه بعالم آخر يلتهم كل من يجرؤ على دخوله.
أشهر الحوادث الغامضة
- رحلة 19 (1945): خمسة قاذفات تابعة للبحرية الأمريكية أُرسلت في مهمة تدريبية، لكنها اختفت دون أي أثر. لم يُعثر على الطيارين، وفقدانهم هز العالم وأشعل الرعب حول المثلث.
- السفينة سايكلوبس (1918): سفينة شحن ضخمة اختفت مع حمولتها بالكامل. لم يُعثر على أي حطام، وكان آخر ما تم الإبلاغ عنه هو توقف محركها فجأة.
- SS Marine Sulphur Queen (1963): سفينة الكبريت الأمريكية اختفت خلال رحلتها التجارية. بعض الحطام ظهر لاحقاً، لكن السبب الحقيقي للاختفاء بقي مجهولاً.
تفسيرات الغموض
تعددت النظريات حول سبب الاختفاءات، بعضها علمي وبعضها خيالي:
- ظواهر طبيعية: الأعاصير المفاجئة، التيارات القوية، وطريقة تشكل المياه في هذه المنطقة تجعل السفن والطائرات عرضة للخطر.
- الغازات المنبعثة من المحيط: بعض العلماء يقولون إن غاز الميثان المنبعث من قاع البحر قد يقلل من كثافة المياه، فيغرق السفن فجأة.
- تدخلات خارقة للطبيعة: من الأهرامات الغامضة في قاع المحيط إلى الأجسام الطائرة المجهولة “UFOs”، يعتقد بعض محبي الغموض أن المنطقة بوابة زمنية أو بعد آخر.
- أخطاء بشرية: في بعض الحالات، أخطاء الملاحة والطقس السيء كانت السبب الرئيسي.
اللغز مستمر حتى اليوم
حتى يومنا هذا، يظل مثلث برمودا لغزاً لم يُحل. السفن والطائرات ما زالت تختفي بلا سبب واضح، والبحارة والطيارون يتحدثون عن شعور غريب كما لو أن البحر نفسه يبتلع كل شيء دون رجعة. وبين العلم والأسطورة، يظل السؤال قائماً: ما الذي يحدث حقاً في مثلث برمودا؟
وهكذا، يظل هذا المثلث رمزاً للأسرار التي لم يكشفها الإنسان بعد، ومكاناً يثير الفضول، الرعب، والإعجاب في آن واحد.





