“قضية اليد المقطوعة: العدالة الإلهية تكشف الجريمة”
**– إحكي لنا عن أغرب قضية مرّت عليك؟**
**▪︎** المستشار: *هحكيلك عن قضية عمري ما بنساها… قضية أنا شخصيًا بسميها “العدالة الإلهية فوق العدالة البشرية”.*
كنت وقتها قائم بعمل رئيس النيابة… وفجأة التليفون رن. نيابة في القاهرة بتبلغني إن في جـ ـثـ ـة وُجدت منتـ ـحـ ـرة داخل عمارة فاخرة على النيل، ومفتش الصحة قال مفيش شبهة جنائـ ـية.
لكن… أول ما شفت التقرير المبدئي، لقيت حاجة قلبت الموضوع كله: **قـ ـطـ ـع كامل في اليـ ـد اليسرى!** ودي علامة اتعلمنا في مركز الدراسات القضائية إنها ترجّح وجود شبهة جـ ـنائـ ـية، لأن مفيش منتـ ـحـ ـر بيقدر يفـ ـصل مِعـ ـصـ ـم إيده لآخر لحظة… القـ ـوى بتخـ ـور وبيوقف.
بلغت المحامي العام وقررنا نسحب القضية للنيابة الكلية… واتعمل قرار بتشـ ـريح الجـ ـثـ ـة.
خرجت لإجازتي… وهنا بدأت الغرابة.
رجعت 1/9، لقيت زميلي بيعرض نفس القضية على المحامي العام… مفيش أي دليل غير تحريات بتقول إن في خصـ ـومة بين المتـ ـوفى وزوجته… وده مش كفاية لتوجيه اتـ ـهـ ـام.
وكان خلاص هيحفظها… لكن فجأة زميلي قال: **“يا معالي الباشا… بقالي ٣ أيام بحلم براجل إيده فيها د*م وبيقولي هات لي حـ ـقـ ـي!”**
الغريب؟ المحامي العام رد: **“وأنا كمان بقالي ٣ أيام بشوف نفس الرؤية!”**
المشهد اتقلب… قاله: “الموضوع ده مش طبيعي… هات أمر إحالة فورًا.” واتحالت القضية لمحكمة الجـ ـنـ ـايات.
بعد شهور… المحكمة حكمت بـ **المؤبـ ـد** على زوجة المجـ ـنـ ـي عليه. المتهمـ ـة حاولت تطعـ ـن… لكن محاميها قدّم الطعـ ـن متأخر، فاترفض… واتثبت الحكم.
لكن المفاجأة الأكبر لسه…
بعد ما بدأت تقضي العقـ ـوبة، ظابط مباحث استلم بـ ـلاغ من محل مجوهرات… ناس بتحاول تبيع دهب مسـ ـروق، ومنه “ساعة”. لما اتسألوا جابوها منين… اعترفوا:
**“استلمناها من شقة الراجل اللي اتقـ ـتل في العمارة على النيل… وزوجته هي اللي استأجرتنا نخلّص عليه.”**
وهنا تكتمل الحكاية… القضية اللي كانت هتتحفظ، اتكشفت خيوطها بطريقة محدش يقدر يفسرها…
**فعلاً… العدالة الإلهية فوق أي عدالة بشرية.**
— المستشار محمد بهاء الدين أبو شقة
