
بقيت 42 سنة في غيبوبة بعد ا.غتصا.بها
في أروقة مستشفى كينج إدوارد بمدينة مومباي الهندية، كانت الممرضة الشابة أرونا شانبوغ تؤدي عملها في ليلة باردة من 27 نوفمبر عام 1973. تتحرك بهدوء بين الغرف، تطمئن على المرضى، تراجع الأجهزة، وتؤدي واجبها بإخلاص كعادتها، دون أن تعلم أن تلك الليلة ستغيّر مجرى حياتها إلى الأبد.
في لحظة غدر، تسللت يد آثمة من خلفها، عامل في المستشفى باغتها وأمسك بها بقوة، ثم جرّها إلى غرفة مظلمة خالية، واضعًا يده على فمها كي يمنع صراخها. حاولت أرونا المقاومة بكل ما تملك، لكن جسدها الضعيف لم يقوَ على عنف المجرم. هناك، في ظلمة الغرفة، تعرّضت لاعتداء وحشيّ أنهى براءتها إلى الأبد.
ولم يكتفِ المجرم بفعلته، بل خشي أن تفضحه إن استيقظت، فقرر أن ينهي حياتها. التقط سلسلة حديدية كانت تُستخدم لتقييد الكلاب، ولفّها حول عنقها بقسوة حتى انقطع نفسها وسكنت حركتها. ظنّ أنها فارقت الحياة، فتركها وغادر المكان، تاركًا خلفه جسدًا يئنّ في صمت.
في صباح اليوم التالي، عُثر على أرونا فاقدة الوعي، على وشك الموت. أظهرت الفحوص أن الأكسجين انقطع عن دماغها لفترة طويلة، ما سبب تلفًا دائمًا في المخ وشللًا تامًا أدخلها في غيبوبة استمرت 42 عامًا.
أثارت الجريمة غضبًا واسعًا في الهند، وتم القبض على الجاني، لكنه لم يُدان بمحاولة القتل، بل فقط بالاعتداء والسرقة، ليُحكم عليه بسبع سنوات فقط، خرج بعدها ليكمل حياته بحرية… بينما بقيت أرونا أسيرة سريرها، لا تتحرك، لا تتكلم، تتغذى عبر أنبوب، تحدق في الفراغ، بين الحياة والموت.
مرت العقود، وأصبحت قضيتها رمزًا للألم الإنساني. في عام 2011، كتب الصحفي بينكي فيراني عنها كتابًا مؤلمًا بعنوان Aruna’s Story، ودعا إلى تشريع القتل الرحيم لإنهاء معاناتها. تقدم بطلب رسمي للمحكمة العليا لإنهاء حياتها بسلام، لكن المحكمة رفضت، بحجة أن حالتها مستقرة.
ظلت أرونا على حالها، جسدها ينبض بلا وعي، إلى أن جاء مايو عام 2015، حين أصيبت بالتهاب رئوي حاد أنهى رحلتها الطويلة. توقف قلبها أخيرًا بعد اثنين وأربعين عامًا من الغيبوبة، لتصبح واحدة من أطول الحالات في التاريخ التي بقيت على قيد الحياة دون وعي.
رحلت أرونا شانبوغ بهدوء، بعد أن سُلبت منها الحياة وهي ما زالت تتنفس…
وربما كان موتها، أخيرًا، أول لحظة حقيقية للراحة بعد أربعة عقود من الصمت والألم 💔.





