“الضحية القادمة: رسالة من الظلام”
قبل ما أرد، أشارت بإيديها ناحية الشقة اللي في وش شقتي، وبعدين… اختفت.
غمضت عيني لحظة، ولما فتحتها لقيتها قاعدة جوه شقتي على الكنبة!
قدامها فنجان قهوة، والباب ورايا اتقفل بهدوء.
وفجأة سمعت صوت في المطبخ… معالق وسكاكين بتتحرك لوحدها.
سمعتها بتتكلم بصوت غريب وقالت:
“جوزي كان هنا كل يوم… بيخوني مع جارتي. وفي يوم قررت أزورها وأشرب معاها فنجان قهوة… وهي دلوقتي بتعمله، بس متعرفش إن الفنجان ده… كان نهايتها.”
وفجأة، ظهرت ست تانية طالعة من المطبخ…
وشها كله مكسور فيه إزاز فنجان، والدم نازل من عينيها على خدودها بخطوط مستقيمة!
جسمها كله مليان جروح وإزاز مغروس فيه…
رجعت لورا مرعوبة، والست اللي على الكنبة وقفت، وكَسرت فنجانها وقالت:
“خلصت عليها وعلى نفسي… بس مش قادرة أسيب المكان. كل مرة تسكن واحدة جديدة، لازم تموت… لازم تنتقم!”
بدأت تمشي ناحيتي بخطوات تقيلة ووشها بيبهت أكتر وأكتر…
دفعتني بقوة، وقعت على الأرض، ومسكت قطعة إزاز، قربتها من عيني وقالت:
“هسيبك تمشي… بس بشَرط!
مترجعيش الشقة دي تاني،
ولما أرجع، لازم ألاقي واحدة جديدة مكاني، ضحية مكانك!”
سابت إيدي، فتحت الباب وانا بجري على السلم، مش قادرة أتنفس.
ولما وصلت تحت… لقيت سالي واقفة مع البواب،
وهو بيسلمها نفس الكرتونة الزرقا اللي أنا كنت لقيتها فوق!
ساعتها فهمت…
سالي كانت اللي ساكنة قبلي في نفس الشقة.
هي اللي بعتتلي الرسالة علشان أكون “البديلة” مكانها،
علشان هي تنجو… وأنا أكون الضحية الجاية.
اتصلت بمي وأنا ببعيط وبقول بصوت بيرتعش:
“مي! مين اللي اختارلي الشقة دي؟!”
قالت بخضة:
“إنتِ بتقولي إيه؟ حصل إيه؟!”
صرخت وقلت:
“سالي هي اللي قالتلك عليها، صح؟!”
ردت بصوت متردد:
“أه… سالي اللي طلبت مني أجيبها ليكي. بس كانت مصرة متقوليش إنها السبب… في إيه؟!”
بصيت قدامي، لقيت سالي واقفة قدام عربيتها،
بصالي بنظرة كلها ندم وحسرة…
وقتها عرفت إنها فعلاً ضحّت بيا عشان تنقذ نفسها.
فتحت تليفوني، وبصيت على الرسالة اللي كانت بعتها لي من البداية…
كانت مبعوته الساعة 12:48 بعد منتصف الليل.
هي ما كانتش بتحكيلي…
هي كانت بتسلّمني.
ولحد النهارده، كل ما الساعة تقرب من 12:48،
بحس إن الست دي راجعة… وبتدور على اللي بعدها 💀
