منوعات

“الهرمونات والإنزيمات: كيف يصنع جسدك الحياة لحظة بلحظة”

الهرمونات والإنزيمات اسمان يترددان كثيرًا في عالم الطب وعلم الأحياء، لكن الفرق بينهما يشبه الفرق بين القائد الذي يضع الخطة والعامل الذي ينفّذها بدقة في اللحظة المناسبة.

فالهرمونات ليست مجرد مواد كيميائية؛ إنها رسائل استراتيجية يُفرزها الجسم لتنتقل عبر الدم من الغدد إلى الأعضاء البعيدة، لتخبرها متى تبدأ أو تتوقف أو تغيّر نشاطها. إنها تتحكم بالإيقاع العام للحياة: النمو، مستويات السكر، المزاج، الطاقة… وكل ذلك بكميات ضئيلة جدًا، لكن تأثيراتها تمتد زمنًا لأنها تعيد ضبط عمل الخلايا نفسها.

أما الإنزيمات، فهي الأدوات الدقيقة والسريعة داخل الخلايا أو حولها. لا تُصدر أوامر، بل تنفّذ. إنها بروتينات متخصصة تسرّع التفاعلات الكيميائية بمئات أو آلاف المرات: من الهضم إلى بناء الجزيئات الضرورية لاستمرار الجسم. تعمل خلال أجزاء من الثانية، وهي مسؤولة عن الحركة المجهرية المستمرة بلا توقف.

باختصار: الهرمونات تنظّم، والإنزيمات تنجز.
فالهرمونات تضع الإيقاع، بينما الإنزيمات تعزف كل نغمة في توقيتها المحدد.
ومن هذا التناغم الخفي يولد كل ما نراه ونعيشه من حياة يومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock