الصحة والحياة

تحريم الجماع وقت العادة الشهرية: الرابط بين الدين والعلم

تظل مسألة تحريم الجماع أثناء الدورة الشهرية واحدة من الأحكام الدينية التي أثارت فضول الكثيرين، لكنها في الواقع ليست مجرد نص ديني تقليدي، بل لها خلفية علمية وصحية واضحة تؤكد حكمة الشريعة في حماية المرأة وصحتها.

1. الرؤية الدينية

أوضح القرآن الكريم هذا الحكم في قوله تعالى:

“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ”
[سورة البقرة: 222]

الرسالة واضحة: الابتعاد عن الجماع أثناء الحيض حتى تطهر المرأة، حماية لها ولزوجها، وتفادي أي أذى محتمل.

2. الرؤية العلمية

العلم الحديث يؤكد أن هناك أسباب صحية قوية وراء هذا التحريم:

  • زيادة خطر العدوى: أثناء الدورة، تكون بطانة الرحم أكثر عرضة للالتهابات، والجماع يزيد من فرصة انتقال البكتيريا والفيروسات، ما قد يؤدي إلى التهاب الرحم أو المهبل.
  • تأثر الجهاز المناعي: التغيرات الهرمونية تقلل من مقاومة الجسم خلال الدورة، ما يجعل المرأة أكثر عرضة للأمراض.
  • مشاكل صحية للزوجين: الدم يشكل وسطًا خصبًا للبكتيريا، ما قد يزيد خطر الالتهابات عند الزوج أيضًا.

3. حكمة الجمع بين الدين والعلم

هنا تظهر روعة الشريعة الإسلامية: فهي تحمي المرأة جسديًا وروحيًا، وتضع حدودًا تحمي العلاقة الزوجية من أي أضرار محتملة، دون أن تشعر المرأة بأنها مجرد تقليد أو فرض صعب.

باختصار، تحريم الجماع وقت الدورة ليس مجرد أمر ديني تقليدي، بل هو توافق مذهل بين النص الديني والحكمة العلمية، يضمن الصحة البدنية والنفسية للمرأة، ويحمي العلاقة الزوجية من مخاطر صحية محتملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock