
لغز الـ22 عامًا ينفجر بصورة سيلفي!
التقطت فتاة صورة سيلفي مع صديقتها، فكان ذلك كفيلًا بكشف لغز ظلّ غامضًا لمدة 22 سنة.
ففي حادثة نادرة، اكتشفت فتاة بالصدفة أن زميلتها في المدرسة، التي اعتادت التقاط الصور معها، ليست مجرد صديقة… بل شقيقتها المفقودة.
تعود القصة إلى أبريل 1997، حين اقتحمت امرأة متنكرة بزي ممرضة أحد مستشفيات مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، وخطفت رضيعة لم يتجاوز عمرها ثلاثة أيام بينما كانت والدتها نائمة. لم يكن أحد يعلم أن الحقيقة ستنكشف بعد 17 عامًا وبمصادفة غريبة.
في تلك الفترة، كان الزوجان “لافونا” و”مايكل” يعيشان حياة هادئة ويحلمان بطفل يملأ منزلهما، لكن معاناتهما مع تكرار الإجهاض جعلت الأمر شبه مستحيل. وفي محاولة يائسة، أجهضت لافونا في شهرها السابع لكنها أخفت الأمر عن زوجها، وقررت الادعاء بأنها ما زالت حاملًا.
ولتنفيذ خدعتها، استغلت غياب مايكل وتوجهت إلى مستشفى “جرووت شور” متنكرة، وخطفت الرضيعة ثم عادت بها إلى المنزل على أنها طفلتهما المنتظرة.
استقبل مايكل الطفلة بفرح كبير، معتقدًا أنها وُلدت أثناء غيابه، ولم يشك لحظة في القصة.
سُمّيت الطفلة “ميشي” ونشأت في كنف الأسرة التي ربتها، بينما كان والداها الحقيقيان، “مورن” و”سيليست”، يعيشان ألم فقدان ابنتهما “زيفاني”، ويحييان ذكرى ميلادها كل عام أملًا في عودتها.
في عام 2015، بدأت القصة تتكشف عندما تعرّفت ميشي على طالبة جديدة تُدعى “كاسيدي نيرس”، تصغرها بثلاث سنوات وتشبهها بشدة. ورغم تجاهل ميشي لهذا الشبه في البداية، إلا أن انجذابًا غريبًا جعل الصديقتين تقضيان وقتًا أطول معًا، ولاحظ الجميع التطابق الواضح بينهما.
التقطت الفتاتان صورة سيلفي، وعلّق أصدقاؤهما بأنهما تبدوان كأنهما شقيقتان. وعندما عرضتا الصورة على أسرتيهما، بدأ الشك يتسلل إلى الجميع.
تحقق والدا كاسيدي من تاريخ ميلاد ميشي، لتجيب بأنها من مواليد 30 أبريل 1997… وهو نفس تاريخ مولد الرضيعة المختطفة زيفاني.
بعد مدة قصيرة، تلقت ميشي استدعاءً من مدير المدرسة، لتجد في انتظارهما موظفيْن اجتماعييْن أبلغاها بقصة اختفاء طفلة من المستشفى قبل 17 عامًا. ورغم إنكارها في البداية، وافقت على إجراء فحص الحمض النووي.
وجاءت النتيجة صادمة… ميشي هي زيفاني المفقودة.
تم القبض على لافونا، بينما أثبت التحقيق أن زوجها مايكل لم يكن على علم بالجريمة. ورغم تمسّك لافونا بإنكارها، أصرّت المحكمة على محاسبتها، وصدر الحكم بسجنها 10 سنوات عام 2016 بتهمة الاختطاف والاحتيال وانتهاك حقوق الطفل، وسط انتقادات بسبب عدم إبدائها أي ندم.
وهكذا… تحولت صورة سيلفي عادية إلى مفتاح حلّ لغز دام أكثر من عقدين.





